جريدة الوطن:
2024-07-07@04:44:51 GMT

بين الجامعة والمجتمع «1»

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

بين الجامعة والمجتمع «1»

يحقُّ للمتابع أن يتكهَّنَ، وبمقدار لا بأس به من التيقُّن، أنَّ الأكاديميِّين في العالَم العربي يتفوَّقون على أقرانهم في دوَل العالَم المتقدِّم من حيث الحديث والتنظير حَوْلَ دَوْر الجامعة في المُجتمع. بَيْدَ أنَّ الحقيقة المريرة تتجلَّى في أنَّنا (جمهورًا) نميل للأحاديث والكلام السَّاخن، بَيْنَما نحن عاجزون عن ترجمة ذلك الكلام إلى فعل واقعي يستحقُّ التقدير اللائق، الأمْرُ الَّذي يُبرِّر النظرة المتدنية الَّتي يخصُّ البعض بها المؤسَّسات الجامعيَّة.

وعلى نَحْوٍ مناقض لهذه الحال، يجِدُ المتابع أنَّ الجامعات الغربيَّة عامَّة، والأميركيَّة على نَحْوٍ خاصٍّ، أكثر تواشجًا وتأثيرًا على حياة المُجتمعات الَّتي تحتضنها، ولكن بِدُونِ ضوضاء وتنظيرات، بلا صحافة ونشر وإعلان! ربَّما يكُونُ رأس المال هو أحَد أهمِّ دوافع تعشيق الجامعة مع المُجتمعات في مِثل هذه الدوَل المتقدِّمة حيث تنظر القيادات الجامعيَّة بعَيْنَيْنِ إلى هذا الدَّوْر الأكاديمي: العَيْن الأولى تركِّز على الرصانة والمستوى العلمي العامِّ، بَيْنَما تركِّز العَيْن الثانية على إمكانات تسخير البحث العلمي والعمل الأكاديمي لخدمة المؤسَّسات والأفراد، تأسيسًا على ملاحظة كافية لهامش الربح والجدوى المتوقعة من تمويل المشاريع العلميَّة وأنشطة المشورة المتوقَّعة أو الآتية من الهيئات المستفيدة مِنْها.
وحيث إنَّ التباعد بَيْنَ الجامعة والمُجتمع في العالَم العربي يتوافق على نَحْوٍ مؤسف مع الكلام والتنظيرات غير المُجْدية، فإنَّ هذه الحال ترد، بكُلِّ تأكيد، على توخِّي الجهات المموِّلة، ومِنْها العديد من الحكومات، لسياسات تنمية (مستعجلة) أكثر ممَّا ينبغي، الأمْرُ الَّذي انعكس بفكرة جامعة أو أكثر في كُلِّ مدينة، بل وحتَّى في كُلِّ قرية، بغَضِّ النظر عن توافر الكفاءات الأكاديميَّة الرفيعة الَّتي يُمكِن أن تملأَ فضاءات قاعات المحاضرات الأنيقة المستوردة والمقامة في كُلِّ مكان. إنَّه لَمِن المفيد أن نحاولَ بذل المال والجهد من أجْل إتاحة فرص الدراسة الأكاديميَّة للجميع، بَيْدَ أنَّ على المرء أن يتذكَّرَ ويحذرَ من أنَّ القضيَّة لا يُمكِن أن تكُونَ ذات معنى فيما لو كان الموضوع يتلخَّص في عمليَّة (توزيع) للشهادات والدرجات الجامعيَّة (وكأنَّها) إكراميَّات، بغَضِّ النَّظر عن ارتقائها وارتقاء مَن يحملها إلى المستوى العلمي والسلوكي الرفيع الَّذي يقارب أقرانه في الدوَل المتقدِّمة. ولكن للأسف، فإنَّ هذا ما يحدُث في العديد من دوَل العالَم العربي حيث ينظر إلى بناء الجامعات على أنَّه (استثمار) ولكن دُونَ ما يكفي من متابعة ومراقبة للمستوى العلمي، بل ودُونَما اهتمام مناسب للأدوار الَّتي يُمكِن أن يضطلعَ بها خرِّيجو هذه الجامعات في دوائر الدَّولة وسواها من المؤسَّسات غير الحكوميَّة المستفيدة، الأمْرُ الَّذي يتجلَّى على نَحْوٍ مؤسف عَبْرَ اضطلاع دوائر الدَّولة أو المؤسَّسات الخاصَّة بـ(إكمال) المتطلبات المعرفيَّة الأساسيَّة للخريج عَبْرَ التدريب أو ما يُسمَّى بـ(التدريب أثناء الخدمة) في الوقت الَّذي ينبغي أن يكُونَ الخرِّيج فيه مهيَّأً بما فيه الكفاية للاضطلاع بوظائفه.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: على ن ح العال م

إقرأ أيضاً:

جامعة المنوفية تتقدم على المستوي العالمي في التصنيف الهولندي لايدن 2024

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

أعلن الدكتور أحمد القاصد  رئيس جامعة المنوفية عن تقدم الجامعة في التصنيف الهولندى لايدن لعام 2024  علي المستوي العالمي والإفريقي CWTS Leiden Ranking 2024  حيث تم إدراج  15 جامعة مصرية ضمن 1506 جامعة حول العالم شملهم التصنيف الهولندي هذا العام،  حيث جاءت  جامعة المنوفية في المرتبة التاسعة  على مستوى  الجامعات المصرية .

واعرب الدكتور أحمد القاصد  عن سعادته  بتحقيق الجامعة تقدما جديدا في التصنيفات الدولية مؤكدا علي حرص الجامعة علي تنفيذ تكليفات القيادة السياسية بالارتقاء بترتيب الجامعات المصرية والمؤسسات البحثية في التصنيفات الدولية، وتطبيق مبدأ المرجعية الدولية الذي يعُد من أهم أهداف الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي. مؤكدا علي حرص الجامعة علي تحفيز الباحثين بكافة الدرجات العلمية  ، وإتاحة مصادر المعلومات للباحثين عبر شبكة الإنترنت، والتعاون مع بنك المعرفة المصري .

وأضاف  القاصد  أن الجامعة  تحرص علي  توفير كل الإمكانيات اللازمة من أجل الإرتقاء بالمنظومة التعليمية والبحثية بالجامعة، والسعي المستمر للوصول إلى مستوى أفضل علي مستوي الجامعات العالمية، لافتا إلي  أهمية البحث العلمي ودوره في تقدم ورقي المجتمعات الحديثة، وتحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

وأشار الدكتور حازم صالح نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث ان تصنيف (ليدن CWTS Leiden ) يعتمد في تقييمه على الأبحاث المنشورة في صورة مقال علمي أو مرجعي مبوب في قاعدة بيانات Web of Science ، والتي تصدرها دار النشر Clarivate Analytics الأمريكية والمنشورة في أعلى 1%، و5%، و 10%، و 50% من قائمة المجلات العالمية، مضيفًا أن التصنيف يستخدم مجموعة من المؤشرات الببليومترية التي توفر إحصاءات على مستوى الجامعات حول التأثير العلمي والتعاون والنشر في المجلات العلمية .

مقالات مشابهة

  • جامعة حلوان تطلق مبادرة لتجميل غرف الكهرباء
  • جامعة المنوفية تتقدم في التصنيف الهولندي لايدن 2024
  • جامعة المنوفية تتقدم في التصنيف العالمي لايدن 2024
  • جامعة المنوفية تتقدم على المستوي العالمي في التصنيف الهولندي لايدن 2024
  • جامعة القاهرة تحتل المركز الـ 260 عالميًا في تصنيف «ليدن» الهولندي
  • جامعة محمد بن زايد والجامعة القاسمية تعززان تعاونهما الأكاديمي
  • جامعة الإمارات: خدمات قبول متميزة للعام الأكاديمي الجديد
  • إعلان أسماء المقبولين في برامج الدراسات العليا بجامعة طيبة
  • جامعة طيبة تعلن أسماء المقبولين في برامج الدراسات العليا
  • جامعة الملك خالد تقر استحداث برامج ماجستير جديدة