رسالة مفتوحة من مثقفين عرب لمثقفي الغرب: لا تنساقوا مع تزویر نضال الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
وجهت مجموعة من المثقفين والفنانين العرب رسالة إلى مثقفي الغرب تدعوهم إلى عدم الانسياق وراء تزوير نضال الشعب الفلسطيني والخلط بين المقاومة والإرهاب.
ودعت الرسالة المثقفين الغربيين إلى تأييد حقوق الفلسطينيين الوطنية المشروعة والعادلة، والتنديد "بممارسات القمع والقتل والاستيطان والحصار وتغيير المعالم التاريخية والدينية لفلسطين التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وقال موقعو البيان: "بمناسبة المواجهات التي تجري بين المقاومة الفلسطينية وقوى الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ومحيطه؛ وفي مناسبات أخرى من المواجهة سابقة، كنا ننتظر، نحن المثقفين العرب، من مفكري بلدان الغرب وأدبائها وفنانيها أن يقابلوا نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه الوطنية المشروعة والعادلة بالنصرة والتأييد، أسوة بما تفعله قطاعات اجتماعية حية من شعوب بلدان الغرب من خلال تظاهراتها المناصرة للحقوق الفلسطينية، والمنددة بممارسات القمع والقتل والاستيطان والحصار وتغيير المعالم التاريخية والدينية لفلسطين التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل وأسوة- أيضاً- بالمواقف المدنية المشرفة التي يفصح عنها قسم من المثقفين والمبدعين والأكاديميين في أوروبا وأمريكا بشجاعة أدبية عالية".
وأضافت الرسالة: "كنا ننتظر ذلك من مثقفي الغرب، لأنّا نرى فيهم الفئة الحية المؤتمنة، في مجتمعاتها، على حماية المبادئ والقيم الكبرى، التي صنعت الحضارة الإنسانية الحديثة والمعاصرة، ولأنها تتقاسم وهؤلاء المثقفين الإيمان بالمبادئ والقيم الإنسانية عينها: الحرية والعدالة، والمساواة، وحقوق الإنسان، وحماية الكرامة الإنسانية، ونبذ التعصب والعنصرية ونبذ الحرب والدفاع عن السلم، ورفض الاحتلال، والاعتراف بحق الشعوب في استرداد أراضيها المحتلة، وفي تقرير المصير والاستقلال الوطني…إلخ".
وتابع موقعو البيان: "نشعر بوجود فجوة هائلة بين ما تميل الثقافة في الغرب إلى الإفصاح عنه، من رؤى وتصورات ومواقف تتمسك بمرجعية تلك المبادئ، نظرياً، وما تترجمه مواقف القسم الأعظم من المثقفين في الوقت عينه، من ميل إلى مناصرة الجلاد المعتدي على حساب حقوق الضحية المعتدى عليه والمحتلة أرضه، أو من الصمت على جرائمه المتكررة".
اقرأ أيضاً
الأونروا: غزة تحتاج 100 شاحنة مساعدات يوميا على الأقل
وأبدى المثقفون العرب اندهاشهم من "الفجوة الهائلة بين مبدئية مواقف مثقفي الغرب في شأن قضايا أخرى في العالم، نشاطرهم الموقف في ما هو عادل منها، وبين لواذهم بالصمت والتجاهل حين يتعلق الأمر بقضية فلسطين وحقوق شعبها في أرضه، الحقوق التي اعترفت بها قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة! وما أغنانا عن القول إن الفجوتين هاتين تترجمان مسلكاً ثقافياً قائماً على قاعدة سياسة “ازدواجية المعايير”، الأمر الذي نستقبحه لأنه يمس في الصميم رسالة الثقافة والمثقفين".
وأوضحت الرسالة: "إذا كانت السياسات الرسمية العربية الممالئة لإسرائيل، والمتسترة على جرائمها تبغي تزویر نضال الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية عن طريق تقديمه بوصفه “إرهاباً”، فينبغي أن لا ينساق قسم من مثقفي الغرب إلى لوك هذه المزعمة الكاذبة، لأن لهؤلاء الذين يروّجونها من السياسيين مصالح من وراء ذلك، لا صلة لها بمصالح شعوبهم ولا بمصالح مثقفيهم".
واعتبرت الرسالة أن اتهام المقاومة الفلسطينية بالإرهاب "انتهاكٌ صارخ لمبادئ القانون الدولي الذي يقرّ بحق الشعوب في تحرير أراضيها المحتلة بالوسائل كافة، بما فيها المسلحة، إن مثل هذا الخلط المتعمد بين المقاومة والإرهاب لن يكون من شأنه سوى تسويغ الاحتلال وتسفيه كل مقاومة مشروعة في التاريخ الحديث وتزوير مضمونها الوطني، فهل يوجد في بيئات المثقفين في الغرب من هو مستعد- فكرياً ونفسياً وأخلاقياً- لأن يصف المقاومات الوطنية في أوروبا للنازية والنازيين بأنها حركات إرهابية؟".
ودعا الموقعون نظراءهم، من مثقفي ومبدعي الغرب، إلى "حوار مشترك حول القيم والمبادئ المشتركة، المومأ إليها في هذه الرسالة، وحول موقع قضية فلسطين منها، وحقوق شعبها، في أن يتمتع بنواتج تلك المبادئ من غير إقصاء أو حيف، من نوع ذلك الذي تفعله سياسات حكومات بلدان الغرب، ويسوغه صمت المثقفين عنها".
وختم المثقفون العرب رسالتهم بالقول: "نحن على ثقة بأن الضمير الثقافي خليق بأن يصحح الرؤى الخاطئة والهفوات التي يقع فيها كثير من أهل الرأي والإبداع في الغرب، وأولها تلك التي نسجت طويلاً، حول فلسطين وحقوق شعبها، وحول حركة التحرر الوطني الفلسطينية، من أجل أن يستقيم الموقف الثقافي من هذه القضية على قاعدة مرجعية المبادئ الكبرى الإنسانية بصدق وشفافية بعيداً من كل نفاق أو خداع أو ازدواج في المكاييل؛ وهذا ما تهدف إليه هذه الرسالة التي يحرص موقعوها على وجوب إبطال هذا الميز في تطبيق أحكام تلك المبادئ على الشعوب والأمم".
ومن بين أبرز موقعي الرسالة: أدونيس، وعبد الإله بلقزيز، والطاهر لبيب، ومرسيل خليفة، ومحمد برادة، ومحمد بنيس، ونبيل سليمان، ورشيد الضعيف، و داود عبدالسيد، وجوخة الحارثي، ونصير شمة، وراجح داود.
اقرأ أيضاً
"كفى منح إسرائيل ضوءا أخضر للقتل".. أمير قطر يدعو لوقف الحرب على غزة
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الغرب المثقفين العرب المقاومة الفلسطينية الإرهاب نضال الشعب الفلسطینی فی الغرب
إقرأ أيضاً:
“أنا سجين سياسي”.. الطالب الفلسطيني محمود خليل في أول رسالة من سجنه الأمريكي
#سواليف
قال #الطالب_الفلسطيني بجامعة #كولومبيا الأمريكية #محمود_خليل في أول تصريح منذ اعتقاله لمشاركته في قيادة تظاهرات منددة بالحرب على #غزة، إنه يعتبر نفسه سجينا سياسيا.
وقال خليل في رسالة: “اسمي محمود خليل، وأنا #سجين_سياسي، وأكتب إليكم من مركز احتجاز في لويزيانا حيث أستيقظ على صباحات باردة وأقضي أيامي الطويلة شاهدا على الظلم الصامت الجاري ضد عدد كبير من الأشخاص المستبعدين من الحماية القانونية.
وأشار إلى أنه “في 8 مارس، تم اعتقالي على يد عملاء وزارة الأمن الداخلي الذين رفضوا تقديم مذكرة اعتقال، وهاجموني أنا وزوجتي بينما كنا عائدين من العشاء. الآن، أصبحت لقطات تلك الليلة متاحة للجميع. قبل أن أدرك ما كان يحدث، قام العملاء بتقييد يدي وإجباري على دخول سيارة. في تلك اللحظة، كان همّي الوحيد هو سلامة نور. لم أكن أعلم ما إذا كانوا سيأخذونها أيضا، حيث هدد العملاء باعتقالها لأنها لم تبتعد عني”.
مقالات ذات صلةوأضاف: “… كان اعتقالي نتيجة مباشرة لممارستي حقي في #حرية_التعبير بينما كنت أدافع عن فلسطين حرة وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، والتي استؤنفت بكامل قوتها مساء الاثنين… ولدت في مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا لعائلة نزحت من أرضها منذ نكبة 1948”.
وتابع قائلا: “أرى في وضعي هذا أوجه تشابه مع استخدام إسرائيل للاعتقال الإداري، السجن دون محاكمة أو تهمة، لحرمان الفلسطينيين من حقوقهم. أفكر في مدير مستشفى غزة وطبيب الأطفال الدكتور حسام أبو صفية، الذي اختطفه الجيش الإسرائيلي في 27 ديسمبر ولا يزال محتجزًا في معسكر تعذيب إسرائيلي اليوم. بالنسبة للفلسطينيين، السجن دون محاكمة عادلة هو أمر مألوف للغاية”.
ولفت إلى أنه “… بينما أنتظر قرارات قانونية تحمل مستقبل زوجتي وطفلي في الميزان، يبقى أولئك الذين سهلوا استهدافي مستمتعين براحتهم في جامعة كولومبيا… استهدفتني كولومبيا بسبب نشاطي، وأنشأت مكتبا تأديبيا استبداديا جديدا للتحايل على الإجراءات القانونية وإسكات الطلاب الذين ينتقدون إسرائيل”.
وأشار إلى أن “… إدارة ترامب تستهدفني كجزء من استراتيجية أوسع لقمع المعارضة. سيتم استهداف حاملي التأشيرات، والمقيمين الدائمين، والمواطنين على حد سواء بسبب معتقداتهم السياسية”، مشددا على أنه “في الأسابيع المقبلة، يجب أن يتحد الطلاب، والنشطاء، والمسؤولون المنتخبون للدفاع عن حق الاحتجاج من أجل فلسطين. ما هو على المحك ليس فقط أصواتنا، بل الحريات المدنية الأساسية للجميع. مع علمي الكامل بأن هذه اللحظة تتجاوز ظروفي الفردية، آمل مع ذلك أن أكون حرًا لأشهد ولادة طفلي الأول”.