بعد وصول القوافل الأولى التي تحمل مساعدات إنسانية طارئة إلى غزة، لا يزال من غير الواضح حجم الإمدادات الطبية التي تم توزيعها على مستشفيات القطاع التي تعاني من نفاد الوقود والأدوية وباقي الأدوات الطبية الأساسية.

واستغرق إدخال المساعدات إلى غزة المحاصرة أياما من المفاوضات، لكن وصولها لم يكن سوى خطوة أولى في عملية لوجستية وأمنية معقدة، في ظل تواصل القصف المكثف على القطاع، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

في هذا السياق، شدد مدير الإسعاف والطوارئ والمتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني محمد أبو مصبح، لموقع "الحرة"، على أن "عدم توقف إطلاق النار يأثر على حركة كل المركبات، بما فيها مركبات الإغاثة التي تنقل الإمدادات إلى المناطق الأكثر احتياجا".

وقال مسؤولو إغاثة ومدراء مستشفيات في القطاع، للصحيفة، إن هذه القضايا العملية والمتعلقة بالسلامة أدت إلى "تعقيد تحدي إيصال المساعدة إلى الأماكن التي تشتد الحاجة فيها إليها".

ويشير مصبح إلى المخاطر المحدقة بعمليات نقل المساعدات، مؤكدا أن "القوات الإسرائيلية لم تعط أي ضمانات للهلال الأحمر الفلسطيني من أجل الحفاظ على سلامة عملية إيصال المعونات بالقطاع".

وتابع: "نقل الإمدادات الطبية وإيصالها إلى المستشفيات يحمل الكثير من المخاطر خصوصا تلك الواقعة في الأحياء الأشد احتياجا"، معتبرا أنه "لا بد من التنسيق لضمان وصول المساعدات بشكل آمن". 

في المقابل، لم يحصل موقع "الحرة" على تعليق من الجيش الإسرائيلي حول أثر القصف على وصول المساعدات. 

"الوضع لا يزال سيئا"

ومنذ السبت، بدأت المساعدات الدولية تدخل قطاع غزة الصغير المساحة والذي يتجاوز عدد سكانه المليونين.

والثلاثاء، دخلت قافلة مساعدات جديدة عبر رفح، المعبر الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل من بين معابر القطاع.

وعبرت قافلة مساعدات الاثنين، وثلاث أخرى، السبت، إلى القطاع المحاصر ضمت نحو 50 شاحنة، في وقت أشارت فيه الأمم المتحدة إلى أن سكان غزة يحتاجون إلى 100 شاحنة يوميا.

وكشف مدير مستشفى غزة الأوروبي، يوسف العقاد، لموقع "الحرة"، أن "كميات الإمدادات التي توصل بها المستشفى من المستلزمات الطبية جد محدودة ولا تكفي للحد الأدنى لما يحتاجه المستشفى".

وأفاد المسؤول الطبي بأن المخزون الاستراتيجي للمستشفى نفد كله، مشيرا إلى الحاجة إلى كميات أكبر من المساعدات الطبية، مع تواصل توافد الجرحى في ظل القصف الإسرائيلي الكثيف.

ويؤكد المتحدث ذاته أن القصف الذي عرفته مناطق قريبة من المستشفى أدى إلى ارتفاع كبير في عدد الجرحى المتوافدين على المركز الصحي، لافتا إلى أن "تجاوز المستشفى قدرته الاستيعابية بأكثر بكثير مما يمكنه استقباله".

وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة، مدحت عباس، إنهم "ينتظرون توضيحا بشأن ما تم توزيعه، إن وجد"، بحسب الصحيفة الأميركية.

وأفاد مسؤولو إغاثة بأن حجم المساعدات التي تم توزيعها "يبقى غير واضح"، كاشفين "نقل بعضها على الأقل إلى أحد المستودعات".

وأكد عضو بالهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة غزة، وصول أدوات طبية وأكياس جثث إلى شمال القطاع.

وفي نفس السياق، صرح محمد أبو سليمة، مدير مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وهو أكبر مجمع طبي في الأراضي الفلسطينية في الجزء الشمالي من القطاع، بأن "الوضع لا يزال سيئا"، مضيفا: "حتى الآن لم يصل شيء وما زلنا ننتظر".

بدورها، طالبت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الثلاثاء، بتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية، بعد أسبوعين من الهجمات الإسرائيلية المكثفة.

وقالت تمارا الرفاعي المتحدثة باسم الوكالة "نطالب بمواصلة التدفق المستمر ودون عوائق للمساعدات الإنسانية والمساعدات الطبية إلى غزة".

وأضافت "الشاحنات التي وصلت حتى الآن ليست سوى قطرات قليلة في مواجهة الاحتياجات الهائلة للناس في الشارع".

ويوم الأحد، عبرت قافلة مساعدات تضم 14 شاحنة محملة بالمياه والغذاء والمعدات الطبية إلى غزة قادمة من مصر، عبر معبر رفح الحدودي.

وفي اليوم السابق (السبت)، دخلت 20 شاحنة محملة بإمدادات المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، بعد أيام من المفاوضات التي شارك فيها مسؤولون أميركيون وأمميون وإسرائيليون ومصريون.

وقبل السماح بدخول شحنات المساعدات الأولية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، فرضت إسرائيل حصارا كاملا على وصول المياه والكهرباء وباقي الخدمات الأساسية إلى غزة، ردا على هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذه مقاتلو حركة حماس التي تسيطر على القطاع.

"بصيص أمل"

وقالت الأمم المتحدة إن المساعدات التي سمح لها بالدخول تمثل جزءا صغيرا – نحو 3 بالمئة – من المتوسط اليومي للسلع التي كانت تدخل عادة إلى غزة، التي كانت تحت الحصار، قبل الحرب الأخيرة.

ووصف منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، قافلة الأحد بأنها "بصيص أمل صغير آخر لملايين الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية"، مضيفا أنهم "في حاجة إلى المزيد، وأكثر من ذلك بكثير".

ودعت منظمات الإغاثة الدولية إلى إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود الذي ترفض إسرائيل وصوله إلى القطاع خشية أن تستخدمه حماس لأغراض عسكرية.

نقص الوقود

ويمثل نقص الوقود "مصدر قلق متزايد لمسؤولي الإغاثة التابعين لمنظمات الأمم المتحدة"، التي تأوي ما لا يقل عن نصف مليون شخص في مراكزها ومدارسها.

وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم الأونروا: "إذا لم يكن هناك وقود، فلن يكون هناك مخابز، مما يعني غياب الطعام.. لهذا السبب فهو في غاية الأهمية".

وأضافت: "سنغلق بعد ثلاثة أيام إذا لم يكن هناك وقود".

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن 12 من أصل 32 مستشفى ومركزا طبيا في غزة خارج الخدمة، إما بسبب تعرضها لغارات جوية إسرائيلية أو لنفاد الوقود وعدم قدرتها على مواصلة تقديم خدماتها.

وأبلغت المراكز الصحية التي ما تزال تعمل عن نقص في العديد من الأدوية أو نفادها.

في المقابل،  قال  المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه في منصة "أكس"، إن "حماس لديها وقود"، ناشرا صورتين قال إنها تعود لبراميل وقود تابعة للحركة.

#عاجل #خاص هكذا يبدو أكثر من نصف مليون لتر من السولار الموجود بحوزة حماس إلى جانب #معبر_رفح وهي تتمادى في إطلاق مزاعمها بعدم قدرتها على تزويد المستشفيات والمخابز والمدنيين بالوقود. #دواعش_حماس يسرقون هذا السولار من المدنيين وينقلونه إلى أنفاقهم وقاذفاتهم وقادتهم.
هكذا يبدو سلم… pic.twitter.com/PJJZgZXcck

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 24, 2023

ودعت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها، الاثنين، إلى وقف القتال لتسهيل إيصال المساعدات.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، شدد، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الاثنين، على ضرورة "استمرار تدفق" المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ويأتي هذا الاتصال، بعد ساعات من محادثات هاتفية أجراها وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الاثنين، مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، تناولت آخر مستجدات العملية العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة.

وشدد أوستن بحسب بيان للبنتاغون على أهمية دور إسرائيل  في تسهيل وصول القوافل الإنسانية إلى غزة خلال اليومين الأخيرين وعلى أهمية حماية المدنيين.

وأضاف البيان أن أوستن وغالانت ناقشا استمرار تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل واستعرضا الإجراءات التي يتخذها البنتاغون لردع أي دولة أو جهة غير حكومية تسعى إلى تصعيد الحرب.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الأمم المتحدة قطاع غزة إلى غزة

إقرأ أيضاً:

الأونروا: نحتاج للوصول إلى كل مناطق فى غزة لتقديم المساعدات للفلسطينيين

طالبت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) باحتياجها إلى الوصول المستمر وغير المعوق إلى جميع مناطق قطاع غزة لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية وللتخطيط للعمليات الإنسانية، في ظل استمرار الحرب والنزوح الواسع للسكان.

 

وفي بيان رسمي، قالت الأونروا: “إن الوصول المستمر وغير المعوق إلى جميع مناطق قطاع غزة أمر بالغ الأهمية لضمان تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للمدنيين المتضررين، نحن بحاجة إلى ضمان أن جميع الفئات الأكثر ضعفاً تتلقى الدعم الذي تحتاجه في هذه الأوقات الحرجة".

وأشارت الوكالة إلى أن النزاع المستمر في قطاع غزة أدى إلى نزوح آلاف العائلات، مما يتطلب جهوداً مكثفة لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.

وأكدت الأونروا أنها تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان الوصول إلى المناطق المتضررة وتقديم الدعم اللازم.

وأعربت الأونروا عن قلقها العميق إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، مشددة على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. ودعت جميع الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني.

وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه قطاع غزة تصاعداً في العمليات العسكرية والاشتباكات، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين ويعقد جهود الإغاثة الإنسانية. وأكدت الأونروا التزامها بمواصلة العمل لدعم اللاجئين الفلسطينيين وتقديم المساعدات الضرورية رغم التحديات القائمة.

غالانت: الجيش يحتاج لمزيد من الجنود بعد خسارة أكثر من لواء

 

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت، عن حاجة الجيش الإسرائيلي لمزيد من الجنود، بعد خسارة أكثر من لواء وإصابة ما يزيد عن 4 آلاف جندي في العمليات الأخيرة. وقال غالانت في تصريح للإعلام العبري: "نحن بحاجة إلى جنود جدد، فقد خسرنا 761 جندياً وأكثر من 4 آلاف مصاب."

وأضاف غالانت أن الوضع في الضفة الغربية مقلق، حيث تتململ الأمور وقد تنفجر في أي لحظة، مما يزيد من التحديات الأمنية التي تواجه الجيش. وأكد على ضرورة تجنيد يهود الحريديم بنسب أعلى في الجيش الإسرائيلي، قائلاً: "لا يعقل في هذا الواقع الذي فقدنا فيه أكثر من لواء كامل أن نعفي شرائح سكانية كاملة من الخدمة العسكرية."

وأوضح غالانت أن الجيش يعمل على تعزيز صفوفه واستعادة قدراته لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، مشيراً إلى أن الوضع الراهن يتطلب استجابة سريعة وقوية لضمان أمن إسرائيل.

وأكد غالانت أهمية مشاركة جميع فئات المجتمع في الدفاع عن الوطن، مشدداً على أن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى كافة موارده البشرية لمواجهة التهديدات المتنامية.

 

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً في العمليات العسكرية والتوترات الأمنية، مما يضع ضغوطاً إضافية على الجيش الإسرائيلي ويستدعي تعزيز صفوفه بالقوى البشرية اللازمة.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يبحث إيصال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار بغزة
  • «تحرير السودان» بقيادة عبدالواحد تستنكر اتهامات أممية بعرقلة وصول المساعدات في مناطق سيطرتها
  • الجزائر وروسيا والصين تدعو إلى الاستعجال بتأمين وصول المساعدات إلى قطاع غزة
  • لتفادي المجاعة.. الجزائر تدعو إلى استعجال وصول المساعدات لقطاع غزة
  • الجزائر تدعو إلى الاستعجال بتأمين وصول المساعدات لغزة
  • مسؤولة أممية: ضرورة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • ‏الجيش الإسرائيلي: الدعوة للتحرك نحو منطقة المواصي الإنسانية لا تنطبق على المرضى في المستشفى الأوروبي أو الطواقم الطبية
  • الأونروا: قيود “إسرائيل” على المساعدات في غزة تجعل الاستجابة الإنسانية مستحيلة
  • الأونروا : جهود الاستجابة الإنسانية في غزة صعبة جدا
  • الأونروا: نحتاج للوصول إلى كل مناطق فى غزة لتقديم المساعدات للفلسطينيين