الحرة:
2025-04-07@11:33:36 GMT

يوميات الحرب.. صحفيو غزة يَنعون زملاءهم الراحلين

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

يوميات الحرب.. صحفيو غزة يَنعون زملاءهم الراحلين

"لن نرحل.. وسنخرج من غزة إلى السماء وإلى السماء فقط"، كانت هذه العبارة آخر ما كتبه الصحفي رشدي السراج قبل مقتله بغارة إسرائيلية على قطاع غزة، وبينما أتبعها بأخرى عبّر من خلالها عن مخاوفه من "غياب التغطية الإعلامية" بشأن مقتل أكثر من 12 صحفيا، أضيف اسمه بعد أيام إلى قائمة مفتوحة من الضحايا الصحفيين. 

نعى السراج زميله في شركة "عين ميديا"، إبراهيم لافي وتحدث لـ"واشنطن بوست" عن حلمه الأخير في أن "يصبح صحفيا ومخرجا دوليا"، ووفق ما يقول مقربون منه وصحفيون في غزة لموقع "الحرة" فقد كان يعي أنه لن يكون بعيدا عن المصير الذي وصل إليه 18 من زملائه قبله، خلال أسبوعين.

 

"السراج صحفي شاب طموح ونشيط"، أسس قبل عشر سنوات شركته الخاصة المعروفة باسم "عين ميديا"، المتخصصة في إنتاج الأفلام والوثائيقات، برفقة زميله ياسر مرتجى الذي قتل عام 2018، وفق ما يقول الصحفي رمزي أبو القمصان. 

ويضيف الصحفي: "اعتمد رشدي وياسر على جهودهما الذاتية في عملهما الصحفي، وحرصا على إنتاج مواد وقصص توثق كل ما هو جميل وإيجابي في قطاع غزة، رغم الحياة الصعبة التي يعيشها سكانه منذ أكثر من 17 عاما من الحصار الإسرائيلي المشدد الذي طال كل مناحي الحياة". 

View this post on Instagram

A post shared by قناة الحرة | Alhurra (@alhurranews)

وبفضل جهود رشدي وياسر، باتت "عين ميديا" إحدى شركات الإنتاج الإعلامي المهمة في قطاع غزة، ويشير أبو القمصان إلى أنهما "أنتجا عشرات الأفلام والقصص والصور التي تسلط الضوء على جوانب الحياة المختلفة في القطاع، وتعاقدا مع العديد من القنوات الفضائية والوكالات الإقليمية والدولية". 

ومنذ بدء الحرب الأخيرة، عمل السراج مع مئات الصحفيين في غزة على تغطية أخبار القصف المتواصل ومشاهد الضحايا وعائلاتهم المنكوبة أمام المشافي والأبنية المدمّرة. 

وكان يسكن في منطقة تل الهوا في غزة، التي طلب الجيش الإسرائيلي من سكانها الانتقال إلى مناطق أخرى جنوب القطاع، وفارق الحياة إثر ضربة جوية إسرائيلية استهدفت منزله هناك، الأحد الفائت، وفق زميله.

ويتابع أبو القمصان: "رشدي كان رافضا للخروج من حيّه ومنزله جملة وتفصيلا. وكتب عبر فيس بوك: لن نرحل وسنخرج إلى السماء فقط. وهو ما حصل بالفعل". 

تحذيرات

ويقول نقيب الصحفيين الفلسطينيين، ناصر أبو بكر، إن هناك أكثر من ألف صحفي يتواجدون في مستشفى ناصر، والعشرات في مستشفى غزة ومستشفى الشفاء، وآخرين موزعون على المشافي الأخرى، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي. 

ويحذر أبو بكر من "مجزرة جماعية في غزة ضد الصحفيين"، لافتا إلى مقتل أكثر من "18 زميلا وزميلة.. بسبب عمليات القصف والاستهداف"، وأن أكثر من 50 مؤسسة إعلامية دمرت بالكامل، والبعض تعرض لأضرار بالغة، بينما هناك 22 إذاعة محلية متوقفة عن العمل، بسبب القصف.

View this post on Instagram

A post shared by قناة الحرة | Alhurra (@alhurranews)

ويتابع: "لم تبق أماكن آمنة في غزة حتى يمارس الصحفيون عملهم بشكل أمن، لذلك نتجه للمستشفيات ونقوم بتزويدها بالمعدات اللازمة، حتى يستطيعوا مباشرة متابعة عملهم".

ويواجه الصحفيون في غزة مخاطر عالية بشكل خاص أثناء محاولتهم تغطية تبعات الغارات الجوية، وسط انقطاع الاتصالات والتيار الكهربائي على نطاق واسع.، حسب لجنة حماية الصحفيين. 

وقالت اللجنة، في آخر تقاريرها، إنها وحتى تاريخ الرابع والعشرين من أكتوبر الحالي تأكدت من مقتل 23 صحفيا، بينهم 19 فلسطينيا و3 إسرائيليين ولبناني واحد. 

ويقول الصحفي، مروان الغول: "الصحفي الفلسطيني تحت الخطر بكل وقت. الحرب الحالية استثنائية. الصحفي له أسرة وعائلة وهو تحت خط النار". 

.

ويضيف لموقع "الحرة": "أعرف صحفيين لم يتذوقوا طعم النوم، وهم يعملون على ملاحقة الأحداث، وبين همومهم الشخصية وأحزانهم على عائلاتهم المتفرقة هنا وهناك.. الكثير من الصحفيين هدمت بيوتهم وتشرد أبناؤهم. الصحفي في غزة استثنائي بلا شك"، وفق تعبير الغول. 

ويتحدث عن رشدي السراج الذي يعرفه عن قرب ويعرف عائلته، بقوله: "كان شابا مهذبا وخلوقا جدا.. هادئ ويعمل بصمت وبهدوء من أجل نقل الحقيقة". 

ولا يعلق الجيش الإسرائيلي على حصيلة الضحايا في قطاع غزة، التي تجاوزت حتى الآن حاجز 5000 قتيل، بينهم نساء وأطفال، حسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية. 

ولم يرد سابقا على طلب "واشنطن بوست" للتعليق على مقتل صحفيين، فلسطينيين ما لم يتم إعطاؤه التوقيت الدقيق والإحداثيات الجغرافية لمواقع قتلهم. 

ويحشد الجيش الإسرائيلي لهجوم بري على القطاع المحاصر، ردا على هجوم حماس المباغت، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال. كما اختطف مقاتلو "حماس" لدى انسحابهم إلى غلاف غزة إلى القطاع العشرات، معظمهم مدنيون، وبينهم أيضا أطفال ونساء.

أما في غزة، فقالت السلطات الصحية، في بيان اليوم الثلاثاء، إن 5791 فلسطينيا قتلوا في ضربات إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر، معظمهم مدنيون، وبينهم 2360 طفلا.

"برس وخوذة ودرع" 

ويتمتع الصحفيون، بحكم وضعهم كمدنيين، بحماية القانون الدولي الإنساني من الهجمات المباشرة، شريطة ألا يشاركوا مباشرة في الأعمال العدائية.

وتشكل أي مخالفة لهذه القاعدة انتهاكا خطيرا لاتفاقيات جنيف وبروتوكولها الإضافي الأول، فضلا عن أن التعمد في توجيه هجوم مباشر ضد شخص مدني يرقى أيضا إلى "جريمة حرب"، بمقتضى نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. 

وطوال الأسبوعين الماضين اعتاد الصحفي أحمد الإبراهيم النوم في إحدى مشافي غزة، وتحدث لموقع "الحرة" ليلة الثلاثاء مكررا عبارة: "الجو بارد جدا وأغلب الصحفيين تعبانين على الآخر". 

ويوضح الإبراهيم أن "الصحفيين في غزة منذ الحرب.. لم يذهبوا إلى منازلهم، لأنها مهددة بالاستهداف، وهذا عليه الكثير من الشواهد".

ويقول: "تم استهداف صحفيين أعرفهم وبشكل مباشر. هشام النواجحة وسعيد الطويل". الأول كان يعمل في وكالة "خبر" والثاني رئيس تحرير "وكالة الأنباء الخامسة". 

"الصحفي الفلسطيني يواجه مخاطر كثيرة ولا تأمين على حياته. كلمة برس (صحافة) أو الخوذة والدرع لا تعني شيئا ولا تحيد من يلبسها عن الاستهداف".  

ويتابع الإبراهيم: "الصحفي في غزة معرض للاستهداف أكثر من أي أحد. الجيش الإسرائيلي يستهدف أي شيء متحرك على أرض الميدان". 

وفي القطاع، الذي أحكمت إسرائيل حصاره بعد هجوم حماس المصنفة إرهابية، بات الصحفي يعيش "مشاعر مختلطة ومتصارعة". 

وتدور هذه المشاعر المتصارعة، وفق الصحفي رمزي أبو القمصان "بين متطلبات عمله المهني من المتابعة على مدار الساعة والتغطية لمجريات الأحداث، وما بين كونه إنسانا يجري عليه ما يجري على أهله وأبناء شعبه من خوف وتشريد وترقب نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف والوحشي، الذي لا ينقطع على مدار الساعة والدقيقة". 

ويضيف أبو القمصان: "من جهة مطلوب من الصحفي تغطية الأحداث، ومتابعة الأخبار العاجلة وأماكن القصف، وعدّ الشهداء والمصابين في المستشفيات، ونقل الصور عن فظاعة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق المدنيين في غزة". 

ومن جهة أخرى "مطلوب منه كإنسان أن يحاول تأمين أهل بيته قدر المستطاع – مع أنه لا مكان آمنا في غزة مطلقا". 

فضلا عن سعيه للبحث عن "توفير احتياجاتهم ومتطلباتهم المعيشية، خاصة في ظل حلة الحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، وقطع للماء والكهرباء والوقود والخبز والمواد الغذائية والأساسية". 

من جهته، يعتبر الصحفي مروان الغول أن "الجيش الإسرائيلي في غزة لا يفرق بين طفل ومدني وامرأة وصحفي. ويهدف إلى قتل الجميع وخاصة الصحفيين لأنهم شهداء الحقيقة". 

"لا نتحرك حتى نرى الضوء" 

وبعد مرور أكثر من أسبوعين من حملة القصف الإسرائليلية على قطاع غزة، بات معظم الصحفيين يقيمون بالقرب من المشافي.  

ومع ذلك يتنقل الكثير منهم إلى ما هو أبعد من ذلك، ليوثقوا مشاهد الدمار والضحايا وقصص الأطفال والعائلات المنكوبة، بعدما قصفت منازلها، وباتت مشردة بين النقاط الطبية والأحياء البعيدة نسبيا عن الضربات المركزة. 

ويوضح الصحفي الإبراهيم: "كصحفيين لا نتحرك بعد الساعة السادسة مساء إلى أماكن الاستهداف، سواء لكي نصوّر أو نغطي الحدث".  ويقول: "الكثير من الأماكن تم استهدافها ولم نعرف عنها إلا مع طلوع الضوء"، في إشارة منه إلى ساعات الصباح. 

أما الصحفي رمزي أبو القمصان فيقول إن الصحفي في غزة يتوقع في أي لحظة أن يسمع خبرا عن مقتل أو إصابة أفراد عائلته. و"كثيرا ما يتفاجأ برؤيتهم بين الضحايا الذين يصلون المستشفيات أثناء تغطيته". 

وتعيش غزة في الوقت الحالي "أوضاعا مأساوية للغاية على الصعيد الإنساني"، حيث ينزح داخليا أكثر من مليون ونصف مواطن إلى منازل أخرى أو مدارس إيواء، "بفعل تعرض المناطق التي يسكنوها إلى القصف الشديد، دون سابق إنذار أو تحذير". 

وإضافة إلى عدد القتلى الذين توثقهم السلطات الصحية في غزة، يوجد أكثر من 1500 مفقود تحت أنقاض المنازل وفق المصدر نفسه، ولا تتمكن أطقم الإنقاذ والدفاع المدني من انتشالهم بفعل شح الموارد وانعدام الأدوات والمعدات والآليات الثقيلة. 

ويقول أبو القمصان: "على مدار السنوات الماضية والحروب والتصعيدات التي غطيناها سابقا في غزة، لم نشهد هذه الشراسة والوحشية التي يتعامل بها الجيش الإسرائيلي وطيرانه والجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين على نطاق واسع جدا دون استثناء". 

ويتابع أن ما سبق "يضفي عوامل ضغط كبيرة على الصحفي في غزة في زمن الحرب.. نحن نأمل أن يتوقف هذا العدوان على غزة في أسرع وقت، فليس هناك شيء جيد في الحرب.. سوى انتهائها". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الصحفی فی غزة أبو القمصان الکثیر من قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن

مقاتلات إسرائيلية (سي إن إن)

في تطور جديد يثير العديد من التساؤلات، كشف مسؤول أمريكي نهاية الأسبوع الماضي عن دعم لوجستي واستشاري قدمته الإمارات العربية المتحدة للجيش الأمريكي في حملة القصف التي شنتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ضد اليمن في منتصف شهر مارس 2025.

التقرير، الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الخميس، أوضح أن الإمارات كانت تقدم دعماً حيوياً عبر الاستشارات العسكرية والمساعدات اللوجستية ضمن العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.

اقرأ أيضاً ترامب يعترف بفشل عسكري مدوٍ في اليمن.. والشامي يكشف تفاصيل الفضيحة 5 أبريل، 2025 صنعاء ترفض عرضا سعوديا جديدا بوساطة إيرانية.. تفاصيل العرض 5 أبريل، 2025

وأضاف التقرير أن البنتاغون قد قام بنقل منظومتي الدفاع الجوي "باتريوت" و"ثاد" إلى بعض الدول العربية التي تشعر بالقلق إزاء التصعيد العسكري للحوثيين في المنطقة.

وبحسب المسؤول الأمريكي، هذا التعاون الإماراتي مع الولايات المتحدة يأتي في سياق تعزيز القدرات الدفاعية للدول العربية ضد التهديدات الإيرانية، وفي إطار الاستجابة للمخاوف الإقليمية من الحوثيين المدعومين من إيران.

من جهته، وجه قائد حركة "أنصار الله"، عبد الملك الحوثي، تحذيرات قوية للدول العربية والدول المجاورة في إفريقيا من التورط في دعم العمليات الأمريكية في اليمن، مؤكداً أن الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في هذه الحملة قد يؤدي إلى دعم إسرائيل.

وقال الحوثي في تصريحات له، إن أي دعم لوجستي أو مالي يُقدّم للجيش الأمريكي أو السماح له باستخدام القواعد العسكرية في تلك الدول سيُعتبر تورطًا غير مبرر في الحرب ضد اليمن، ويهدد الأمن القومي لهذه الدول.

وأوضح الحوثي أن التورط مع أمريكا في هذا السياق قد يؤدي إلى فتح جبهة جديدة في الصراع، ويزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية، داعياً الدول العربية إلى اتخاذ موقف موحد يعزز من استقرار المنطقة ويمنع تدخلات القوى الأجنبية التي لا تصب في صالح الشعوب العربية.

 

هل يتسارع التورط العربي في حرب اليمن؟:

في ظل هذا السياق، يُثير التعاون الإماراتي مع الولايات المتحدة في الحرب ضد اليمن مخاوف كبيرة من تصعيدات إقليمية ودولية. فالتعاون العسكري اللوجستي مع أمريكا في هذه الحرب قد يُعتبر خطوة نحو تورط أعمق في صراعات منطقة الشرق الأوسط، ويُخشى أن يفتح الباب أمام تداعيات سلبية على العلاقات العربية وعلى الاستقرار الأمني في المنطقة.

تستمر التطورات في اليمن في إثارة الجدل بين القوى الإقليمية والدولية، ويبدو أن الحملة العسكرية الأمريكية المدعومة من بعض الدول العربية قد لا تكون بدايةً النهاية لهذه الحرب، بل قد تكون نقطة انطلاق لتحديات جديدة قد تزيد من تعقيد الوضع الإقليمي بشكل أكبر.

مقالات مشابهة

  • حالته خطيرة .. من هو الصحفي لذي حرقته “إسرائيل” داخل خيمة الصحفيين ؟
  • القاهرة الإخبارية: أكثر من 40 شهيدًا جراء التصعيد الإسرائيلي في غزة
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • الذهب والفضة ينخفضان مع تصاعد الحرب التجارية التي أعلنها ترامب
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أكثر من 350 طفلًا
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أكثر من 350 طفلًا فلسطينيًا
  • أكثر من 350 طفلا فلسطينيا في سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • عاجل | السيد القائد: العدو الإسرائيلي استأنف الإجرام منذ أكثر من نصف شهر بذات الوحشية والعدوانية التي كان عليها لمدة 15 شهرا