رأي الوطن : 7 أكتوبر خالد فـي الذاكرة لا تمحوه المجازر الصهيونية
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
مهما ازدادت وتيرة العدوان الإرهابيِّ الَّذي يشنُّه كيان الاحتلال الصهيونيِّ على كافَّة الأراضي الفلسطينيَّة عمومًا، وعلى قِطاع غزَّة على وجْهِ الخصوص، فهذا العدوان الهمجيُّ لَنْ يمحوَ ما حقَّقته المقاومة الفلسطينيَّة من انتصار كبير في عمليَّة «طوفان الأقصى»، الَّتي برهنت على أنَّ الإرادة والعزيمة والإصرار على الحصول على الحقوق المسلوبة تستطيع أنْ تُحقِّقَ المستحيل مهما كان فارق القوَّة العسكريَّة، ومهما كان الدَّعم الدوليُّ الَّذي يحصل عَلَيْه هذا الكيان المارق، ومهما كان التَّغاضي المتعمَّد ممَّا يرتكبه من جرائم، فإنَّ استهداف الأهداف المَدنيَّة والمستشفيات وإسقاط الشهداء من الأطفال والنِّساء والشيوخ مجرَّد محاولة من الحكومة الصهيونيَّة الأشدِّ تطرُّفًا في تاريخ هذا الكيان، تُداري به الهزيمة المُذلَّة الَّتي تعرَّض لها في السَّابع من أكتوبر الماضي.
إنَّ الحكومة الصهيونيَّة اليمينيَّة الَّتي يقودها المُجرِم نتنياهو تُدركَ أنَّ في انتظارها حسابًا داخليًّا عسيرًا من داعميها، خصوصًا لو علمنا أنَّ أغْلَبَهم من قطعان المستوطنين الَّتي فشلت الحكومة الحاليَّة في حمايتهم، واستطاع بضعة آلاف من المقاومين البواسل اختراق الحاجز الأمنيِّ والسيطرة على عددٍ من المستوطنات الصهيونيَّة قبالة قِطاع غزَّة، رغم استخدامهم لأسلحة ومعدَّات لا تُقارَن بما يملكه كيان الاحتلال من عتادٍ وسلاحٍ. لذا فمِن الطبيعي أنْ تواصلَ حكومة نتنياهو سياستها العدوانيَّة الَّتي تستهدف الأطفال والنِّساء والشيوخ، باحثةً عن نصْرٍ وهْميٍّ يثأر لتمريغ أنْفِه وكسر هيبة جيشه «المقهور»، في محاولة مِنْها للبقاء أطول فترة ممكنة في سدَّة حُكم هذا الكيان الَّذي تستمدُّ فيه الحكومات المتعاقبة قدرتها على البقاء بما ترتكبه من جرائم حرب ومجازر بحقِّ الشَّعب الفلسطينيِّ.
تلك الحقيقة السَّاطعة تفرض على كُلِّ مَن يملك ضميرًا حيًّا في المُجتمع الدوليِّ، أوَّلًا العمل السَّريع على وقف هذا العدوان الإرهابيِّ الهمجيِّ، وسرعة إدخال المساعدات الإنسانيَّة إلى قِطاع غزَّة المُحاصَر، ثمَّ بدء إجراء تحقيقات عاجلة فيما ارتكبه الكيان الصهيونيُّ المارق من جرائم إبادة وجرائم ضدَّ الإنسانيَّة، وانتهاكٍ لكافَّة بنود القانون الدوليِّ، وعدم الاكتفاء بقرار محكمة العدل الدوليَّة بعقد جلسات علنيَّة بشأن طلب إبداء رأيٍ استشاريٍّ فيما يتعلَّق بالآثار القانونيَّة النَّاشئة عن سياسات كيان الاحتلال وممارساته في الأرض الفلسطينيَّة المحتلَّة، بما فيها القدس الشرقيَّة، ولكن لا بُدَّ من إجراء تحقيق دوليٍّ موسَّع لِمَا ارتَكبَ من جرائم، لِيقفَ مرتكبوها أمام قضاء المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة، ومحكمة العدْل.
وعلى الصعيد العربيِّ لا بُدَّ من التَّعاون مع الجانب الفلسطينيِّ للحصول على أدلَّة واضحة، تُمكِّنهم من مطاردة مُجرِمي الحرب الصهاينة أمام المحاكم الدوليَّة والوطنيَّة، خصوصًا في الدوَل الَّتي تدعم هذا الكيان الإرهابيَّ. فالوضع الآن في الأراضي الفلسطينيَّة وقِطاع غزَّة يحتاج لتكوينِ فريق عربيٍّ من القانونيِّين، يسعون بما يملكون من إمكانات إلى الضَّغط على كيان الاحتلال الصهيونيِّ، وتعريف العالَم بما يرتكبه من جرائم. فمناصَرة القضيَّة الفلسطينيَّة تحتاج لتضافر كُلِّ الجهود من أجْل وقف العدوان الصهيونيِّ على الشَّعب الفلسطيني، وجرائم الإبادة الَّتي تطول الأطفال والنِّساء والشيوخ في قِطاع غزَّة، وما يجري في الضفَّة الغربيَّة، بما فيها القدس، من إرهاب وجرائم لجيش الاحتلال وعصابات مستعمريه.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: کیان الاحتلال هذا الکیان من جرائم
إقرأ أيضاً:
المشاركون في المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة إلى الطوفان” يؤكدون على أهمية دور المقاومة في مواجهة التهجير
الثورة نت|
أكد المشاركون في المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة إلى الطوفان أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير” على الثوابت الفلسطينية المتمثلة في أن التهجير القسري الذي تعرض له الشعب الفلسطيني منذ نكبة 1948م حتى اليوم، هو جريمة مستمرة تتناقض مع كافة المواثيق والقوانين الدولية.
وأوضح المشاركون في بيان صادر عن المؤتمر الدولي الذي شارك فيه شخصيات أكاديمية وحقوقية وناشطين من اليمن ومختلف دول العالم، أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجروا منها هو حق غير قابل للتصرف وحق ثابت شرعي وقانوني وسياسي لا يسقط بالتقادم.. مبينين أن القدس “بمقدساتها” كانت وستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين ولا شرعية لأي محاولات لطمس هويتها أو تهجير سكانها الأصليين.
وأشار البيان إلى دور الجهاد والمقاومة في مواجهة التهجير من خلال الجهاد والمقاومة بجميع أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة التي هي حق مشروع تكفله القوانين الدولية للشعوب الواقعة تحت الاحتلال وهي ضرورة استراتيجية لمنع تنفيذ مخططات التهجير والاستيطان.
ودعا إلى توحيد الصف الوطني وإنهاء الانقسام وتعزيز العمل المشترك بين جميع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية باعتبارها حجر الأساس في مواجهة مشاريع العدو الصهيوني.
وشدد بيان المؤتمر على تكثيف التحركات الشعبية والاحتجاجات السليمة في الداخل والخارج لمواجهة سياسات التهجير، خاصة في غزة والقدس والضفة الغربية.
لفت إلى ضرورة العمل على محاسبة العدو الصهيوني، على جرائم التهجير والاستيطان أمام المحاكم الدولية وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية وإلزامه بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.. مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والفاعل لوقف جرائم العدو الإسرائيلي ووقف سياسة ازدواجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية.
وجددّ البيان التأكيد على رفض كافة مشاريع التوطين أو تصفية قضية اللاجئين، والتأكيد على ضرورة حماية حقوق الفلسطينيين في الشتات ودعم صمودهم.
وفيما يخص استراتيجيات دعم صمود الفلسطينيين، أكد البيان على تعزيز دور الإعلام الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي في كشف جرائم العدو الإسرائيلي وفضح سياسات التهجير والعمل على نشر الحقائق الفلسطينية في المحافل الدولية، ودعم المشاريع الاقتصادية والتنموية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة لتعزيز صمود الفلسطينيين أمام سياسات الحصار والتهجير القسري.
وحث على تشجيع المؤسسات الحقوقية والإنسانية وتكثيف جهودها في توثيق جرائم العدو الإسرائيلي ونشر التقارير الحقوقية التي تثبت الانتهاكات الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني.
وبشأن تعزيز التضامن الدولي، دعا البيان الشعوب الحرة في العالم، والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى مواصلة الضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه العدو الإسرائيلي، وتعزيز الحملات الدولية لمقاطعة العدو الإسرائيلي سياسيًا واقتصاديًا وأكاديميًا BDS باعتبارها وسيلة مؤثرة لمحاسبته على جرائمه.
وأكد البيان على دور الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية في الخارج على دعم القضية الفلسطينية ونقل معاناة الفلسطينيين إلى الرأي العام العالمي.
وبخصوص أهمية التوثيق، طالب بيان المؤتمر بالعمل على إنشاء أرشيف فلسطيني رقمي يُوّثق جرائم العدو الإسرائيلي من تهجير وهدم منازل واعتداءات.
وشدد على تشجيع إنتاج الأفلام الوثائقية والمحتوى الإعلامي الذي يعكس معاناة الفلسطينيين ويكشف زيف الدعاية الصهيونية.. مؤكدًا أن فلسطين ستبقى قضية إنسانية وأن التهجير القسري لن ينجح في اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وسيظل الشعب الفلسطيني متمسكًا بحقوقه، مستمرًا في مقاومته المشروعة حتى التحرير والعودة.
وحيا المشاركون في ختام المؤتمر بكل إجلال وإكبار أبناء الشعب الفلسطيني الصامدين في القدس وغزة والضفة وكل فلسطين من النهر إلى البحر، والأسرى في سجون العدو الإسرائيلي.. مؤكدين أن المقاومة ستبقى مستمرة حتى تحقيق الحرية والاستقلال.