كندا تحذر رعاياها من تدهور الأوضاع الأمنية بالعراق
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
حذرت السفارة الكندية لدى بغداد، اليوم الثلاثاء، مواطنيها من تدهور الأوضاع الأمنية في العراق والهجمات التي تطال مقرات مستشاري التحالف الدولي، مطالبة رعاياها بسرعة مغادرة العراق وعدم السفر إليها في الوقت الراهن.
أمريكا تدعو مواطنيها لعدم السفر إلى العراق بعد الهجمات الأخيرة مباحثات بين رئيس وزراء العراق وملك الأردن لوقف العدوان على غزة
وأفادت السفارة الكندية ـ في بيان أوردته قناة "السومرية نيوز" الإخبارية العراقية ـ "نوجه رسالتنا للمواطنين الكنديين المتواجدين حاليا في العراق، يمكن أن يتدهور الوضع الأمني في البلاد دون سابق إنذار"، داعية مواطنيها في بغداد إلى الاطلاع على نصائح السفر الخاصة بها.
يأتي هذا التحذير بعد تصريح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) بات رايدر بأنه لا تهديد محدد ضد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، ولكن نلاحظ تصاعد وتيرة الهجمات ضد قواعدنا في سوريا والعراق.
وطالبت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الأحد الماضي، المواطنين الأمريكيين بعدم السفر إلى العراق بعد الهجمات التي تعرضت لها القوات والأفراد الأمريكيين بالمنطقة في الآونة الأخيرة.
وكانت طائرات مسيرة وصواريخ استهدفت، مساء الخميس الماضي، قاعدة «عين الأسد» الجوية التي تستضيف قوات أمريكية وأخرى دولية بالعراق.
وقال الجيش العراقي إنه أغلق المنطقة المحيطة بالقاعدة وبدأ عملية تمشيط.
وأوضحت المصادر إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الهجمات تسببت في خسائر مادية أو بشرية.
وكان هذا الهجوم هو الثالث في أقل من 24 ساعة الذي يستهدف قواعد جوية تستضيف قوات أمريكية بالعراق.
حيث استُهدفت القوات العسكرية الأمريكية في العراق، الأربعاء، في هجومين منفصلين بطائرات مسيرة، تسبب أحدهما في إصابات طفيفة لعدد قليل من القوات على الرغم من تمكن الجيش الأمريكي من اعتراض الطائرة المسيرة المسلحة.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العراق السفارة الكندية كندا الشرق الاوسط
إقرأ أيضاً:
هل يتأثر السودان بتصاعد الأوضاع الأمنية في جوبا؟
الخرطوم- بعد خلافات مكتومة بين قيادات في حكومة جنوب السودان، تصاعدت الأوضاع الأمنية والعسكرية في الدولة وأوقفت السلطات مسؤولين مقربين من نائب الرئيس رياك مشار.
وهاجمت مجموعة مسلحة مدينة الناصر في ولاية أعالي النيل، مما أثار مخاوف من تداعيات التطورات على السودان حيث ترتبط الدولتان بأطول حدود مشتركة في القارة السمراء.
وتشهد جوبا عاصمة جنوب السودان، توترات متصاعدة بعد سلسلة من اعتقالات مسؤولين وتقدم المسلحين في منطقة الناصر الحدودية الإستراتيجية.
وتفجرت الأحداث باحتجاز السطات الأمنية نائب رئيس الأركان قابرييل دوب لام، المتحالف مع الحركة الشعبية في المعارضة التي يتزعمها نائب الرئيس رياك مشار.
وفي خطو لاحقة تم اعتقال وزير النفط بوت كانغ تشول وعديد من أعضاء الحركة الشعبية المعارضة في منازلهم، كما استمر انتشار قوات الأمن حول مقر إقامة مشار.
وجاءت الاعتقالات بعد اجتماع رئاسي رفيع المستوى عُقد لمعالجة المخاوف الأمنية المتصاعدة في ولايات الناصر، وغرب الاستوائية، وغرب بحر الغزال.
إعلانوفي ولاية أعالي النيل، أعلنت "الجيش الأبيض"، وهي مليشيا ينتسب عناصرها إلى قبيلة النوير ثاني أكبر قبائل الجنوب، سيطرتها على الناصر، وهي بلدة بالقرب من الحدود الإثيوبية، بعد اشتباكات مع القوات الحكومية.
وتزيد هذه التطورات من حدّة المخاوف حول مستقبل اتفاق السلام الموقع بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه رياك مشار في سبتمبر/أيلول 2018، وما إذا كانت البلاد ستنزلق مجددا إلى دوامة العنف، في ظل استمرار الانقسامات بين أطراف السلطة في جوبا.
وتمتد الحدود بين دولتي السودان وجنوب السودان 2010 كيلومترات بدءا من ولاية جنوب دارفور من أقصى الشرق على الحدود مع جمهورية أفريقيا الوسطى مرورا بولاية شرق دارفور وغرب وجنوب كردفان، وولايتي النيل الأبيض، وسنار وإقليم النيل الأزرق في الشرق على الحدود مع إثيوبيا.
ويكشف مسؤول سوداني للجزيرة نت أن قيادات في حكومة جنوب السودان، مرتبطة بمصالح اقتصادية مع قيادة قوات الدعم السريع وتعمل من وراء سلفاكير ميارديت، ساهمت في تجنيد مرتزقة وتمرير أسلحة عبر الحدود المشتركة.
ويوضح المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته أن حكومة جنوب السودان اعترفت لهم بتجنيد قوات الدعم السريع آلافا من المرتزقة من بلادهم من فصائل معارضة لا صلة لجوبا بها، وأنها تخشى أيضا عودة المرتزقة بأسلحة لزعزعة الأمن في دولتهم.
كما كشف تقرير سابق لخبراء بالأمم المتحدة أن الدعم السريع اعتمدت على شبكة مالية معقدة في دعم مجهودها الحربي عبر خطوط إمداد تمر عبر تشاد وليبيا وجنوب السودان.
سيطرة جزئية
وفي خطوة متزامنة مع تطورات الأحداث في جنوب السودان تقدم الجيش السوداني أمس الأربعاء، وأعاد سيطرته على آخر معاقل قوات الدعم السريع في منطقتي الدالي والمزموم بولاية سنار، كما سيطر على منطقة التبون الإستراتيجية في ولاية النيل الأبيض وبلدات في إقليم النيل الأزرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان.
إعلانوقال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله في بيان إن الجيش بالنيلين الأزرق والأبيض وسنار وإقليم النيل الأزرق تمكن في نشاط متزامن ومنسق من تدمير "شراذم الجنجويد" بمناطق الدالي والمزموم والجفرات والمليسا وقلي وأبوعريف والقربين ورورو والتبون واستعادتها عنوة واقتدارا" حسب تعبيره.
من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم شقلاوي أن تطورات الأوضاع في جنوب السودان ستلقي بظلال سالبة على الاستقرار في المنطقة والسودان نظرا للترابط الجغرافي والتاريخي والمصالح المشتركة، مما يتطلب من الخرطوم ضمان استقرار حدودها مع جارتها الجنوبية.
ويوضح الكاتب في حديث للجزيرة نت أن دولة الجنوب تعتمد في اقتصادها على عائدات نفطها الذي يصدر عبر الأراضي والموانئ السودانية، وأي أمر يحدث سيؤدي لأضرار اقتصادية على الدولتين، بجانب حركة اللجوء المتوقعة إذا تدهورت الأوضاع الأمنية في جوبا مما يشكل ضغطا على الموارد السودانية المحدودة.
تأمين الحدود
كما يتوقع المحلل السياسي ذاته أن ينعكس توتر الأوضاع الأمنية في جنوب السودان في تصاعد نشاط قوات الدعم السريع وتهريب الأسلحة عبر الحدود المشتركة مما يشكل تحديا للسودان من أجل تأمين حدوده الجنوبية.
ويقول إنه من الأفضل للسودان إحياء جهوده السابقة في رعاية المصالحة بين الأطراف الجنوبية المتصارعة لدعم استقرار جارته بطريقة مباشرة أو عبر وساطة إقليمية.
بدوره، يقول الباحث السياسي والمهتم بالقضايا الأفريقية محمد علاء الدين إن السودان تضرر من الأوضاع في جنوب السودان قبل أن تتصاعد، باستغلال قوات الدعم السريع حالة السيولة الأمنية وسيطرتها على معابر مع دولة الجنوب المتاخمة لإقليم دارفور، في استجلاب المرتزقة وتمرير الأسلحة كما استخدمت أسواقا جنوبية قريبة من الحدود لبيع المنهوب من الخرطوم وولاية الجزيرة بعد نقلها لتمويل قيادات ميدانية.
إعلانوحسب حديث الباحث للجزيرة نت فليس من مصلحة السودان حدوث فوضى في جارته الجنوبية لأنه لا يسيطر على مساحات كبيرة من حدوده، مما يستدعي التعامل الدبلوماسي والأمني مع جوبا لاحتواء الآثار السالبة للنزاع.
وبرأيه، من مصلحة السودان تشجيع الفرقاء لمنع تجدد العنف الواسع الذي أدى الى مقتل 400 ألف شخص قبل أعوام، وتكثيف مراقبة خطوط إمداد الدعم السريع التي تعبر عبر جارته الجنوبية.
بالإضافة إلى وضع خطط لإجلاء رعاياه من دولة الجنوب إن تدهورت الأوضاع الأمنية، يتابع المتحدث ذاته، بعد إجلاء أكثر من 4 آلاف في الشهور الماضية إثر الاعتداء على مواطني السودان، ردا على عنف وقع في ولاية الجزيرة تأثر به رعايا جنوبيون.