الكاتبة ريم البياتي تخطّت حدود الكتابة الأنثوية لتدخل ما ورائيات الموت والحياة
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
طرطوس-سانا
تُقدّم الكاتبة ريم البياتي في إصدارها السادس “بوابات الهلع” عبر سردٍ شعري جلسة محاكمة مفترضة للإنسان بعد الموت دون إصدار الحكم الذي تركته مع نهاية النص معلقاً بفوهة بندقية مفتوحة على كل الاحتمالات.
وقالت البياتي خلال حديث لمراسلة سانا: “إنّ الكتاب بُنيَ على حلم لرجل غلبه النعاس لينام لحظات قليلة في أرض المعركة، ليدخله ذلك الحلم في ما ورائيات المجهول ليرى ما يُحكى وما نسمعه عن صور غيبية لما بعد الموت يُسأل فيها الإنسان عمّا قام به من أفعال في الحياة الدنيا ليستحق الجنّة أو النار وفق أعماله تلك”.
وتتابع البياتي: “فكرة الكتاب خرجت من رحم الحرب على سورية، وهو نتاج أربع سنوات يحمل رسائل عدة منها تسفيه الأفكار الخاطئة ونَفي لأمور تعتبر كذبة تناقض العقل والفكر الإنساني وتعرية ذلك الإنسان الذي يلجأ لتبرير أفعاله الخاطئة وعنجهيته، وما يقوم به من آثام وشرور تحت مسميات زائفة علّه يتّعظ ويتوقف عنها بعد معركته الحقيقية وهي الصراع مع الذات”.
الكتاب الذي صدر بالتعاون بين اتحاد الكتاب العرب في سورية ودار “بنياد أفرا” في إيران، تمّ تصنيفه كنص درامي له طابع الملحمة تعمّدت الكاتبة تقسيم صفحاته 96 إلى 12 نشيداً بدلاً من فصل أو مقطع كما هو متعارف عليه، لِما للنشيد من وقع وحضور أقوى في ذاكرة التاريخ والأدب، وتوافقه مع مضمون وعنوان النص لتوصيف عبور الشخص من مكان ودخوله مكاناً آخر عبر بوابة الموت الذي لا يذهب إليه أحد بملء إرادته.
ووازنت البياتي بين بحور الشعر وشعر التفعيلة بلغة بصرية لافتة تأرجحت ما بين عمق الهدوء وغليان الحركة، مع استخدام ألفاظ قليلة التداول بعض الشيء تتسم بالصعوبة والقسوة للدلالة على مجريات وتفاصيل الحدث كما يجب لتوصيفها.
وترى البياتي أن الحرب بأفكارها ومفرزاتها جعلت الكثيرين يقومون بأفعال القتل والدمار والخراب ظنّاً منهم أنهم ذاهبون حتماً إلى جنّة الحوريات ونبع الحياة، متناسين أن ذلك مُنافٍ للإنسانية ويقف عائقاً أمام تقدم المجتمعات وتطورها الفكري والحضاري لترمز إلى الشخص الخاضع للمحاكمة في كتابها بـ “الملقي” وهو الإنسان المنافق والتاجر الجشع ومن أشعل تلك الحروب فلفظته الأرض وألقته بعيداً، في حين شبّهت البذرة النبيلة الحسنة والأمل بالبناء لمستقبل أفضل بـ “الوردان” أو الطفل ببراءته ونقائه من أجل حُسن تربيته ونشأته ليكون البناء صالحاً.
الأنثى عند البياتي تمثّل نقطة البداية والنهاية، الأرض والرابط والأساس لكل شيء فجعلت مفردات ومحور نصّها وصوره على قيد الأنوثة وأعطت الأنثى حقّ محاكمة ذاك “الملقي” لأنها الخاسر الأكبر من تلك الحروب ويحقّ لها مقاضاة من أفقدها الأب والأخ والولد والزوج.
وتواظب البياتي على الكتابة منذ سن الثامنة من عمرها حتى الآن، وترى نفسها ابنة الأرض لذلك تجهد في العمل بزراعة أرضها بالتوازي مع الكتابة والقراءة والاطلاع الدائم بتعمق على الأدب القديم أو الجديد لأن الثقافة عالم واسع لا بد للكاتب من خوض بحره.
وتشير البياتي إلى أن الكتاب حالياً قيد الترجمة والطباعة في أمريكا مدعّماً بشهادات كبار الكتّاب والنقاد عليه، أمثال الدكتور محمد جاسم ونّان والاستاذ حنّا عبود وغيرهما.
يشار إلى أن الكاتبة ريم البياتي من قرية الصفصافة بريف طرطوس مواليد 1964 لها مشاركات عديدة، منها مشاركتان في تونس في مهرجان أيام قرطاج الشعرية بدورته الثانية عام 2019 و مهرجان “عليسه” للمبدعات العربيات عام 2022، ولها إضافة إلى (بوابات الهلع) خمسة إصدارات هي “لتلك الوجوه أصلّي” الصادر عن اتحاد الكتاب العرب و”مزامير الوجع” الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب و”شوك السنابل” و”هذيان الحطب” الصادران عن دار نيرفانا بدمشق، إضافة إلى ” للغرباء والمنفى” الصادر عن دار السرد الروائي في بغداد، لتشكل تلك الإصدارات الستة خلاصة كتاباتها جمعتها وبدأت بإصدارها منذ عشر سنوات.
فاطمة حسين
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
حرائق كاليفورنيا تلامس حدود منزل “هاريس”.. الكارثة تدمر مساحات شاسعة
#سواليف
تواصل #حرائق_الغابات في ولاية #كاليفورنيا التأثير على حياة الملايين، إذ تُعد هذه الحرائق من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها المنطقة في تاريخها الحديث.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن حريقًا ضخمًا اندلع بسرعة في أحد أغنى أحياء مدينة #لوس_أنجلوس ليلة السبت، حيث اقتربت النيران من منزل نائبة الرئيس الأمريكي #كامالا_هاريس.
وأسرعت خدمات الطوارئ في محاولة لاحتواء الحريق، بعد أن غير حريق منطقة باليساديس الأكبر في المدينة المطلة على البحر، اتجاهه بسرعة ليلة الجمعة، وتقدم نحو حي للأثرياء والمشاهير، هو برانتوود المقيمة فيه هاريس، وقيمته 5 ملايين دولار.
‼️????جحيم لوس أنجلوس يقترب من منزل نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن كا مالا هاريس وفقاً لوسائل اعلام أمريكية . pic.twitter.com/U9H15beDOn
مقالات ذات صلة “بلومبيرغ” تشير إلى احتمال غير متوقع تسبب في اشتعال حرائق كاليفورنيا 2025/01/12 — موسكو | ???????? MOSCOW NEWS (@M0SC0W0) January 12, 2025ومع تصاعد ألسنة اللهب وتدمير العديد من المنازل والمرافق، يواجه المسؤولون تحديات كبيرة في محاولة للسيطرة على الوضع. وتشير الأرقام الأخيرة إلى تزايد عدد القتلى والمفقودين، في وقت تعاني فيه المنطقة من #خسائر_اقتصادية_ضخمة.
وبحسب التقارير الأخيرة من مكتب الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس، فإن الحرائق أسفرت حتى مساء يوم السبت عن مقتل 16 شخصًا على الأقل، مع وجود توقعات بارتفاع هذا العدد في الأيام المقبلة، ووصل عدد المفقودين إلى 13 شخصًا، ما يزيد من عمق الأزمة الإنسانية.
وفي ما يتعلق بالخسائر المادية، فقد دمرت الحرائق أكثر من 12,000 مبنى، في حين أن الأراضي المتضررة امتدت على مساحات شاسعة تُقدّر بـ 22,000 فدان حتى الآن، كما أن النيران التهمت أجزاء كبيرة من أحياء سكنية في باليساديس.
وتسعى فرق الإطفاء في ولاية كاليفورنيا إلى احتواء الحرائق باستخدام أحدث التقنيات، حيث إنه يتم إلقاء مواد الإطفاء والمياه من الطائرات على التلال شديدة الانحدار لمكافحة انتشار النيران. ورغم احتواء 11% فقط من الحرائق في حي باليساديس، إلا أن الأوضاع لا تزال حرجة، حيث يمتد الحريق إلى مناطق أخرى مثل ماندفيل كانيون، ما يهدد أحياء سكنية راقية مثل حي برينتوود.
وتجدر الإشارة إلى أن الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية قد حذرت من أن الرياح القوية، والمعروفة برياح سانتا آنا، قد تزيد الوضع سوءًا. فمن المتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى 70 ميلًا في الساعة، ما يؤدي إلى تفاقم الحرائق بشكل أكبر. وبحسب الأرصاد، فإن الطقس الحار والجاف سيستمر حتى يوم الأربعاء المقبل، ما يزيد من صعوبة عمليات الإطفاء.
ومن ناحية أخرى، أصدرت السلطات أوامر إخلاء لعدد كبير من السكان في المناطق المتأثرة، وقد تم إجلاء حوالي 153,000 شخص حتى الآن، في حين لا تزال هناك تحذيرات لأكثر من 166,000 آخرين من احتمال اضطرارهم لمغادرة منازلهم.
ورغم هذه المخاوف الكبيرة، فإنه تم تحقيق تقدم ملحوظ في إعادة الكهرباء إلى بعض المناطق التي تأثرت بشكل كبير بالحرائق. وتواصل الحكومة الفيدرالية توفير الدعم للمتضررين، حيث أعلن الرئيس جو بايدن عن تخصيص موارد اتحادية لتمويل عمليات التعافي وإعادة الإعمار.
بالإضافة إلى الخسائر البشرية والمادية، فقد تأثرت صحة السكان بشكل بالغ جراء الدخان الكثيف المنبعث من الحرائق، ما أدى إلى تدهور نوعية الهواء في مناطق واسعة، خاصة في لوس أنجلوس. وتسبب ذلك في وضع صحي خطير للمواطنين، لا سيما لأولئك الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي. وفي استجابة للأزمة الصحية، تم إعلان حالة طوارئ صحية عامة، مع تحذيرات من استمرار تلوث الهواء خلال الأيام المقبلة.
ومن جانب آخر، قدر الخبراء الأضرار الاقتصادية الناتجة عن هذه الكارثة بين 135 و 150 مليار دولار، وهو ما يعكس عمق التأثيرات السلبية على الاقتصاد المحلي والولايات المتحدة بشكل عام. ووفقًا لخبراء، فإن تكلفة التعافي وإعادة بناء ما دمرته الحرائق ستتطلب سنوات من العمل، مع تحديات إضافية تتعلق بتعويضات التأمين.
أمام هذا الوضع الكارثي، تعاونت عدة دول ومناطق مع ولاية كاليفورنيا لتقديم المساعدات، حيث أرسلت سبع ولايات أمريكية مجاورة فرقًا من رجال الإطفاء، بالإضافة إلى الدعم من كندا والمكسيك. وقد زادت الفرق الجوية التي تساهم في إخماد النيران، في حين تكثف السلطات المحلية جهودها على الأرض لتخفيف الأضرار والسيطرة على الحرائق.
ورغم هذه الجهود الكبيرة، فإن الحرائق لا تزال تهدد مناطق جديدة، بما في ذلك الطرق السريعة التي تربط مناطق جنوب وشمال الولاية. وعليه، فإن السلطات تواصل اتخاذ التدابير الوقائية، وتعمل على توفير كافة الإمكانات لتخفيف الأضرار وضمان سلامة السكان.