نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مقالا أشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حمل الجيش مسؤولية فشل الاستخباراتي الكبير عقب هجوم المقاومة الفلسطينية المباغت في السابع من شهر تشرين الأول /أكتوبر الجاري.

وأوضح المقال أن نتنياهو يتعرض بدوره إلى اتهامات عديدة حول تسببه بتأخير الاجتياح البري لقطاع غزة، فضلا عن عرقلة خطة وزير دفاعه يوآف غالانت للبدء بالانقضاض على حزب الله في الجبهة الشمالية قبل الدخول إلى غزة.



وقال المقال إن الإدارة تضغط على "إسرائيل" لتأجيل الدخول البري إلى القطاع لأجل السماح بالتقدم في موضوع الأسرى لدى حماس، فيما أشارت مصادر إلى عدم وجود أي ضغط أمريكي على دولة الاحتلال في هذا الصدد.

ونوه المقال إلى أن الرئيس الأمريكي مقتنع بأن معالجة مسألة المخطوفين تسبق كل خطوة أخرى بما فيها العملية البرية. لكن الحكومة الإسرائيلية ترغب في الفصل بين مسألة الدخول البري ومسألة المخطوفين.

وكانت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" أطلقت، مساء الاثنين، سراح أسيرتين إسرائيليتين بسبب دواعي إنسانية ومرضية قاهرة، موضحة أن الاحتلال رفض تسلمهما الأسبوع الماضي.


وبعد تصريح الناطق العسكري الإسرائيلي بأنه ينتظر إذن القيادة السياسية للعملية البرية، أشار المقال إلى نشوء أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش في داخل الكابينت الضيق والكابينت الموسع.

وأضاف أن أزمة الثقة هي ضرر مضاف إلى الضرر الرهيب الذي تكبدته إسرائيل في السابع من أكتوبر. فهو يجعل من الصعب جدا التركيز على الحرب وعلى اتخاذ القرارات بما فيها القرارات الأليمة، موضحا أن دولة الاحتلال في "حاجة الآن إلى زعامة فاعلة، مركزة على المهمة"

وفي السياق، نقل المقال عن شهادات محافل سياسية وعسكرية أن حكومة الاحتلال تواجه صعوبات في اتخاذ قرارات متفق عليها في مواضيع مركزية تقف على جدول الأعمال.

وأوضح أنه نتنياهو منع قرارا لشن حملة استباقية في الجبهة الشمالية على حزب الله رغم أن الجيش ووزير الدفاع غالنت اوصيا بها. في مركز الجدال كان الطلب الأمريكي للامتناع عن ضربة إسرائيلية مسبقة في لبنان. وارفق الأمريكيون إلى القائمة رزمة مساعدة عسكرية سخية، وتعهد بإسناد الجيش الإسرائيلي إذا ما بدأ حزب الله الحرب.

هذا الأسبوع ادعى مرة أخرى وزراء في حكومة الاحتلال بأن نتنياهو هو الذي يقف خلف التأخير في الدخول البري إلى غزة، وفقا للمقال الذي ذكر أن وزير لم يتجرأ على تعريف نفسه باسمه وصف نتنياهو بـ "الجبان".

ورأى مقال الصحيفة العبرية أن أحداث 7 أكتوبر خلقت أزمة ثقة: نتنياهو غاضب على كبار رجالات الجيش المذنبين على حد فهمه بكل ما حصل. وهو يتعاطى بقصر نفس مع الآراء والتقديرات التي يبديها الجنرالات ولا يسارع إلى تبني الخطط التي يتقدمون بها.

وأضاف أنه ليس صدفة لقاء نتنياهو في الأيام الأخيرة مرتين باللواء المتقاعد إسحق بريك الذي ينتقد بشدة قدرات الجيش البري ويعارض عملية برية في غزة. وليس صدفة أن وجدت الأنباء عن هذه اللقاءات مع بريك، الذي يعد بعد السبت الأسود نبيا، مكانها في وسائل الإعلام، وفي توقيت رائع مع شريط ليس موقعا غرد به بعض من أكثر المؤيدين لنتنياهو حماسة.

ونوه المقال إلى أن منظومة العلاقات بين نتنياهو وبين وزير الدفاع تجعل من الصعب جدا العمل المشترك. فالرواسب نشأت قبل شهر آذار /مارس الماضي حين أقال نتنياهو غالانت واضطر لأن يتراجع. واحتدمت بعد أن سرب نبأ بموجبه استخدم نتنياهو الفيتو على عملية عسكرية مبادر إليها في الشمال. وفي أثناء زيارة بايدن منع نتنياهو غالانت من تفصيل تقديراته على مسمع من الرئيس الأمريكي.

غالانت، حسب الـ "نيويورك تايمز" اكتفى بأن روى لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنه أراد أن يهاجم في بداية الأمر حزب الله، لكنه توقف بقرار من جهات أخرى.

وأكمل المقال بأن المواجهة بين الطرفين ليس فقط بين خطط مختلفة بل أيضا على مستوى شخصي، حيث يعد نتنياهو نفسه للصراع الجماهيري الذي سيبدأ بكل الشدة عندما يستقر الوضع في الميدان. مقربوه في الشبكة الاجتماعية يلقون المسؤولية عن المصيبة على جهاز الأمن، من وزير الدفاع ورئيس الأركان فما دون.

وذكر المقال أن الخوف من العاصفة التي ستأتي بعد انتهاء الحرب هو الذي يوجه الوزراء وقيادة الجيش الإسرائيلي، إذ يتخذ كل طرف قراراته واضعا أمام عينيه اليوم الذي ستقوم فيه لجنة تحقيق بالحدث معه.


كل هذا، وفقا للمقال، يجعل الحديث الصادق، الثاقب، كما ينبغي، بين أصحاب القرار صعبا جدا. حتى لو كان بعض من كبار الضباط سلموا منذ الآن برحيلهم في نهاية الحرب، ما يسمح لهم بتركيز أكبر على الانتصار فيها، فلا يزال الحديث في القيادة، هكذا حسب شهود عليه من أعماق البئر لا يركز على ما يلزم، فيما يغيب عنه الاهتمام بسلسلة مواضيع مركزية يفترض بالجيش أن يعنى بها.

وتطرق المقال إلى الأهداف التي أعلنتها حكومة الاحتلال، وأثارت شكوك الجيش حول إمكانية تحقيقها، ففي تصريحات مختلفة وعد نتنياهو وغالانت بمحو حماس عن وجه غزة دون أن يشرحا ما هو المعنى العملي للتعهد. وقال رئيس الأركان هليفي: "إننا سنفكك كل البنية التحتية التنظيمية التي توجد من تحت السنوار".

و سيتحقق هذا الهدف؟ هل ينبغي لهذه أن تكون المناورة الأخيرة؟"، وهل فقط في مدينة غزة، أم  في سيطرة كاملة على كل القطاع؟ ومتى سيعرف الجيش الإسرائيلي وتعرف الحكومة بأن إسرائيل انتصرت بالفعل؟.

واختتم المقال بالإشارة إلى أن "الجيش الذي يلقي اللوم على القيادة العسكرية، لا يجري بحث في مسألة ماذا سيكون الواقع في غزة بعد أن تطرد حماس، إذا ما طُردت، شأنه في ذلك شأن حكومته. إسرائيل تسعى لأن تدخل إلى غزة دون تعريف واضح متى وكيف ستخرج من هناك وماذا ستخلفه وراءها؟".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة نتنياهو الفلسطينية غزة فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال الإسرائيلي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقال إلى حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

حرب العاشر من رمضان.. القوات الجوية تدمر مواقع العدو والبحرية تفرض حصارا والدفاع الجوي يسقط ثلث طائرات الجيش الذي لا يقهر

تحتفل مصر و القوات المسلحة بالذكرى المجيدة، ذكرى حرب العاشر من رمضان ، ذلك اليوم العظيم من أيام الوطنية المصرية، الذى حققه هذا الجيل من أبناء القوات المسلحة، وجسد بطولات وتضحيات الشعب المصري فى استرداد أرض سيناء المقدسة وأعادوا لمصر عزتها وكرامتها وللأمة العربية شموخها وكبريائها.

وبمناسبة ذكرى انتصار العاشر من رمضان عام 1973، نستعرض الدور الذي قامت به القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوية والمدفعية، خلال حرب العاشر من رمضان.

القوات الجوية

إعداد القوات الجوية بعد حرب يونيو 67

بدأ فعليًا الإعداد لحرب العاشر من رمضان المجيدة بعد انتهاء حرب يونيو 1967، حيث استوعبت القوات المسلحة ومن ضمنها القوات الجوية الدرس، وبدأت بالتجهيز للحرب من خلال عدة محاور، وهي:

المحور الأول:

وهو بناء القوة القتالية من الطائرات والطيارين، فأعيد تخطيط الهيكل التنظيمي للقوات الجوية لتكون في صورة ألوية مستقلة وتم تشكيل لواء استطلاع جوى تم تجهيزه بوسائل الاستطلاع الحديثة، أما الطيارون، فعلى الرغم من أن أعداد الطيارين بانتهاء حرب يونيو 1967 كانت تفوق أعداد الطائرات، إلا أن مرحلة البناء كانت تتطلب زيادة أكبر فى أعداد الطيارين، لذلك تمت زيادة الأعداد بالكلية الجوية لتفي بالأعداد المطلوبة والمتناسبة مع زيادة عدد الطائرات.

المحور الثاني:

فهو تجهيز مسرح العمليات، حيث قامت القوات الجوية بإنشاء المطارات الجديدة وكذا غرف عمليات محصنة فى كل القواعد الجوية والمطارات، كما قامت بزيادة الممرات بكل قاعدة ومطار، وتم إنشاء العديد من الدشم المحصنة للطائرات وكذا دشم الصيانة.

حرب الاستنزاف و القوات الجوية

إن القوات الجوية كان لها دور مهم في حرب الاستنزاف، وساعد ذلك في التجهيز والإعداد العملي الجيد لحرب رمضان، ففي يوم 10 ديسمبر 1969 كانت أول مواجهة للطيارين المصريين مع الطائرة الفانتوم التى توصف بأنها من أحدث الطائرات في الترسانة الأمريكية وجرت معركة جوية في الساعة الحادية عشرة صباحًا فوق منطقة العين السخنة في خليج السويس عندما هاجمت 8 طائرات فانتوم المنطقة لضرب محطة رادار مصرية فتصدت لها على الفور 8 طائرات مصرية طراز ميج 21.

فقد تم إسقاط أول طائرة فانتوم على يد طيار مصري في منطقة رأس المسلة على الساحل الشرقي لخليج السويس، وكانت فترة حرب الاستنزاف خير إعداد وتجهيز عملي للطيارين قبل حرب رمضان.

معركة النصر في 1973

خلال حرب العاشر من رمضان المجيدة عام 1973 سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية في الطليعة، حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية التى أفقدت العدو توازنه في بداية الحرب، وكانت الضربة الجوية الرئيسية مكونة من أكثر من 200 طائرة مقاتلة لضرب الأهداف المعادية الإسرائيلية المحددة لها داخل سيناء المحتلة، وقد تمت الضربة الجوية في صمت لاسلكي تام لتجنب أي عمليات تصنت معادية يمكن أن تكشف الهجوم المصري.

ومرت التشكيلات الجوية على ارتفاع منخفض جدًا وفى مسارات تم اختيارها بعناية لتفادى وسائل كشف الدفاع الجوي المعادي، وكان لذلك المرور فوق تشكيلاتنا وقواتنا البرية عظيم الأثر في رفع معنويات الجنود المقاتلين على الأرض، وكانت مؤشرا لبدء ملحمة مشتركة من البطولة للقوات المسلحة المصرية، فقد عبرت الطائرات كلها في وقت واحد خط القناة، حيث تم ضرب مركز القيادة الرئيسي للعدو في منطقة "أم مرجم" لمنع سيطرته وعزلة عن قواته ثم تتابع بعد ذلك ضرب الأهداف المخطط التعامل معها بنسبة نجاح تزيد على 90%.

وتم ضرب 3 ممرات رئيسية في 3 مطارات هي "المليز - بيرتمادا - رأس نصراني"، بالإضافة إلى 3 ممرات فرعية فى نفس المطارات، وكذلك تدمير 10 مواقع بطاريات للدفاع الجوي من طراز هوك و2 موقع مدفعية ومركز حرب إلكترونية والعديد من مواقع الشئون الإدارية، وقد استمرت هذه الضربة حوالى 30 دقيقة ونظرًا لنجاحها فى تنفيذ أكثر من 90% من المهام المكلفة بها تم إلغاء الضربة الجوية الثانية لعدم الحاجة إليها.

معركة المنصورة الجوية

خاضت القوات الجوية المصرية معاركها في حرب العاشر من رمضان المجيدة بكل كفاءة واقتدار منذ البداية وحتى النهاية وتألقت قواتنا الجوية في يوم 14 أكتوبر "معركة المنصورة" في أداء مهامها بكفاءة عالية شهد بها العدو قبل الصديق.

ففي هذا اليوم، قام العدو بتنفيذ هجمة جوية على مطارات الدلتا بغرض التأثير على كفاءتها القتالية ومنع طائراتنا من التدخل ضد قواته بعد الخسائر الهائلة التى تكبدها فتصدت له مقاتلاتنا من قاعدة المنصورة وقاعدة أنشاص، ودارت اشتباكات متواصلة شارك فيها أكثر من 150 طائرة من الطرفين أظهر فيها طيارونا مهارات عالية في القتال الجوي.

واستمرت المعركة أكثر من 50 دقيقة وتعد أطول معركة جوية، حيث تم إسقاط 18 طائرة للعدو رغم التفوق النوعي والعددي لطائراته، ولم يكن أمام باقي الطائرات العدو إلا أن تلقى بحمولتها فى البحر وتلوذ بالفرار، كما فعلت ذلك فى باقي أيام الحرب، ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدًا للقوات الجوية باعتباره من أهم المعارك الجوية خلال حرب 73.

وقد شهد العالم للمخطط المصري روعة التخطيط فى حرب العاشر من رمضان 73، ولقد أثبت الطيار المصري خلال حرب أكتوبر المجيدة صلابة معدنه وشدة بأسه فى القتال بمعدلات أداء عالية بما تيسر له آنذاك من سلاح خاض به معارك البطولة والتضحية والفداء ويكفى فخرًا أن طياري اليوم هم تلاميذ طياري حرب نصر العاشر من رمضان.

القوات البحرية

لعبت القوات البحرية المصرية دورًا محوريًا في تحقيق حرب العاشر من رمضان، حيث كانت هناك مهام عديدة ملقاة على عاتقها واستطاعت تحقيقها بنجاح، ومنها معاونة أعمال قتال الجيوش الميدانية في سيناء سواء بالنيران أو بحماية جانب القوات البرية المتقدمة بمحاذاة الساحل.

تنفيذ إبرار بحري وإغلاق مضيق باب المندب

قامت القوات البحرية بتنفيذ المعاونة لباقي أفرع القوات المسلحة، وذلك بالإبرار البحري لعناصر القوات الخاصة على الساحل الشمالي لسيناء، وسيطرت على مضيق باب المندب وباشرت حق الزيارة والتفتيش واعتراض السفن التجارية ومنعها من الوصول إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، مما أفقد الميناء قيمته وتم تعطيله عن العمل تمامًا، ومن ثم حرمان إسرائيل من جميع إمداداتها عن طريق البحر الأحمر.

وكذلك قامت القوات البحرية المصرية بتنفيذ مهمة التعرض لخطوط المواصلات البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط والأحمر بكفاءة تامة، وعلى أعماق بعيدة، مما أدى إلى تحقيق آثار عسكرية واقتصادية ومعنوية على إسرائيل وقواتها المسلحة.

إغارة على الموانئ والمراسي والأهداف الساحلية بإسرائيل

نفذت القوات البحرية المصرية إغارة بالنيران على الموانئ والمراسي والأهداف الساحلية بإسرائيل بتسديد ضربات بالصواريخ والمدفعية ضدها بأسلوب متطور اعتمد على خفة الحركة وسرعة المناورة مع توفير قوة نيران عالية، فيما وفرت تأمين النطاق التعبوي للقواعد البحرية في البحرين الأحمر والمتوسط.

وكان له أكبر الأثر الفاعل في إحباط جميع محاولات العدو للتدخل ضد قواتنا البحرية العاملة على المحاور الساحلية، وساعد على استمرار خطوط المواصلات البحرية من وإلى الموانئ المصرية دون أي تأثير وطوال فترة العمليات.

خمسون قطعة بحرية مصرية تنتشر في البحرين المتوسط والأحمر

اعتبارا من يوم 27 سبتمبر 1973 بدأت خمسون قطعة بحرية مصرية انتشارها فوق مياه البحرين المتوسط والأحمر، كما وصلت مجموعة بحرية مكونة من المدمرات والفرقاطات والغواصات إلى مضيق باب المندب بحجة مساندة اليمن الجنوبية، ومع بدء العمليات في السادس من أكتوبر تم إعلان البحر الأحمر عند خط 21 شمالًا، منطقة عمليات.

وتمكنت البحرية المصرية خلال الفترة من 6 أكتوبر حتى 21 أكتوبر 1973 من اعتراض 200 سفينة محايدة ومعادية، إلا أن ناقلة بترول إسرائيلية لم تمتثل لتعليمات البحرية المصرية بالابتعاد عن الخط الشمالي المار بين مدينة جدة السعودية وبور سودان السودانية لأنها منطقة عمليات، فقامت الغواصات المصرية باعتراضها وإغراقها بالطوربيدات، فتوقفت الملاحة نهائيًا منذ يوم 7 أكتوبر في البحر الأحمر.

استهداف منشآت إستراتيجية للعدو الإسرائيلي

قامت وحدات بث الألغام التابعة للبحرية المصرية بإغلاق مدخل خليج السويس، كما هاجمت الضفادع البشرية منطقة بلاعيم ودمرت حفارًا ضخمًا، فيما تم قصف منطقة رأس سدر على خليج السويس بالصواريخ، لتصاب عمليات شحن البترول في خليج السويس إلى ميناء إيلات بالشلل التام، حيث كان الهدف الإستراتيجي للقوات البحرية هو حرمان إسرائيل وقواتها المسلحة من البترول المسلوب من الآبار المصرية في خليج السويس والبترول المستورد.

ونجحت القوات البحرية في السيطرة على مسرح العمليات البحرية على السواحل المصرية وسواحل فلسطين المحتلة وسيناء لتؤمن أجناب الجيش المصري الذي خاض معركة التحرير في سيناء.

قوات الدفاع الجوي

إن الحديث عن حرب العاشر من رمضان لا ينتهى، وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب حتى تحوى جميع الأحداث، وسوف نكتفى بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوي فى هذه الحرب، ولكى نبرز أهمية هذا الدور فإنه يجب أولًا معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور.

وبدأ التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت مبكرا، وذلك بشراء طائرات ميراج من فرنسا والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاي هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى 600 طائرة أنواع مختلفة.

ولقد بدأ رجال الدفاع الجوي الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة فى العاشر من رمضان من خلال استكمال التسليح لأنظمة جديدة لرفع مستوى الاستعداد القتالي واكتساب الخبرات القتالية العالية خلال فترة وقف إطلاق النار، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 "البتشورا" وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوي بنهاية عام 1970 وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ "سام-6" فى عام 1973.

وخلال فترة وقف إطلاق النار، نجحت قوات الدفاع الجوي فى حرمان العدو الجوي من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى "الإستراتوكروزار" صباح يوم 17 سبتمبر 1971، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوي بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل مساحة مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استراتيجية.

إسقاط أكثر من 25 طائرة للعدو الإسرائيلي

فى اليوم الأول للقتال فى العاشر من رمضان عام 1973، هاجم العدو الإسرائيلي القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى توالت بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 10/11 رمضان تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت فى إسقاط أكثر من 25 طائرة، بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين.

وعلى ضوء ذلك، أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم، وفى صباح يوم 11 رمضان 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار، ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين.

وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب، فقد العدو الجوي الإسرائيلي أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذين كان يتباهى بهم، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوي خلال حرب العاشر من رمضان، مما جعل "موشى ديان" يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية وذكر فى أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك "ثقيلة بأيامها ثقيلة بدمائه".

المدفعية المصرية

تم تنفيذ أكبر تمهيد نيراني بطول الجبهة، حيث قام ما يقرب من 2000 مدفع على طول خط القناة بإطلاق قذائفها في اتجاه الضفة الغربية للقناة تجاه العدو الإسرائيلي وضرب التمركزات ومراكز القيادة والسيطرة ومحطات الرادار الخاصة بالعدو الإسرائيلي، وذلك بعد الضربة الجوية المركزة التي قامت بها القوات الجوية على طول خط بارليف.

وقد ساهم ذلك فى نجاح اقتحام قناة السويس وتنفيذ مراحل العملية الهجومية، الأمر الذى ساعد قوات العبور المتتالية على الاقتحام ومهاجمة جميع حصون خط بارليف، وإسقاط النقاط المعادية شرق القناة، وفى تلك اللحظات الحرجة لعبت الصواريخ المضادة للدبابات دورا مؤثرًا فى تدمير دبابات العدو وعناصره المدرعة، وقد اشتركت مدفعيتنا وصواريخنا بمختلف الأسلحة الجديدة المتطورة، في معركة النصر، وقامت بأخطر الأدوار في هذه الحرب.

وتنفرد المدفعية المصرية عن باقى مدفعيات دول العالم بقدرتها على تجميع النيران وحشد أكبر عدد من الكتائب للضرب فى وقت واحد، وذلك ما ظهر جليًا فى جميع معارك المدفعية المصرية حتى الوصول إلى أكبر حشد نيرانى فى نصر العاشر من رمضان 1973، وهو أعظم تمهيد نيرانى تم تنفيذه حتى الآن ويدرس فى الكليات والأكاديميات العسكرية العالمية، وكان نقطة انطلاق لحرب العاشر من رمضان المجيدة.

مقالات مشابهة

  • صحيفة عبرية: بشار المصري يلعب دورا مهما في خطط ما بعد الحرب على غزة
  • العريس الذي كان يتجهز لزفافه لكنه زُفّ إلى الجنة
  • صحيفة: إسرائيل متمسكة باستدامة حرب غزة والمرحلة الثانية غير مطروحة
  • حرب العاشر من رمضان.. القوات الجوية تدمر مواقع العدو والبحرية تفرض حصارا والدفاع الجوي يسقط ثلث طائرات الجيش الذي لا يقهر
  • ذكرى انتصارات العاشر من رمضان.. جنود مصر يحطمون أسطورة «الجيش الذي لايقهر»
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يناقش مع نتنياهو استعدادات الجيش لاستئناف القتال في غزة
  • ملاحقة الفلول في الأرياف والجبال واتهامات لحزب الله بـنشر الفتن.. سوريا.. هدوء حذر بالساحل ودعوات للحفاظ على السلم
  • بن صهيون.. والد نتنياهو الذي غرس فيه كره العرب
  • إسرائيل ستُبدي مرونة - صحيفة عبرية تتحدث عن مستجدات مفاوضات غزة
  • صحيفة عبرية: “حرب الإرث” اندلعت في “إسرائيل”