- توقعات بتعديل شروط النقد الصالح مصر رغم رفضها لتهجير الفلسطينين.

- واشنطن تسعى إلى بقاء القاهرة شريكا مستقرا وموثوقاً فى المنطقة ويستحق الدعم الخارجي.

- النشاط الدبلوماسي الأخير استضافته القاهرة لقمة السلام يشكل عودة لدور مصر التقليدي فى أوضاع المنطقة

نشرت وکالة «بلومبرج»، تقريرًا فى غاية الأهمية تضمن رصداً للتطورات السياسية، التي تشهدها المنطقة في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر وما تلاه من عدوان إسرائيلي على منطقة غزة وغيرها من المناطق، ورصده التقرير الصادر عن عددًا من الأمور الهامة خاصة فيما يتعلق بدور مصر فى المنطقة وموقعها من هذا الصراع وأبرزها:

أولا: أعادت أحداث هذه الحرب الأضواء إلى دور مصر كمحرك إقليمي رئيسي في المنطقة مما يوفر مساندة غربية لها وهي تحاول الخروج من الأزمة الاقتصادية المزمنة.

ثانياً: رفض مصر لعملية نزوح الفلسطينين إلى داخل أراضي سيناء رغم كافة الإغراءات الاقتصادیة ومن بينها كما قالت: «ميريت مبروك»، مديرة برنامج مصر فى معهد الشرق الأوسط بواشنطن تقديم العديد من الحوافز الاقتصادية فى وقت تعاني فيه مصر من أزمة اقتصادية، ورغم ذلك رأى العديد من الاقتصاديين والمصرفيين المستثمرين ما يقول التقرير الذين تحدثت معهم بلومبرج خلال الاجتماعات السنوية لـ صندوق النقد الدولي أن من المرجح أن تتلقى مصر بعض الدعم الاقتصادي آيا كان موقفها من قضية اللاجئيين الفلسطينين.

وأكدت هذه الأزمة أمام اللاعبين الدوليين على مكانة الأمة الواقعة شمال أفريقيا كمحور إقليمي، ما يعزز فكرة كبيرة جداً بحيث لا يمكن تجاهلها.

ثالثاً: إذا كانت مصر قد طلبت زيادة القرض المطلوب من صندوق النقد من 3 إلى 5 مليارات دولار من الممكن أن يضغط المساهمون الرئيسيون في الصندوق في الولايات المتحدة وأوربا على إدارة الصندوق، لتخفيف متطلباته والمضي قدما فى البرنامج بالرغم وتيرة الأصلاحات البطيئة فى القاهرة.

رابعاً: واشنطن تسعى إلى ضمان بقاء القاهرة شريكًا مستقرًا وموثوقًا فى المنطقة، ويستحق الدعم الخارجي، وكان هناك دليل على ذلك عندما استضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة القاهرة للسلام بحضور قادة من الشرق الأوسط وأوروبا.

خامسًا: النشاط الدبلوماسي الأخير المركز حول القاهرة يشكل عودة إلى دور مصر التقليدي البارز فى كل مناقشة بشأن السياسة بين القوى الأساسية فى المنطقة فى النصف الأخير من القرن العشرين.

سادسًا: فی الأيام التي تلت أحداث غزة تم الاحتفاء بالرئيس السيسي من قبل عدد من قادة العالم، حيث أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، على الشراكة الاستراتيجية الدائمة بين البلدين، خلال المكالمة الهاتفية.

وأثنى المستشار شولتز على الوحدة الألمانية - المصرية في العمل على منع حريق الشرق الأوسط، والتقى الرئيس الصيني برئيس الوزراء المصرى دكتور مصطفى مدبولى في بكين.

سابعاً: لم تغفل الحكومات الأوربية أهمية مصر كمنتج إقليمي للغاز بعد الغزو الروسي الأوكراني العام الماضي.

ثامناً: رفض مصر استقبال اللاجئين الفلسطينين، الذين يشتبه في أنه لن يسمح لهم بالعودة مرة أخرى إلى غزة أمر معروف وإلا فإن العالم العربي سيتهمها بأنها متواطئة فى التطهير العرقي فى غزة، وهذا الأمر خط أحمر بالنسبة للقاهرة.

وذلك هو مضمون التقرير الذي نشرته «بلو مبرج» وهو تقرير يعكس قراءة للأوضاع فى المنطقة، ونظرة العالم الغربي والولايات المتحدة للدور المحورى لمصر، التي باتت شريكا مهما في عملية الأمن والاستقرار لا يمكن الاستغناء عنه.

وهنا يمكن التوقف أمام عدد من النقاط الهامة أبرزها:

- أن مصر رغم مواقفها الثابتة وإدانتها للعدوان الإسرائيلي على غزة، إلا أن الغرب والولايات المتحدة يدركون أهمية الدور المصري في مجرى الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، والدور الذى يمكن أن تلعبه بين الطرفين.

- ذلك إلى زعزعة الاستقرار فى سيناء خاصة، وأن القاهرة قضت على الإرهاب فى هذه المنطقة، ولا تريد أن تواجه مشكلة أمنية جديدة.

- واستشهد التقرير شأنه بتحذير الرئيس السيسي من سيناريو أكثر زعزعة للاستقرار من شأنه تدمير اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل الموقع عام 1979، حيث قال: «أنه مع وجود المسلحين الفلسطينين، فإن سيناء ستصبح قاعدة تشن هجمات على إسرائيل، وبذلك سيكون لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وسيضرب الأراضى المصرية، وأن السلام الذي تحقق سيختفي، وكذلك القضاء على القضية الفلسطينية، وهو ما لن تسمح به مصر أبداً.

- أن القاهرة تمتلك رصيداً كبيرًا لدى دول العالم الذي يدرك أهمية دورها في السعى إلى تحقيق الأمن والأستقرار في المنطقة، ومن هنا يوصي التقرير بضرورة الحفاظ على قيام مصر بهذا الدور وتهيئة الأجواء المساعدة لذلك.

- أن هناك ترحيبًا دوليًا بإعادة النظر في شروط صندوق النقد الدولي تجاه برنامجه مع الحكومة المصرية والتوصية بالموافقة على مطلب مصر بزيادة القرض المحدد من الصندوق من 3-5 مليارات

- أن هناك تفهمًا من الغرب بخطورة تهجير الفلسطينين إلى سيناء والأردن، وأن البلدين عبرا عن رفضهما لهذا التهجير، خاصة ما يتعلق بخطورة ذلك على اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979 وأيضا على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الآمنة التي استطاعت مصر تحريرها من الإرهاب خلال الفترة الماضية.

- إن ما نشرته وكالة «بلومبرج» القريبة من صناع القرار في الولايات المتحدة، لا يعكس معلومات متناثرة من هنا وهناك، وإنما أطروحات تجري مناقشتها في دوائر صنع القرار لدى الولايات المتحدة والغرب.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أخبار فلسطين أمريكا الاحتلال الإسرائيلي الولايات المتحدة الأمريكية فلسطين مصطفى بكري مقالات فى المنطقة

إقرأ أيضاً:

الأمين العام للأمم المتحدة يعرب عن قلقه بشأن الأحداث في لبنان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الأربعاء، عن قلقه من انفجارات أجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان، التي وقعت يوم أمس واليوم، بحسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، أن: "الأمين العام يحث جميع الجهات الفاعلة المعنية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب أي تصعيد آخر."

وفي وقت سابق اليوم، علق جوتيريش على انفجارات يوم أمس الثلاثاء، محذرا من خطر التصعيد في المنطقة.

وقال للصحفيين، خلال إفادة صحفية، أنه: "يجب فعل كل شيء لتجنب هذا التصعيد." وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة إن انفجارات أجهزة الاتصالات اللاسلكية هي "ضربة استباقية قبل عملية عسكرية كبرى."

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للأمم المتحدة يعرب عن قلقه بشأن الأحداث في لبنان
  • حزب المصريين: زيارة بلينكن تأكيد لدور مصر المحوري في القضايا الإقليمية
  • "بلومبرج": إنتاج مقاتلات "F-35" أصبح الأكثر تكلفة في الولايات المتحدة
  • مصطفى بكري: اتصالات بدر عبد العاطي برئيس الوزراء ووزير الخارجية اللبنانيين عكست موقفا مصريا عروبيا
  • «عدوان سافر».. مصطفى بكري: الهجوم السيبراني لقوات الاحتلال على أجهزة اتصال حزب الله تطور خطير في مسار الحرب
  • مصطفى بكري ينعي رسام الكاريكاتير الشاب أحمد قاعود
  • في ذكرى 30 يونيو | مصطفى بكري يرصد أسرارَ أخطر عشرة أيام في تاريخ مصر (12).. لحظة الحقيقة
  • «القاهرة الإخبارية»: الخارجية الأمريكية تدرس مقترحا لوقف إطلاق النار في غزة
  • مصطفى بكري: المصريون لن ينسوا للأشقاء السعوديين مواقفهم في ظل الظروف الصعبة
  • لجنة العقوبات تناقش الخميس التقرير النهائي لفريق الخبراء بشأن اليمن