أبوظبي في 24 أكتوبر/ وام / يشكل مؤتمر الأطراف COP28 محطة فارقة في تاريخ العمل المناخي العالمي ووضعت رئاسته خطة عمل طموحة لتحقيق نتائج تفاوضية فعّالة، مع برنامج عمل قوي يتضمن أربعة محاور تشمل تسريع الانتقال إلى عالم منخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2023، وإصلاح التمويل المناخي، من خلال الوفاء بالتعهّدات ووضع إطار عمل لصفقة جديدة بشأن التمويل، والتركيز على الأفراد، وسبل العيش والحياة؛ والتكيّف الكامل، وإدماج الفئات المختلفة من أجل مؤتمر أطراف أكثر شمولاً على الإطلاق.


وفي ضوء انعقاد هذا الحدث العالمي على أرض دولة الإمارات وما يمثله من أبعاد على صعيد مواجهة التغير المناخي وما يطمح إليه من نتائج مرجوة تناول الكاتب الإماراتي يوسف جمعة يوسف الحداد في كتابه الجديد بعنوان "قمة تنفيذ الأهداف COP28 الإمارات تواجه تحديات تغير المناخ" محورين رئيسيين، قدّم أولهما سرداً تاريخياً للجهود الدولية في مجال تحدي التغير المناخي، بدءاً من “قمة الأرض” التي عقدت في ريو دي جانيرو عام 1992 وصولاً إلى الأجندة المقترحة لقمة COP28 فيما تناول المحور الثاني تصورات دولة الإمارات لمعالجة ما يعانيه التمويل المناخي من فجوات وتحديات.
وحرص المؤلف على تعريف القارئ بمفهوم التغيّر المناخي وفق الأمم المتحدة له وأوضح أنه يعني “تحولات غير اعتيادية وطويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس”.

انتقل بعدها إلى شرح الأسباب التي تؤدي إلى التغير المناخي، وفي مقدمتها النشاط البشري الذي يعد السبب الرئيسي لتنامي ظاهرة تغير المناخ والاحتباس الحراري، إذ يطلق النشاط البشري سنوياً 162 مليون طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وثاني الأسباب هو الوقود الأحفوري، الذي يساهم بنحو 75% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وحوالي 90% من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وثالث تلك الأسباب إزالة الغابات، لأن الأشجار، عند قطعها، تطلق الكربون الذي كانت تخزنه ليتراكم في الغلاف الجوي والسبب الرابع الممارسات الزراعية الحديثة مثل اللجوء إلى الأسمدة الصناعية، واستخدام الآلات لتكثيف الإنتاج الزراعي، والتي تسهم بشكل كبير في زيادة انبعاث غازات الدفيئة .. أما السبب الخامس فهو العوامل الطبيعية مثل التأثيرات والدورات الطبيعية التي تمرّ بها الأرض، والإشعاع الشمسي، والانفجارات البركانية.
ونوه إلى أنه ثمة خوفا عالميا من أن تؤدي انبعاثات الكربون إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بعدة درجات مئوية على الأقل بحلول عام 2100، ما يؤدي إلى أخطار كبيرة على المجتمعات البشرية والنظم البيئية الطبيعية، تتمثل في ارتفاع الحرارة وزيادة الرطوبة وغزارة الأمطار التي تؤدي إلى الفيضانات، وذوبان الجليد وتدمير الحياة البحرية، وحدوث المجاعات وانتشار الأمراض.. وهي المخاوف التي دفت العالم إلى إيجاد السبل الكفيلة بالحد من الانبعاثات، ووقف ارتفاع درجة حرارة الأرض بحيث لا يتجاوز معدل 1.5 درجة مئوية.
أما المحور الثاني من الكتاب فجاء تحت عنوان “فجوة التمويل المناخي.. وفقاً للمنظور الإماراتي بشأن أجندة COP28” وسلّط الضوء على الجهود المكثفة التي بذلتها دولة الإمارات ولا تزال لإنجاح هذه الدورة عبر ضمان إبرام اتفاق ينص على تمويل مشروعات الاستدامة والتغيّر المناخي لاسيما في الدول النامية التي تتزايد حاجتها لمشروعات الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات.
وأشار الحداد إلى تجربة مهمة قدمتها دولة الإمارات في إطار جهودها للحد من انبعاثات الكربون، وذلك من خلال إنشاء مدينة «مصدر» في إمارة أبوظبي عام 2006، لتصبح أول مدينة خالية من انبعاث الكربون في العالم، فضلاً عن ضخها استثمارات بأكثر من 1.7 مليار دولار في مشروعات الطاقة النظيفة.. كما تعد أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها الخاص بتحقيق الحياد المناخي، في مدة أقصاها عام 2050.
وأكد الكتاب أن استضافة «COP28» ستمثل إضافة مهمة إلى رصيد الإمارات الكبير في مجال استضافة الأحداث الدولية عامة، والمؤتمرات التي تستهدف العمل المناخي والتنمية المستدامة خاصة الأمر الذي يتماشى مع سعيها إلى تأكيد جدارتها بوصفها مقصداً عالمياً للتنمية المستدامة واستثمارات الطاقة الخضراء، وقد تعهّدت دولة الإمارات عبر توقيعها على اتفاقية البلد المضيف بـ«ضمان احتواء جميع المشاركين في "COP28"» أي أنها تلتزم بالتواصل مع كافة الأطراف المعنية، وتعزيز مشاركة الشباب، والمرأة، والمجتمعات المحلية، والشعوب الأصلية.

وتحدث المؤلف في القسم الأخير من كتابه عن الإجراءات الرسمية والإدارية التي اتخذتها الدولة لضمان نجاح المؤتمر، بدءاً من إطلاق الشعار الرسمي للـقمة في 17 يناير 2023، مروراً بتشكيل اللجنة العليا للقمة برئاسة سمو الشيخ عبد الله بن زايد، وزير الخارجية في 23 يونيو 2022، ثم

قرار تكليف معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي رئيساً معيَّناً للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28”.
وعرج الكاتب على الجولات العالمية لعدد من القيادات الإماراتية بهدف الاستماع إلى الأطراف المعنية كافة واستعراض أولويات جدول أعمال رئاسة دولة الإمارات للمؤتمر.

عاصم الخولي/ أحمد النعيمي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

خارجية النواب: 30 يونيو كانت لحظة فارقة وحاسمة في تاريخ الوطن

وصفت النائبة هناء أنيس رزق الله، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، عضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، ثورة 30 يونيو بأنها كانت لحظة فارقة وحاسمة في تاريخ الشعب والدولة المصرية.

وقالت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، في بيان صحفي، بمناسبة ذكري مرور 12 عاماً علي ثورة 30 يونيو، أن هذه الثورة المجيدة هي ميلاد جديد للدولة المصرية الوطنية الحديثة.

بعد 30 يونيو .. تشريعات الحسم في مواجهة حرب الشائعات وخطاب الكراهيةمحافظ الجيزة يهنئ الرئيس بالذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيوالوفد : ثورة 30 يونيو أنقذت الوطن من مخطط كان يستهدف هويته ووحدتهالجيل: 30 يونيو أسقطت مخططات جماعة الإخوان الإرهابية واستعادت قوة الدولة


وأشارت عضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، إلي أن الشعب المصري العريق كان حجز الزواية في ثورة 30 يونيو التي حررت الدولة من براثن الإخوان الإرهابية. 
استعادة مؤسسات الدولة.

وأوضح النائبة هناء أنيس رزق الله، أن القيادة السياسية نجحت في استعادة الدولة ومؤسساتها من الجماعة الإرهابية، لافتة الي أن الدولة المصرية عقب مرور 12 عاماً علي ثورة 30 يونيو شهدت انجازات عريقة ومتعددة لم تشهدها الدولة قبل ذلك.


وأردفت النائبة هناء أنيس رزق الله، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن الفترة الماضية منذ ثورة 30 يونيو وحتي هذه اللحظة شهدت مصر مشاريع قومية ضخمة ومختلفة في كافة المحافظات، منوهة الي أن تلك المشاريع العملاقة وضعت مصر علي خارطة طريق المستقبل وبناء الجمهورية الجديدة.


ووصفت عضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، أن ثورة 30 يونيو كان تعبيراً صادقاً عن إرادة الشعب المصري الذي خرج في كافة الميادين المصرية لرفض حكم جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدة، أن الشعب المصري العظيم رفض اختطاف الدولة المصرية ومؤسساتها علي يد الجماعة الارهابية، متابعة، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لبي نداء الشعب المصري وتحمل المسؤلية وذلك في أدق اللحظات الصعبة التي تمر بها البلاد. 
المشروعات العملاقة في مصر

ونوهت الي أن ما تحقق خلال الـ12 عامًا الماضية في مصر لا يمكن اختزاله في أرقام أو مشروعات فقط بل يعكس واقعًا أعمق من مجرد الإنجازات المادية منوهة أن ما تحقق في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يحدث من قبل ويشمل أبعادًا متعددة تتعلق بالهوية الوطنية، والاستقرار السياسي، والتحولات الاجتماعية، والشعور العام بالثقة في الدولة والقيادة السياسية، مؤكدة أن الدولة استعادت مؤسساتها بشكل كامل وأصبح هناك حضور قوي لمؤسسات الدولة على كافة المستويات.

مصر نجحت في الحفاظ علي أمنها الداخلي والخارجي

وأوضحت أنه في ظل إقليم مليء بالصراعات، استطاعت مصر الحفاظ على أمنها الداخلي بشكل كبير، ما ساعد على جذب استثمارات وعودة النشاط الاقتصادي والسياحي تدريجيًا كما شهدت السنوات الماضية حملات إعلامية وثقافية تعزز من الانتماء الوطني، وتسليط الضوء على الهوية المصرية التاريخية والحضارية، ما ساهم في بناء حالة من الوعي الجمعي.

تشييد مشروعات قومية كبيرة

وفي سياق متصل شددت علي أن الدولة المصرية استطاعت تشييد مشروعات قومية كبيرة وعلي رأسها العاصمة الإدارية الجديدة تطوير شبكة الطرق، بالإضافة الي توسيع الرقعة الزراعية في العديد من المحافظات واستصلاح الأراضي الزراعية بصورة كبيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وفيما يخص العلاقات الخارجية أردفت قائلة: أن مصر استعادت دورها كفاعل محوري في ملفات إقليمية مهمة مثل القضية الفلسطينية، وأمن البحر الأحمر، وقضايا المياه والطاقة في أفريقيا.

طباعة شارك ثورة 30 يونيو مجلس النواب حزب الشعب الجمهوري الدولة المصرية الثورة المجيدة

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات: ثورة 30 يونيو لحظة فارقة في تاريخ مصر المعاصر.. فيديو
  • هند صبري: ثورة 30 يونيو محطة فارقة في تاريخ مصر الحديث
  • هند صبري: 30 يونيو محطة فارقة في تاريخ مصر الحديث
  • محافظ بورسعيد: ثورة 30 يونيو علامة فارقة في تاريخ الوطن
  • "تاريخ العلاقات بين الصين وعُمان"... إصدار علمي يُوثِّق مسيرة قرون من التبادل الحضاري والدبلوماسي
  • طارق لوتاه: العمل البرلماني الإماراتي تجربة ملهمة
  • قطاع الطاقة العالمي يسجل انبعاثات كربون قياسية
  • خارجية النواب: 30 يونيو كانت لحظة فارقة وحاسمة في تاريخ الوطن
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم إضافة أرصدة الكربون للهدف المناخي الجديد
  • محافظ الإسكندرية الأسبق: ثورة 30 يونيو علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث