قتال حماس في غزة.. مهمة صعبة ومكلفة لإسرائيل
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
على الرغم من أنه لا يزال من الصعب التنبؤ بالتفاصيل، فيبدو من المحتمل جداً أن تقوم إسرائيل بغزو بري لقطاع غزة في المستقبل القريب جداً، وعندما يحدث ذلك، فإن الحملة التي ستضم العديد من العناصر المشتركة ستكون بمثابة معركة حضرية عالية الكثافة والخطورة والصعوبة بالنسبة لتل أبيب.
وبحسب تقرير لمجلة "فورين أفيرز" سيترتب على الهجوم على غزة ظروف تكتيكية صعبة للغاية، بما في ذلك القتال من غرفة إلى غرفة وحرب الأنفاق التي من شأنها أن تؤدي إلى خسائر فادحة.كما سيتطلب القتال على الأرض، في الجو، وفي البحر الدقة والحرفية العالية للقيام به بطريقة متزامنة بعناية.
وتقول المجلة إن القتال بطيئا، ومن شبه المؤكد أن الدمار الناتج سيختبر الدعم الدولي للغزو الإسرائيلي، كما يكاد يكون من المؤكد أن مخططي الحرب الإسرائيليين يفكرون في هذه القضايا العملياتية والاستراتيجية عندما يقررون ما إذا كانوا سيقومون بالغزو، وإذا تقدموا إلى الأمام، فإنهم يفكرون في أفضل السبل للمضي قدماً حتى آخر شبر. البر والبحر والجو في الماضي، حدثت معظم النزاعات منذ مطلع القرن في بيئات حضرية مترابطة ومكتظة بالسكان. هذا لأن الحروب تحدث حيث يعيش الناس، والعالم آخذ في التحضر منذ الثورة الصناعية. فمنذ عام 2008، يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المدن، وتوقع الخبراء أن يبلغ عدد سكان العالم 67% بحلول منتصف هذا القرن. علاوة على ذلك، تتجمع المستوطنات البشرية على السواحل، لذلك تتطلب النزاعات الحضرية أن تعمل القوات في البر والبحر وكذلك في الجو.
ونظراً لأن القوات العسكرية تستخدم أسلحة بعيدة المدى، فيمكن استهداف المناطق الداخلية بشكل متزايد بالأسلحة البحرية، كما ويمكن للأسلحة البرية أن تستهدف السفن في البحر. وبهذا المعنى، يشكل شرق البحر الأبيض المتوسط بأكمله مسرحاً إقليمياً واحداً، يؤثر ويتأثر بالأحداث على الأرض في غزة.
ويلفت التقرير إلى أنه في عام 2015، وإدراكاً للأهمية المتزايدة للصراع الحضري، بدأ حلف شمال الأطلسي الناتو مشروعا لدراسة التحديات المستمرة للتحضر. وتضمن المشروع جولات متعددة من الألعاب الحربية والتدريبات، واستند إلى عمل 18 من مراكز التميز التابعة لحلف الناتو جنبا إلى جنب مع منظمات العلوم والتكنولوجيا داخل الناتو وتحالف العيون الخمس (التي تشمل أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة). كما درس تأثير التقنيات الناشئة على العمليات الحضرية المستقبلية. نقطة انطلاق ويقول تقري "فورين أفيرز" إن النتائج التي توصل إليها حلف الناتو هي نقطة انطلاق مفيدة لفهم الصراعات مثل تلك التي تلوح في الأفق في غزة.
فقد وصف باحثو الناتو البيئات الحضرية بأنها "رباعية حضرية" لأن المدن تجمع بين التضاريس المبنية مع الكثافة السكانية، وأنظمة البنية التحتية المعقدة، وبيئة المعلومات المتصلة بالشبكة والمتصلة عالمياً. ويتميز القتال في مثل هذه البيئات بالاحتكاك والكثافة والتعقيد والتهديدات التي يمكن أن تظهر في أي لحظة من أي اتجاه.
Yahya Sinwar, Mohammed Deif, Saleh al-Arouri, Ismail Haniyeh and others have the blood of thousands on their hands.
We will never forget the Hamas massacre on October 7. pic.twitter.com/yzH9kZTCj3
مثل هذا القتال خطير بشكل خاص على قادة القتال المبتدئين، الذين يجب أن يعرضوا أنفسهم باستمرار من أجل رؤية جنودهم والتواصل معهم وقيادتهم. حرب المدن حرب المدن تتطلب أعلى درجة من الدقة، بحسب التقرير الذي يشير إلى أن المتخصصين مثل المهندسين القتاليين والقناصة والمسعفين وفرق الأسلحة الثقيلة ومشغلي الطائرات بدون طيار ذات قيمة وبالتالي فهي مستهدفة بشدة. كما أن المركبات المدرعة، بما في ذلك الجرافات المدرعة، حاسمة ولعبت دوراً رئيسياً في المعارك الأخيرة، مثل تلك التي وقعت في الرمادي والموصل في العراق وباخموت وماريوبول.
ومع ذلك، فإن المركبات المدرعة معرضة بشدة للخطر، ما لم تكن مصحوبة بمشاة للتعامل مع الأسلحة المضادة للدبابات والألغام والأجهزة المتفجرة المرتجلة. الدعم من الدبابات أمر حيوي، بدوره، لحماية المشاة على الأرض. وهناك حاجة إلى المدفعية وقذائف الهاون والصواريخ لضرب تعزيزات العدو وضرب الأهداف البعيدة. لذا تقوم الجيوش الحديثة ببناء "شبكة قتل" من المراقبين وأجهزة الاستشعار والاتصالات لتغذية الأهداف لهذه الأسلحة بعيدة المدى.
ويحاول القادة تحقيق تأثير الأسلحة المشتركة حيث يعرض الأعداء أنفسهم لتهديد واحد، وهو على سبيل المثال طائرة بدون طيار أو ضربة مدفعية من فوق، أثناء سعيهم لتجنب تهديد آخر، مثل دبابة أو فرقة مشاة على مستوى الشارع. دور الفضاء وتشير المجلة إلى أنه قد يبدو القتال الحضري متمركزا حول الأرض، ولكن في الواقع يلعب الفضاء دوراً مهماً أيضاً. إذ تعتبر الغارات الجوية من الطائرات الموجهة أو الطائرات بدون طيار أو الأنظمة الآلية والمستقلة بما في ذلك طائرات الكاميكازي بدون طيار والطائرات بدون طيار التي تحمل عبوات ناسفة ضرورية لتمكين القوات من المناورة على الأرض.
هذا بسبب تأثير الأسلحة المشتركة: العدو الذي يتشتت لتجنب الضربات الجوية يصبح عرضة للهجوم البري، في حين أن العدو الذي يركز على محاربة قوة أخرى على الأرض يخلق هدفا للغارات الجوية. وبالمثل، فإن المراقبة والاستطلاع من أجهزة الاستشعار الجوية والفضائية أمران حاسمان لفهم البيئات الحضرية المزدحمة والمعقدة. وتعتبر أنظمة الاتصالات والملاحة الفضائية أساسية للاستهداف والقيادة. الحرب الإلكترونية هي أيضا من سمات هذه البيئة.
Over the last two years, we've revitalized the partnership between the EU and the U.S.
Together, we'll continue to address our most pressing global challenges – including strengthening our economic security and standing with Ukraine against tyranny and Israel against terrorism. pic.twitter.com/uAUKV0c2wu
يسمح التحكم في البحر أيضاً بإنزال القوات البرمائية أو المحمولة بطائرات الهليكوبتر في مواقع غير متوقعة، مما يؤدي إلى خلع الدفاعات الحضرية للعدو. ويمكن للمحمية المنقولة بحرا أن تخلق مرونة للقائد البري، مما يتيح حرية المناورة في المعارك الحضرية الثابتة.
وقد يتطلب إنكار البحر أي "منع الخصوم من استخدام البحر" صواريخ مضادة للسفن أرضية بالإضافة إلى سفن سطحية أو زوارق هجومية سريعة أو سفن سطحية بدون طاقم أو طائرات بدون طيار تحت الماء. كل هذه العناصر كانت تلعب خلال المعارك الأخيرة في أوكرانيا، حيث استخدمت القوات الأوكرانية بشكل ممتاز ضد البحرية الروسية في البحر الأسود.
ويمتلك كلا طرفي النزاع في غزة بعض أو كل هذه الأنظمة البحرية. إذ تمتلك البحرية الإسرائيلية زوارق هجومية سريعة وقوارب صواريخ وقوارب دورية بالإضافة إلى سفن حربية أكبر وقوات بحرية خاصة. بينما لدى حماس قوة كوماندوز بحرية خاصة بها، والتي قادت غارة بحرية على شاطئ زيكيم في إسرائيل خلال التحركات الافتتاحية للهجوم في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، واستولت على قاعدة عسكرية جنوب عسقلان. خسائر مادية ونفسية بالعودة إلى الأرض، بالنسبة للجنود والمدنيين في خضم القتال الحضري، فإن الخطر، والتعب، والشعور بالتهديد الدائم من كل اتجاه، ورعب القتال المباشر من مسافة قريبة، كلها أمور تسبب خسائر جسدية ونفسية هائلة. إذ تميل المعارك إلى الخلط، وعابرة (تقاس بالثواني)، وقصيرة المدى، وغالبا ما تكون الأهداف أقرب من 50 ياردة. وقد تركز القوات على المنزل أو الغرفة التي تقاتل فيها، ولكن في نفس الوقت قد يتم استهدافها أيضا من مسافة بعيدة بواسطة أطقم الهاون والقناصة ومشغلي الطائرات بدون طيار.
كل هذا معروف جيدا لأي شخص لديه خبرة قتالية في السنوات الـ 20 الماضية. كما أنها، بطبيعة الحال، مألوفة جدا للجيش الإسرائيلي، الذي خبرته في المعارك الحضرية في جنين في الضفة الغربية في عام 2002، وجنوب لبنان خلال الحرب مع حزب الله في عام 2006، والأراضي الفلسطينية يسترشد الكثير من التفكير الحديث حول حرب المدن.
كل هذه العوامل تشير إلى أن الهجوم البري على غزة من المرجح أن يكون مروعاً، مع عواقب وخيمة. ولكن كما يعلم كل جندي، قد يكون لا يزال ضروريا لحسم المعركة.. وقد يبدأ قريباً جداً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الطائرات بدون طیار على الأرض فی البحر إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
قوات كييف تتكبد 35 ألف عسكري منذ بداية القتال على محور كورسك
الثورة نت/..
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن خسائر القوات الأوكرانية على محور كورسك بلغت أكثر من 360 عسكريا خلال الـ 24 ساعة قبل الماضية، لتبلغ حصيلة الخسائر منذ بدء محاولة اقتحام مقاطعة كورسك، نحو 35050 عسكريا.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن الوزارة قولها في بيان أمس السبت: “بلغت خسائر القوات الأوكرانية، خلال الـ 24 ساعة الماضية، أكثر من 360 عسكريا، ومركبتين قتاليتين مدرعتين، ومركبتي مشاة قتاليتين إحداهما من طراز (ماردر) ألمانية الصنع والأخرى من طراز (إس في-90) سويدية الصنع، و25 سيارة، بالإضافة لثلاث قطع مدفعية، و8 قذائف هاون، ومحطتي حرب إلكترونية”.
وأضاف بيان الوزارة أن مجمل خسائر القوات الأوكرانية منذ بدء العمليات القتالية على محور كورسك بلغت 35050 عسكري، و215 دبابة، و149 مركبة مشاة قتالية، و120 ناقلة جند مدرعة، و1192 مركبة قتالية مصفحة، و1017 سيارة، و300 مدفعا ميدانيا، و40 راجمة صواريخ من بينها 11 راجمات من طراز “هيمارس” و6 من طراز “ملرز” أمريكية الصنع، و13 قاذفة لمنظومات صواريخ مضادة للطائرات، و7 سيارات للنقل والتذخير، و70 محطة حرب إلكترونية، و13 رادارا مضاد للبطاريات، و4 رادارات دفاع جوي، و27 وحدة من المعدات الهندسية من بينها 13 مركبة هندسية لإزالة الحواجز ومركبة واحدة لإزالة الألغام من طراز “او ار-77″، وكذلك 6 مركبات مدرعة للإصلاح والإخلاء”.
الى ذلك ،أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات التابعة لها ألحقت خسائر فادحة بالقوات الأوكرانية، أفرادا وعتادا، بما في ذلك البنى التحتية لقاعدة عسكرية جوية، وتدمير مقاتلة “ميغ – 29″، إضافة لدبابتي “ليوبارد” ألمانيتي الصنع.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن الوزارة قولها في بيان لها أمس السبت، إن “الطيران الحربي والطائرات الهجومية المسيرة، والقوات الصاروخية والمدفعية الروسية، استهدفت البنى التحتية للمطارات العسكرية، فضلاً عن تجمعات القوى البشرية والمعدات العسكرية للعدو في 149 منطقة، كما تم تدمير طائرة ميغ – 29، تابعة للقوات الجوية الأوكرانية، قبل إقلاعها”.
وأضافت الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي “أسقطت ثلاث قنابل موجهة من طراز هامر فرنسية الصنع، وثمانية صواريخ هيمارس أمريكية الصنع، و59 طائرة مسيرة”.
وأضاف البيان: “بلغت خسائر التشكيلات العسكرية الأوكرانية ما يصل إلى 155 عسكريًا وثلاث دبابات، بما في ذلك دبابة ليوبارد، في منطقة مسؤولية مجموعة قوات الشرق”.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن خسائر القوات الأوكرانية بلغت ما يصل إلى 490 عسكريًا، وناقلة جند مدرعة من طراز إم 113، في منطقة مسؤولية قوات مجموعة “الجنوب”.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن وحدات مجموعة “المركز”، حررت مواقع مهمة، وصدت ثلاث هجمات، للقوات الأوكرانية، في مناطق متفرقة في دونيتسك.