تغريدة تطيح بصحفي امريكي من منصب رئيس التحرير
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
أعلنت مجلة إي لايف (eLife) العلمية عن فصل رئيس تحريرها مايكل آيزن، بسبب نشر مقال ساخر من موقع "ذي أونيون" (The Onion)، عبر منصة إكس (تويتر سابقاً) انتقد الأداء الإعلامي الغربي الذي يطلب من مختلف الضيوف الفلسطينيين على الشاشات إدانة عملية طوفان الأقصى، وحمل المقال عنوان "انتقاد المحتضرين في غزة لعدم استخدام آخر كلماتهم لإدانة حماس".
وكتب آيزن، يوم الاثنين، تغريدة عبر منصة إكس قال فيها: "أبلغت بأنه سيتم استبدالي كرئيس تحرير في إي لايف بسبب إعادة نشري مقالاً من ذي أونيون تستنكر اللامبالاة تجاه حياة المدنيين الفلسطينيين".
وتجاوز عدد من شاهدوا تغريدة آيزن 8 ملايين مشاهدة، فيما حصلت على أكثر من42 ألف اعجاب، وأكثر من 1500 إعادة تغريد، و2731 تعليق.
بدأ الجدل في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، عندما أثنى آيزن، وهو عالم وراثة في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، على إحدى قصص الأخبار الساخرة لموقع "ذي أونيون" على "إكس"، حيث كتب: "تتحدث ذي أونيون بشجاعة وبصراحة وبوضوح أخلاقي أكثر من قادة كل المؤسسات الأكاديمية مجتمعين. كنت أتمنى أن تكون هناك جامعة تابعة لذي أونيون".
وسريعاً بدأت ردود الفعل الغاضبة من قبل علماء إسرائيليين، وعلى رأسهم العالم الإسرائيلي الأميركي البارز، الرئيس التنفيذي لشركة Eleven Therapeutics يانيف إرليك الذي ردّ على آيزن كاتباً: "كلمات فارغة. لم تغرد خلال 7 أيام بكلمة دعم للباحثين الإسرائيليين الذين فقدوا أطفالهم وأصدقاءهم. والآن تتجرأ على إعطائنا نصائح عسكرية من موقعك المحمي. ما هذا الإفلاس الأخلاقي؟!". وكرّت السبحة ليطالب بعض الباحثين الإسرائيليين بإقالة آيزن، كما حثوا زملاءهم على تقديم أوراقهم البحثية لـ"إي لايف" طالما بقي في منصبه.
في المقابل، انطلقت نقاشات حادّة على مواقع التواصل بين الباحثين الأكاديميين حول هامش حرية التعبير في هذه الأوساط العلمية، وأطلق باحثون عريضة تطالب معهد هوارد هيوز للأبحاث الطبية (HHMI)، الناشر لـ"إي لايف"، بعدم إقالة آيزن أو معاقبته بسبب تغريداته. وكتب الموقعون على العريضة: "رأينا لا يعتمد على تقييم آراء آيزن (إيجاباً أو سلباً). بل نعتقد أن معاقبته ستخلق تأثيراً ساماً على حرية التعبير في الأوساط الأكاديمية".
ويرى جوش دبنو، عالم الأعصاب في جامعة ستوني بروك، وهو أحد العلماء الذي صاغوا العريضة، أنّ "المشروع الأكاديمي الكامل الذي نشترك فيه يعتمد على القدرة على القيام بتبادل فكري مفتوح حول أي موضوع والتعبير عن آرائنا بصدق. لم يكن ما قاله مقززاً أو كريهاً. لا ينبغي أن تكون هناك عواقب لآراء الأقلية في الأوساط الأكاديمية، وفور حصول ذلك، سينهار عالمنا بأسره". وتساءل دبنو عما إذا كانت ستحدد إي لايف المواقف المقبولة بشأن قضايا مثل الإجهاض أو الحرب في أوكرانيا.
يقول دبنو، وهو يهودي، إنّ الرسالة حصلت حتى الآن على حوالي 420 توقيعاً، بما في ذلك من علماء مخضرمين ومبتدئين، مشيراً إلى أنّ العديد من العلماء المبتدئين اتصلوا به ليشكروه على الكلمة التي قالها، ولكنهم يخشون من أن تتأثر مساراتهم المهنية إذا قالوا أي شيء علنياً عن الصراع في غزة، وفق ما نقل موقع مجلة سَينس العلمية.
بعد إعلان آيزن، كتبت لارا أوربان، إحدى محررات المجلة، على "إكس"، أنها تستقيل من وظيفتها.
وقالت أوربان، الباحثة في علم الجينوم في جامعة هلمهولتس ميونخ: "إن طرد مايكل بسبب التعبير عن آرائه الشخصية يعتبر سابقة خطيرة على حرية التعبير في مجتمعنا الأكاديمي".
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
بعد قرار السويد..منظمة التحرير تدين وقف تمويل أونروا
حذرت منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم الاثنين، من قرار السويد وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أونروا، بـ41 مليون دولار.
وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، إن القرار ستكون له تداعيات خطيرة ومباشرة على عمل برامج أونروا وعلى قدرتها على صرف رواتب موظفيها وعددهم 30 ألفاً في 2025.ودعا أبو هولي خلال لقائه القنصل العام السويدي جوليوس ليلغيستروم في رام الله، وسط الضفة الغربية، حكومة السويد لإعادة النظر في قرارها وإعادة مسك زمام التحرك الأوروبي وقيادته في دعمها سياسياً ومالياً.
وأكد ضرورة حماية ولاية أونروا بالقرار الأممي رقم 302، حتى تجسيد حقوق لاجئي فلسطين وإيجاد حل عادل وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، خاصة القرار 194 وحق العودة للاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها في 1948.
وأشار إلى أن أونروا تتجه إلى المنحى الأكثر خطورة في 2025 مع استمرار قطع التمويل الأمريكي، بـ 365 مليون دولار، وارتفاع احتياجات اللاجئين، بالإضافة إلى الديون والأموال المرحلة من ميزانية 2024 إلى ميزانية 2025.
من جهته، أعرب القنصل العام السويدي عن تفهمه لمخاوف الجانب الفلسطيني، مؤكداً التزام بلاده بدعم القضية الفلسطينية والعمل على إيجاد حلول عادلة وشاملة، حسب البيان.
وأعلنت السويد يوم الجمعة الماضي، حسب الإذاعة الإسرائيلية العامة أنها قررت وقف تمويل الوكالة، وأنها تخطط بدل ذلك لتقديم مساعدات إنسانية لغزة "عبر قنوات أخرى".
ويُذكر أن أونروا فقدت الجزء الأكبر من الدعم المالي بعدما أعلنت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تعليق تمويلها، بعد اتهامات إسرائيلية بمشاركة بعض موظفيها في هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.