صحيفة عبرية: نتنياهو أوقف خطة لغالانت للانقضاض على حزب الله.. واتهامات متبادلة
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مقالا أشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حمل الجيش مسؤولية فشل الاستخباراتي الكبير عقب هجوم المقاومة الفلسطينية المباغت في السابع من شهر تشرين الأول /أكتوبر الجاري.
وأوضح المقال أن نتنياهو يتعرض بدوره إلى اتهامات عديدة حول تسببه بتأخير الاجتياح البري لقطاع غزة، فضلا عن عرقلة خطة وزير دفاعه يوآف غالانت للبدء بالانقضاض على حزب الله في الجبهة الشمالية قبل الدخول إلى غزة.
وقال المقال إن الإدارة تضغط على "إسرائيل" لتأجيل الدخول البري إلى القطاع لأجل السماح بالتقدم في موضوع الأسرى لدى حماس، فيما أشارت مصادر إلى عدم وجود أي ضغط أمريكي على دولة الاحتلال في هذا الصدد.
ونوه المقال إلى أن الرئيس الأمريكي مقتنع بأن معالجة مسألة المخطوفين تسبق كل خطوة أخرى بما فيها العملية البرية. لكن الحكومة الإسرائيلية ترغب في الفصل بين مسألة الدخول البري ومسألة المخطوفين.
وكانت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" أطلقت، مساء الاثنين، سراح أسيرتين إسرائيليتين بسبب دواعي إنسانية ومرضية قاهرة، موضحة أن الاحتلال رفض تسلمهما الأسبوع الماضي.
وبعد تصريح الناطق العسكري الإسرائيلي بأنه ينتظر إذن القيادة السياسية للعملية البرية، أشار المقال إلى نشوء أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش في داخل الكابينت الضيق والكابينت الموسع.
وأضاف أن أزمة الثقة هي ضرر مضاف إلى الضرر الرهيب الذي تكبدته إسرائيل في السابع من أكتوبر. فهو يجعل من الصعب جدا التركيز على الحرب وعلى اتخاذ القرارات بما فيها القرارات الأليمة، موضحا أن دولة الاحتلال في "حاجة الآن إلى زعامة فاعلة، مركزة على المهمة"
وفي السياق، نقل المقال عن شهادات محافل سياسية وعسكرية أن حكومة الاحتلال تواجه صعوبات في اتخاذ قرارات متفق عليها في مواضيع مركزية تقف على جدول الأعمال.
وأوضح أنه نتنياهو منع قرارا لشن حملة استباقية في الجبهة الشمالية على حزب الله رغم أن الجيش ووزير الدفاع غالنت اوصيا بها. في مركز الجدال كان الطلب الأمريكي للامتناع عن ضربة إسرائيلية مسبقة في لبنان. وارفق الأمريكيون إلى القائمة رزمة مساعدة عسكرية سخية، وتعهد بإسناد الجيش الإسرائيلي إذا ما بدأ حزب الله الحرب.
هذا الأسبوع ادعى مرة أخرى وزراء في حكومة الاحتلال بأن نتنياهو هو الذي يقف خلف التأخير في الدخول البري إلى غزة، وفقا للمقال الذي ذكر أن وزير لم يتجرأ على تعريف نفسه باسمه وصف نتنياهو بـ "الجبان".
ورأى مقال الصحيفة العبرية أن أحداث 7 أكتوبر خلقت أزمة ثقة: نتنياهو غاضب على كبار رجالات الجيش المذنبين على حد فهمه بكل ما حصل. وهو يتعاطى بقصر نفس مع الآراء والتقديرات التي يبديها الجنرالات ولا يسارع إلى تبني الخطط التي يتقدمون بها.
وأضاف أنه ليس صدفة لقاء نتنياهو في الأيام الأخيرة مرتين باللواء المتقاعد إسحق بريك الذي ينتقد بشدة قدرات الجيش البري ويعارض عملية برية في غزة. وليس صدفة أن وجدت الأنباء عن هذه اللقاءات مع بريك، الذي يعد بعد السبت الأسود نبيا، مكانها في وسائل الإعلام، وفي توقيت رائع مع شريط ليس موقعا غرد به بعض من أكثر المؤيدين لنتنياهو حماسة.
ونوه المقال إلى أن منظومة العلاقات بين نتنياهو وبين وزير الدفاع تجعل من الصعب جدا العمل المشترك. فالرواسب نشأت قبل شهر آذار /مارس الماضي حين أقال نتنياهو غالانت واضطر لأن يتراجع. واحتدمت بعد أن سرب نبأ بموجبه استخدم نتنياهو الفيتو على عملية عسكرية مبادر إليها في الشمال. وفي أثناء زيارة بايدن منع نتنياهو غالانت من تفصيل تقديراته على مسمع من الرئيس الأمريكي.
غالانت، حسب الـ "نيويورك تايمز" اكتفى بأن روى لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنه أراد أن يهاجم في بداية الأمر حزب الله، لكنه توقف بقرار من جهات أخرى.
وأكمل المقال بأن المواجهة بين الطرفين ليس فقط بين خطط مختلفة بل أيضا على مستوى شخصي، حيث يعد نتنياهو نفسه للصراع الجماهيري الذي سيبدأ بكل الشدة عندما يستقر الوضع في الميدان. مقربوه في الشبكة الاجتماعية يلقون المسؤولية عن المصيبة على جهاز الأمن، من وزير الدفاع ورئيس الأركان فما دون.
وذكر المقال أن الخوف من العاصفة التي ستأتي بعد انتهاء الحرب هو الذي يوجه الوزراء وقيادة الجيش الإسرائيلي، إذ يتخذ كل طرف قراراته واضعا أمام عينيه اليوم الذي ستقوم فيه لجنة تحقيق بالحدث معه.
كل هذا، وفقا للمقال، يجعل الحديث الصادق، الثاقب، كما ينبغي، بين أصحاب القرار صعبا جدا. حتى لو كان بعض من كبار الضباط سلموا منذ الآن برحيلهم في نهاية الحرب، ما يسمح لهم بتركيز أكبر على الانتصار فيها، فلا يزال الحديث في القيادة، هكذا حسب شهود عليه من أعماق البئر لا يركز على ما يلزم، فيما يغيب عنه الاهتمام بسلسلة مواضيع مركزية يفترض بالجيش أن يعنى بها.
وتطرق المقال إلى الأهداف التي أعلنتها حكومة الاحتلال، وأثارت شكوك الجيش حول إمكانية تحقيقها، ففي تصريحات مختلفة وعد نتنياهو وغالانت بمحو حماس عن وجه غزة دون أن يشرحا ما هو المعنى العملي للتعهد. وقال رئيس الأركان هليفي: "إننا سنفكك كل البنية التحتية التنظيمية التي توجد من تحت السنوار".
و سيتحقق هذا الهدف؟ هل ينبغي لهذه أن تكون المناورة الأخيرة؟"، وهل فقط في مدينة غزة، أم في سيطرة كاملة على كل القطاع؟ ومتى سيعرف الجيش الإسرائيلي وتعرف الحكومة بأن إسرائيل انتصرت بالفعل؟.
واختتم المقال بالإشارة إلى أن "الجيش الذي يلقي اللوم على القيادة العسكرية، لا يجري بحث في مسألة ماذا سيكون الواقع في غزة بعد أن تطرد حماس، إذا ما طُردت، شأنه في ذلك شأن حكومته. إسرائيل تسعى لأن تدخل إلى غزة دون تعريف واضح متى وكيف ستخرج من هناك وماذا ستخلفه وراءها؟".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة نتنياهو الفلسطينية غزة فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال الإسرائيلي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقال إلى حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجزيرة نت ترصد الدمار الذي خلفه الاحتلال بمستشفيات الجنوب اللبناني
جنوب لبنان- في زيارة للجزيرة نت للجنوب اللبناني، وعند الوصول لمنطقة الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، وبالتحديد عند بلدة ميس الجبل قضاء مرجعيون، كانت المشاهد مهولة، وتنبئ بالكارثة التي أحدثها الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه الأخيرة على لبنان.
هنا، دمر الاحتلال المباني السكنية والصحية، واعتدى على الكوادر الطبية والتمريضية بوحشية، وخاصة مشفى ميس الجبل الحكومي الذي خرج عن الخدمة، بفعل الدمار الذي لحق بكل شيء فيه.
كان الزجاج متطايرا في كل الأرجاء، والأبواب مخلوعة ومحطمة. وكانت الجدران مدمرة في غرف المرضى وجناحي الولادة والأطفال.
وقد تعرض المشفى، حسب حسين ياسين رئيس مجلس الإدارة بمشفى الجبل، لهجوم واسع وللقصف المباشر لعشرات المرات بالقذائف المتفجّرة والفوسفورية التي أوقعت أضرارا كبيرة وخسائر بشرية في الكوادر الطبية، ومادية في أجهزة الاتصال والمعدات الطبية وخدمات البنية التحتية.
ويقدِّر ياسين كلفة الأضرار الإجمالية لمشفى ميس الجبل بأكثر من مليون دولار، وأن "خسائر الأجهزة الطبية فقط تفوق 600 ألف دولار"، وتكمن أهمية مشفى ميس الجبل، إضافة لمرافق صحية أخرى بالجنوب اللبناني وضمن محافظتي النبطية والجنوب، بتقديمها الخدمات لأكثر من 23 قرية، وللمرضى من خارج المنطقة.
ويقول حسين ياسين إن المشفى كان بأوج عطائه قبل الحرب، إذ ضمَّ جميع الأقسام، من جراحة وصحة عامة وتوليد وعناية فائقة وعناية بحديثي الولادة، فضلا عن غرف العمليات والطوارئ وغيرها.
إعلانوظل المشفى يعمل طوال فترة الإسناد خلال حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول وحتى 23 سبتمبر/أيلول 2024، بعد توسع الحرب وتهجير سكان الجنوب، مما أرغمهم على إغلاق أبوابه.
ويؤكّد ياسين أن مشفى ميس الجبل سهّل كثيرا على سكان المنطقة، وخفّف من معاناتهم وتنقلهم لمسافات طويلة لتلقي العلاج في مشافي بنت جبيل وصور وصيدا، وقال إن كثيرا من المرضى ولا سيما المصابين في حوادث السير والعمل فارقوا الحياة نتيجة ذلك.
وتعد الكهرباء والماء والصحة، وفق المسؤول نفسه، أهم 3 أسباب لعودة السكان للجنوب. ويقول "الناس مستعدون للعيش في خيام، لكن عودة المشفى للعمل من أهم مقومات صمودهم".
وناشد الجهات المختلفة من وزارة الصحة ومجلس النواب والجمعيات الخيرية للتعاون معهم وإعادة المشفى للعمل بأسرع وقت.
وفي مستشفى بلدة تبنين الحكومي قضاء بنت جبيل، رصدت الجزيرة نت، آثار الحرائق الكبيرة بفعل غارة إسرائيلية على المباني القريبة من المستشفى.
وكان القصف قد طال، حسب يحيى ويزاني الموظف بمشفى تبنين، ساحة المشفى وأدى لمصرع مواطنين اثنين وجرح 11 آخرين.
من جانبه، يوضح محمد حمادي، رئيس مشفى تبنين للجزيرة نت، إن القصف الإسرائيلي الذي استهدف محيط المشفى ألحق أضرارا جسيمة به، لا سيما بألواح الطاقة الشمسية والبناء الداخلي للمشفى، وأضر بأجهزة طبية وعطّل أخرى، مما أخرج أقساما كالأطفال والعلاج الكيميائي عن الخدمة.
ويقدر حمادي كلفة إعادة الترميم وإصلاح الأعطال بمليون ونصف دولار في مشفى تبنين الذي يصفه بـ"صمام الأمان الصحي" للمنطقة.
ويلجأ للمشفى الأهالي من نحو 50 قرية تتبع بنت جبيل ومرجعيون وصور، وتصل نسبة قدرته التشغيلية لـ95%، ويوفر العديد من الخدمات المتقدمة، بكل الأقسام، وخاصة العمليات الجراحية، والعناية القلبية والفائقة، وغسيل الكلى، والعلاج الكيميائي، وقسم الأطفال.
إعلانويعد قسم العلاج الكيميائي، وفق حمادي، الوحيد المتوفر بالمشافي الحكومية جنوب نهر الليطاني، ويخدم بالدرجة الأولى مرضى السرطان الذين لا يتحملون عناء السفر لمسافات بعيدة، خصوصا مع ارتفاع كلفة المشافي الخاصة.
وطالب حمادي بإعادة العمل "بالأقسام المدمّرة" وخاصة العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، ليتجنب المرضى السفر بعيدا إلى صيدا. ودعا لتأمين الأجهزة الطبية الضرورية للمشفى، والبدء بترميم المشافي الحكومية المتضررة بالجنوب، لأنها "تعد عاملا أساسيا في الأمن الصحي للمواطنين هناك، وحياتهم بدونها غاية بالصعوبة".
وفي حديثه للجزيرة نت، قال وزير الصحة العامة اللبنانية، ركان ناصر الدين، إنه وبعد الاطّلاع على الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية الصحية، فإنهم سيسعون جاهدين لترميم المشافي المتضررة، وذلك "التزاما بالبيان الوزاري الذي أكد التزام الدولة اللبنانية بإعادة الإعمار".
وبشأن قدرة الوزارة على إعادة إعمار وترميم المشافي، لفت ناصر الدين إلى أن وزارته "ستتعاون مع الجهات المانحة والدول الصديقة لتحقيق الأهداف بأسرع وقت".
وختم الوزير اللبناني بأن ملف إعادة إعمار المشافي الجنوبية وإطلاق العمل بها، وخاصة بالمنطقة الجنوبية الحدودية، غاية في الأهمية، ولا يمكن تأخيره أو ربطه بإعادة إعمار المنازل.
وقال إنه مرتبط بالأمن الصحي للمواطن، ويستحيل عودة الناس إلى بلداتهم بظل غياب البنية التحتية وعلى رأسها المستشفيات، مما يحتم على الدولة اللبنانية السعي لمعالجة هذا الملف الإستراتيجي في أسرع وقت ممكن.