أطعمة تزيد من التوتر.. أحترس منها
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
الإجهاد المتكرر، ليس العامل الوحيد المتسبب في الشعور بالقلق والتوتر والانفعال، بل من الوارد أن يكون النظام الغذائي المتبع سببًا للمعاناة من هذه الأحاسيس المزعجة، قد يؤثر الطعام الذي نتناوله بشكل كبير على صحتنا، ويصل هذا التأثير إلى أدمغتنا، وتوضح الأبحاث أن تريليونات الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في أمعائنا، والمعروفة أيضًا باسم ميكروبيوم الأمعاء، تتواصل مع نظامنا العصبي والمناعي، ما يؤثر على مزاجنا العام، وذلك وفقًا لـ هندستان تايمز.
وترتبط الأمعاء مع الدماغ، ما يعني أنه أثناء تناول الأطعمة الصديقة للأمعاء، يمكن أن يحافظ على حالة مزاجية أكثر استقرارًا، وأن تناول الأطعمة التي تكرهها بكتيريا الأمعاء يمكن أن يفسد حالتك المزاجية ويثير التوتر والقلق.
وتظهر الدراسات أن الكائنات الحية الدقيقة في أمعائنا تنتج نواقل عصبية في الدماغ، التي تلعب دورًا في الكثير من العمليات مثل الذاكرة والتعلم والانتباه والتنظيم العاطفي، يمكن أن يؤثر عدم التوازن الغذائي بشكل كبير على مزاجك ويجعلك تشعر بالضيق، حيث يؤثر عدم الحصول على ما يكفي من البروتين على وظائف دماغك.
5 أنواع أطعمة تسبب القلق والتوترالسكريات:
اقرأ أيضاًتعد السكريات المساهم الأول في القلق العام، وتتسبب الأطعمة مثل الكعك والمعجنات في زيادة نسبة السكر في الدم في جولة من الارتفاعات والانهيارات، ومعها ترتفع طاقتك أيضًا صعودًا وهبوطًا، وعندما ينخفض مستوى السكر في الدم يتأذى مزاجك؛ حيث يمكن أن ترتفع مستويات القلق.
المحليات الصناعية:
غالبًا ما يُنصح باستخدامها كبديل للسكر، لكن الدراسات تشير إلى أن استخدام المحليات غير الغذائية يمكن أن يزيد أيضًا من الالتهاب والتوتر في أجسامنا؛ حيث يمكن أن يؤدي استخدام الأسبارتام إلى التهاب جهازي وإجهاد مؤكسد وإنتاج الجذور الحرة الزائدة.
القهوة:
الكثير من الكافيين يمكن أن يسبب مشكلات الغدد الكظرية عن طريق تحفيز الجسم بشكل مفرط، ولأنه يحفز الجهاز العصبي يمكن للكافيين أن يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب؛ ما يؤدي في النهاية إلى زيادة الشعور بالقلق.
الكربوهيدرات المكررة:
الكربوهيدرات المكررة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الالتهاب، وتطغى على الجسم بكمية من السكر أكثر مما يحتاج إليه، ما قد يؤدي إلى زيادة التوتر وعدم استقرار مستويات المزاج.
طعام مقلي:
يحتوي الطعام المقلي على كمية عالية من الدهون المتحولة، والدهون المتحولة هي سبب رئيسي للالتهابات في جسمك، عندما يمر جسمك بحالة الالتهاب تزداد مستويات التوتر لديك.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
كتاباتي: عن الصدمات وعلاجها
المقدمة:
في لحظة واحدة، قد يتغير كل شيء. قد يكون ذلك خبرًا غير متوقع، فقدان شخص عزيز، خيانة مؤلمة، أو حتى مشهدًا صادمًا لا يغادر الذاكرة. نشعر حينها أن الزمن توقف، أن الأرض تهتز تحت أقدامنا، وأننا لم نعد كما كنا. الصدمة ليست مجرد لحظة عابرة؛ إنها زلزال داخلي يترك آثاره في النفس والعقل وحتى الجسد. ولكن السؤال الهم هنا ما الذي يجعل البعض ينهارون تحت وطأة الصدمات، بينما يخرج آخرون منها أقوى وأكثر نضجًا؟ هل هناك سر وراء تجاوز المحن؟ وكيف يفسر علماء النفس والاجتماع هذه الظاهرة؟ بل أكثر من ذلك، هل يمكن للصدمات أن تكون مصدرًا للإبداع، فتدفع الإنسان لاكتشاف أعماق ذاته وصنع شيء جديد من الألم؟..
في هذا النص، سنحاول فهم الصدمة بكل أبعادها: أسبابها، آثارها، وطرق التعامل معها، من خلال رؤى علم النفس، علم الاجتماع، والدين، لنكشف إن كانت الصدمات مجرد جروح تبقى مدى الحياة، أم أنها يمكن أن تصبح نقطة تحول نحو شيء أعظم.ونأمل أن ينتبه أهل الاختصاص إلى هذا الموضوع الذي لا يمكن تجاوزه أو إهماله.
ما هي الصدمة؟
الصدمة ليست مجرد تجربة مؤلمة، بل هي لحظة فارقة تترك أثرًا عميقًا في النفس. يعرّفها علماء النفس بأنها استجابة نفسية وعاطفية لأحداث مفاجئة أو مؤذية تفوق قدرة الفرد على الاستيعاب والتكيف الفوري. قد تكون الصدمة لحظية كحادث مفاجئ، أو تراكمية تنشأ من تجارب متكررة مثل العنف أو الإهمال.
أنواع الصدمات:
تنقسم الصدمات إلى عدة أنواع وفقًا لطبيعتها وتأثيرها:
1. الصدمة النفسية: تنتج عن مواقف شديدة التأثير مثل الفقدان، الخيانة، أو التعرض للعنف، وتؤدي إلى اضطرابات مثل القلق والاكتئاب.
2. الصدمة الاجتماعية:
تحدث نتيجة أحداث تؤثر في المجتمع كالحروب، النزوح، أو الأزمات الاقتصادية، وتؤدي إلى اضطراب في العلاقات الاجتماعية والشعور بالغربة.
3. الصدمة العاطفية:
تنشأ من تجارب الحب والفقدان، وتؤثر على نظرة الإنسان لنفسه وللآخرين.
4. الصدمة الجسدية:
ترتبط بإصابات أو أمراض خطيرة، حيث يعاني الفرد ليس فقط جسديًا، بل نفسيًا أيضًا نتيجة للتغيرات التي تطرأ على حياته.
5. الصدمة الوجودية:
تنبع من أسئلة كبرى حول الحياة والموت والهدف من الوجود، وتؤدي إلى مشاعر القلق أو البحث عن معنى أعمق للحياة.
أسباب الصدمات:
لا تنشأ الصدمة من فراغ، بل غالبًا ما تكون نتيجة لأحداث تفوق قدرة الإنسان على الاستيعاب والتكيف. ورغم اختلاف التجارب، إلا أن هناك أسبابًا رئيسية تقف وراء معظم الصدمات، سواء كانت فردية أو جماعية.
أولاً: الصدمات النفسية
تلك التي تصيب الإنسان بشكل شخصي نتيجة تجاربه الخاصة، ومنها:
- الفقدان المفاجئ: حين يختفي أحد الأحباء من حياة الإنسان، سواء بالموت أو الفراق، تهتز مشاعره وتتغير نظرته للحياة.
- الخيانة والغدر: عندما ينهار جدار الثقة بسبب خيانة شخص مقرّب، قد يترك ذلك جرحًا نفسيًا يصعب التئامه.
- التعرض للعنف أو الإساءة: سواء كان جسديًا، نفسيًا، أو عاطفيًا، فإن تأثيره قد يدوم سنوات، وربما يغيّر مسار حياة الضحية.
- الإخفاق الكبير: بعض الإخفاقات لا تكون مجرد عثرة عابرة، بل تتحول إلى تجربة صادمة تترك الإنسان في دوامة من الشك والخذلان، كفقدان وظيفة، انهيار علاقة مهمة، أو فشل مشروع شخصي.
ثانيًا: الصدمات الجماعية
وهي التي تصيب مجتمعات بأكملها، محدثة تغيرات جذرية في حياة الأفراد، مثل:
- الحروب والنزاعات: حين تتحول الأوطان إلى ساحات معارك، يصبح الألم جماعيًا، والخسائر ليست فقط في الأرواح، بل في الذكريات، والمستقبل، والشعور بالأمان.
- الكوارث الطبيعية: الزلازل، الفيضانات، الأوبئة، كلها تجارب تفرض على الإنسان مواجهة المجهول، مما يترك أثرًا نفسيًا عميقًا.
- الأزمات الاقتصادية: حين تتلاشى مصادر الرزق، ويفقد الإنسان قدرته على تأمين احتياجاته الأساسية، قد تنشأ صدمة لا تقل في تأثيرها عن غيرها.
- التمييز والاضطهاد: العيش في بيئة تتسم بالعنصرية أو الظلم الاجتماعي يولّد شعورًا دائمًا بالقهر، ويترك أثرًا نفسيًا يتوارثه الأفراد عبر الأجيال.
آثار الصدمات:
الصدمات لا تترك أثرًا نفسيًا فقط، بل تمتد لتشمل الجوانب العاطفية والجسدية والاجتماعية. ومن أهم الآثار:
- القلق والاكتئاب: قد يعاني الفرد من اضطرابات نفسية مثل القلق المزمن أو الاكتئاب نتيجة للصدمة.
- اضطرابات النوم: الأرق أو الكوابيس المتكررة قد تكون من الآثار الشائعة للصدمة.
- تغيرات في الشخصية: قد يصبح الفرد أكثر انطوائية أو عدوانية بعد الصدمة.
- مشاكل جسدية: الصدمة قد تؤدي إلى مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.
طرق علاج الصدمات
علاج الصدمات يتطلب نهجًا متعدد الأبعاد يشمل العلاج النفسي والدعم الاجتماعي وأحيانًا العلاج الدوائي. ومن أهم الطرق:
- العلاج النفسي: مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الذي يساعد الفرد على تغيير أنماط التفكير السلبية.
- الدعم الاجتماعي: وجود شبكة دعم قوية من الأصدقاء والعائلة يمكن أن يساعد في التغلب على الصدمة.
- العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية للمساعدة في إدارة أعراض القلق أو الاكتئاب.
- العلاج بالكتابة أو الفن: التعبير عن المشاعر من خلال الكتابة أو الفن يمكن أن يكون وسيلة فعالة للتعامل مع الصدمة.
الخاتمة:
الصدمات هي جزء من الحياة، ولكنها ليست نهاية الطريق. من خلال الفهم الصحيح للصدمات وطرق علاجها، يمكن للفرد أن يتحول من الضحية إلى الناجي، بل وإلى شخص أكثر قوة ونضجًا. الصدمات قد تكون مؤلمة، ولكنها أيضًا يمكن أن تكون مصدرًا للإلهام والتغيير الإيجابي في الحياة.
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com