عضو بوفد الجيش السوداني يكشف للجزيرة نت قضايا التفاوض مع الدعم السريع
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
الخرطوم- كشفت مصادر حكومية سودانية عن أن وفد الجيش إلى مفاوضات جدة، التي تستأنف الخميس المقبل، سيتمسك بضرورة تنفيذ قوات الدعم السريع إخلاء منازل المواطنين والأعيان المدنية، وترتيبات دمج وتسريح القوات المتمردة وعدم مناقشة أي قضايا سياسية.
ووجهت الوساطة الأميركية السعودية دعوة إلى الجيش وقوات الدعم السريع لمعاودة المفاوضات التي علقت أوائل يونيو/حزيران الماضي إثر انسحاب وفد الجيش احتجاجا على عدم تنفيذ الدعم السريع "إعلان جدة" الموقع مايو/ أيار الماضي الذي شمل الخروج من منازل المواطنين والأعيان المدنية.
وحملت الدعوة الجديدة أن الأولوية ستكون لرفع المعاناة عن الشعب السوداني وتوصيل المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار وتنفيذ تدابير لبناء الثقة بين الطرفين.
ويرأس وفد الحكومة قائد القوات البحرية اللواء محجوب بشرى، ويضم اللواء أبو بكر فقيري، والسفير عمر صديق والمقدم طلال سليمان.
في المقابل، يرأس وفد الدعم السريع العميد عمر حمدان، ويضم محمد المختار وعز الدين الصافي وفارس النور.
وقال عضو في وفد الجيش السوداني المفاوض، للجزيرة نت، إنهم ذاهبون إلى جدة لمناقشة إجراءات تنفيذ الدعم السريع لما ورد في "إعلان جدة"، خاصة ما يتصل بالخروج من منازل المواطنين والمرافق الخدمية والمؤسسات المدنية، ورأى أن موقف "المتمردين" بشأن هذه القضية سيحدد مصير جولة المفاوضات الجديدة.
وأوضح المسؤول -الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لعدم تخويله بالتصريح- أن القضايا الأخرى مرتبطة بتوصيل المساعدات الإنسانية وتحديد ممرات وهدنة تسمح بحصول المواطنين على الإغاثة، وتلقي المرضى العلاج.
وذكر أن البند الثاني في المفاوضات مرتبط بالترتيبات الأمنية بعد توصل الطرفين خلال الحوار عبر وسطاء إلى تفاهمات بانسحاب قوات الدعم السريع من المواقع المدنية إلى معسكرين يتم تحديدهما على بعد 50 كيلومترا، على أن ينشأ مرصد من مراقبين عسكريين ترأسه السعودية لضمان انسحاب آمن "للمتمردين" وتسليم أسلحتهم الثقيلة ومركباتهم القتالية، لافتا إلى أن تدابير بناء الثقة تشمل الإفراج عن محتجزين وأسرى.
محاسبة "المتمردين"وكان عضو مجلس السيادة ونائب القائد العام للجيش شمس الدين الكباشي قال -أمس الاثنين- أمام ضباط منطقة "كرري العسكرية" بأم درمان، عقب خروجه من مقر قيادة الجيش وسط الخرطوم، إن موقفهم من الملف الإنساني احترام سيادة البلاد والمحافظة على أمنها القومي.
ورأى أن الترتيبات الأمنية والعسكرية لها أسس واضحة، وحدد "إعلان جدة" ملامحها، ويتبقى استكمال مناقشة التفاصيل المرتبطة به، وكشف عن أن الانتقال إلى الملف السياسي رهين بتنفيذ الملفين السابقين.
وتمسك كباشي بمحاسبة قوات الدعم السريع على ما ارتكبته، وقال "ذاهبون إلى مفاوضات جدة لاستكمال مناقشة الملفين الإنساني والترتيبات الأمنية، وستستمر العمليات العسكرية بوتيرتها الحالية، وتمضي إلى خواتيمها، والنصر بات قريبا، ولا تنازلات للمتمردين، ولا تراجع عن محاسبتهم، ولا يوجد (عفا الله عما سلف)".
وكان لقاء جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي، بحث قضية الحرب في السودان، وتداعياتها على المنطقة وضرورة استئناف المفاوضات بين الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع، وسبل وقف التصعيد وتخفيف المعاناة عن السودانيين.
وتضمن "إعلان جدة" 9 ترتيبات إنسانية و25 عملا محظورا، وتعهد الطرفان بإيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية، كما اتفق الطرفان على تسهيل المرور الآمن لمقدمي المساعدات الإنسانية، مما يسمح بتدفق المساعدات من دون عوائق من موانئ الدخول إلى السكان المحتاجين.
ومن أبرز المحظورات وقف الهجمات الجوية والقصف الجوي بالطائرات والمدافع الثقيلة والطائرات المسيرة، ومنع أعمال التجسس برا وبحرا وجوا، واحتلال المستشفيات والمنشآت العامة (الكهرباء والماء)، والاعتقالات وأخذ الرهائن واستخدام المواطنين دروعا بشرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة قوات الدعم السریع وفد الجیش إعلان جدة
إقرأ أيضاً:
ستة قتلى في قصف قوات الدعم السريع لمدينة استراتيجية
الخرطوم - قتل ستة أشخاص بينهم طفل في قصف قوات الدعم السريع السودانية لمدينة الأُبيض الجمعة14مارس2025، بعد أسابيع على تمكن الجيش من فك حصار طويل عن المدينة الإستراتيجية الواقعة في جنوب السودان.
تعرضت الأُبيض عاصمة ولاية شمال كردفان لقصف متواصل على مدى ثمانية أيام متتالية، نفذته قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش منذ نيسان/أبريل.
وقال طبيب في المستشفى الرئيسي بالمدينة لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إن القصف أسفر أيضا عن جرح ثمانية مدنيين مساء الخميس وصباح الجمعة.
والأحد قُتل تسعة مدنيين وجُرح 21 آخرون.
وتعرض السكان لأكثر من أسبوع لقصف عنيف من قوات الدعم السريع التي تحاول استعادة أراض خسرتها أمام الجيش في هجمات من الشمال والشرق.
والشهر الماضي، كسر الجيش حصارا استمر نحو عامين فرضته قوات الدعم السريع حول المدينة الواقعة عند مفترق طرق استراتيجي يربط العاصمة الخرطوم بإقليم دارفور في غرب البلاد.
وأحدثت الحرب انقساما في البلاد بحيث بات الجيش يسيطر على الشمال والشرق واستعاد مؤخرا مساحات كبيرة من الخرطوم ووسط السودان، بينما تسيطر قوات الدعم على معظم إقليم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب.
ويدور نزاع منذ نيسان/أبريل 2023 في السودان بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى ودفعت أكثر من 12 مليون شخص للنزوح وأدت إلى أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
Your browser does not support the video tag.