هل تشارك قوات أميركية في الاجتياح البري لغزة؟
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
صراحة نيوز- مع تسارع وتيرة التحركات العسكرية الأميركية تجاه شرق البحر المتوسط، يزداد النقاش سخونة في واشنطن وسط علامات استفهام وتعجب كثيرة حول طبيعة الدور الأميركي في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإذا ما كانت الولايات المتحدة ستلعب أي دور مباشر في عملية الاقتحام الإسرائيلي البري المتوقع.
واستبعد عدد من المعلقين -من ذوي الخبرات العسكرية، تحدثت إليهم الجزيرة نت- التدخل الأميركي المباشر في الهجوم البري الذي تعهدت الحكومة الإسرائيلية القيام به للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وعبّر وزير الدفاع الأميركي الجنرال لويد أوستن، في حديث لشبكة “إيه بي سي” (ABC) أول أمس، عن قلق بلاده بشأن التصعيد المحتمل للحرب على قطاع غزة. وقال أوستن “نحن قلقون بشأن التصعيد المحتمل..، سنفعل ما هو ضروري للتأكد من أن قواتنا في الموقع الصحيح، وأنها محمية وأن لدينا القدرة على الرد”.
وجاءت تصريحات أوستن في وقت تعرضت فيه قواعد عسكرية أميركية في العراق وسوريا لهجمات، واعترضت البحرية الأميركية مؤخرا صواريخ أُطلقت من اليمن، وذلك في الوقت الذي لا تتوقف فيه الهجمات المحسوبة والمحددة على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
كل ذلك يحدث في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية على قطاع غزة، مع اقتراب بدء الاجتياح البري، كما يتوقع أغلب المراقبين.
وفي حديث للجزيرة نت، استبعد مدير معهد دراسات الأمن والصراع بجامعة جورج واشنطن والخبير في الصراعات الدولية وحروب المدن ألكسندر داونز، تورط الولايات المتحدة في الهجوم الإسرائيلي الوشيك على غزة.
وقال داونز “أعتقد أن مشاركة الولايات المتحدة -باستثناء بعض التطورات الرئيسة غير المتوقعة- تهدف إلى ردع حزب الله عن التورط في الصراع بطريقة كبيرة. وبطبيعة الحال، ستواصل الولايات المتحدة تزويد إسرائيل بالمساعدات العسكرية قدر استطاعتها”.
وفي موضوع متصل، غاب عن قراءة أرسلها البنتاغون للصحفيين مساء أمس الاثنين، حول محادثة هاتفية جرت بين وزيري الدفاع الأميركي والإسرائيلي، أي إشارة لوجود وفود عسكرية أميركية رفيعة المستوى تقدم المشورة للمساعدة في عملية الاقتحام البرية المتوقعة لقطاع غزة.
وكان موقع أكسيوس قد كشف عن وجود عدد من ضباط سلاح مشاة البحرية (المارينز) برئاسة الجنرال جيمس جلين الذي ترأس سابقا العمليات الخاصة للمارينز، وشارك في العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة في العراق.
وتعكس هذه الخطوة تورط إدارة الرئيس جو بايدن العميق في العدوان على غزة، ومدى مشاركتها في التخطيط العسكري الإسرائيلي.
وفي إفادة صحفية بالبنتاغون أمس، أوضح مسؤول عسكري رفيع، أن لدى واشنطن “جيل كامل من كبار القادة العسكريين الأميركيين الذين لديهم خبرة في مكافحة الإرهاب والعمليات المعقدة، ولا سيما في بيئة حضرية مثل غزة. وقد جعلنا خبراءنا متاحين باستمرار لتقديم الدروس المستفادة من خبراتهم الطويلة لنظرائهم الإسرائيليين”.
وأكد موقع أكسيوس أن الجنرال جلين، والضباط المرافقين له، يقدمون فقط المشورة العسكرية للجيش الإسرائيلي بشأن الاجتياح البري الإسرائيلي المتوقع لقطاع غزة، وأنه من غير المتوقع أن يبقى جلين في إسرائيل لمتابعة المعركة البرية.
جدير بالذكر أن إسرائيل تشهد منذ تعرضها لهجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، زيارات عسكرية رفيعة المستوى، إذ زارها الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط (سينتكوم)، وزارها أيضا وزير الدفاع أوستن، وذلك للتنسيق والمتابعة بين عسكريي الدولتين في ظل التوتر المستمر في الأوضاع الإقليمية.
3 أهداف أميركية
وأقر المسؤول العسكري الرفيع في إفادته بالبنتاغون أن لواشنطن 3 أهداف من وراء إعادة تموضعها العسكري في شرق المتوسط عقب هجوم حركة حماس. وقال إن الهدف الأول هو توجيه كل الدعم لإسرائيل والإسراع لتقديم المساعدة الأمنية المطلوبة.
“ثانيا، احتواء الصراع في غزة وردع أي جهات حكومية وغير حكومية تسعى إلى توسيع الصراع أو توسيعه خارج غزة. وثالثا، حماية القوات والمواطنين الأميركيين بما في ذلك التركيز على استعادة الرهائن”.
واستغرب بعض المراقبين أن حماية المواطنين الأميركيين والقوات الأميركية جاء ثالثا بعد تقديم الدعم لإسرائيل ومنع توسع دائرة الصراع.
وكانت إدارة بايدن قد أرسلت مجموعة حاملة الطائرات دوايت أيزنهاور إلى الشرق الأوسط، لتنضم إلى مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد في شرق البحر المتوسط، وتتكون كل مجموعة من 12 قطعة بحرية، كما نشرت واشنطن بطاريات نظم دفاع جوي من طراز باتريوت، وطراز ثاد، وكلاهما يمكنه اعتراض الصواريخ.
وتحمل كل حاملة طائرات ما يقرب من 70 طائرة مقاتلة على متنها، كما وضع بايدن الآلاف من القوات الأميركية على أهبة الاستعداد للانتقال إلى المنطقة إذا لزم الأمر.
ورغم الانتشار العسكري الأميركي الواسع، يستبعد المسؤول السابق بالبنتاغون والمحاضر بكلية الدفاع الوطني بواشنطن ديفيد دي روش، أن “تشارك الولايات المتحدة في أي عمليات عسكرية في غزة أو أن تقدم أي دعم عسكري مباشر”.
إلا أن المسؤول السابق بالبنتاغون قال في حديث للجزيرة نت، إن “الاستثناء الوحيد سيكون إذا كانت هناك معلومات كافية لشن عملية لتحرير الرهائن الأميركيين الذين تحتجزهم حماس. وبصرف النظر عن هذا الاحتمال المحدود، أتوقع أن يقتصر دور الولايات المتحدة على توفير الإمدادات، بما في ذلك الأسلحة والمعلومات”.
ردع موسم الانتخابات
ويستبعد الكثير من المراقبين أن يقدم رئيس أميركي على التورط في حرب جديدة خاصة في عام الانتخابات، إذ أثبتت المغامرات العسكرية الأميركية الأخيرة في المنطقة أنها مكلفة سياسيا واقتصاديا، ومن حيث أعداد الضحايا الأميركيين.
ويقول مدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن سيث جونز، إن الولايات المتحدة ستكون مترددة للغاية في الانخراط عسكريا بشكل مباشر في حرب في غزة، وأضاف أن “وجود مجموعات حاملة الطائرات الضاربة يمكن أن يكون مفيدا بدون إطلاق رصاصة واحدة، لأسباب ليس أقلها قدرتها على جمع المعلومات الاستخباراتية وتوفير الدفاعات الجوية. وأي مشاركة ستكون بمثابة الملاذ الأخير”.
واتفق مع هذا الطرح خبير الشؤون الدفاعية مايكل بيك، الذي أكد في حديث مع الجزيرة نت، على عدم توقعه أن تشارك الولايات المتحدة مباشرة في هجوم بري إسرائيلي، “بل ستدعم التحرك عن طريق توفير الإمدادات، وربما المعلومات الاستخباراتية. ومع ذلك، فإن أحد التعقيدات هو أن حماس تحتجز العديد من الرهائن الأميركيين”.
الجزيرة
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن عربي ودولي عربي ودولي اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة الولایات المتحدة فی حدیث
إقرأ أيضاً:
البنك الدولي يحذر: الرسوم الأميركية ستعيق النمو العالمي
حذر البنك الدولي من أن الرسوم الجمركية الأميركية الشاملة البالغة 10 بالمئة قد تقلص النمو الاقتصادي العالمي الضعيف بالفعل والمتوقع أن يسجل 2.7 بالمئة في 2025 نحو 0.3 نقطة مئوية إذا رد شركاء الولايات المتحدة التجاريون بفرض رسوم جمركية من جانبهم.
واقترح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي يتولى منصبه الاثنين المقبل، فرض رسوم جمركية بنسبة 10 بالمئة على الواردات العالمية، ورسوم عقابية بنسبة 25 بالمئة على الواردات من كندا والمكسيك حتى تتخذا إجراءات صارمة ضد المخدرات والمهاجرين الذين يعبرون الحدود إلى الولايات المتحدة، ورسوم جمركية بنسبة 60 بالمئة على السلع الصينية. وتعهدت بعض الدول، مثل كندا، بالرد.
وقال البنك الدولي إن المحاكاة باستخدام نموذج للاقتصاد الكلي العالمي أظهرت أن زيادة قدرها 10 نقاط مئوية في الرسوم الجمركية الأميركية على جميع الشركاء التجاريين في عام 2025 قد تقلص النمو العالمي 0.2 نقطة مئوية لهذا العام، وأن الرد المقابل من الدول الأخرى قد يؤدي إلى تفاقم الضرر على النمو.
وأضاف أن هذه التقديرات تتفق مع دراسات أخرى أظهرت أن زيادة قدرها 10 نقاط في الرسوم الجمركية الأميركية قد "تخفض مستوى الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة 0.4 بالمئة، في حين أن الرد المماثل من الشركاء التجاريين قد يفاقم التأثير السلبي الإجمالي إلى 0.9 بالمئة".
لكنه قال إن النمو في الولايات المتحدة قد يزيد أيضا بنحو 0.4 نقطة مئوية في عام 2026 إذا تم تمديد أجل التخفيضات الضريبية في الولايات المتحدة، مع وجود آثار عالمية طفيفة فحسب.