اضطرت كرة القدم الألمانية إلى التفاعل مع الصراع في الشرق الأوسط، بما في ذلك لحظات صمت قبل المباريات

اسم الشارع المؤدي إلى استاد "ميوا أرينا"، ملعب نادي ماينز، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم، يلخص درساً تاريخياً في حد ذاته. فهذا الشارع يحمل اسم "أويغن سالومون"، أحد مؤسسي نادي ماينز عام 1905، والذي كان أول رئيس له، رغم أنه لم يتجاوز 17 عاما حينها.

وكان سالومون المولود عام 1888 يهوديا أيضا، لذلك تم تجريده من مهامه في النادي من طرف النازيين عام 1933 قبل أن يفر مع عائلته إلى فرنسا. لكن مع ذلك لم ينج هناك، إذ تم ترحيله في نهاية المطاف إلى معسكر أوشفيتز وقُتل في نوفمبر/ تشرين الثاني 1942.

ذكر القصة أمر مهم لفهم لماذا قام نادي ماينز باتخاذ قرار بتوقيف لاعبه أنور الغازي، هولندي من أصول مغربية، إثر منشور على إنستغرام حول الصراع الحالي في الشرق الأوسط.

اللاعب البالغ من العمر 28 سنة الذي انضم للنادي صيف هذا العام، عبّر عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، إثر مقتل أكثر من خمسة آلاف، عدد منهم أطفال، في الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وخلّف أكثر من  1400 قتيل.

لكن الغازي كتب كذلك في منشوره: "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر". هذه الجملة يراها عدد من الخبراء القانونيين في ألمانيا كموافقة على جريمة بموجب الفقرة 140 من قانون العقوبات الألماني، ويمكن تفسيرها على أنها تطلب أن تكون المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط خالية من الدولة اليهودية إسرائيل، وهو تفسير تعترض عليه عدد من المجموعات الفلسطينية.

أنور الغازي بقميص نادي ماينز الألماني.

لم يتوقف الأمر هنا. في برلين، وبعد أن تم ترديدها في عدة مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في العاصمة الألمانية، بدأ الادعاء العام تحقيقًا في العبارة باعتبارها "خطاب كراهية" محتمل، بموجب الفقرة 130 من قانون العقوبات. كما أن المستشار الألماني، وخلاله زيارته للدولة العبرية، قال إن إسرائيل مصلحة وطنية لألمانيا، مشيراً إلى مسؤولية ألمانيا عن مقتل أكثر من ستة ملايين يهودي في الهولوكوست.

واحد من هؤلاء اليهود هو أويغن سالومون. نادي ماينز، قال إنه "يحترم وجهات النظر المختلفة في الصراع المعقد المستمر منذ عقد من الزمن في الشرق الأوسط"، لكن موقف الغازي بشأن هذا الموضوع "لا يتوافق مع قيم نادينا".

ماينز: دعم لقرار النادي

رغم الأزمة الحالية للفريق في الدوري الألماني، حيث أخفق في تحقيق الفوز في آخر 12 مباراة لعبها في البوندسليغا منذ الموسم الماضي، وهو حاليا في قعر الدوري، إلّا أن هناك دعماً واسع النطاق لقرار نادي مايننز  المتعلق بأنور الغازي. المدرب الدنماركي بو سفينسون صرح: "الأمر ليس مثاليا، لأننا وقعنا تحديداً مع الغازي في الصيف، لكن بدوري أؤيد القرار.. أعتقد أننا فعلنا الشيء الصحيح".

لكن على موقع إكس (تويتر سابقاً)، حيث نشر النادي خبر فسخ عقده مع الغازي، جذب المنشور أكثر من 9400 رد، معظمهما مؤيدة للفلسطييين، مع ما يبدو عدم وجود تشجيع مسبق من جلّ هؤلاء المعلقين للنادي الذي قام بوقف خاصية الرد، بينما لا يمكن الوصول حالياً لحسابه على إنستغرام.

مارا فايفر، صحفية وكاتبة تقيم في ماينز، غطت أخبارالنادي لسنوات تقول: "من الصعب الحكم على التعليقات التي يتم نشرها عبر الإنترنت لأنها تأتي من أشخاص، غير واضح علاقتهم بنادي ماينز". وتضيف: "في كثير من الأحيان، نلاحظ وجود اختلاف صارخ بين آراء المشجعين وهم في منازلهم، وبين الذين يوجدون في الملعب".

جماهير نادي ماينز يكرمون أويغن سالومون في عيد ميلاده الـ 135 في وقت سابق من هذا العام.

هذا تحديدا ما سمعته DW خارج ملعب "ميوا أرينا" في عدد من المحادثات يوم السبت الماضي، إذ كان هناك دعم بالإجماع لقرار النادي، وأشار العديد من المشجعين، دون سياق لذلك، إلى مؤسس النادي سالومون. تقول مارغيت، وهي مشجعة للنادي، تتحدث وهي في شارع سولومون: "حرية التعبير مهمة، ولكن ليس عندما تكون معادية للسامية".

وتضيف: "لذلك عندما أسمع هذه العبارة، "من النهر إلى البحر"، فهذا يعني أن كل شيء بينهما لا ينبغي أن يكون هناك. ولا أستطيع أن أؤيد ذلك". " أندرياس، مشجع آخر، يوافق مارغيت الرأي، ويقول: "لقد كان قراراً مهماً، خصوصاً للسياق التاريخي، فأحد مؤسسي نادينا كان يهوديا من ماينز، وقد قُتل. لذلك لا يمكنني تحمل هذه العبارة".

داخل الملعب، تم الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا الصراع، ورفعت الألتراس المتعصبة للنادي  لافتات تعبر عن "التضامن مع جميع ضحايا الإسلاموية ومعاداة السامية"، كما أدانت "الإرهاب المعادي للسامية الذي تمارسه حماس"، وطالبت كذلك بـ "السلام لسكان غزة".

وتوضح فايفر: "لطالما اتخذ المشجعون النشطون في ماينز مواقف مؤيدة للسلام بشأن مثل هذه القضايا، ومن وجهة نظري، هم يدركون الفروق الدقيقة في هذا الموضوع". وتستطرد: "هذا يعني عدم الانحياز إلى هذا الجانب أو ذاك، بل الوقوف إلى جانب السلام والمدنيين وأولئك الذين يعارضون الحرب. هذا الفارق البسيط لا يتم التسليم به دائماً بسهولة".

ماذا عن موقف بايرن من مزراوي؟

في القضية التي أثارت اهتماما واسعاً، امتنع بايرن ميونيخ عن اتخاذ أي إجراءات ضد المدافع المغربي نصير مزراوي بعد أن نشر رسالة مؤيدة للفلسطينيين على موقع إنستغرام. وقال النادي بعد محادثة مع اللاعب إن بايرن "يدين هجوم حماس على إسرائيل".

وقال النادي إن مزراوي: "أكد لنا بمصداقية أنه كشخص محب للسلام، يرفض بحزم الإرهاب والحرب ولم يقصد أبداً التسبب في أي إزعاج بمنشوراته"، وأنه "يدين الإرهاب والمنظمات الإرهابية".

نصير مزراوي، نجم المنتخب المغربي ولاعب بايرن ميونيخ

لكن بالنسبة لألون ماير، رئيس مكابي دويتشلاند، المنظمة الجامعة للأندية الرياضية اليهودية في ألمانيا والتي تضم أكثر من 6500 عضو، فإن رد مزراوي لم يكن مرضياً، وصّرح لقناة ZDF Sportstudio "لم يتم ذكر المذبحة ولو مرة واحدة.. ولا يوجد تعبير واحد عن العزاء، ولا يوجد ذكر واحد لدولة إسرائيل - ربما لأنه لا يعترف بها-، ولا كلمة اعتذار واحدة، ولا إدانة لحماس. ماذا يعني ذلك؟".

مختارات بايرن يبقي على المغربي مزراوي بعد منشوره الداعم للفلسطينيين صفقة تحدث عنها نتنياهو - من هو دانيال بيرتز حارس بايرن الجديد؟

بعد بحث طويل، عثر بايرن ميونيخ على حارس مرمى جديد. إنه دانيال بيرتز حارس مرمى منتخب إسرائيل تحت 21 عامًا - في البداية سيكون احتياطيا للحارس سفين أولرايش، الذي يحرس المرمى في غياب نوير. فهل يصبح بيرتز بديلا لنوير نفسه؟

معاداة السامية في البونديسليغا تختلف عن العنصرية والتمييز!

اجتمعت أندية كرة القدم الألمانية في دورتموند هذا الأسبوع لمناقشة مكافحة معاداة السامية ضمن اللعب. إحدى النقاط الرئيسية كانت ضرورة التوضيح أن كراهية اليهود تختلف عن أشكال التمييز الأخرى، ولا تندرج ضمن تعريف العنصرية فقط.

في السنوات الأخيرة تبنت العديد من أندية الدوري الألماني التعريف العملي لمعاداة السامية الذي وضعه التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة (IHRA)، بما في ذلك بايرن ميونيخ الذي عمل على تعزيز إرث كورت لانداور، الرئيس اليهودي الأسبق للنادي الذي فرّ من النازيين في الثلاثينيات.

"لقد قام بايرن بالكثير من العمل الجيد وعمل بشكل وثيق مع الجالية اليهودية ودولة إسرائيل، ولكن ما الفائدة إذا نشر لاعبوه النخبة أشياء مثل هذه؟" يقول ماير.

المجلس المركزي لليهود في ألمانيا رأى بدوره أن تصريحات مزراوي ليست مرضية، لكنه وصف قرار نادي بايرن ميونيخ بأنه "مناسب نظراً للموقف الواضح الذي أظهره النادي دائما". ومن أسباب الجدل في هذا الموضوع، أن أحد زملاء مزراوي، هو حارس المرمى الاحتياطي دانييل بيريتس، وهو اللاعب الإسرائيلي الوحيد في الدوري الألماني "بوندسليغا".

وفي مقطع فيديو على إنستغرام الأسبوع الماضي، دعا اللاعب الإسرائيلي"جميع الرياضيين والمنظمات الرياضية" إلى الوقوف معاً لأجل محاربة الشر"، كما ظهر متأثرا بشكل واضح في لحظة دقيقة الصمت، في مباراة بايرن ضد نادي ماينز.

ولم يصدر أي بيان حتى الآن من مشجعي  بايرن ميونيخ الذين اتخذوا موقفاً واضحاً ضد معاداة السامية وعبروا عن اعتزازهم بالتراث اليهودي لناديهم. لكن قد يتغير ذلك عندما يلعب بايرن على أرضه مع نادي دارمشتات يوم السبت المقبل.

دروس من التاريخ

وفي أماكن أخرى من ألمانيا، قام مشجعو فريق فرايبورغ بإبراز هجوم بزجاجة مولوتوف على كنيس يهودي في برلين، وكذلك حالات تلويث بطلاء نجمة داود على منازل يهودية، ورفعوا لافتة كُتب عليها: "لن يحدث ذلك مرة أخرى الآن. ضد جميع أشكال معاداة السامية".

السبب وراء هذا الموقف، هي الحساسية الكبيرة التي تظهر بها ألمانيا عندما يتعلق الأمر باحتمال انزلاق بعض أشكال الدعم للقضية الفلسطينية إلى معاداة السامية بشكل عام.

مات فورد/م.دا سيلفا/ف.تامسوت/ ع.ا/ ع.غ

 

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: بايرن ميونيخ نادي ماينز بوندسليغا الدوري الألماني أنور الغازي نصير مزراوي حماس إسرائيل غزة بايرن ميونيخ نادي ماينز بوندسليغا الدوري الألماني أنور الغازي نصير مزراوي حماس إسرائيل غزة معاداة السامیة بایرن میونیخ نادی ماینز أکثر من عدد من

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقبل بوقف إطلاق نار مؤقت بضمان أمريكي.. وحماس تطالب بتطبيق المرحلة الثانية

أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن قرار بتعليق جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وهو القرار الذي وصفته حركة حماس بأنه تجويع لأهالي القطاع.

وأكد المكتب أن إسرائيل لن توافق على أي هدنة جديدة دون الإفراج عن المحتجزين لديها، مشيراً إلى أن رفض حماس لمقترح المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف لاستمرار المفاوضات، رغم موافقة إسرائيل، سيؤدي إلى عواقب إضافية.

الطريق الوحيد

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تقديرات إسرائيلية أن المساعدات التي دخلت غزة تكفي حماس لتغطية احتياجاتها لنحو ستة أشهر. من جانبها، دعت حماس الوسطاء الدوليين للضغط على إسرائيل لمنع قرار وقف إدخال المساعدات إلى غزة، وطالبت بتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق. وأكدت حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث، مشيرة إلى أن الطريق الوحيد لاستعادة الرهائن هو بدء مفاوضات المرحلة الثانية.

وكانت حماس قد طالبت بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرة أن المقترح الأمريكي لهدنة حتى منتصف أبريل، والذي وافق عليه نتنياهو، يعكس تراجع إسرائيل عن التزاماتها. وأكد القيادي في حماس محمود مرداوي أن الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة وعودة الأسرى يكمن في استكمال تنفيذ الاتفاق، بما يشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار غزة، مؤكداً أن الحركة لن تتراجع عن هذه المطالب.

المقترح الأمريكي

وكان مكتب نتنياهو قد أعلن، بعد مناقشة أمنية ترأسها نتنياهو بمشاركة وزير الدفاع وكبار المسؤولين الأمنيين وفريق التفاوض، عن اعتماد الخطوط العريضة التي اقترحها المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف لوقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح. ووفقاً للاقتراح، سيتم إطلاق سراح نصف الرهائن في اليوم الأول من الاتفاق، سواء كانوا أحياءً أم قتلى، مع إمكانية إطلاق سراح الباقين في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم.

كما اقترح ويتكوف تمديد وقف إطلاق النار، معتبراً أن الوقت الحالي لا يسمح بتقريب وجهات النظر بين الأطراف لإنهاء الحرب، وأن الأمر يتطلب مزيداً من الوقت لإجراء محادثات حول وقف إطلاق نار دائم. وبموجب الاتفاق، يحق لإسرائيل العودة إلى القتال بعد اليوم الثاني والأربعين إذا شعرت أن المفاوضات غير فعالة.

هدنة من 3 مراحل

يذكر أن الهدنة في غزة بدأت في 19 يناير، وامتدت مرحلتها الأولى 42 يوماً، وهي واحدة من ثلاث مراحل يتضمنها الاتفاق. وخلال هذه المرحلة، أفرجت حماس وفصائل أخرى عن 33 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينهم ثمانية قتلى، مقابل إطلاق إسرائيل سراح نحو 1700 فلسطيني من سجونها. وكان من المقرر أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية خلال المرحلة الأولى، لكنها تعثرت بسبب اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق.

وتنص المرحلة الثانية على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من غزة ووقف الحرب، مع إعادة الأسرى المتبقين. وأكدت حماس استعدادها لإعادة جميع الأسرى دفعة واحدة خلال هذه المرحلة. أما المرحلة الثالثة فمخصصة لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة تكلفته بأكثر من 53 مليار دولار.

من جهتها، تطالب إسرائيل بالإفراج عن المزيد من الأسرى في إطار تمديد المرحلة الأولى، وتؤكد حكومة نتنياهو على حقها في استئناف القتال في أي لحظة للقضاء على حماس ما لم تتخلَّ الحركة عن السلاح. كما تشترط إسرائيل أن يكون قطاع غزة منزوع السلاح بالكامل، مع القضاء على حماس التي سيطرت على القطاع عام 2007.

اقرأ أيضاً«حماس»: مقترح «هُدنة منتصف شهر أبريل» تنصل واضح من إسرائيل بشأن اتفاقنا

«حماس» عن هدم الاحتلال لمنازل مخيم نور شمس: انتهاك للقانون الدولي

الصليب الأحمر يتسلم جثامين 4 إسرائيليين من حماس

مقالات مشابهة

  • خبير استراتيجى: الوضع بين إسرائيل وحماس وصل مرحلة حرجة
  • لماذا قررت إسرائيل إيقاف دخول المساعدات الإنسانية لغزة ولماذا تهدد بالحرب؟.
  • عمرو وهبي يعتذر عن العمل في نادي الزمالك
  • إسرائيل تقبل بوقف إطلاق نار مؤقت بضمان أمريكي.. وحماس تطالب بتطبيق المرحلة الثانية
  • إسرائيل توقف تدفق المساعدات لغزة وحماس تعلق
  • إسرائيل توقف دخول المساعدات إلى غزة مع دخول رمضان.. وحماس ترد: جريمة حرب
  • عاجل - إسرائيل توقف دخول المساعدات إلى غزة مع دخول رمضان.. وحماس ترد: جريمة حرب
  • إسرائيل توقف المساعدات إلى غزة وحماس ترفض مقترح ويتكوف لهدنة في رمضان
  • نادي حي العرب: دوري النخبة مشوّه والاتحاد فرضه في وضع متردٍّ
  • انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق غزة.. وحماس تلقي باللوم على إسرائيل في تعثر المفاوضات