أجواء من التشاؤم تهيمن على دافوس الصحراء في السعودية
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
تبنى كبار الممولين في وول ستريت لهجة متشائمة بشأن الاقتصاد خلال تجمع كبير في السعودية، يهدف إلى تسهيل إبرام اتفاقات، في الوقت الذي يتواصل فيه صراع عنيف بين إسرائيل وحركة (حماس) أدى إلى مقتل الآلاف.
وعادة ما يستغل الحاضرون هذا الحدث السنوي كفرصة لبناء علاقات مع بعض من أكبر الشركات في المملكة وصندوق الثروة السيادي الذي تبلغ قيمة أصوله 778 مليار دولار، إذ يجذبهم بريق الأمل في إبرام الصفقات في الوقت الذي تشرع فيه المملكة في خطة إصلاح طموح تهدف لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط.
لكن خطر تصاعد الصراع بين (حماس) وإسرائيل إلى صراع أوسع نطاقا، خيم بظلاله على الحدث الذي أطلق عليه اسم "دافوس الصحراء"، في إشارة إلى التجمع السنوي لزعماء العالم ورؤساء الشركات في جبال الألب السويسرية.
ورغم أن كبار الممولين في العالم لم يهتموا كثيرا بالصراع، وتحدثوا عن موضوعات على غرار الذكاء الاصطناعي، إلا أن التداعيات الاقتصادية للحرب، جنبا إلى جنب مع الديون القياسية وارتفاع أسعار الفائدة، ترسم خلفية قاتمة للمشهد.
وقال لورانس فينك رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك "ليس هناك شك في أنه إذا لم يتم حل هذه الأمور، فمن المحتمل أن يعني ذلك المزيد من الإرهاب العالمي، الذي يؤدي إلى مزيد من انعدام الأمن، وهو ما يترتب عليه أن تسود المخاوف المجتمع ... وتتعرض اقتصاداتنا للانكماش".
وكان فينك يتحدث على منصة في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار وسط الرؤساء التنفيذيين للبنوك، بما في ذلك ديفيد سولومون الرئيس التنفيذي لبنك غولدمان ساكس، وجيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جي.بي مورغان، وجين فريزر الرئيسة التنفيذية لبنك سيتي. وقد تحدثوا عن موضوعات، من بينها المرأة في مكان العمل والآثار المترتبة على ارتفاع أسعار الفائدة.
وقال راي داليو، مؤسس صندوق التحوط "بريدج ووتر أسوشيتيس" إنه يشعر بالتشاؤم.
وأضاف داليو "إذا نظرت إلى الأفق الزمني، فإن السياسات النقدية التي سنراها وأشياء أخرى، سيكون لها تأثيرات أكبر على العالم.. وعندما تنظر إلى الفجوات العالمية، فمن الصعب أن تشعر بالتفاؤل حيال ذلك".
كما حذر نويل كوين، الرئيس التنفيذي لمجموعة إتش.إس.بي.سي من مخاطر الديون الحكومية الثقيلة. وقال "أشعر بالقلق بشأن نقطة تحول فيما يتعلق بالعجز المالي.. عندما تأتي (هذه النقطة)، ستأتي بسرعة وأعتقد أن هناك عددا من الاقتصادات في العالم التي يمكن أن تحدث فيها نقطة التحول وستكون شديدة القسوة".
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي قال فيه الجيش الإسرائيلي إنه يستعد لشن "هجمات لا هوادة فيها" لتفكيك حماس.
وحذر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما من أن "أي استراتيجية عسكرية إسرائيلية تتجاهل الخسائر البشرية يمكن أن تأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف".
ويمكن لهذا الصراع أن يزعزع استقرار الشرق الأوسط في الوقت الذي تضخ فيه المملكة العربية السعودية، القوة الإقليمية، مئات المليارات من الدولارات في خطة تحول اقتصادي واسعة النطاق.
وقال مصدران مطلعان على تفكير الرياض إن السعودية جمدت خططا تدعمها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مما يشير إلى إعادة تفكير سريع في أولويات سياستها الخارجية مع احتدام الحرب بين إسرائيل وحماس.
لكن تركيز كبار المسؤولين الماليين كان ينصب في الغالب على الأعمال التجارية.
والعام الماضي أنفقت المملكة العربية السعودية المليارات على الشركات، من الرياضة إلى الألعاب إلى الطيران. واستحوذت شركة الاتصالات السعودية (إس.تي.سي) على حصة تبلغ نحو عشرة بالمئة في شركة الاتصالات الإسبانية "تليفونيكا" هذا العام .
وقال ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، صندوق الثروة السيادي، في المؤتمر "بينما يبدو عالم اليوم محاطا بعدم اليقين، فإننا نواصل مهمتنا في أن نكون مصدرا لإلهام... مستقبل الأعمال وتأمين مجتمعاتنا وهي تخطو نحو المستقبل لإنشاء نظام عالمي أكثر استقرارا ومرونة".
وتحدث سولومون، الرئيس التنفيذي لبنك غولدمان ساكس، عن إمكانية إبرام المزيد من الصفقات بعد إعلان شركة الطاقة الأمريكية العملاقة شيفرون هذا الأسبوع موافقتها على شراء شركة هيس بمبلغ 53 مليار دولار.
وأضاف "مع مرور الوقت، يؤثر الحجم بشكل هائل على الطبيعة التنافسية للشركات العالمية، وبالتالي يمكن لنشاط الاندماج والاستحواذ أن يتأثر بالزيادة والنقصان عندما يصبح الناس أكثر ثقة بالبيئة".
وأشار ستيفن شوارزمان، المؤسس المشارك ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بلاكستون، إلى التهديد الذي يواجهه المستثمرون في المباني الإدارية، التي غالبا ما تكون خالية الآن في وقت ما بعد الجائحة.
وقال شوارزمان "لنفترض أن لديك 30 بالمئة من المساحة غير المستغلة في المباني الإدارية، فهذا يعني هذه المباني لا يمكن الإبقاء عليها ككيانات اقتصادية. لذلك ستكون للأمر نهاية سيئة للغاية".
وتم تسجيل أكثر من 5000 شخص لحضور مبادرة مستقبل الاستثمار لهذا العام، وانسحب عدد قليل منهم فقط بسبب الأحداث الجارية.
ويسعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى رفع مكانة المملكة لتأمين تحالفات استثمارية وتجارية، ويسعى إلى الحوار مع الأعداء السابقين في المنطقة، والتركيز على الشركاء الشرقيين وسط توترات مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
ويهدف منتدى هذا العام إلى إظهار هذا التحول نحو الشرق. وقال ريتشارد أتياس الرئيس التنفيذي لمعهد مبادرة مستقبل الاستثمار لرويترز إنه سيكون هناك 70 متحدثا من آسيا، من بينهم 40 صينيا.
وتسير السعودية في طريقها ضمن خطة التحول الاقتصادي الطموح لتحقيق رؤية 2030 التي تهدف لتحويل الاقتصاد بعيدا عن النفط عن طريق إنشاء صناعات جديدة، وتوليد فرص عمل للمواطنين، وجذب رأس المال والمواهب الأجنبية.
وتهدف مبادرة مستقبل الاستثمار جزئيا إلى جذب الاستثمارات لتمويل ذلك، وهي مهمة شاقة مع انخفاض إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي في الربع الثاني من هذا العام.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مبادرة مستقبل الاستثمار الرئیس التنفیذی فی الوقت الذی هذا العام
إقرأ أيضاً:
حدَّد فترة المرحلة الانتقالية بـ5 سنوات.. أبرز بنود الإعلان الدستوري الذي وقعه الرئيس السوري
المناطق_متابعات
وقَّع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، اليوم (الخميس)، مُسوَّدة الإعلان الدستوري الذي حدَّد المرحلةَ الانتقاليةَ في البلاد بـ5 سنوات، مشيداً بما وصفه بـ«تاريخ جديد» في البلاد.
أعلنت لجنة صياغة الإعلان الدستوري السوري أنه تقرَّر حصر السلطة التنفيذية بيد رئيس الجمهورية في المرحلة الانتقالية؛ لضمان سرعة التحرك، ومواجهة أي أحداث في تلك المرحلة.
أخبار قد تهمك الرئاسة السورية: اتفاق باندماج قسد ضمن مؤسسات الدولة 10 مارس 2025 - 9:22 مساءً أحمد الشرع: موالون للأسد ودولة أجنبية وراء هجمات الساحل 10 مارس 2025 - 7:57 مساءًوأضافت اللجنة، في مؤتمر صحافي، أنه تقرَّر الفصلُ المطلقُ بين السلطات، ومنح الرئيس سلطة استثنائية واحدة هي «إعلان حالة الطوارئ».
وفقا للشرق الوسط : أضافت اللجنة أنه تقرَّر ترك أمر عزل الرئيس أو فصله أو تقليص سلطاته لمجلس الشعب، مشيرة إلى حل المحكمة الدستورية، ومنح رئيس الجمهورية حق تعيين محكمة دستورية جديدة تمارس مهامها وفق القانون السابق ريثما يصدر قانون جديد.
ونصَّ الإعلان الدستوري المؤلف من 4 أبواب، على «الفصل المطلق» بين السلطات، في بلد اختزلَ فيه موقعُ الرئاسة خلال الحقبات السابقة مجملَ الصلاحيات. وأكد على جملةٍ من الحقوق والحريات الأساسية في البلاد، بينها «حرية الرأي والتعبير» و«حق المرأة في المشارَكة».
وبعد تلاوة عضو لجنة الصياغة، عبد الحميد العواك، أبرز بنود المُسوَّدة خلال مؤتمر صحافي في القصر الرئاسي، وقَّع الشرع الإعلان الدستوري. وقال: «هذا تاريخ جديد لسوريا، نستبدل فيه العدل بالظلم… ونستبدل فيه أيضاً الرحمة بالعذاب»، آملاً في أن يكون «فاتحة خير للأمة السورية على طريق البناء والتطور».
وحدّد الإعلان الدستوري، وفق البنود التي تلاها العواك، «المرحلة الانتقالية بـ5 سنوات» على أن يتم «إحداث هيئة لتحقيق العدالة الانتقالية» بهدف «تحديد سبل المساءلة ومعرفة الحقائق وإنصاف الضحايا والناجين».
وفيما يتعلق بعمل السلطات، جاء في الإعلان الدستوري «لأن مبدأ الفصل ما بين السلطات كان غائباً عن النظم السياسية، تعمَّدنا اللجوء إلى الفصل المطلق بين السلطات» بعدما عانى السوريون «سابقاً من تغوّل رئيس الجمهورية على باقي السلطات».
وبحسب الإعلان الدستوري، يعود للرئيس الانتقالي «تعيين ثلث» أعضاء مجلس الشعب الذي يتولّى «العملية التشريعية كاملة وبشكل منفرد».
وقال العواك إنه سيصار في المرحلة المقبلة إلى تشكيل هيئة عليا للانتخابات، ستتولى الإشراف على انتخابات أعضاء مجلس الشعب.
ويتولّى رئيس الجمهورية السلطةَ التنفيذيةَ، على أن يساعده الوزراء في مهامه، في خطوة قال العواك إنها تُشكَّل «خياراً مناسباً مبنياً على ضرورة سرعة التحرك لمواجهة أي صعاب أو أحداث في المرحلة الانتقالية».
وأكد على «استقلالية» السلطة القضائية و«منع إنشاء المحاكم الاستثنائية» التي عانى منها السوريون كثيراً في الحقبات الماضية. وفيما يتعلق بالحريات والحقوق، نصَّ الإعلان الدستوري، وفق العواك، «على مجموعة كبيرة من الحقوق والحريات منها حرية الرأي والتعبير والإعلام والنشر والصحافة». كما نصَّ على «حق المرأة في المشارَكة بالعمل والعلم» وكفل لها «الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية».
ومن بين البنود التي تضمَّنها الإعلان الدستوري، «ضرورة تشكيل لجنة لكتابة دستور دائم».
وأمل العواك أن يُشكِّل الإعلان الدستوري «رافعاً ومعيناً للدولة السورية، أرضاً وقيادةً وشعباً، في هذه المرحلة الانتقالية الممهِّدة لمزيد من الاستقرار».
ويصبح الإعلان الدستوري ساري المفعول بمجرد نشره رسمياً.
وأطاحت فصائل معارضة تقودها «هيئة تحرير الشام»، التي تزعَّمها الشرع، حكم بشار الأسد مع دخولها دمشق في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) إثر هجوم بدأته من معقلها في شمال غربي البلاد في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني).
وأعلنت السلطات الجديدة حينها تعيين حكومة تصريف أعمال لمدة 3 أشهر، أي حتى مطلع مارس (آذار)، إلا أنه لم يصار بعد إلى تشكيل حكومة انتقالية.