سلط الكاتب المقيم في لندن والنشاط في مكافحة الإسلاموفوبيا، محمود إبراهيم، الضوء على ما كشفته التغطية الإعلامية الغربية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشددا على ضرورة مواجهة الرواية المخادعة التي تساوي بين قوة الظالمين الاستعماريين والشعب المضطهد.

وذكر إبراهيم، في مقال نشره بموقع "بوليتيكس توداي" وترجمه "الخليج الجديد"، أن الجماعة الصحفية شيعت جثمان الصحفيين الفلسطينيين، سعيد الطويل ومحمد صبح، اللذين استشهدا بغارات جوية إسرائيلية، بقطاع غزة، في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك أثناء تصويرهما استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمبنى سكني في منطقة الرمال غرب غزة.

وأضاف أن العالم يشهد مرحلة أخرى من التطهير العرقي والقتل الجماعي للفلسطينيين، في الحرب الحالية على غزة، والتي تصفها وسائل الإعلام الدولية بشكل مخادع بأنها "صراع"، مشيرا إلى مقتل أكثر من 4500 فلسطيني في وقت كتابة المقال، وهو العدد الذي ارتفع إلى أكثر من 5 آلاف، الثلاثاء، 70% منهم رضع وأطفال ونساء وشيوخ.

 وفي حين أن أكثر من 60% من سكان قطاع غزة نزحوا، يرى إبراهيم أن الصحفيين يمكنهم القيام بأحد أمرين:

1. المقاومة الصحفية للرواية المخادعة التي تساوي بين قوة الظالمين الاستعماريين والشعب الفلسطيني المضطهد، ويمكن القيام بذلك بطرق مختلفة؛ في الميدان، وداخل غرفة الأخبار، على الهواء، وفي اللقاءات التحريرية، وعبر رسائل البريد الإلكتروني، وفي تدقيق التعبيرات الإعلامية، وعبر اختيار الكلمات والصور واللقطات والمصادر، في شرح سياق وتاريخ الاحتلال ومعاناة العائلات في ظل نظام الفصل العنصري.

اقرأ أيضاً

نقابات مصرية تتحرك لدعم غزة.. وقفة للمحامين وتنديد للصحفيين بانحياز الإعلام الغربي

2. إذا بذل الصحفيون قصارى جهدهم ولم يتمكنوا من إحداث تغيير ولو بنسبة 1%، أو إذا أجبروا على الصمت وتم الضغط عليهم لتصبحوا متواطئين في تحريف الحقيقة، أو إذا تم تهميشهم ليصبحوا مجرد رقم صحفي لا مساهمة له في تصحيح الرواية، فعليهم أن يفكروا جديا في اختياراتهم المهنية.

ووجه إبراهيم رسالة إلى جموع الصحفيين حول العالم: "لا تصبحوا رصاصة في مدفع رشاش، تمثلها وسائل الإعلام التي يمكن أن تصنع موافقة الجمهور على دعم المجازر".

وأضاف: "أنت صحفي، مهمتك نقل الحقيقة والدفاع عن العدالة، ولست أداة في آلة الدعاية التابعة لجيش المحتل. يمكنك أيضًا أن تكون أداة بصمتك المخزي، في الوقت الذي تكون فيه في أمس الحاجة إلى التحدث".

وفي السياق، أكد إبراهيم أنه لم يندم على مغادرة شبكة "بي بي سي" البريطانية احتجاجا على تغطيتها لحرب غزة عام 2014، التي قُتل فيها 551 طفلاً و299 امرأة، والتي كان حجم الخسائر البشرية والدمار والتهجير فيها كارثيًا ولا مثيل له، منذ عام 1967، معلقا: "لقد نسي الناس تلك المجزرة كما نسوا غيرها، لكن الفلسطينيين الذين يعيشون معها لا يمكنهم أن ينسوا أبدا".

ويشير إبراهيم إلى أن "ما يسمى بالمجتمع الدولي يعطي الضوء الأخضر لمشروع استعماري جديد آخر مصحوبًا بجرائم حرب في فلسطين"، محذرا من أن "تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم في الخطاب الإعلامي والخطاب السياسي لا يؤثر على حياتهم فحسب، بل يتقاطع مع كراهية الإسلام".

وختم إبراهيم مقاله بخلاصة مفادها أن "خطاب الاستشراق الجديد حول العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم، والذي يشوه صورتهم ويؤدي إلى ارتفاع جرائم الكراهية، هو جزء لا يتجزأ من حملة شيطنة الفلسطينيين في وسائل الإعلام غربية، ولكي يتمكن الصحفيون من إحداث التغيير، عليهم أن يتخلصوا من العقلية التي يرسخها هذا الخطاب فيهم أولا".

اقرأ أيضاً

التحقيق مع صحفيي "مدى مصر" بسبب تقرير حول نزوح أهالي غزة

المصدر | محمود إبراهيم/بوليتيكس توداي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة الصحفيين إسرائيل سعيد الطويل حرب غزة

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني: إسرائيل ستتلقى ردا أكثر صرامة في هذه الحالة

أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في تصريحاته الأخيرة، أن أي خطأ صغير ترتكبه إسرائيل سيقابل برد قاسٍ من إيران. هذا التحذير جاء بالتزامن مع إعلان سكاي نيوز عن التصريحات العاجلة التي أدلى بها بزشكيان، مشيرًا إلى أن إيران لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها وسيادتها في المنطقة. تأتي هذه التهديدات في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الجانبين إثر عدة حوادث متتالية في المنطقة.

وخلال لقائه مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الدوحة، أكد الرئيس الإيراني أن بلاده ستكون مستعدة للرد بقوة أكبر إذا أقدمت إسرائيل على أي تحرك معادٍ. كما أشار إلى أن هناك دعوات دولية لتأجيل الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، بهدف إعطاء فرصة للمفاوضات والحلول الدبلوماسية.

من جانبه، ذكر الإعلام الإسرائيلي أن هناك تحركات عسكرية جارية لتأمين سماء تل أبيب، حيث دفع سلاح الجو الإسرائيلي بمقاتلاته بعد تسلل طائرات مسيّرة معادية من مناطق سيطرة الحوثيين. هذا التصعيد العسكري يعكس حالة التوتر الشديدة التي تعيشها المنطقة، وخاصة بعد إعلان سقوط صاروخ قبالة شواطئ تل أبيب.

وفي سياق متصل، أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» نقلًا عن الإعلام الإسرائيلي، بسقوط صاروخ أُطلق من جنوب لبنان بالقرب من تل أبيب، دون أن يتم تفعيل صفارات الإنذار. يأتي هذا الحدث عقب شنّ الطيران الإسرائيلي غارة قوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، ما يزيد من احتمالية تصاعد الأوضاع بين الجانبين.

مقالات مشابهة

  • وفاة 14 شخصاً جراء الفيضانات بالبوسنة والهرسك
  • نائب وزير الصحة: الدولة مهتمة بتعظيم الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين
  • ورشة عمل حول دور الإعلام في تعزيز الوعي الصحي وتحسين جودة الحياة
  • «الصحة» تنظم ورشة عمل حول دور الإعلام في تحسين جودة الحياة وتحقيق الاستدامة
  • الإعلام والبيئة ..
  • تين هاج: تكهنات وسائل الإعلام لا تؤثر على مانشستر يونايتد
  • الرئيس الإيراني: إسرائيل ستتلقى ردا أكثر صرامة في هذه الحالة
  • أكاديمية يهودية أمريكية فقدت وظيفتها بسبب تأييدها الفلسطينيين
  • أكاديمية يهودية أميركية فقدت وظيفتها بسبب تأييدها الفلسطينيين
  • المفوضية تصدر تعليماتها لوسائل الإعلام حول تغطية انتخابات إقليم كوردستان