فيلم سوبر باور عن الحرب الروسية الأوكرانية.. وثائقي فقد هويته
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
بدأ مؤخرا عرض الفيلم الوثائقي "سوبر باور" على منصة "باراماونت بلس"، وقد عُرض من قبل في مهرجان برلين السينمائي ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية، وأثار اهتمام المشاهدين العاديين والنقاد بالموضوع الذي تناوله، وجرأة التصوير خلال الحرب ربما أكثر من طريقة الطرح.
وأظهر التقييم النقدي لموقع "روتن توماتوز" فارقا كبيرا نسبيا بين تقييمات النقاد المتواضعة التي بلغت 44% وتقييمات المشاهدين، والتي جاءت أعلى وبلغت 67%، وربما كان ذلك تعاطفا مع موضوع الفيلم (الحرب الروسية الأوكرانية).
ويطرح هذا التناقض سؤالا مهما حول تأثير التعاطف على تلقي المشاهدين للأفلام، خاصة الوثائقية منها، مثل العمل الذي نتحدث عنه.
صدفة بداية الحرب مع التصويرفيلم "قوى خارقة" التسجيلي من إخراج شون بين -الممثل الحائز على جائزتي أوسكار- وآرون كوفمان، ويظهر فيه شون بين راويا ومعلقا على الأحداث، بالإضافة إلى دوره مخرجا، ويشرح في بداية الفيلم مشروعه الذي انطلق قبل الحرب بعدة أسابيع، ويتناول صعود الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
خلال عمليات التحضير للفيلم، قابل بِين عددا من المعلقين السياسيين وأفرادا من المجتمع الأوكراني للتحدث حول أفكارهم ورأيهم في الرئيس وخلفيته بصفته ممثلا كوميديا سابقا، وفي اليوم السابق لاندلاع الحرب الروسية، تم ترتيب موعد له لمقابلة الرئيس نفسه لإضافة هذا اللقاء لفيلمه المزمع.
يوضح بِين لمشاهديه كيف انقلبت الأوضاع رأسا على عقب في أوكرانيا، ونصحه المقربون منه بمغادرة البلاد في أقرب وقت، حفاظا على حياته، ولضعف أملهم في أن يجري الرئيس المقابلة بعدما شُنت الحرب على بلاده، ولكن كلا من بِين وزيلينسكي خالفا هذه التوقعات، وتقابلا بالفعل في ذاك اليوم الحاسم، ليأخذ الفيلم منحى مختلفا عما كان ينويه صناعه في البداية.
تحوّل الفيلم من عمل يتناول قصة صعود تكررت عبر التاريخ مرات محدودة إلى فيلم عن الحرب الروسية والمقاومة الأوكرانية، والتحولات الكبرى التي لم تهم هذين البلدين فقط، بل ألقت بتداعياتها على العالم بالكامل، الأمر الذي يبدو لأول وهلة كما لو أنها صدفة كونية أسهمت في تحويل فيلم عادي إلى عمل ملحمي.
فيلم فقد هويتهيبدأ بِين الفيلم بعرض صور خاصة به في مناطق النزاعات المختلفة، منها العراق إبان الغزو الأميركي على سبيل المثال، شارحا الأسباب التي تدفعه لاستغلال شهرته ونفوذه للوصول إلى هذه الأماكن، وتوصيل رسائل إلى العالم عبر صورته وصوته، وينتهي هذا الفصل بشكل مقتضب.
يبدأ فصل آخر من العمل يتناول قصة صعود زيلينسكي، وذلك عبر تعليق صوتي على فيديوهات للرئيس الأوكراني خلال حياته السابقة كممثل كوميدي، وتحليل الأسباب التي دفعته لتغيير مسار حياته.
تحوّل الفيلم بعد ذلك إلى عمل يتناول بوضوح تاريخ التطور السياسي الأوكراني بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وحتى الغزو الروسي، وكيف مرت الدولة بعدة تحولات أسهمت في تكوين وعي شعبي هو السبب وراء اختيار زيلينسكي على الرغم من تشكيك كثيرين في قدراته السياسية، خاصة أن التهديد الروسي كان مستمرا طوال الوقت، ومن قبل مجيئه إلى الحكم.
يدير الفيلم ظهره لكل هذه السرديات، ويتجه إلى مراقبة المقاومة الأوكرانية، ويذهب بِين إلى الحدود مسلحا، ليظهر بسالته وبسالة الجنود، قبل أن يعود مرة أخرى ليقابل الرئيس ويتناولا موضوع حاجة أوكرانيا للأسلحة الغربية لدرء الخطر الروسي.
يبدو الفيلم، بالفعل، كما لو كان 5 أفلام تم ضمها إلى بعضها بعضا، أو على الأقل 5 سرديات مختلفة داخل عمل واحد يمتد لساعتين، ولكنه لم يمنح أيا منها ما تستحق من اهتمام، بل تناولها جميعا بسطحية شديدة أفقدتها معناها بشكل عام، وجعلت الفيلم يبدو كما لو أنه مقتطفات من نشرات الأخبار، وليس فيلما وثائقيا.
وهو خطأ شائع في الأفلام الوثائقية التي يظن صناعها أن قوة المضمون كافية، بينما تطور الفيلم التسجيلي على مر السنوات بفضل عمل المخرجين المختلفين، فأصبح يحتاج مثل الفيلم الروائي إلى ما هو أكثر من مقابلات مصورة، أو تحليل لفيديوهات قديمة، أو ظهور ممثل شهير، بل إلى حبكة واضحة، ووحدة في الموضوع، وبداية ووسط ونهاية كأي فيلم روائي.
فيلم سريع التبخرصور بِين فيلم "سوبر باور"، وعمل على مرحلة ما بعد التصوير مثل المونتاج والتعليق الصوتي، وعرضه في المهرجانات العالمية وعلى شاشات المنصات وما زالت الحرب الأوكرانية الروسية لم تنته بعد، ولكنه ليس الفيلم الوحيد عن هذه الحرب، فعلى الجانب الروسي هناك كثير من الأفلام التي تقوم بالأمر ذاته، ففي العصر الحالي أصبح من السهل إنتاج فيلم عن الحرب في خضم الحرب نفسها.
ولكن هذه الأفلام ابنة لحظتها تصلح كشهادة عن الوضع للمستقبل، شهادة تحمل بالطبع وجهة نظر أصحابها في الحرب الدائرة ولا تختلف في شيء عن الأفلام الألمانية المنتجة إبان الحرب العالمية الثانية، التي أشرف عليها بول جوزيف غوبلز، المستشار الإعلامي للزعيم النازي أدولف هتلر، للترويج لمسعاه ووجهات نظره.
لا نجد اليوم أفلام هتلر وغوبلز متاحة على المنصات، أو يبحث عنها المشاهدون للتسلية والمتعة، بل يصعب الوصول إليها، ومن يجدها يكون بهدف الدراسة والبحث العلمي على الأغلب.
هذا هو المصير المتوقع لفيلم "سوبر باور" الذي لو استمر كمشروع لتتبع مسار حياة فولوديمير زيلينسكي بالمقارنة مع ممثلين آخرين وصلوا إلى السلطة مثل الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان لقدم مقاربة مثيرة للاهتمام بالفعل، ولكنه فيلم اقتنص الفرصة بحدوث الحرب مع تصويره، فرصة تبدو ذهبية، ولكن في الحقيقة قضت على أي أمل له في التميز.
الأيديولوجيا الخاصة بصناع الأفلام لا تعيبهم، بل يفترض أن يحمل كل فيلم الرسالة الفكرية الخاصة بصاحبه، ولكن الأهم من هذه الرسالة أو الأيديولوجيا الوعاء الفني الذي تقدم خلاله، وفيلم "قوة خارقة" لم يستطع أن يكون عملا يستحق أن يكون صوت أوكرانيا في الحرب التي تخوضها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحرب الروسیة
إقرأ أيضاً:
نص قسم الولاء الذي ردده أئمة الأوقاف أمام الرئيس السيسي
أدى 550 من أئمة وزارة الأوقاف، خريجي الدورة الثانية لتأهيل الأئمة بالوزارة، قسم الولاء لوطنهم، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وردد أئمة وزارة الأوقاف، نص قسم الولاء، كالآتي:
(بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. اللهم يا خير الشاهدين أعاهدك صادقًا ومقسما بعظمة جلالك؛ أن أكون أمينا على مواريث النبوة وداعيًا إليك على بصيرة بارا بكنانتك في أرضك وطني العظيم مصر؛ محترما لكل قوانينه ومكانته وتاريخه، صانعًا لمستقبله معتزا بانتمائي للأزهر الشريف؛ اللهم اجعلني رحيمًا بالناس وبخلقك أجمعين مقدامًا جسورًا في تحصين وطني من كل مكروه وسوء بانيًا للإنسان صانعا للحضارة؛ هاديًا إلى صراطك مستقيم مستمدًا منك المعونة والتوفيق وأنت خير الشاهدين... سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين)
الرئيس السيسي يشهد حفل تخرج الأئمةوشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف، والذي أُقيم في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية، بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية المصرية.
وفي كلمته، قال الرئيس السيسي: "نحتفل اليوم بتخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سوف يحملون على عاتقهم أمانة الكلمة، ونشر نور الهداية، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والوعي".
وأوضح الرئيس أنه وجّه وزارة الأوقاف بالتعاون مع مؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية المصرية، بوضع برنامج تدريبي متكامل يهدف إلى صقل مهارات الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا.
وأشار إلى أن الهدف من البرنامج هو الارتقاء بمستوى الأداء الدعوي، وتمكين الأئمة من أن يكونوا نُبراسًا للوعي، يجيدون البيان وبراعة الإقناع، بما يعزز قدرتهم على التواصل الفعال مع المجتمع.
وتضمنت فعاليات الحفل عرضًا لفيلم وثائقي بعنوان "تقرير نجاح الدورة"، تلاه عرض بحث جماعي أعده الدارسون بعنوان: "موسوعية العالم والداعية وأثر ذلك على أداء مهامه.. الإمام جلال الدين السيوطي نموذجًا".
كما تم إعلان نتيجة الدورة، وأداء قسم الولاء للأئمة الخريجين – وهو قسم مستحدث – ألقاه عليهم الدكتور أحمد نبوي، عضو المكتب الفني لوزير الأوقاف، قبل أن تشهد الفعاليات فقرة شعرية وإنشادًا دينيًا قدمه أحد الدارسين.