«أعطونا الطفولة».. مشاهد تبكي القلوب لصغار ناجون من القصف الإسرائيلي
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
يا ضمير العالم نام وارتاح أطفال غزة ترجف أمام السلاح.. ليست كلام أغنية يرددها هؤلاء الذين يسعون للتريند أو يحاولون رسم التعاطف المزيف على السوشيا ميديا، لكنها أقل ما يصف المشاهد الدامية التي نراها يوميًا بل كل ثانية في فلسطين، حيث الأطفال الباكية على أسرها، أو التي ترتجف خوفًا من صوت الصواريخ، بل والتي مزقت أجسادها انفجارات تلك الصواريخ التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي إطلاقها في كل بقاع فلسطين المحتلة.
ففي مشهد تعجز السينما العالمية عن تجسيده، ترى أشلاء الأطفال تحلق فوق الركام المتبقي من أثار القصف الغاشم، ورغم قساوة تلك المشاهد التي اعتدنا على رؤيتها، إلا أنك ترى هؤلاء الأبرياء وكأنهم ملائكة تتطاير في سماء الأراضي التي تحولت إلى بركة دماء، بفعل قوى التجبر والطغيان الإسرائيلي التي تمارس كل أنواع التعذيب على هؤلاء الصغار الذين لم يرفعوا سلاحًا أو يقولون حتى كلمة، وهو ما وثقته الكاميرات التي فضحت العدوان الإسرائيلي، كما نرى في السطور التالية.
دموع الأبرياء تغرق فلسطينيتصاعد غبار البيوت المهدمة ممتزجًا بشرار النار الذي يناطح السحاب حاملًا معه غضب الآلاف ويقف المئات محتشدين تجمعهم الحسرة ويخيم على وجوههم الأسى، ينظرون حولهم وكأنهم ينتظرون شيئًا ما سيأتي لحمايتهم وإغاثتهم، وكأن آخر أحلامهم قد تحطمت أمام أعينهم بانهيار منازلهم، ليقطع هذا المشهد هرولة البعض بسيدة كبيرة محاولين حمايتها من هذا الشبح الذي خيم على ليلهم ليبدل أمنهم خوفا ويحطم قلوبهم حسرة على أطفالهم الأبرياء الذين لم يكن ذنبهم سوى أنهم ولدوا في دولة سيطر عليها أناس أكل الحقد أفئدتهم فأصبحت مجوفة بلا قلب ولا رحمة ولا شفقة، ينتشلون الأجساد من أسفل الركام، يحاولون الحفاظ على ما تبقى من أرواح، يعانق الأمل المحطم نظرتهم للجرحى والمصابين، في محاولة لإنقاذهم.
View this post on InstagramA post shared by عبد الله العطار (@abdallah_alattar1999)
انقصفت الدار ولم يبقى أحد
بدموع ساخنة تلاحق القطرة الأخرى على خدها الذي يملوئه رماد البيت المهدم تجلس وتحتضن ركبتيها إلى صدرها الذي يسكنه قلبها الصغير المحطم جراء قصف لم يرحم كونها من الملائكة الصغار، فما هي إلا بضعة أحرف صغيرة تتردد على لسانها لتقول: «انقصفت الدار»، نبرة صوتها المتهدج تبعث بداخلك شعور يختلط فيه الأسى مع الحسرة على ما وصلت إليه الأحداث، التي وضعتها هي وكل أبناء سنها الصغير إلى تلك الحالة الموجعة، تلفت حولها وكأنها تخاف من وقوع قصف جديد في المستشفى التي إلتجأت إليها كحل أخير بعدما شُردت في الشوارع، يأكل الخوف قلبها من أن يكون حالها كحال المئات من أقرانها الذين يحفظون أجسادهم في عربات المثلجات، يجول بخاطرها ألف سؤالٍ وسؤال، فماذا سيكون مصيرها؟ وماذا ينتظر شعبها وأرضها؟ وهل ستحصل على عائلها كاملة أم إن مصابها سيكون أليم بفقدانهم، وهل سيجتمعون على مائدة أكل واحدة أم إن المستعمر كان له رأي آخر؟ ليتسع المشهد قليلا وتسلط الكاميرا على بعض الأطفال الآخرين امحاطين بها، والذين تملكت منهم الرجفة، فما كان الأمر هينا وإنما هو قصف أليم مفزع أصابهم، هدم حياتهم مع بيوتهم، لم يفرق كونهم أطفال، شردهم وخطف أسرهم، وتركهم لألم الحز والجوع والخوف.
View this post on InstagramA post shared by عبد الله العطار (@abdallah_alattar1999)
الطفل المرتجف جراء القصف الإسرائيلي
ويتكرر المشهد ولكن في هذه المرة يضيف الاحتلال نكهته الخاصة على الطفل، فالقصف الجديد كان أعظم وأكبر لدرجة أنه ترك الطفل واقفًا وسط نظراته المليئة بالرعب والذهول والارتجاف يكاد يفتك جسده من شدته، إلى أن احتضنه أحد الأطباء فانفجر باكيا والدموع تنهمر من عينية وكأنه كان ينتظر لحظة واحدة تلامس الطمأنينة قلبه حتى تكون كشرارة اللهب الذي دفعته للإنفجار في التعبير عما رأته عيناه الصغيرتان، فنحن على سننا هذا مازالت ترعبنا أصوات الطائرات التي تحلق في السماء، فأما هذا الصغير الذي استيقظ على فزع القصف بدلا من أصوات المنبهات التى تنبض بأصوات الموسيقى الهادئة، كان الذنب الوحيد الذي اقترفه أنه جاء في عالم تتملك منه إزدواجية المعايير، لتجعله في أرض يحتلها عدو غاشم لم تعرف الرحمة لقلبه طريق، فكان مصير الصغير كأقرانه من أبناء مدينته الذيت قتل أبئهم وشردت عائلاتهم واحتل الخوف عقولهم ونظراتهم.
View this post on InstagramA post shared by عبد الله العطار (@abdallah_alattar1999)
مأساة أطفال فلسطين
هذه المأساة يعيشها أطفال فلسطين كل يوم، أصبحت واقعهم الأليم، وغدى المشهد مألوفًا بالنسبة لهم، وأما الحياة الهادئة المطمئنة لا يعلمون عنها شيء، فتبدلت أحلامهم لتصبح كوابيسًا لم تخطر على بالهم يومًا، وعندما تشرق الشمس تعلن غياب شمس أحدهم، يتساقطون شهيدًا تلو الآخر، لتروي دمائهم الطاهرة أشجار الزيتون وزهر شقائق النعمان، حيث يُزَفون بثوب الشهادة إلى السماء، ينظرون العدل من رب السموات لا من البشر الذين تخلو عنهم.
اقرأ أيضاًارتفاع عدد ضحايا «الأونروا» في فلسطين إلى 35 شهيدًا منذ بداية عملية طوفان الأقصى
المرصد الحقوقي للجرائم الإسرائيلية: الكيان المحتل يرتكب جرائم حرب منذ انطلاق طوفان الأقصى
«طوفان الأقصى».. رئيس الاستخبارات الإسرائيلية: فشلنا وأتحمل المسؤولية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أخبار فلسطين أخبار فلسطين الان أخبار فلسطين اليوم أطفال فلسطين إسرائيل الحصار الإسرائيلي القدس طفل فلسطيني طفلة فلسطينية طوفان الأقصى غزة غزه فلسطين قصف
إقرأ أيضاً:
ترامب: الولايات المتحدة لن تحمي إلا حلفاءها الذين يدفعون فواتيرهم
الولايات المتحدة – أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن واشنطن ستقوم بحماية حلفاء “الناتو” فقط الذين ينفقون نسبة معقولة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.
ووفقا لما نقلته شبكة “سي بي إس”، قال ترامب: “لقد قلت إنه إذا لم تكن تنوي الدفع، فلن نقوم بالحماية. إذا لم تكن تنوي دفع فواتيرك، فلن نقوم بحمايتك”.
كما افترض رئيس البيت الأبيض أن حلفاء “الناتو” أنفسهم لن يقدموا المساعدة للولايات المتحدة في حالة تعرضها لهجوم، وقال: “هل تعتقد أنهم سيأتون ويحموننا؟.. يجب عليهم ذلك لكنني لست متأكدا من ذلك”.
ويوم الخميس الماضي، أفادت مصادر في الإدارة الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب قد يحرم دولة شريكة في حلف “الناتو” من الدفاع عنها في حال لم تلتزم بشكل كامل بدفع حصتها من الإنفاق على الدفاع.
ونقلت قناة NBC News عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين وعضو في الكونغرس قولهم: “يُفكر ترامب في إدخال تغييرات جذرية على مشاركة الولايات المتحدة في الناتو”.
وبدأت التوترات في العلاقات بين أوروبا وواشنطن بعد تولي دونالد ترامب منصب الرئيس الأمريكي. وتريد السلطات الأمريكية أن تبدأ دول الاتحاد الأوروبي في اتباع سياساتها الخاصة وتعلم اتخاذ قرارات مستقلة، بما في ذلك تحمل مسؤولية أمن أوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن رئيس البيت الأبيض غير راض عن حجم الاستثمارات الدفاعية من الحلفاء الأوروبيين في الناتو، ويطالب بزيادة الإنفاق إلى خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
يذكر أنه تم تحديد هدف الإنفاق الدفاعي بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي لدول “الناتو” خلال القمة التي عقدت في ويلز في سبتمبر 2014، وذلك بدافع “التهديد الروسي” بعد إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا.
وفي يوليو 2023، تم الاتفاق خلال قمة فيلنوس على أن تصبح نسبة 2% بمثابة الحد الأدنى للإنفاق الدفاعي لدول “الناتو”، وليس مجرد هدف.
المصدر: RT
Previous سفير الولايات المتحدة لدى الناتو يقترح نشر وحدة عسكرية من الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا Related Postsليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results