صحة غزة تعلن الانهيار التام لمستشفياتها ودعوات أممية لإدخال الوقود والأدوية للقطاع
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة "الانهيار التام" للمنظومة الصحية في كل مستشفيات القطاع، بينما طالبت منظمة الصحة العالمية ووكالة الأونروا بسرعة إيصال الوقود والمستلزمات الطبية إلى غزة.
وقال وكيل وزارة الصحة الفلسطينية بغزة الدكتور يوسف أبو الريش إن المنظومة الصحية في القطاع وصلت إلى مرحلة الانهيار الشامل رغم فتح المستشفيات أبوابها.
وأضاف في مقابلة مع الجزيرة أن جزءا كبيرا من الأدوية والمستلزمات الطبية قد نفدت، كما أغلقت الطاقة السريرية للمستشفيات.
من جانبه، قال المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة الدكتور محمد زقوت، إن 8 مستشفيات توقفت عن العمل منذ بدء الحرب.
وأضاف زقوت، في مقابلة مع الجزيرة، أن إجراءات الاحتلال العقابية تهدد بقطع الخدمة عن بعض المستشفيات الكبرى، مشددا على أن عدم وصول الوقود إليها ينذر بكارثة كبرى.
ولليوم الـ18 يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها وأسقطت آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين الفلسطينيين.
انقطاع الكهرباء
ومع التراجع التدريجي في كميات الوقود التي تشغل مولدات المستشفيات، أعلن الطاقم الطبي في المستشفى الإندونيسي عن انقطاع الكهرباء عن المستشفى الواقع في منطقة بيت لاهيا (شمال)؛ قبل عودته مجددا وهو ما يهدد بخروجه من الخدمة في أي وقت.
وأظهرت صور مشاهد الظلام الدامس بالتزامن مع وصول عشرات الجرحى إلى المستشفى في الفترة التي شهدت انقطاعا للكهرباء.
ودعت شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة كل الأطراف إلى العمل الحثيث والعاجل لتشغيل سريع ومستمر للمصادر الكهربائية بالقطاع.
وقالت الشركة، في بيان، إن عدم توفر الكهرباء يهدد بشكل مباشر بتوقف كل القطاعات الحيوية عن العمل مما سيزيد من معاناة الناس ويعرض حياة الكثيرين للخطر ولا سيما الجرحى والمرضى والنازحين.
تحذيرات أممية
وفي سياق متصل، قالت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء إنها لا تزال غير قادرة على توزيع الوقود أو الإمدادات الصحية الأساسية المنقذة للحياة على المستشفيات الكبرى في شمال غزة بسبب نقص الضمانات الأمنية.
ودعت المنظمة إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية حتى يتسنى إيصال الإمدادات الصحية والوقود بأمان إلى جميع أنحاء قطاع غزة".
من جهتها، حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا من أنه في حال عدم دخول الوقود اللازم إلى القطاع فإن عملية توصيل المساعدات وتحلية المياه وتشغيل المستشفيات ستتوقف يوم غد الأربعاء.
وقالت تمارا الرفاعي المتحدثة باسم الوكالة إن "الوقود أمر ملح للغاية لأنه دون الوقود لن تتمكن الشاحنات نفسها من التحرك".
وتابعت "دون الوقود، لا تستطيع المولدات توليد الكهرباء للمستشفيات والمخابز ومحطة تحلية المياه".
ووجهت منظمات الأمم المتحدة نداءات يائسة بشكل متزايد منذ أن فرضت إسرائيل حصارا كاملا على القطاع الساحلي وبدأت منذ 18 يوما حملة عنيفة لقصف وتدمير الأحياء السكنية، مما أدى إلى استشهاد 5800 فلسطيني، جلهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 15 ألف مصاب.
وبدأت شاحنات المساعدات في التحرك إلى غزة من مصر يوم السبت بعد جهود دبلوماسية مكثفة، لكن الوكالات تقول إنها غير كافية على الإطلاق. ويعاني نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من انعدام المأوى، وأصيب الكثيرون، كما أن هناك نقصا في الغذاء والمياه النظيفة.
وقال المتحدث باسم مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، إن "المساعدات التي استؤنفت من مصر في مطلع الأسبوع هي مجرد قطرة في محيط مما هو مطلوب".
كما قال نائب رئيس قسم الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، بريان لاندر، إن دعم سكان غزة كان يتطلب نحو 465 شاحنة من المساعدات الإنسانية يوميا قبل اندلاع الصراع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
يا له من عار.. غضب في إيران بسبب انقطاع الكهرباء
قالت صحيفة "فاينانشل تايمز" إن انقطاع التيار الكهربائي في إيران هذا الأسبوع وسط نقص حاد في الوقود كشف عن ضعف الدولة الغنية بالنفط أمام العقوبات الأميركية وسلط الضوء على تأثير سنوات من نقص الاستثمار.
تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم وثاني أكبر احتياطي للغاز الطبيعي. ومع ذلك، اضطر الإيرانيون في الأشهر الأخيرة إلى مواجهة نقص مؤلم في الطاقة.
في الصيف، جفت محطات الوقود في بعض وجهات السفر الشمالية الشهيرة، مما أجبر سائقي السيارات الغاضبين على الوقوف في طوابير لساعات. والآن يأتي انقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعتين يوميا مع حلول برد الشتاء.
وأوقف انقطاع الكهرباء إشارات المرور، مما أدى إلى تفاقم الازدحام ، وترك سكان المباني الشاهقة خائفين من المصاعد.
وتنقل الصحيفة عن مهندس في طهران رفض الكشف عن اسمه الكامل قوله "انقطاع التيار الكهربائي، يا له من عار في بلد غني جدا بالنفط والغاز مع إمكانات هائلة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح".
وأضاف "هذا نتيجة للمديرين والمسؤولين غير الفعالين الذين يتحدثون فقط ولا يتصرفون".
وأدى النقص المزمن في الاستثمار في البنية التحتية الذي تفاقم بسبب العقوبات الأميركية بالإضافة إلى سوء الإدارة والدعم الحكومي الضخم، الذي يشجع على ارتفاع استهلاك الوقود ويثقل كاهل الدولة التي تعاني من ضائقة مالية، إلى تفاقم النقص في الكهرباء والغاز والبنزين.
والأزمة الاقتصادية وأزمة الطاقة شديدة لدرجة أن الرئيس مسعود بيزيشكيان اعترف في سبتمبر بأن الحكومة تكافح من أجل دفع أجور العمال، وبالتالي كانت تستفيد من صندوق التنمية الوطني، وهو صندوق ثروة سيادي من المفترض أن يحمي عائدات النفط الحالية للأجيال القادمة.
ويدفع الإيرانيون أقل من ثلاثة سنتات أميركية مقابل لتر من البنزين في المضخة، ويتنافسون مع ليبيا وفنزويلا على تصنيفهما كأرخص الأسعار في العالم.
ووفقا لصندوق النقد الدولي، أنفقت إيران 163 مليار دولار في دعم الطاقة في عام 2022، والذي بلغ أكثر من 27 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي أعلى حصة من الاقتصاد في أي بلد.
وشكك بيزيشكيان في دعم البنزين "غير العقلاني" عندما "لا نملك ما يكفي من المال لشراء المواد الغذائية والأدوية"، وقال في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا: "نحن ندفع الكثير من المال لأولئك الذين يستهلكون الكهرباء والغاز والبنزين بسخاء".
هذا الأسبوع، سمحت الحكومة لأول مرة باستيراد وبيع البنزين عالي الجودة بأسعار غير مدعومة، وهي خطوة تستهدف الإيرانيين الأثرياء الذين يقودون سيارات باهظة الثمن.
وبالنسبة للطاقة المحلية، تبنت إيران أيضا في السنوات الأخيرة نظام تسعير تدريجي لتثبيط الاستهلاك المفرط للغاز الطبيعي والكهرباء من قبل الأسر الغنية.
وتثير الحاجة إلى خفض الدعم بشكل جذري تثير المخاوف من تكرار أحداث عام 2019، عندما أثار ارتفاع أسعار البنزين بين عشية وضحاها احتجاجات مميتة في المدن الإيرانية.
كما أن ارتفاع أسعار الوقود من شأنه أن يدفع التضخم إلى الارتفاع في جميع أنحاء الاقتصاد.
وتشير التقديرات الرسمية إلى أن البلاد تواجه عجزا يوميا يبلغ حوالي 20 مليون لتر من البنزين، وفي العام الماضي استوردت ما يقرب من ملياري دولار من الوقود، وفقا لوزارة النفط.
وفي الوقت نفسه، يتم تهريب ملايين اللترات عبر الحدود يوميا إلى البلدان المجاورة مثل باكستان وأفغانستان من قبل التجار الذين يستفيدون من الفرق بين أسعار السوق والسعر المدعوم من إيران.
وبالنسبة للكهرباء، تواجه الشبكة الوطنية عجزا بأكثر من 17 ألف ميجاوات من الإنتاج، كما يقول المسؤولون، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن محطات الطاقة قديمة وتحتاج إلى استبدال، لكن نتيجة العقوبات يصعب الحصول على التكنولوجيا الجديدة.
ومع تأثير العقوبات على الاقتصاد الإيراني، أشار بزشكيان، الذي تولى منصبه كرئيس في يوليو، إلى انفتاحه على استئناف المفاوضات مع الغرب. ولكن بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية، فإن احتمالات استئناف المحادثات غير مؤكدة، وفق الصحيفة.