مرابطون على الحدود.. "متطوعو قوافل الإغاثة" نضال من نوعٍ آخر لدعم الأشقاء في غزة
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
ظلّوا مرابطين على الحدود المصرية الفلسطينية، لأكثر 10 أيام متواصلة، بعضهم ظلّ نحو أسبوعًا لا يعرف النوم، يعمل على تجهيز الشاحنات، ومساعدة المسؤولين في التأكّد من سلامة الإجراءات، والبعض الآخر يعمل على تنظيم العمل بالمعبر، وتوفير سُبل الراحة للوسائل الإعلامية والصحفيين.
"التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي" كان له نصيب الأسد من العمل على تجهيز شاحنات المساعدات التي دخلت وتدخّل غزة كل يوم؛ حيث تطوّع معه نحو 2000 شاب وشابة، جاءوا من كل مخافظات الجمهورية، ربطوا على الحدود لأيامٍ طويلة، وسارعوا الزمن ليُعدّوا كل ما طالته أيديهم، لمساعدة إخوانهم في أسرع وقت، ومازالوا مستمرين في العمل حتى وقف الحرب على غزة.
مشاهد من محيط معبر رفح المصري
يؤدون صلاة الغائب على الشهداء، ويهتفون لدعم الأشقاء، ويدعن على الظالم والمغتصب، كانت هذه هي المشاهد المتكررة لمتطوعي قوافل الإغاثة على الحدود، خلال الأيام الماضية.
"خلية نحل" كاملة تعمل دون توقّف، الكل هنا يعمل في وسط أجواء ثقيلة نفسيًا على الجميع، وارتفاع في درجات الحرارة، إلا أن متطوعو قوافل الإغاثة آثروا الاستمرار في العمل أكثر من الراحة والنوم، دون تأفف أو تعب.
كان جزءُ من دورهم أيضًا، هو توفير الطعام والماء، بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات بشمال سيناء، للمتواجدين في محيط المعبر، سواءً كانوا من المتطوعين أو وسائل الإعلام والصحافة المحلية والأجنبية، وأيضًا تنظيم أماكن التصوير، والحفاظ على نظافة وأمان الخيم الموجودة بالاعتصام.
طبيبة متطوّعة: فرحة لا تُصدّق أن المساعدات التي جهّزناها بأيدينا دخلت إلى أشقائنا في غزة
الدكتورة عفاف الجوهري رئيس قطاع الصحة بمؤسسة "مصر الخير"، كانت أحد المتطوعين على المعبر، عملت على مدار أيامٍ لتجهيز المساعدات الطبية والأدوية والإسعافات إلى فلسطين، واطمأنت حتى تغليف الدواء بشكل كامل، وضمان استفادة الأشقاء منها، خاصة أدوية الأمراض المزمنة؛ فيعيش القطاع انهيار تام لمنظومة الصحة، ما جعلها أكثر اهتمامًا بدعم الجوانب التي قد يغفل عنها البعض، مثل احتياجات السيدات الحوامل، ومرضى السكري والضغط، ومرضى السرطانات، وغيرهم ممن غابت احتياجاتهم عن المشهد.
عند رصدنا للأوضاع في محيط المعبر، شاهدنا الدكتورة عفاف في حالة من القلق والتوتر والحزن أيضًا، تعمل دون نومٍ أو توقّف، على تجهيز جميع المساعدات الطبية التي قدّمتها مؤسستها، والتأكّد من جاهزيتها بشكل كامل، خاصة وأنها بحكم عملها تعلم جيدًا مدى حاجة الأشقاء في غزة لتلك الأدوية.
متطوّع: أخوتنا يحتجاون إلى الطعام ولن ننام دون أن يأكلوا
أما محمد منسي مدير إداري في "بنك الطعام المصري"، ظلّ على مدار 6 أيام قبل دخول المساعدات دون راحة، تراه يتحرّك يمين ويسار المعبر، من شاحنة إلى أخرى، يعمل على تجهيز المواد الغذائية والماء للأشقاء في الحصار.
"يحتاجون إلى الطعام، ولن ننام دون أن يأكلوا"، هكذا وصف حالته خلال تلك الأيام، ساعات طويلة من عدم الراحة، والأطفال والنساء في غزة يحتاجون إلى الطعام والماء، وينامون في حالة من الجوع والعطش، وكان مستعدًا لأن يظلّ يعمل من أجل تقديم تلك المساعدات لحين انتهاء الحرب بشكل كامل، على الرغم من تركه لمنزله وأسرته، إلى أنه يرى أن الأشقاء في غزة في حاجة إليه بشدة.
لحظة دخول شاحنات المساعدات لأول مرة
السبت 21 أكتوبر 2023، الساعة العاشرة والنصف صباحًا، اختلف المشهد تمامًا داخل معبر رفح، وذلك عندما فُتحت أبواب المعبر، ليشُم المرابطون عليه رائحة مِسك الشهداء، وسط هتافات لدعم الأشقاء في غزة، حتى دخلت شاحنات المساعدات من البوابة المصرية، تُرى بالعين المُجرّدة وهي تعبر للبوابة الأخرى على الأراضي الفلسطينية.
"بكاء وسجود"، كان المشهد الذي يسيطر على المعبر في تلك اللحظات، دقائق فقط، حوّلت المعبر من مشهد الحزن والإحباط، إلى حالة من الفرحة و"الحماس"، وذلك بعد ليلة سبقتها كانت هي الأصعب، عندما حاولت السُلطات المصرية إدخال المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية، وأحال القصف دون ذلك؛ فظلّ المتطوّعون يسمعون دانات الدبابات طوال الليل، حتى تم إجراء إدخال المساعدات في تلك الليلة إلى اليوم التالي، وبكى العشرات منهم حزنًا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة إبادة غزة الأشقاء فی غزة على الحدود على تجهیز
إقرأ أيضاً:
قصف إسرائيلي مكثّف في غزة.. حقوق الإنسان: جريمة إعدام عمّال الإغاثة مدبّرة
أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الأحد، “بمقتل 16 شخصا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة، في حين واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي نسف المباني السكنية بمدينة رفح جنوبي القطاع، في وقت تتوغل فيه القوات الإسرائيلية في عدة مناطق.
وأفادت وكالة “وفا” بأن “المدفعية الإسرائيلية المتمركزة شرقي مدينة خان يونس، أطلقت قذائفها تجاه مدينة رفح، فيما استهدفت الطائرات الحربية محيط منطقة ميراج شمال المدينة، كما شهدت المناطق الشمالية لمدينة رفح قصفا متواصلا، وأن الطيران المروحي يطلق النار بكثافة شمال شرقي رفح”.
وبحسب وكالات الانباء، “سمع دوي انفجار ضخم ناجم عن عملية نسف مبان سكنية شمال مدينة رفح، إضافة إلى عمليات النسف التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في تدمير المنازل برفح تسبب موجات انفجارية هائلة جدا ويسمع صداها في أرجاء قطاع غزة”.
وفي هذا الصدد، قالت مصادر إعلامية “إن القوات الإسرائيلية تنفذ توغلات برية في عدة مناطق برفح، تشن المدفعة الإسرائيلية قصفا مكثفا يستهدف منطقة قيزان رشوان جنوب غربي خان يونس، كما كثفت أيضا الدبابات الإسرائيلية المتمركزة في محيط منطقة الحشاشين بين مدينتي خان يونس ورفح إطلاق النيران”.
في غضون ذلك، “دمر الجيش الإسرائيلي دمر عددا من المنازل القريبة من محور موراج وشرع بتجريف الأراضي الزراعية قي منطقة قيزان رشوان جنوب غربي مدينة خان يونس، إضافة إلى دمار كبير في محيط ثلاجة زغلول بين خان يونس ورفح، وتدمير جميع المنازل والمنشآت الزراعية والتجارية، أما في وسط القطاع، فقد “شهد إطلاق نار كثيف من الآليات الإسرئيلية في المناطق الشمالية لمخيم البريج”.
وفي شمال القطاع، أفادت قناة الأقصى الفضائية “بأن آليات عسكرية إسرائيلية أطلقت النار بكثافة صباح اليوم الأحد باتجاه المناطق الشرقية من مدينة غزة، يأتي إطلاق النار في ظل غارات متواصلة على أحياء بينها الشجاعية والتفاح شرقي المدينة”.
ضابط إسرائيلي سابق: المختطفون لن يعودوا إلا بصفقة والضغط العسكري أودى بحياة 41 منهم
شدد مسؤول عسكري إسرائيلي سابق، اليوم الأحد، “بأن المحتجزين لدى حركة “حماس” الفلسطينية، لن يعودا إلا بإتمام صفقة مع الحركة”.
وقال القائد السابق للفيلق الشمالي بالجيش الإسرائيلي، نوعام تيبون: “لمدة عام ونصف العام، أخبرونا أن الضغط العسكري وحده كفيل بإعادة الأسرى، وحتى الآن، قُتل 41 محتجزا، وفي النهاية، لن يُعيدهم إلا الصفقة”.
وتابع: “أُذكّر الجميع بأن هذه الصفقة تضمنت مرحلة ثانية، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قرر عدم تنفيذها”، وفقا لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية.
وأضاف تيبون: “أذكركم جميعا بأن هذه الصفقة كانت لها أيضا مرحلة ثانية، وقرر نتنياهو، لأسباب سياسية واعتبارات ائتلافية واعتبارات تتعلق بالميزانية، عدم تنفيذها، كما رأينا في المرحلة الأولى من الصفقة أن “حماس” أطلقت في النهاية سراح المحتجزين، إذًا كنت تريد إرجاع المحتجز، فهذا هو الطريق وهذا هو المكان الذي يجب أن تسعى إليه”.
وأردف المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق: “تصريحات نتنياهو حول الضغط العسكري، وأنه سيعيد المحتجزين، رأينا بالفعل أنها لا تجدي نفعا”.
مركز “حماية”: إعدام عمال إسعاف وإغاثة بدم بارد في رفح وإخفاء معالم الجريمة يؤكد أنها مدبرة
قال مركز “حماية” لحقوق الإنسان”، “إن إعدام الجنود الإسرائيليين لعمال إسعاف وإغاثة بدم بارد في رفح نتيجة حتمية لضعف وعدم جدية المنظومة الدولية في محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه”.
وأضاف المركز أن “الجيش الإسرائيلي يمارس خطة ممنجهة لاستهداف الطواقم الطبية والطوارئ وعمال الإغاثة ويمارس أكاذيب مضللة لتغطية جرائمه”.
وأفاد بأن “جنود الاحتلال الإسرائيلي أقدموا ضمن توجيهات منظمة بإمطار موكب مشترك للدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني بالرصاص فور ترجلهم لتنفيذ عملية إنقاذ إنسانية في 23 مارس 2025 بمدينة رفح جنوب قطاع غزة”.
وذكر أنه “عقب اختفاء مركبات الطواقم وأفرادهم الـ15 لم يفصح الجيش الإسرائيلي عن مصيرهم وبعد بدء أعمال البحث عثر عليهم في مقبرة جماعية وبعضهم مكبل الأيدي وأخفيت معالم الجريمة”.
وأشار “حماية” إلى أن “الجيش الإسرائيلي زعم لاحقا أنه أطلق النار عليهم بعد اقتراب الموكب من الجيش بدون تشغيل أضواء وشارات الطوارئ، وهذا ما دحضه فيديو صوره الضحية المسعف رفعت رضوان في هاتفه الشخصي عثر عليه مدفونا معه في المقبرة الجماعية”.
وشدد المركز على أن “استهداف الأطقم الطبية وعمال الإغاثة والطوارئ انتهاك جسيم لاتفاقيات جنيف ولقوانين الحرب ويستوجب المحاسبة”.
كما أكد أن “إخفاء معالم الجريمة يؤكد أن هذه الجريمة مدبرة وقد تمت بتعليمات من قيادة الجيش”، موضحا أن “محاولة فبركة رواية مضللة من قبل الناطق باسم الجيش يؤكد تورط قيادة الجيش في هذه الجريمة”.
وأشار إلى أن “ثبوت كذب رواية الجيش الإسرائيلي يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن كافة المعلومات نشرها وينشرها ومنها رواية حدث مشفى المعمداني ومشفى الشفاء وغيرها، موضع شك ومن الأكاذيب المضللة”.
ودعا المركز في بيانه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي “بتوفير الحماية اللازمة لفرق الطوارئ وعمال الإغاثة وتحت حماية قوات دولية لتنفيذ مهامها بأمان”.
والسبت، “تداولت وسائل إعلام ونشطاء مقطع فيديو فند رواية إسرائيل بشأن استهداف مسعفين في قطاع غزة”.
وأظهر مقطع فيديو من “هاتف محمول لواحد من 15 مسعفا فلسطينيا قتلوا على يد القوات الإسرائيلية الشهر الماضي، ما يتناقض مع الإدعاءات الإسرائيلية التي تفيد بعدم وجود إشارات طوارئ على مركبات المسعفين عندما أطلق الجنود النار عليهم في جنوب غزة”.
ويظهر شريط الفيديو “فرق الهلال الأحمر والدفاع المدني وهم يقودون ببطء مع تشغيل أضواء الطوارئ على مركباتهم والشعارات واضحة، وكانوا يقتربون لمساعدة سيارة إسعاف تعرضت لإطلاق نار في وقت سابق، ولا يبدو أن الفرق تتصرف بشكل غير عادي أو بطريقة تمثل تهديدا، حيث خرج ثلاثة مسعفين من المركبات وتوجهوا نحو سيارة الإسعاف المصابة لكن سرعان ما تعرضت مركباتهم لوابل من الرصاص استمر لأكثر من خمس دقائق مع فترات توقف قصيرة”.