الحرة:
2025-01-30@22:16:48 GMT

العملات الرقمية.. كيف تستخدم لتمويل الجماعات المسلحة؟

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

العملات الرقمية.. كيف تستخدم لتمويل الجماعات المسلحة؟

عاد الحديث عن دور العملات الرقمية في تمويل الجماعات المسلحة، في أعقاب الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، فيما يوضح مختصون لموقع "الحرة" كيفية استخدام التنظيمات الإرهابية للأموال الرقمية في تمويل أنشطتهم المختلفة.

وتعد العملات الرقمية إحدى الطرق التي تحصل بها الجماعات المسلحة والمصنفة على أنها إرهابية على الأموال وتستخدمها، وفق تقرير لرويترز نشر، الاثنين.

3 مسارات

ويوضح الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، مصطفى أمين، أن التنظيمات الإرهابية تستخدم العملات الرقمية من خلال 3 مسارات أساسية.

ويتم استخدام أساليب مختلفة لتمويل الأنشطة، بما في ذلك الأموال النقدية والبنوك والشركات الوهمية والجمعيات الخيرية والشبكات المالية غير الرسمية.

وخلال الفترة الماضية استخدمت التنظيمات الإرهابية المحافظ الإلكترونية لـ"جمع الأموال وتخزينها وتحويلها"، وفق تقرير لمؤسسة "تشيناليسيس" لتحليل بلوكتشين، ومقرها نيويورك.

ويوضح أمين أن المسار الأول يتعلق بـ"جمع التبرعات من المناصرين والمؤيدين"، ويتم تحويل الأموال الرقمية إلى نقدية من خلال بنوك وشركات صرافة عبر "مختصين"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

والمسار الثاني يتمثل في تعامل "مؤيدين للجماعات الإرهابية وغير تابعين لها تنظيميا"، بتلك العملات لشراء مستلزمات أو تسييل الأموال الرقمية ثم الاستفادة منها لتوفير الدعم المالي المباشر.

وتستخدم بعض التنظيمات المسلحة الأموال الرقمية في "المضاربات" لتحقيق مكاسب وتوجيهها للدعم المالي المباشر، وفق الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة.

وجمدت إسرائيل حسابات عملات مشفرة تقول إنها مرتبطة بحماس، وأغلقت أكثر من 100 حساب على منصة  "بينانس" (Binance) لتداول العملات الرقمية، وفقا لصحيفة "فايننشال تايمز".

وطلبت السلطات الإسرائيلية معلومات حول 200 حساب إضافي، معظمها موجود على المنصة ذاتها، وحددت أكثر من 150 مبادرة للتبرع بالعملات الرقمية تابعة لحماس وجماعات أخرى منذ هجوم 7 أكتوبر.

وتقول منصة Binance، التي أسسها الرئيس التنفيذي تشانغ بينغ تشاو، في عام 2017، على موقعها الإلكتروني إنها تراجع طلبات المعلومات المقدمة من الحكومات ووكالات إنفاذ القانون على أساس كل حالة على حدة، وتكشف عن المعلومات كما هو مطلوب قانونا.

ووفقا لوكالة "رويترز"، قالت بينانس، في مايو الماضي، إنها تتحقق من المستخدمين بحثا عن صلاتهم بالإرهاب و"تواصل استثمار موارد هائلة لتعزيز برنامج الامتثال الخاص بها"، كما أخبرت أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي في مارس ردا على طلباتهم للحصول على معلومات حول امتثال بينانس التنظيمي والشؤون المالية.

وتشدد المنصة في مدونتها على أن السياسات والعمليات الخاصة بها تتوافق مع متطلبات الاتحاد الأوروبي لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

لماذا العملات الرقمية؟

يشير الخبير الاقتصادي المختص في أسواق المال، عمرو عبده، إلى أن العملات الرقمية تسمح بتسوية المعاملات المالية "خارج النظام المصرفي التقليدي الذي يعتمد بشكل رئيسي على المركزية".

وتحيد العملات الرقمية هذه المركزية وتجعلها عديمة الأهمية، ولسنوات كان من المستحيل تعقب المعاملات الإلكترونية في الشبكات المختلفة، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ومن جانبه، يربط أمين أسباب تفضيل التنظيمات الإرهابية لاستخدام "العملات الرقمية"، بـ"عدم وجود رقابة، وسهولة جمع التبرعات، وصعوبة تتبع التحويلات، ووجود عدة خيارات للتسييل".

ويمكن لأي شخص إعداد عنوان محفظة عملة مشفرة، دون الاضطرار إلى الخضوع لتدقيق على غرار  البنوك، وفق تقرير رويترز.

وتتم تسمية بعض الحسابات بحروف وأرقام، مما يمكن مستخدمين من "إرسال واستقبال العملات الرقمية دون الكشف عن هويتهم".

كيف تستخدم التنظيمات "الأموال الرقمية"؟

يشير الخبير في العملات الرقمية، محمد ياسر، إلى تحدٍ يتعلق بـ" تحويل الأموال الرقمية إلى نقدية".

وهناك عدة طرق لتنفيذ ذلك، والطريقة المعتمدة تكون عبر "منصات" لديها "توثيق كامل لكافة المعلومات الخاصة بالعميل"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

وفي تلك الحالة فمن السهل تتبع الأموال ومعرفة صاحبها ومصدرها، ما يسهل إيقافها وتتبعها وتجميدها، حسبما يوضح ياسر.

ويتحدث عن الطريقة الثانية لتحويل الأموال الرقمية إلى نقدية وتكون بـ"اليد". ويتم ذلك عن طريق المبادلة مع شخص مهتم بشراء تلك الأموال الإلكترونية ودفع مقابلها "نقدا" في حال "المبالغ الصغيرة".

لكن من الصعب تطبيق تلك الطريقة عند تحويل "مبالغ مالية ضخمة"، كافية لتمويل جماعة بعينها، حسبما يقول ياسر.

ويؤكد الخبير في العملات الرقمية، أن بعض المواقع يمكنها "خلط تحويلات من عدة محافظ إلكترونية"، ما يصعب تتبع الأموال.

ويمكن لمستخدمي العملات الرقمية إخفاء مساراتهم بشكل أكبر من خلال استخدام "خلاطات" العملات الرقمية، أو نقل الأموال إلى البورصات أو الشركات الأخرى حيث قد يصبح من الصعب تمييزها عن أصول العملاء الآخرين، بحسب رويترز.

وهناك عنصران رئيسيان لتحليل حجم وتدفق الأموال المرتبطة بالتنظيمات والجماعات الإرهابية، حسب تقرير "تشيناليسيس".

ويتم ذلك من خلال "تحديد كمية الأموال الموجودة مباشرة في أيدي منظمة إرهابية، وتحديد مقدمي الخدمات الذين يسهلون حركة تلك الأموال".

وقد يكون بعض مقدمي الخدمات "أقرب إلى الوسطاء، بينما قد يكون البعض الآخر أكثر تشابها مع شركات الأموال".

ويشير تقرير "تشيناليسيس"، إلى شركة "باي كاش" (Buy Cash) ومقرها في غزة، والتي تقدم خدمات تحويل الأموال وصرف العملات الافتراضية، وهي موضوعة على لائحة العقوبات الأميركية.

وتستخدم حماس تلك الشركة لتحويل الأموال وتسهيل جهود جمع التبرعات بالعملات الرقمية، بحسب التقرير.

هل يمكن تتبع الأموال المشفرة؟

الرقابة التنظيمية على العملات الرقمية في الولايات المتحدة وأوروبا والصين تجعل من الصعب الحصول على العملات الرقمية بشكل مجهول في البورصة، وفق تقرير لمؤسسة الأبحاث والتطوير "راند".

ويمكن لبورصات العملات الرقمية تسجيل العناوين التي ينتمي إليها العميل، والكشف عن أصحاب المحافظ الإلكترونية، لكن إذا حدث التداول في "بورصة لا مركزية أو في بلد لا توجد فيه رقابة تنظيمية، فقد يصبح تتبع المعاملات أكثر صعوبة".

ويؤكد ياسر إمكانية تتبع وملاحقة المحافظ الإلكترونية، لأنه من السهل تتبع "العملات الرقمية" مقارنة بالأموال النقدية.

ولذلك فاتهام العملات الرقمية بأنها مصدر للتهريب والعمليات غير الشرعية ودعم الإرهاب "سهل إطلاقه وصعب إثباته"، على حد تعبيره.

وعلى النقيض من ذلك، فإن عمليات التحويل الرقمية وحركة الأموال الإلكترونية "شفافة ويمكن تتبعها"، وفق حديثه.

ويشير في الوقت ذاته إلى إمكانية استخدام بعض المحافظ الإلكترونية لأغراض غير شرعية "على نطاق محدود"، وعند اكتشاف الأمر يتم تجميد الأموال بتلك المنصات.

ويوضح أن العملات الرقمية  قد تكون بمحافظ خاصة أو بمنصات.

والمحافظ الخاصة "لا يمكن تجميدها"، لكن عند انتقال الأموال لمنصات فهي خارج سيطرة صاحب المال وتصبح تحت وصاية المنصة، حسبما يؤكد.

ويشدد على أن تحويل العملات الرقمية عادة ما يتم عبر المنصات وبالتالي تخرج في مرحلة معينة عن سيطرة صاحبها وبالغالب المنصات تخضع لقوانين الدول، وهنا يمكن تجميدها.

ومن جانبه، يؤكد عبده وجود عدة طرق لتعقب وتتبع الأموال الرقمية، ما يمكن الجهات المختصة من "الوصول إلى مصادرها وتجميدها".

وأصبح للدول والهيئات الرقابية الأدوات التي تمكنهم من تتبع المعاملات التي تتم بالعملات الرقمية والدليل "تجميد إسرائيل محافظ العملات الرقمية المرتبطة بحماس"، حسبما يشير الخبير الاقتصادي المختص في أسواق المال.

ما حجم العملات الرقمية المستخدمة بتمويل الإرهاب؟

لا توجد إحصاءات أو بيانات واضحة حول حجم استخدام العملات الرقمية في تمويل الأنشطة الإرهابية، لكن وفق تقديرات أمين فإن نحو 20 في المئة من حجم تلك الأنشطة ترتبط بالأموال الرقمية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، الأسبوع الماضي، إن "حماس تجمع جزءا من التبرعات، باستخدام العملات الافتراضية".

وبعد اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في مايو 2021، قدرت شركة تحليلات blockchain Elliptic أن حسابات حماس المشتبه بها تلقت أكثر من 73000 دولار من العملات الرقمية في غضون أيام قليلة.
وبحلول يوليو، قالت إسرائيل إن تلك الحسابات تلقت أكثر من 7 ملايين دولار من العملات الرقمية.

ونقلت وكالة "رويترز" في تقريها عن  مسؤول في الأمم المتحدة في عام 2022 إنه قبل عامين، كان يُنظر إلى 5% من الهجمات الإرهابية على أنها ممولة بالعملات المشفرة، لكن هذا قد يصل إلى 20%، حسبما ذكرت وكالة "بلومبرغ".

وقالت مجموعة العمل المالي هذا العام إن العملات المشفرة تمثل "مخاطر متزايدة لتمويل الإرهاب"، لكن "الغالبية العظمى" من تمويل الإرهاب لا تزال تستخدم الأموال العادية.

قال باحثو العملات المشفرة في تشيناليسيس إنه عندما يتم تحديد تدفقات مالية غير مشروعة في شركة عملات مشفرة، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن جميع تدفقات تلك الشركة غير قانونية.

وقالت تشيناليسيس إن تمويل الإرهاب "يمثل جزءا صغيرا من أقل من 1% من سوق العملات المشفرة بأكمله".

ويحذر الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، من إمكانية زيادة تلك النسبة في حال عدم وجود ضوابط على منصات التداول الرقمي والعملات الرقمية، وفي ظل اتساع نطاق نشاط التنظيمات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتحاول التنظيمات الإرهابية جمع المزيد من التبرعات والدعم المالي باستخدام منصات التواصل الاجتماعي، بعدما أصبحت بيئة جيدة لجمع أكبر قدر من الأموال الرقمية، وتسييلها إلى نقود، حسبما يقول.

ماذا عن الأشكال الأخرى للتمويل غير المشروع؟

وفقا لتقرير وكالة "رويترز"، يمثل تمويل الإرهاب جزءا صغيرا من الاستخدامات غير المشروعة للعملات المشفرة، والتي تشمل عمليات الاحتيال والسرقة.

وقالت تشيناليسيس إن جرائم العملات المشفرة وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 20.1 مليار دولار في عام 2022، ولا يشمل هذا الرقم الحالات التي تكون فيها العملات المشفرة عبارة عن عائدات جرائم غير متعلقة بالعملات المشفرة مثل دفع ثمن المخدرات.

وتعد سرقة العملات المشفرة عبر الهجمات السيبرانية أيضا مصدرا مهما لتمويل كوريا الشمالية، وفقا لتقارير الأمم المتحدة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: التنظیمات الإرهابیة المحافظ الإلکترونیة العملات الرقمیة فی العملات المشفرة تحویل الأموال تمویل الإرهاب وفق تقریر من خلال أکثر من على أن

إقرأ أيضاً:

معلقًا على محاكمة السنوسي.. زيدان: القضاة في طرابلس يواجهون ضغوطًا كبيرة من الجماعات المسلحة والمتطرفة

زيدان: الضغوط السياسية والرأي العام أطالا أمد قضية بوسليم وتأثيرها على القضاء واضح

تحديات قانونية وسياسية
قال الكاتب والباحث في العلوم السياسية، فرج زيدان، إن قضية عبدالله السنوسي وقضية بوسليم لا تزالان تواجهان تحديات قانونية وسياسية كبيرة. وأوضح، في تصريح لبرنامج “هنا الحدث” على قناة “ليبيا الحدث”، أن القضية تعاني من إشكاليات إجرائية، مثل الاختصاص وعدم حضور المتهمين، إلى جانب الضغوط السياسية والرأي العام، مما أدى إلى إطالة أمد التقاضي لأكثر من 12 عامًا. واعتبر أن القضاء في مصر استطاع حسم قضايا مماثلة بفضل استقرار الدولة، بعكس الوضع في ليبيا.

التأثير السياسي على القضاء
أشار زيدان إلى أن الظروف السياسية انعكست بشكل سلبي على القضية، موضحًا أن القضاة في طرابلس يعملون تحت ضغوط كبيرة من المجاميع المسلحة والجماعات الأيديولوجية المتطرفة. وانتقد دور الصادق الغرياني في توجيه الرأي العام عبر فتاواه السياسية، واصفًا إياها بأنها منحرفة وتخدم توجهات سياسية معينة. وأضاف أن الغرياني وجه انتقادات لوزيرة العدل بحكومة الدبيبة، متهمًا إياها بأنها “من إفرازات حفتر”، في حين أنه لم يعلق على قضايا مثل تسليم أبو عجيلة مسعود للولايات المتحدة أو التطبيع مع إسرائيل.

الإفراج الصحي عن السنوسي
رأى زيدان أن الإفراج الصحي عن السنوسي قد يكون خطوة لتجنب صدام جديد مع الرأي العام الليبي، خاصة بعد الانتقادات التي واجهتها حكومة الدبيبة بسبب تسليم أبو عجيلة للولايات المتحدة. واعتبر أن هذه الخطوة تهدف إلى تحقيق توازن بين الضغوط الدولية والرأي العام المحلي.

العدالة الانتقالية والمصالحة
شدد زيدان على أهمية مسار العدالة الانتقالية لدعم القضاء من خلال معاقبة المجرمين وجبر الضرر وتعويض الضحايا، بما يسهم في تحقيق المصالحة الوطنية. وأشار إلى أن الحديث عن مصالحة بين السنوسي ورابطة ضحايا بوسليم يبدو صعبًا للغاية بسبب الخلافات الكبيرة بين الطرفين.

مخاوف من مطالب أمريكية جديدة
وحول قضية عبدالله السنوسي، لفت زيدان إلى أن الولايات المتحدة قد تطالب بتسليمه، خاصة بعد تسليم أبو عجيلة. وأشار إلى أن زيارة وجهاء من قبيلة المقارحة للسنوسي أثارت ردود فعل عنيفة من الغرياني، مما يعكس التوتر الكبير المحيط بالقضية.

القضاء في ظل الضغوط
اختتم زيدان حديثه بالتأكيد على أن القضاة الليبيين يواجهون تحديات وضغوطًا كبيرة، مما قد يؤثر على قدرتهم على اتخاذ قرارات حاسمة. وأضاف أن المصالحة الوطنية تتطلب مسارًا شفافًا للعدالة الانتقالية لتحقيق استقرار مستدام في البلاد.

مقالات مشابهة

  • بيتكوين تقفز فوق مستوى 105 آلاف دولار رغم تثبيت أسعار الفائدة في أمريكا
  • باول: العملات المشفرة ستستفيد من زيادة القواعد التنظيمية
  • وزير المالية الأسبق: المعاملات الرقمية المشفرة،يجب أن تدرس بعناية وفقًا للضوابط الشرعية
  • أبواليزيد سلامة: العملات المشفرة مخالفة للشريعة الإسلامية .. وتهديد اقتصادي وأخلاقي
  • الدكتور أبو اليزيد سلامة: العملات المشفرة مخالفة للشريعة الإسلامية وتمثل تهديد اقتصادي
  • عالم أزهري: العملات المشفرة مخالفة للشريعة الإسلامية وتمثل تهديدا اقتصاديا وأخلاقيا
  • هل ستؤدي حُمى العملات المشفرة في أميركا إلى كارثة؟
  • مختص: الاستثمار في العملات الرقمية غير آمن وخاصة عملة ترامب.. فيديو
  • عالم عملات الميم
  • معلقًا على محاكمة السنوسي.. زيدان: القضاة في طرابلس يواجهون ضغوطًا كبيرة من الجماعات المسلحة والمتطرفة