جريدة الوطن:
2024-09-07@18:28:12 GMT

رحاب : ثورة الرحمة والسلام

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

رحاب : ثورة الرحمة والسلام

حضرت حلقة عمل في عام 2002 في لندن مع البروفيسورة هيلين كاو المتخصصة في الارشاد النفسي، وطرحت عليَّ سؤالا: لماذا هدمت حركة طالبان الأفغانية تماثيل بوذا في أفغانستان؟ ورددت عليها فورًا: أتعرفين كم عمر الإسلام في أفغانستان؟ أجابت لا أعرف! أخبرتها بأن عمر الإسلام في أفغانستان يزيد على ألف سنة، وقد ساد الإسلام أفغانستان ولم يلمس المسلمون تماثيل بوذا ولم يدمروا الآثار الإنسانية في تلك البلاد، كما دخل المسلمون مصر ولم يهدموا الأهرامات ولم يحطموا تماثيل الفراعنة في أنحاء مصر، كذلك ساد الإسلام في الأندلس ولم يدمر المسلمون الكنائس، وأينما انتشر الإسلام حافظ المسلمون على هوية الشعوب وتراثها في جميع أنحاء الكرة الأرضية.


هذا ما يجب أن يعرفه العالم عن ديننا، أن الإسلام هو دين الرحمة والتسامح والإنسانية، يتبنى المسلمون عبر تاريخهم خلق العفة والرحمة والإنسانية، وهذا أرقى وأسمى سلاح يجب أن تتبناه المقاومة، مهما بلغ غلواء المعتدين ومهما بالغوا في إجرامهم، لن يكون ذلك سببًا أن يجعل المجاهدين ينتقمون لأنفسهم، هم يجاهدون من أجل استرداد حقهم المغتصب ومن أجل إزاحة الظلم الذي يرزح فيه الفلسطينيون، كل مسلم حقيقي يتمنى أن يسود السلام في فلسطين، وأن ينعم فيه جميع معتنقي الأديان بالأمن والأمان والسلام، وأن يمارسوا عبادتهم التي تقربهم من الله، وترتقي بالبعد السماوي في نفوسهم، فالدين الحقيقي يقود إلى الإيمان والإيمان يقود إلى الرحمة والسلام.
هذا ما سطره التاريخ في فلسطين وفي غيرها، فمنذ دخل الإسلام جميع الدول والأمصار لم يمسخ حضاراتها ولم يجبر سكانها أن يدخلوا في الإسلام، بل أمن الجميع على مللهم ودياناتهم وحافظ على خصوصية كل الأيدولوجيات وشهدتا ازدهارا ولم يتم رفضها، وعندما ثار بعض سكان السند وفارس والعراق، استدعاهم الخليفة عمر بن عبد العزيز وأقرهم على دياناتهم ومنحهم الحرية الدينية ولم يجبرهم أن يكونوا مسلمين، فالإسلام هو ثورة لتحرير الناس من الخوف ومن الظلم والبطش، وتعزيز البعد النوراني في نفوس بني البشر، وكان أن قبل منهم الرسول (صلى الله عليه وسلم): (من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة)، وكلمة التوحيد هي (مانترا) الحرية والسعادة والرحمة، ومن ذاق الإيمان الحقيقي وفاض في عقله ووجدانه وترجمه سلوكه وشعر بالسكينة وازدهر اليقين في أعماقه سوف يكون رحيمًا بكل شيء في هذه الحياة.
وسوف يزدهر وعيه الكوني والإنساني.
منذ يومين خضت نقاشًا مع بعض أبنائي حول مفهوم الجهاد وطريقة تطبيقه، واستغربوا عندما قلت لهم بأن المسلم الحقيقي يتمنى أن يصير كل أهل الأرض مسلمين وأن يدخلوا الجنة، مهما بالغ المخالفون في الأذى، وهناك وقائع وشواهد كثيرة تظهر انتصار قيمة الرحمة والتغاضي عن المخالفين حتى وإن لم يصيروا مسلمين، بل ومع الذين استمروا على دياناتهم وعقائدهم حتى وإن خالفت الإسلام شكلًا وجوهرًا. نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بأن نظهر خلق الرحمة والرأفة بالناس جميعًا، سواء المسلمين أو غيرهم دون أن يكون ذلك تغاضيا عن المطالبة باستعادة الأرض والحقوق.

د. أحمد بن علي المعشني
رئيس أكاديمية النجاح للتنمية البشرية

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

حماد: نقف اليوم على اعتاب مرحلة جديدة هدفها الامن والسلام والاستقرار

الوطن| متابعات

في خطوة تاريخية تجسد روح الوطنية والشراكة بين مكونات الأمة الليبية، تم اليوم التوقيع على اتفاق المصالحة الشاملة بين أهالي مدينة مرزق ومكون التبو في مدينة سبها، بعد أن أكملت اللجنة المكلفة من الحكومة مهمتها بنجاح.

ويأتي هذا الاتفاق استكمالاً للاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه في 16 أبريل الماضي، ويهدف إلى إنهاء النزاعات وفتح صفحة جديدة من التعاون والسلام في المنطقة.

في هذا السياق، عبر رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد عن فخر الحكومة وامتنانها للأهالي ومكون التبو الذين أبدوا شجاعة كبيرة في تغليب مصلحة الوطن ومدينتهم على المصالح الشخصية، وتقديم التنازلات من أجل الوحدة الوطنية.

وبين أنه كان لهذا الموقف الشجاع دور حاسم في تسهيل المصالحة وتوحيد الصفوف، بما يسهم في استعادة الحياة الطبيعية للمدينة وعودة الأهالي المهجرين الذين عانوا لسنوات من النزوح جراء الصراعات.

وأكد على عزم الحكومة الليبية لرعاية وتنفيذ بنود الاتفاق على أرض الواقع، بدءًا بحصر الأضرار في المدينة وتعويض المتضررين، وصولاً إلى إطلاق مشاريع الإعمار والتنمية، مشيراً إلى التزامها بجعل مرزق نموذجاً للتقدم والازدهار في الجنوب الليبي، بفضل توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة ورئيس مجلس النواب، وبدعم من صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا.

وأعرب أن هذه الخطوة تأتي في إطار مرحلة جديدة من تاريخ ليبيا، تسعى فيها الحكومة إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار، والحفاظ على القيم الوطنية النبيلة، مؤكداً أن مرزق تظل بشجاعة أهلها وصمودها عبر العصور، شاهداً حياً على التزام الحكومة بتعهداتها لتحقيق التنمية والإعمار في كافة المدن والمناطق الليبية.

الوسوم#مرزق أسامة حماد الحكومة الليبية ليبيا مكون التبو

مقالات مشابهة

  • شاهد: أشهر الساعات التي اخترعها المسلمون عبر التاريخ تعرض في مهرجان سعودي
  • مجموعة "متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان" تصدر بياناً
  • بيان صادر عن اجتماع مجموعة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان”
  • الإخوان المسلمون بين السياسة والحزبية والمنافسة على السلطة
  • العقيل: أزمة ملعب الجوهرة سببها الحقيقي رسم جدول الدوري
  • حماد: نقف اليوم على اعتاب مرحلة جديدة هدفها الامن والسلام والاستقرار
  • معاني الرحمة في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • "الرحمة المهداة" احتفالا بالمولد النبوي بصالون الإسكندرية الثقافي
  • الروحانية والتجديد في عمرة المولد النبوي الشريف
  • أذكار أوصانا بها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام