من عوني إلى يوسف وغيرهم من آلالاف الأطفال داخل غزة، الكل سواء، والكل ضحايا طالما أن الإنسانية أصبحت عبارة عن سكوك ينالها البعض، ويتم حجبها ومنعها عن الآخرين.

هكذا يتعامل الغرب مع أطفال العرب والمسلمين دائما، يصمون آذانهم ولا يسمعون إلا أنفسهم، يرفضون أن يكون لهذا العالم ضمير، يدافع عن البشر أيا اختلفت ديانتهم أو أجناسهم أو أعراقهم، إنهم الغرب الأعمي الذي جعل الجميع من الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني والألماني، ورئيس فرنسا وغيرهم، يرفضون أن يدعموا الفلسطينين ولو بكلمة.

فهناك معانأة خاصة يعيشها أطفال فلسطين بالتزامن مع القصف الإسرائيلي على غزة الذي استهدف المدنين في مختلف أرجاء القطاع على مدار الأيام الماضية.

ماذا يحدث بأطفال غزة؟ 

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، استشهاد الطفل الفلسطيني عوني الدوس الذي كان يبلغ من العمر 12 عاما، الحزن بين عدد كبير من متابعيه، واستشهد 15 فردا من عائلة الطفل جراء قصف الاحتلال منزلهم.

ورحل الطفل الفلسطيني عوني الدوس عن عمر 12 عاما، بقصف إسرائيلي لمنزله قبل أيام، تاركا وراءه الحلم المؤجل، الذي تحدث عنه لمتابعيه في قناته بموقع يوتيوب العام الماضي 2022، وارتقى الطفل الدوس وأخذ معه الابتسامة البريئة والإطلالة الخجولة التي لم يكتب لها أن تكبر إذ عاجلتها نيران القصف الإسرائيلي خلال أحداث مدينة غزة.

ويمتلك عوني قناة على اليوتيوب شارك فيها متابعيه فيديوهات محتوى ترفيهي عن ألعاب الفيديو، وظهر في فيديو من قبل، ليعرف عن نفسه وأحلامه قائلا: أنا عوني الدوس، فلسطيني من غزة، هدفي القناة تصل لـ 100 ألف مشترك، وحتى 10 مليون بمحبتكم ودعمكم.

وكان عوني طفلا طموحا ومجتهدا، يبلغ من العمر 12 عاما، يختاره المعلمون لإلقاء المقدمة في الإذاعة المدرسية بسبب طلاقته وقوة شخصيته، بالإضافة لحلمه بأن يصبح مبرمجا عندما يكبر، ورثاه أحد معلميه على فيس بوك قائلا: والله ما رأيت طفلا طليق اللسان مثله، وخلوقا وعبقريا، وها قد نال شهادة الخلد.

وقال أشرف الدوس ابن عم عوني- خلال تصريحات إعلامية: "الطفل عوني كان يحلم بأن يعمل في أكبر الشركات، وكان يعمل دائمًا على أن يكون رجلا ناجحا، ولكنه في مكان أفضل الآن".

أول طفل استشهد في القصف

وأضاف: استشهد كل أفراد العائلة والده ووالدته وإخوته الأربعة، 3 أولاد وبنتين، وفقدنا 15 فردا في العائلة، والباقي 3 في المستشفى ومن بينهم طفلة.

وأوضح: "أصاب القصف المنزل الذي كان يسكنه عائلة الدوس، وكان الطفل عوني يعمل خلال الأيام الماضية على تعلم البرمجة، وكان يرغب في أن يكون زميلا لي في شركة جوجل، وكان دائمًا يراسلني ليستفسر عن البرمجة، ولكنه الآن في مكان أفضل".

بسبب العدوان الإسرائيلي.. اضطرابات نفسية تظهر على أطفال غزة.. فيديو مأساة.. أطفال غزة يكتبون أسماءهم على أيديهم لسهولة التعرف عليهم

يوسف أبو شعر كيرلي.. طفل استشهد في قصف غزة في فلسطين وهو الطفل يوسف محمد أبو موسى، الذي استغرق والده الذي يعمل طبيب قرابة 20 دقيقة للبحث عنه حتى عثر عليه في ثلاجة الموتى، ليكون أول تعليقه له: "الحمد لله"، إلا أن والدته لم تمتلك نفسها وانهارت ودخلت في نوبة بكاء.

ومشهد البحث عن الطفل يوسف والعثور عليه من والده الطبيب وثقه مقطع فيديو واستغرق والد الطفل 20 دقيقة في البحث عن طفله يوسف بين غرف الإنعاش والطوارئ وصولًا لثلاجة الموتى وهنا كانت الصدمة ونهاية رحلة البحث فوجد طفله الحبيب شهيدًا، وكل ما فعله أنه احتضن طفله واحتسبه عند الله شهيدًا ولم يقل سوى كلمة واحدة: "الحمد لله".

ويقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن هناك ضرب وسحل وحرق مستشفيات وتهجير من الأراضي، ومشاهد مميتة وقاتلة للنفس البشرية، يعيشها الأولاد والأطفال كل يوم، عندما يشاهدون أحداث غزة وفلسطين، فتموت أطفال العالم جميعا عند رؤية تلك الأحداث، وليس أطفال فلسطين فقط، فأطفال العالم توأد نفسيا عند رؤية تلك المشاهد، وسوف ينعكس عليهم ببعض الاضطرابات النفسية، مثل الحزن والاكتئاب ومتلازمة القلق والخوف من المجهول، والتبول اللإرادي. 

 أفكار اقتحامية تغزو عقولهم

وأضاف هندي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن يجب عدم تكرار تلك المشاهد أمام الأطفال، ولا يجب على تلك الأحداث أمام الأطفال، حتى لا يكون هناك أفكار اقتحامية تغزو عقول أولادنا نتيجة المشاهدات، والأهم هنا يجب على الأهالي تهيأت نفسية أطفالهم للأحداث، ونقول لهم أنه أحيانا يوجد مستعمرين للبلاد، ويوجد العديد من الحروب حدثت في بعض الدول، ويجب على كل مواطن أن يدافع عن أرض وبلده أمام هذا المستعمر.

وأشار هندي، إلى أن يجب أن يستمع الاباء والامهات لأولادهم، ويقومون بالرد على جميع أسئلتهم، ولا نترك أسالتهم دون إجابة، ويجب أن نتحدث معهم وفق قدرتهم العقلية ومراحلهم الزمنية.

أطفال غزة يوجهون رسالة للعالم بغناء "أعطونا فرصة" بالإنجليزية لعبة الشهيد.. أطفال غزة يخطفون التعاطف بفيديو عفوي داخل المستشفى.. شاهد

وتابع: "يجب أن نبعد أطفالنا عن تلك الأحداث بأي أنشطة، حتي ينشغل عقلهم، سواء كان بالتطوعات الخيرية، ومنها صندوق دعم أطفال فلسطين، ويجمع أن يجتمع العائلة في كل منزل ويقومون بالتطوع لأهالي وأطفال فلسطين، حتي لا يشعر الأطفال بالعجز والذنب".

وبعيدًا عن استشهاد الأطفال، التقطت عدسات الكاميرات فيديو لطفل لا يزيد عمره عن 5 سنوات نجا من مجزرة مستشفى المعمداني بقطاع غزة التي نفذها العدوان الإسرائيلي من خلال قصفها بالصواريخ.

وأظهر الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي الطفل الفلسطيني بعيون خائفة وجميع أطراف جسمه ترتجف خوفًا مما شاهده من قذف على مستشفى المعمداني مؤكدًا أنه كان نائمًا عندما بدأت القذف.

رفق أطفال فلسطين بالحيوانات

كما أوضح الفيديو الطفل وهو يجهش في البكاء عندما سأله أحد طاقم الأطباء بالمستشفى "هل أنت خائف؟"، فرد عليه الطفل وهو يجهش في البكاء قائلًا: "نعم"، مما أثار عاطفة السائل وقام باحتضانه وطمأنته مرددًا أن القذف "خلص خلاص".

وفي مشاهد تدل على إنسانية أطفال فلسطين، فانتشرت صور لأطفال فلسطين الناجين من القصف وهم يحملون حيواناتهم التي نجت هي الآخرى من أحداث القصف، في دليل واضح على تمسك أطفال فلسطين بأليفهم ولم يتخلوا عنهم في أحلك الظروف.

وظهر العديد من الأطفال وهم يحملون كلابهم وقططهم، حتى العصافير، بعد قصف غزة، بما يدل على وفاء أطفال فلسطين مع حيواناتهم وهو ما يؤكده أنهم لن يتركون أرضهم في أية حال من الأحوال.

والجدير بالذكر، أن تسببت المجازر التى يقوم بها الاحتلال الإسرائيلى على غزة فى رعب الأطفال الفلسطينيين، حيث إنهم يشاهدون يومياً  قتلا وتدميرا مستمرا والذى نتج عنه الضحايا والشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن، الأبرياء الذين ليس لهم ذنب. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة فلسطين الطفل يوسف الطفل عوني الدوس الطفل المرتجف أطفال غزة أطفال فلسطین عونی الدوس أطفال غزة

إقرأ أيضاً:

مصر تكافح أسوأ أشكال عمل الأطفال بحلول 2025.. برامج مبادرات حماية الطفل في أولويات الخطة الوطنية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة المصرية لحماية حقوق الأطفال، والعمل على تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، انعقد مؤخرا الاجتماع السابع للجنة التوجيهية الثلاثية لمتابعة وتنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال في مصر (2018-2025)،  نُظم الاجتماع  وزارتي العمل والتضامن الاجتماعي مع منظمة العمل الدولية، وشهد الاجتماع مناقشة نتائج التقييم النصفي للخطة وتحديد الأولويات المستقبلية بما يضمن تعزيز جهود حماية الأطفال والعمل على تنفيذ الخطة بفعالية وفقًا للمعايير الدولية. 

أهداف الخطة الوطنية 2018-2025 

تسعى الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال إلى تحقيق هدف رئيسي يتمثل في القضاء على عمل الأطفال في مصر بحلول عام 2025، وتشمل الخطة تحسين الإطار القانوني لحماية الأطفال، وتعزيز السياسات الوطنية لتطبيق هذه الحماية، وزيادة الوعي المجتمعي بمخاطر عمل الأطفال وتأثيره على المجتمع، بالإضافة إلى تطوير برامج تدريب وتأهيل للأطفال المتضررين وعائلاتهم وذلك وفقًا لتقرير صادر عن وزارة العمل المصرية في 2023.

تحديات عمل الأطفال في مصر

تُظهر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، أن نسبة كبيرة من الأطفال العاملين في مصر تتعرض لظروف عمل خطيرة، حيث يتعرض 83% من الأطفال العاملين في الفئة العمرية (12-17 سنة) لظروف عمل غير آمنة، وتزداد هذه النسبة إلى 89% للأطفال من الفئة العمرية (15-17 سنة)، وتصل إلى 93% بين الفتيات في هذه الفئة، وتشكل هذه الظاهرة تحديًا كبيرًا للدولة المصرية في سعيها لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

إطلاق الدليل الإجرائي لمكافحة عمل الأطفال

في إطار الجهود لتعزيز آليات مكافحة عمل الأطفال، تم إطلاق الدليل الإجرائي التشغيلي لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال بالتعاون مع منظمة العمل الدولية،  ووفقًا لبيان صادر عن المجلس القومي للطفولة والأمومة في 2023، يمثل هذا الدليل خطوة هامة نحو تطوير نظام رصد شامل لعمل الأطفال في مصر، كما ان الدليل يساعد على توفير أداة تشغيلية للحكومات المحلية والجهات المعنية لتطبيق الخطة الوطنية بفعالية وتقديم الدعم المناسب للأطفال المتضررين.

دور المجلس القومي للطفولة والأمومة

يشارك المجلس القومي للطفولة والأمومة بفعالية في تنفيذ الخطة الوطنية بالتعاون مع الوزارات المعنية، بما في ذلك وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة العمل، ومنظمات المجتمع المدني، ووفقًا لتقرير المجلس الصادر في 2023، يساهم المجلس أيضًا في مبادرات حكومية مثل "مبادرة بداية" التي تهدف إلى تعزيز تنمية الإنسان المصري، وذلك من خلال برامج تدريبية ومشروعات تنموية تهدف إلى تعزيز الوعي بمخاطر عمل الأطفال وتقديم الدعم للأسر المتضررة.

برامج  مشابهة

لم تكن الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال في مصر (2018-2025) لم تكن الوحيدة التي استهدفت الاطفال، بل هناك العديد من البرامج التي عملت على تحسين وضع الاطفال الذين يعانوا من مشاكل مشابهة، ومنها: 

مبادرة "أطفال بلا مأوى

مبادرة "أطفال بلا مأوى التي تعمل على إعادة تأهيل الأطفال المشردين وتوفير بيئة آمنة لهم، بالتعاون بين وزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي للطفولة والأمومة، تسعى لتقديم الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية للأطفال المعرضين للخطر، وذلك من خلال دور الرعاية ومراكز الإيواء المنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية.

برنامج "تعزيز حماية الطفل"

برنامج "تعزيز حماية الطفل" أطلق المجلس القومي للطفولة والأمومة برنامج "تعزيز حماية الطفل" بالتعاون مع منظمة اليونيسف، ويهدف لتعزيز حقوق الطفل وحمايته من كافة أشكال العنف والاستغلال، ويشمل البرنامج عدة محاور منها توعية الأطفال بحقوقهم القانونية والاجتماعية، وتدريب الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين على كيفية التعامل مع الأطفال الذين يتعرضون للعنف.

التعديلات التشريعية لحماية الأطفال

أكدت وزارة العمل في بيان رسمي صدر في عام 2023، أن هناك جهودًا مستمرة لتعزيز التشريعات الخاصة بحماية الأطفال من أسوأ أشكال العمل،  ويجري العمل حاليًا على تعديلات قانون الطفل بهدف زيادة الحماية القانونية للأطفال وضمان تقديم الدعم اللازم لهم في مختلف المجالات، وتمثل هذه التعديلات جزءًا من الجهود المستمرة لتعزيز التشريعات وفقًا لما ورد في الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال.

التعاون مع المنظمات الدولية

من أجل ضمان تحقيق أهداف الخطة الوطنية بفعالية، تعمل مصر بشكل وثيق مع منظمة العمل الدولية ومنظمات المجتمع المدني على تطبيق الخطة من خلال ورش عمل ودورات تدريبية، فوفقًا لبيان صادر عن وزارة التضامن الاجتماعي في 2023، تم تنظيم عدة دورات تدريبية تستهدف العاملين في وحدات الحماية العامة والفرعية لتأهيلهم للتعامل مع حالات عمل الأطفال وضمان تطبيق الدليل الإجرائي.

مقالات مشابهة

  • أهمية الأطعمة الصحية في المدارس
  • اليونيسف تطلق نداء عاجلا لجمع 105 ملايين دولار لمساعدة أطفال لبنان
  • شراكة بين بنكى الطعام وتنمية الصادرات لبناء مستقبل صحي لأطفال المدارس
  • كيف تحمي أطفالك من الفيروس المخلوي التنفسي؟
  • قصر النظر عند الأطفال في ازدياد حول العالم.. الأسباب والعلاج
  • مصر تكافح أسوأ أشكال عمل الأطفال بحلول 2025.. برامج مبادرات حماية الطفل في أولويات الخطة الوطنية
  • أسباب بكاء الرضيع أثناء الرضاعة.. ما الذي يزعجه وكيف يمكنك تهدئته؟
  • 2 مليون شكوى ضد شركات الاتصالات العُمانية.. و86% من أطفال السلطنة يستخدمون الإنترنت
  • خبير تربوي يكشف لـ«الأسبوع» أسباب التنمر وطرق تعديل سلوكيات الأطفال
  • 10 توصيات لدعم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة