جريدة الوطن:
2024-11-12@19:57:26 GMT

فن الدبلوماسية وإتيكيت المرأة القيادية

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

فن الدبلوماسية وإتيكيت المرأة القيادية

مرَّت علينا مناسبة عزيزة وغالية على قلوبنا ألا وهي (يوم المرأة العُمانيَّة) والَّذي يوافق يوم السَّابع عشر من أكتوبر من كُلِّ عام، وما حظيت به منذ بدء مَسيرة النهضة العُمانيَّة الحديثة، من عناية ورعاية فائقة وتكريم متميِّز وتجسَّد ذلك عَبْرَ الرعاية السَّامية للمغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ وخطاباته الَّتي ركَّزت دائمًا على دَوْر المرأة الحيوي والمُهمِّ، وأنَّها الشريك الأساسي الَّذي بِدُونِه لا تكتمل التنمية في البلاد، وكذلك في الخِطابات السَّامية لجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ (إذ يؤكِّد على دَوْر المرأة ومشاركتها في سياق المُجتمع ككُلٍّ والمواطنة الحديثة، ونحرص على أن تتمتعَ فيه المرأة بحقوقها الَّتي كفلها القانون، وأن تعملَ مع الرجُل جنبًا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومُجتمعها، مؤكِّدين على رعايتنا الدَّائمة لهذه الثوابت الوطنيَّة الَّتي لا نحيد عَنْها ولا نتساهل بشأنها).


من قال إنَّ المرأة نصف المُجتمع فهو على خطأ كبير؛ لأنَّ المُجتمع ليس معادلة حسابيَّة ولا توجد في كُلِّ أبجديَّات العالَم الفلسفيَّة وعِلم المنطق والاجتماع بأنَّ الرجُل له أحقيَّة النِّصف والمرأة لها النِّصف الآخر. من وجهة نظري الشخصيَّة ـ كما أتفق مع الكثير ـ أنَّ المرأة هي الدَّاعم الأساسي للمُجتمع ابتداء من العائلة ووصولًا إلى العمل والإنتاجيَّة العالية، وحرصها على الإبداع والتميُّز والاختراع لِتكُن المنافس للرجُل في كثير من المجالات. لا يسعني في هذا المقال المتواضع بحقِّها أن أغطيَ وأعطيَ حقَّها، فهي الأُم الَّتي ربَّت وتعبت وهي الزوجة الَّتي وقفت بجانب زوجها في جميع الظروف، وهي الموظفة الَّتي تدعم ركائز بيتها، وهي الحبيبة الَّتي تسعى إلى إسعاد حبيها والإخلاص له لِتسيرَ بقطار الحياة، وهي الأخت الَّتي تضحِّي من أجْل أخواتها وإخوانها وتعمل بجدٍّ من أجْلهم.. وغيرها من الأمثلة الَّتي لا حصر لها. فتتميَّز المرأة العُمانيَّة بالتزامها العالي بالإتيكيت الاجتماعي الرَّاقي الأصيل تحت مظلَّة السِّيرة النبويَّة الشَّريفة، ودِيننا الحنيف والعادات العربيَّة الأصيلة، لذلك كان جُلّ اهتمام المرأة العُمانيَّة بتطوير وصقل شخصيَّتها بأحدث مفاهيم البروتوكول والإتيكيت وصولًا إلى هرم سِمات القيادة. ومن أهمِّ النقاط الَّتي سوف أتطرَّق لها في هذا المقال حَوْلَ مفاهيم ومهارات إتيكيت المرأة القياديَّة هو فيما يخصُّ (الإتيكيت الحكومي) ما يلي: التسلُّح دائمًا والاطِّلاع على أحدث المفاهيم في مجال عملها، العمل دائمًا على التجديد في مقرِّ عملها وبيتها، واعتماد مبدأ التخطيط والتنفيذ السَّليم ضِمْن مفاهيم البروتوكول والإتيكيت، واعتماد العمل بإتيكيت وبروتوكولات القيادة الرَّشيقة بالعمل اليومي والابتعاد عن الإدارة الكلاسيكيَّة المقيتة، وتشكيل خليَّة عمل بأعلى درجات المهنيَّة والكفاءة وبعيدًا عن العلاقات الشخصيَّة، وتنفيذ الأوامر من الجهات العُليا دُونَ تأخير أو اجتهادات شخصيَّة، والابتعاد عن تنصيب الأشخاص في مناصب لا يستحقونها، واعتماد مبدأ التكريم والعقوبة لجميع الموظفين، وتحديث المعلومات ضِمْن مظلَّة التكنولوجيا ووسائل الاتِّصال والتواصل، والاهتمام كثيرًا بإتيكيت إدارة الوقت وكيفيَّة تقسيمه يوميًّا، والاهتمام كثيرًا بنظام الأسبقيَّة بالمخاطبات الإلكترونيَّة والورقيَّة، والاهتمام كثيرًا بمبدأ النقد والنقد الذَّاتي لجميع فريق العمل من أجْلِ رفع الإنتاجيَّة، الاهتمام بجدِّيَّة بتطوير الموارد البَشَريَّة وإدخالهم بحلقات وبرامج لغرض صقل مواهبهم ومهاراتهم العمليَّة، والاهتمام كثيرًا بكاريزما الموظفين جميعًا، وخصوصًا بموضوع الإتيكيت الاجتماعي الَّذي يُعدُّ هو حجر الأساس للارتقاء بالإتيكيت الحكومي، ولباقة الكلام والتواضع والتعامل بإدارة الحديث البسيط والمعمَّق ولغة الجسد لغرض احتواء جميع الأفكار، والابتعاد عن الأنانيَّة وحُب المنصب والانزواء بالمكتب، والمتابعة اليوميَّة لجميع الموظفين والوقوف على مشاكلهم ومساعدتهم ومقترحاتهم أيضًا، والاهتمام بالحياة الاجتماعيَّة للموظفين والوقوف معهم. وأهمُّ مفردة من مفردات كاريزما المرأة القياديَّة هو الاهتمام بجميع مفاهيم ونظريَّات وسِمات البروتوكول والإتيكيت؛ لكون المرأة ـ إنْ لَمْ تكُنْ ذات هندام جميل وراقٍ وبسيط وتعرف مثاليَّة اختيار ألوان الملابس بالمناسبات وطبيعة المكياج والحقيبة النسائيَّة والإكسسوارات وإتيكيت المجاملة وإدارة الحديث.. وغيرها من مكملات مفردات القيادة والمرأة المثاليَّة ـ فتُعدُّ هذه المرأة عرجاء ـ إنْ صحَّ المصطلح ـ في حضور مكان عملها أو حضور المؤتمرات والدَّعوات الرَّسميَّة والاجتماعيَّة، وبذلك تخسر رغبتها ومكانتها بالقيادة. وفي الختام، على المرأة العربيَّة المُسلِمة قدر الإمكان الالتزام بالحشمة والتواضع، والابتعاد عن التَّباهي بما تملكه من جَمال ومال، والحجاب ليس بالملابس فقط، وإنَّما حجاب اللسان والقلب والروح، والعمل بكُلِّ إخلاص وجدِّيَّة، والتقرُّب إلى عامَّة النَّاس بحُسن النيَّة لغرض الاستفادة والإفادة بنَفْسِ الوقت، بالإضافة إلى اهتمامها بمبادئ وأخلاقيَّات وقِيَم دِيننا الحنيف، والتحصيل العلمي، والثقافة العامَّة والكفاءة العمليَّة والعلميَّة، والقيادة والبروتوكول والإتيكيت.

د. سعدون بن حسين الحمداني
دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: والابتعاد عن المرأة الع الع مانی

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: الدول العربية لا تملك إلا الأدوات الدبلوماسية لوقف الحرب

قال الدكتور منيف بن الملافخ، أستاذ العلوم السياسية السعودي، إن العالم العربي والإسلامي مُتحد تمامًا على ضرورة وقف الحرب في غزة ولبنان بأي شكل، مشيرًا إلى أن الدول العربية لا تملك من الأدوات لوقف الحرب إلا الأدوات الدبلوماسية، ومن يتحدث على أن الدول العربية عليها أن تقوم بتجيش الجيوش وتذهب إلى إلقاء إسرائيل في البحر، يتحدث  بمنطق عقيم دمر العديد من الدول العربية. 

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، خلال تغطية خاصة للقمة العربية الإسلامية مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "بالورقة والقلم"، المذاع على القناة العاشرة المصرية "ten"، مساء الإثنين، أن هناك أولويات للسياسة الخارجية لمصر والمملكة العربية في الحرب في غزة، حيث تسعى كلا الدولتين لوقف الحرب في غزة، ومن ثم العمل على  تنفيذ حل الدولتين.

وتابع أن هناك تغييرًا في الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية، حيث خرجت عشرات المظاهرات حول العالم لمساندة الشعب الفلسطيني، وهذا يضغط على الحكومات الأوروبية، كما أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ولفت إلى أنه متفائل بعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة، مشيرًا إلى أن هناك مؤشرات على أن الحرب في المنطقة ستتوقف، خاصة وأن دولة الاحتلال منهكة، وغير قادرة على الدخول في حروب جديدة.

مقالات مشابهة

  • "أبو الهول": حماس خسرت كثيرًا بوجود أنفاق غزة وأعطت مبرر لقصف المنازل
  • علي جمعة: كثير من الناس يقلل من فضيلة حثنا عليها الله
  • تعزيز المهارات القيادية للأطباء المقيمين
  • مجلس الدولة: عقوبات تأديب الموظف تختلف عن شاغلي الوظائف القيادية
  • حظك اليوم برج الأسد الثلاثاء 12 نوفمبر: استعمل مهاراتك القيادية
  • أستاذ علوم سياسية: الدول العربية لا تملك إلا الأدوات الدبلوماسية لوقف الحرب
  • حامد فارس: العالم العربي مد يده بالسلام كثيرًا في سبيل حل الدولتين
  • أحمد موسى: العلاقات الدبلوماسية بين مصر وماليزيا عمرها 65 عاما
  • مصر وماليزيا تحتفلان بـ 66 عامًا من العلاقات الدبلوماسية والتعاون المشترك
  • نائب: كثير من مخرجات التعليم لا تتماشى مع المهارات المطلوبة في سوق العمل