جريدة الوطن:
2025-01-31@07:07:04 GMT

رحاب : ثورة الرحمة والسلام

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

رحاب : ثورة الرحمة والسلام

حضرت حلقة عمل في عام 2002 في لندن مع البروفيسورة هيلين كاو المتخصصة في الارشاد النفسي، وطرحت عليَّ سؤالا: لماذا هدمت حركة طالبان الأفغانية تماثيل بوذا في أفغانستان؟ ورددت عليها فورًا: أتعرفين كم عمر الإسلام في أفغانستان؟ أجابت لا أعرف! أخبرتها بأن عمر الإسلام في أفغانستان يزيد على ألف سنة، وقد ساد الإسلام أفغانستان ولم يلمس المسلمون تماثيل بوذا ولم يدمروا الآثار الإنسانية في تلك البلاد، كما دخل المسلمون مصر ولم يهدموا الأهرامات ولم يحطموا تماثيل الفراعنة في أنحاء مصر، كذلك ساد الإسلام في الأندلس ولم يدمر المسلمون الكنائس، وأينما انتشر الإسلام حافظ المسلمون على هوية الشعوب وتراثها في جميع أنحاء الكرة الأرضية.


هذا ما يجب أن يعرفه العالم عن ديننا، أن الإسلام هو دين الرحمة والتسامح والإنسانية، يتبنى المسلمون عبر تاريخهم خلق العفة والرحمة والإنسانية، وهذا أرقى وأسمى سلاح يجب أن تتبناه المقاومة، مهما بلغ غلواء المعتدين ومهما بالغوا في إجرامهم، لن يكون ذلك سببًا أن يجعل المجاهدين ينتقمون لأنفسهم، هم يجاهدون من أجل استرداد حقهم المغتصب ومن أجل إزاحة الظلم الذي يرزح فيه الفلسطينيون، كل مسلم حقيقي يتمنى أن يسود السلام في فلسطين، وأن ينعم فيه جميع معتنقي الأديان بالأمن والأمان والسلام، وأن يمارسوا عبادتهم التي تقربهم من الله، وترتقي بالبعد السماوي في نفوسهم، فالدين الحقيقي يقود إلى الإيمان والإيمان يقود إلى الرحمة والسلام.
هذا ما سطره التاريخ في فلسطين وفي غيرها، فمنذ دخل الإسلام جميع الدول والأمصار لم يمسخ حضاراتها ولم يجبر سكانها أن يدخلوا في الإسلام، بل أمن الجميع على مللهم ودياناتهم وحافظ على خصوصية كل الأيدولوجيات وشهدتا ازدهارا ولم يتم رفضها، وعندما ثار بعض سكان السند وفارس والعراق، استدعاهم الخليفة عمر بن عبد العزيز وأقرهم على دياناتهم ومنحهم الحرية الدينية ولم يجبرهم أن يكونوا مسلمين، فالإسلام هو ثورة لتحرير الناس من الخوف ومن الظلم والبطش، وتعزيز البعد النوراني في نفوس بني البشر، وكان أن قبل منهم الرسول (صلى الله عليه وسلم): (من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة)، وكلمة التوحيد هي (مانترا) الحرية والسعادة والرحمة، ومن ذاق الإيمان الحقيقي وفاض في عقله ووجدانه وترجمه سلوكه وشعر بالسكينة وازدهر اليقين في أعماقه سوف يكون رحيمًا بكل شيء في هذه الحياة.
وسوف يزدهر وعيه الكوني والإنساني.
منذ يومين خضت نقاشًا مع بعض أبنائي حول مفهوم الجهاد وطريقة تطبيقه، واستغربوا عندما قلت لهم بأن المسلم الحقيقي يتمنى أن يصير كل أهل الأرض مسلمين وأن يدخلوا الجنة، مهما بالغ المخالفون في الأذى، وهناك وقائع وشواهد كثيرة تظهر انتصار قيمة الرحمة والتغاضي عن المخالفين حتى وإن لم يصيروا مسلمين، بل ومع الذين استمروا على دياناتهم وعقائدهم حتى وإن خالفت الإسلام شكلًا وجوهرًا. نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بأن نظهر خلق الرحمة والرأفة بالناس جميعًا، سواء المسلمين أو غيرهم دون أن يكون ذلك تغاضيا عن المطالبة باستعادة الأرض والحقوق.

د. أحمد بن علي المعشني
رئيس أكاديمية النجاح للتنمية البشرية

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

للتصدي للانقلابيين والعنصريين

كلام الناس
نورالدين مدني
ظللت بحمد الله وتوفيقه من دعاة الوحدة والسلام والديمقراطية والعدالة والحياة الكريمة لكل المواطنين، وأعلنت موقفي الواضح ضد انقلاب البرهان وعصبته وضد الحرب العبثية التي استهدفت هزيمة الإرادة الشعبية.
حذرت أكثر من مرة من تصاعد تامر اعداء الوحدة والديمقراطية والسلام والعدالة الذين يسعون وسط المواطنين بالفتن والدسائس لإضعاف شوكتهم في محاولة بائسة لاسترداد سلطة أسيادهم التي أسقطتها الجماهير الثائرة.
للأسف لم تفلح الجهود المحلية والإقليمية والدولية في وقف الحرب التي تمددت من منطقة لأخرى ومازالت تلقي بظلالها الكارثية على حياة المواطنين وأسرهم ومستقبل السودان.
وسط هذه الأجواء المحشودة بانباء متضاربة عن انتصار شكلاني للجيش تستمر الاعتداءات على مدن دارفور ضمن مخطط مكشوف لفصلها عن السودان الباقي
إستمعت أمس لفيديو تحدث فيه أحد العنصريين مدعياً أنه يعبر عن كل الشماليين الذين يتفقون على ضرورة فصل دارفور لأن أهلها كما زعم لايشبهوننا.
لاأدري من الذي أعطى لهذا العنصري الحق في التحدث باسم الشماليين الذين لايشكلون هوية منفصلة وهم نتاج عمليات إختلاط وتزاوج بين أصول زنجية وأصول عربية وأصول اخرى وافدة لذلك نجد ان سحناتهم وألوانهم مختلفة لكنها تشكل النسيج السوداني الواحد.
لن أدافع عن دارفور التي إدعى المتحدث العنصري بانها بلاتاريخ رغم تاريخها المحفوظ وموثق، وأن أهلها أيضاً نتاج تزاوج بين أصول زنجية وأخرى عربية وأخرى وافدة وانهم احتضنوا كل مكونات النسيج السوداني إضافة لأولاد الريف الذين أصبحوا جزءا من النسيج الدارفوري.
أسفت وانا أستمع لهذا الفيديو العنصري الذي تعمدت عدم بثه لانه مشحون بخطاب الكراهية والسموم العنصرية التي تسببت من قبل في دفع أهلنا في الجنوب لاختيار الانفصال وأحمد الله أن أهل دارفور لم يطالبوا بتقرير المصير ولن يطالبوا.
لذلك لابد من إستمرار حراكنا المجتمعي مع الحراك الإقليمي والدولي لوقف هذه الحرب وتداعياتها الكارثية على الانسان السوداني واسترداد عافية السودان الديمقراطية والمجتمعية رغم كيد الانقلابيين والعنصريين أعداء الوحدة والديمقراطية والسلام والعدالة والكرامة الإنسانية.

   

مقالات مشابهة

  • أفغانستان.. تعليق المساعدات الأميركية أغلق 50 منظمة إنسانية في 28 إقليماً
  • مقتل عشرة مدنيين شرق أفغانستان
  • رحاب الجمل تعتذر عن المشاركة في مسلسل "شباب امرأة"
  • أفغانستان: تعليق المساعدات الأمريكية أغلق 50 منظمة إنسانية
  • الاستقرار والسلام في المنطقة محور لقاء نيجيرفان بارزاني وروبنشتاين
  • للتصدي للانقلابيين والعنصريين
  • مفتي الجمهورية: المسلمون كانوا يضعون قدما في إسبانيا وأخرى بالصين
  • الاحتفاء بذكرى الإسراء والمعراج في صلالة
  • في اليوم العالمي لملائكة الرحمة.. تعرف على رساله بابا الفاتيكان لهم
  • حبس سنة وغرامة.. نجل زوجة الشيف الشربيني ينتظر رصاصة الرحمة| تفاصيل