مصطفى بكري يکتب.. «بلومبرج الأمريكية» في تقرير هام: الأحداث الراهنه في غزة أكدت دور مصر المحوري في المنطقة
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
- توقعات بتعديل شروط النقد الصالح مصر رغم رفضها لتهجير الفلسطينين.
- واشنطن تسعى إلى بقاء القاهرة شريكا مستقرا وموثوقاً فى المنطقة ويستحق الدعم الخارجي.
- النشاط الدبلوماسي الأخير استضافته القاهرة لقمة السلام يشكل عودة لدور مصر التقليدي فى أوضاع المنطقة
نشرت وکالة «بلومبرج»، تقريرًا فى غاية الأهمية تضمن رصداً للتطورات السياسية، التي تشهدها المنطقة في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر وما تلاه من عدوان إسرائيلي على منطقة غزة وغيرها من المناطق، ورصده التقرير الصادر عن عددًا من الأمور الهامة خاصة فيما يتعلق بدور مصر فى المنطقة وموقعها من هذا الصراع وأبرزها:
أولا: أعادت أحداث هذه الحرب الأضواء إلى دور مصر كمحرك إقليمي رئيسي في المنطقة مما يوفر مساندة غربية لها وهي تحاول الخروج من الأزمة الاقتصادية المزمنة.
ثانياً: رفض مصر لعملية نزوح الفلسطينين إلى داخل أراضي سيناء رغم كافة الإغراءات الاقتصادیة ومن بينها كما قالت: «ميريت مبروك»، مديرة برنامج مصر فى معهد الشرق الأوسط بواشنطن تقديم العديد من الحوافز الاقتصادية فى وقت تعاني فيه مصر من أزمة اقتصادية، ورغم ذلك رأى العديد من الاقتصاديين والمصرفيين المستثمرين ما يقول التقرير الذين تحدثت معهم بلومبرج خلال الاجتماعات السنوية لـ صندوق النقد الدولي أن من المرجح أن تتلقى مصر بعض الدعم الاقتصادي آيا كان موقفها من قضية اللاجئيين الفلسطينين.
وأكدت هذه الأزمة أمام اللاعبين الدوليين على مكانة الأمة الواقعة شمال أفريقيا كمحور إقليمي، ما يعزز فكرة كبيرة جداً بحيث لا يمكن تجاهلها.
ثالثاً: إذا كانت مصر قد طلبت زيادة القرض المطلوب من صندوق النقد من 3 إلى 5 مليارات دولار من الممكن أن يضغط المساهمون الرئيسيون في الصندوق في الولايات المتحدة وأوربا على إدارة الصندوق، لتخفيف متطلباته والمضي قدما فى البرنامج بالرغم وتيرة الأصلاحات البطيئة فى القاهرة.
رابعاً: واشنطن تسعى إلى ضمان بقاء القاهرة شريكًا مستقرًا وموثوقًا فى المنطقة، ويستحق الدعم الخارجي، وكان هناك دليل على ذلك عندما استضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة القاهرة للسلام بحضور قادة من الشرق الأوسط وأوروبا.
خامسًا: النشاط الدبلوماسي الأخير المركز حول القاهرة يشكل عودة إلى دور مصر التقليدي البارز فى كل مناقشة بشأن السياسة بين القوى الأساسية فى المنطقة فى النصف الأخير من القرن العشرين.
سادسًا: فی الأيام التي تلت أحداث غزة تم الاحتفاء بالرئيس السيسي من قبل عدد من قادة العالم، حيث أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، على الشراكة الاستراتيجية الدائمة بين البلدين، خلال المكالمة الهاتفية.
وأثنى المستشار شولتز على الوحدة الألمانية - المصرية في العمل على منع حريق الشرق الأوسط، والتقى الرئيس الصيني برئيس الوزراء المصرى دكتور مصطفى مدبولى في بكين.
سابعاً: لم تغفل الحكومات الأوربية أهمية مصر كمنتج إقليمي للغاز بعد الغزو الروسي الأوكراني العام الماضي.
ثامناً: رفض مصر استقبال اللاجئين الفلسطينين، الذين يشتبه في أنه لن يسمح لهم بالعودة مرة أخرى إلى غزة أمر معروف وإلا فإن العالم العربي سيتهمها بأنها متواطئة فى التطهير العرقي فى غزة، وهذا الأمر خط أحمر بالنسبة للقاهرة.
وذلك هو مضمون التقرير الذي نشرته «بلو مبرج» وهو تقرير يعكس قراءة للأوضاع فى المنطقة، ونظرة العالم الغربي والولايات المتحدة للدور المحورى لمصر، التي باتت شريكا مهما في عملية الأمن والاستقرار لا يمكن الاستغناء عنه.
وهنا يمكن التوقف أمام عدد من النقاط الهامة أبرزها:
- أن مصر رغم مواقفها الثابتة وإدانتها للعدوان الإسرائيلي على غزة، إلا أن الغرب والولايات المتحدة يدركون أهمية الدور المصري في مجرى الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، والدور الذى يمكن أن تلعبه بين الطرفين.
- ذلك إلى زعزعة الاستقرار فى سيناء خاصة، وأن القاهرة قضت على الإرهاب فى هذه المنطقة، ولا تريد أن تواجه مشكلة أمنية جديدة.
- واستشهد التقرير شأنه بتحذير الرئيس السيسي من سيناريو أكثر زعزعة للاستقرار من شأنه تدمير اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل الموقع عام 1979، حيث قال: «أنه مع وجود المسلحين الفلسطينين، فإن سيناء ستصبح قاعدة تشن هجمات على إسرائيل، وبذلك سيكون لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وسيضرب الأراضى المصرية، وأن السلام الذي تحقق سيختفي، وكذلك القضاء على القضية الفلسطينية، وهو ما لن تسمح به مصر أبداً.
- أن القاهرة تمتلك رصيداً كبيرًا لدى دول العالم الذي يدرك أهمية دورها في السعى إلى تحقيق الأمن والأستقرار في المنطقة، ومن هنا يوصي التقرير بضرورة الحفاظ على قيام مصر بهذا الدور وتهيئة الأجواء المساعدة لذلك.
- أن هناك ترحيبًا دوليًا بإعادة النظر في شروط صندوق النقد الدولي تجاه برنامجه مع الحكومة المصرية والتوصية بالموافقة على مطلب مصر بزيادة القرض المحدد من الصندوق من 3-5 مليارات
- أن هناك تفهمًا من الغرب بخطورة تهجير الفلسطينين إلى سيناء والأردن، وأن البلدين عبرا عن رفضهما لهذا التهجير، خاصة ما يتعلق بخطورة ذلك على اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979 وأيضا على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الآمنة التي استطاعت مصر تحريرها من الإرهاب خلال الفترة الماضية.
- إن ما نشرته وكالة «بلومبرج» القريبة من صناع القرار في الولايات المتحدة، لا يعكس معلومات متناثرة من هنا وهناك، وإنما أطروحات تجري مناقشتها في دوائر صنع القرار لدى الولايات المتحدة والغرب.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أخبار فلسطين أمريكا الاحتلال الإسرائيلي الولايات المتحدة الأمريكية فلسطين مصطفى بكري مقالات فى المنطقة
إقرأ أيضاً:
مصطفى بكري: مصر لن تصمت أمام استمرار هجمات الحوثيين على مضيق باب المندب
قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب: إنه مع بدء إسرائيل في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، انطلقت صواريخ ومسيرات من اليمن ضد العدو الصهيوني، وبدورها تسببت في مشكلة في البحر الأحمر باعتباره ميناء دولي تمر عبره السفن وأغلب التجارة العالمية.
وأضاف مصطفى بكري، خلال تقديمه برنامج «بالعقل»، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه خلال الاشهر الماضية لم يكن أحد يستطيع قول «لا» أو توجيه أي انتقاد، لأن أهالي غزة كانوا محاصرين ويقتل منهم بالآلاف، مشيرًا إلى أن مصر التزمت الصمت في هذا الوقت رغم حجم الخسائر التي تكبدتها ووصلت إلى 7 مليار دولار سنويًا، نتيجة عزوف السفن عن المرور في قناة السويس واستخدامها لطريق رأس الرجاء الصالح.
وأكد بكري، أن مصر كان لها موقفها منذ البداية، ورفضت أن تدخل في تحالف ضد الحوثيين وأن تشارك في توجيه أي ضربات ضدهم، متابعًا: «كان اعتقادنا في هذا الوقت أن مصر ستتحمل كل التداعيات نتيجة الضربات الموجهة من الحوثيين سواء إلى البواخر والسفن التي كانت تريد المرور من مضيق باب المندب وخاصة السفن الأمريكية والبريطانية وبعض الدول المتعاطفة مع إسرائيل.. تكبدت مصر خسائر كبيرة، لكنها تحملت المسؤولية الجسيمة، والتزمت الحياد وتحملت تبعات ثقيلة في ذلك الوقت».
وأردف عضو مجلس النواب، أن تأثير خسارة 7 مليار دولار من دخل قناة السويس، والذي كان يصل إلى نحو 10 مليارات دولار، في الوقت الذي نعاني فيه من أزمة ووضع اقتصادي صعب، ولكن لم يكن أمامنا خيار وانتظرنا وتم وقف إطلاق النار، باتفاق مصر لعبت فيه الدور الأساسي بين العدو الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وتساءل مصطفى بكري: الآن ماذا عن موقف الحوثيين؟ هل عقب وقف إطلاق النار سيستمروا في ضرب وتهديد البواخر والسفن العابرة من مضيق باب المندب إلى قناة السويس؟ متابعًا: «أظن أن عند حدوث ذلك بالتأكيد مصر لن تصمت أمامه، لأن ذلك يهدد الأمن القومي المصري، ومصر بالتأكيد تدين مثل هذه التصرفات، لأنها تؤدي إلى مشاكل حقيقة في قناة السويس، خاصة وأن وقف إطلاق النار حدث بالفعل.. ليس هناك مبرر الآن، المضار الآن من هذا الذي يحدث هو مصر قبل أي دولة أخرى، وخلال الأشهر الماضية اختارت مصر عدم التعليق على ما يحدث من الحوثيين، بسبب تعاطفنا جميعًا مع أهالينا في فلسطين، وأننا كنا نستنهض الأمة العربية لمواجهة العدو الصهيوني واتخاذ مواقف قوية في مواجهة كل من يسانده.. وكل هذا وغيره يؤكد أن مصر قدمت وبذلت الكثير».
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن التحركات الدبلوماسية التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي كانت عاملًا أساسيًا في منع تصفية القضية الفلسطينية ووأد مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة تهجيرًا قسريًا إلى منطقة سيناء، قائلًا: «الآن الرسالة إلى الحوثيين في اليمن: مصر من البلدان المساندة لقضايا المنطقة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. الأمر انتهى بشكل أو بآخر، وأي محاولة الآن لتعطيل مرور السفن في قناة السويس، ستُحسب على أنها محاولة هدفها الإضرار بالاقتصاد المصري».
وتابع الكاتب الصحفي مصطفى بكري: «ليس من المصلحة الإضرار بمصر أو الاقتصاد المصري.. مصر بلد لها موقفها القومي والعروبي ومحاولة تدمير الاقتصاد المصري وتعطيل مرور قناة السويس وإلحاق المزيد من الخسائر بمصر هذا أمر لن يقبل به أي مصري على الإطلاق مسؤولًا كان أم مواطنًا، لذلك أتمنى من الحوثيين التوقف عند هذا الحد، والتوقف عن منع السفن من المرور في مضيق باب المندب لتمضي برحلتها إلى قناة السويس، وفي حال استمرار تعطيل السفن والإضرار بمصر فاعتقد أن هذا الأمر لن يكون أبدًا في صالح القضية الفلسطينية، وإنما سيكون في صالح أعداء القضية الفلسطينية».
اقرأ أيضاًمصطفى بكري: مصر لعبت دورا أساسيا في وقف إطلاق النار بغزة
مصطفى بكري يهنئ رجال الشرطة بعيدهم الـ 73: «تحية لكل ضابط وجندي»
«مصطفى بكري»: هذه الفوضى من اعتداءات وتنمر في بعض المدارس يجب أن تتوقف