في اليوم الثامن عشر من حرب إسرائيل على غزة، يستمر ارتفاع عدد القتلى مع استمرار القصف الإسرائيلي المكثف، ونتيجة القصف الإسرائيلي، قُتل أكثر من خمسة آلاف شخص، وأصيب أكثر من 14 ألفا بجروح، وجميعهم مدنيون، منذ 7 أكتوبر.

ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، انتقادات حادة، حول الحرب على غزة وملف تحرير الأسرى من يد المقاومة الفلسطينية، وهو ما يُنذر باندلاع أزمة داخلية جديدة تهدد أركان إسرائيل.

انقسامات حادة في إسرائيلانقسامات حادة في إسرائيل

 

مثلت عملية "طوفان الأقصى" مفاجأة صادمة للداخل الإسرائيلي، ليس على المستوى العسكري والاستخباراتي فحسب، بل على المستوى السياسي أيضاً. وكتبت رويترز، في وصف العملية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، أنها أسوأ اختراق لدفاعات إسرائيل منذ حرب أكتوبرعام 1973.

وتسقط المسؤولية السياسية كاملة على عاتق التحالف الحكومي الذي يقوده بنيامين نتنياهو، هذا ما تكشف عنه استطلاعات أخيرة، مشيرة إلى أن 80% من الإسرائيليين يُحمّلون رئيس الحكومة مسؤولية ضربة الـ7 من أكتوبر.

ويواجه نتنياهو موجة انتقادات واسعة، يزيد من وطأتها مطالبات عائلات الأسرى الإسرائيليين، الذين تخطى عددهم 213، بالإفراج عن ذويهم المحتجزين لدى المقاومة. وتنذر هذه الوقائع بأزمة سياسية داخلية جديدة في إسرائيل، بعد أسابيع قليلة من "أزمة المحكمة العليا" التي شهدتها البلاد.

ويعاني الداخل الإسرائيلي انقسامات حادة وغضبا عارما من الإسرائيليين الثائرين ضد رئيس حكومتهم، بنيامين نتنياهو، وطالت الانقسامات جيش الاحتلال بشأن الدخول البري إلى غزة، إذ كشفت تقارير إعلامية صهيونية بأن “ثلاثة وزراء، على الأقل، يدرسون الاستقالة من حكومة نتنياهو وفرض تحميل المسؤولية عليه”.

وقال موقع صحيفة يديعوت أحرونوت، إن “نتنياهو متردد بخصوص العملية البرية ويعرقل المرحلة التالية، بل ويخشى التورط في الجنوب، وفي الشمال، لافتاً إلى أنه “يمكن لحزب الله أن يشغل الكيان بهذه الطريقة إلى الأبد، ويدفع ثمناً ضئيلاً جداً مقارنة بالثمن الذي تدفعه إسرائيل”، وفقا لموقع الميادين.

بفائدة 25%.. شهادات ادخار جديدة بأعلى عائد شهري| تفاصيل باستثمارات تتجاوز الـ2 مليار جنيه.. محافظات الصعيد تودع انقطاع الكهرباء

وكانت الصحيفة كتبت على صفحتها الأولى، أن هناك أزمة ثقة بين نتنياهو و”الجيش” ، مضيفة أنه “بعد 17 يوماً من الهجوم على الكيان الغاصب، بات الكل واقعاً في مصيدة، فرئيس الحكومة (نتنياهو) غاضب على الجيش المتهم برأيه بكل ما حدث، ويجد صعوبة في اتخاذ قرار دخول بري، إلى غزة، وحسب شهود في مقر قيادة الجيش، فإن النقاش هناك ليس مركزاً، وليس هناك من يدير المجهود المدني”.

وأكدت الصحيفة أن “العلاقة المتوترة بين نتنياهو وغالانت تجعل أمر العملية صعباً للغاية”. لافتة إلى أن الحكومة“ تجد صعوبة في التوصل إلى قرارات موحدة في مواضيع مركزية، مع انتقال الخشية من العاصفة التي ستأتي في اليوم التالي لانتهاء الحرب، إلى قيادة الجيش”.

وتحدث الناطق باسم جيش الاحتلال، عن سجال بخصوص توقيت العملية البرية على قطاع غزة، وأزمة الثقة التي نشأت بين نتنياهو والجيش، وداخل الكابينت المقلص، والموسّع.

فيما علقت يديعوت أحرونوت على موضوع الثقة قائلة: “يمكن إعادة بناء المنازل لكن من الصعب إعادة بناء الثقة”، لافتة إلى أن الحرب في غزة ولدت ارتباكاً وخلافاً بين رأس الحكومة والجيش، وخلقت أحداث السابع من أكتوبر أزمة ثقة بين نتنياهو الغاضب على مسؤولي الجيش، الذين يتحملون برأيه الذنب في كل ما حدث.

وتضيف الصحيفة أن “نتنياهو يتعامل بضيق صدر مع الآراء والتقديرات التي يعبّر عنها ضباط الأركان، ويماطل في تبني الخطط التي يقدمونها”. وتتابع “داخل الجيش يقولون إن الذنب يقع على عاتق القيادة السياسية لعدم تحديد أهداف واضحة للجيش، الذي لن يعرف متى حقق أهدافه، أو متى انتصرت إسرائيل، بعد أن وعد نتنياهو وغالانت بمحو حماس من على وجه غزة، ولم يشرحا ما هو المعنى العملي لهذا.

ومن جانب آخر، يستمر المئات من ذوي الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في التظاهر في تل أبيب، للمطالبة بإطلاق سراح أسراهم في غزة واستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يتهمونه بالفشل الذريع.

وتظاهر مئات من ذوي الرهائن الإسرائيليين، أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، حاملين صور أقاربهم الأسرى لدى حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في الهجوم الذي شنته على مناطق بغلاف غزة في 7 أكتوبر الحالي.

ويحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها “حرروا الأسرى... أوقفوا إطلاق النار”، ورددوا هتافات تدعو لتحرير الأسرى.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد صرح بأن حكومته ستستخدم أي وسيلة لتحديد مكان المخطوفين وإعادتهم إلى بلدهم، فيما قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنجبي، إن قضية الرهائن ستكون جوهر أي نقاش لإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

انقسامات حادة في إسرائيلتآكل الدعم الدولي لإسرائيل

ومن جانب آخر، انتقد الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، قرار إسرائيل قطع الإمدادات عن قطاع غزة المحاصر، في خضم الحرب التي تشنها على حركة حماس، محذرا من التداعيات الخطيرة التي ينطوي عليها هذا القرار.

وجاء تحذير باراك أوباما خلال مقال نشره في منصة التواصل الاجتماعي "ميديام" بعنوان "أفكار عن إسرائيل وغزة"، ليل الاثنين الثلاثاء.

وقال أوباما الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة بين عامي 2009-2017 إن "قرار الحكومة الإسرائيلية بقطع الغذاء والماء والكهرباء لا يهدد فقط بتفاقم الأزمة الإنسانية، فمن الممكن أن يؤدي أيضا إلى تصلب التوجهات الفلسطينية لأجيال".

وأضاف أن القرار يمكن "أن يفضي أيضا لتآكل الدعم الدولي لإسرائيل، وهو ما قد يصب في مصلحة أعداء إسرائيل، ويقوض الجهود الطويلة المدى لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة". وخلال عهد أوباما شنت إسرائيل حربين على قطاع غزة عامي 2012 و2014.

وعن الهجوم البري المحتمل لقطاع غزة، قال الرئيس الأمريكي الأسبق إن العالم كله يراقب الأحداث التي تتوالى عن كثب، مشيرا إلى أن أي استراتيجية عسكرية إسرائيلية تتجاهل الخسائر البشرية قد تجلب نتائج عكسية في نهاية المطاف.

"لا يجرؤ أحد غيرنا على القيام بذلك"..هل تنجح روسيا في وقف الحرب الإسرائيلية؟ قمة القاهرة للسلام تتمسك بالوقف الفوري للحرب على غزة خوفا من اتساع نطاقها حذف سيناء من خريطة مصر يزعج الملايين .. إليك الحكاية كاملة العدوان الإسرائيلي على غزة.. هل يتحمل الاقتصاد العالمي المنهار بالفعل حربا جديدة؟

وقال إن الآلاف من الفلسطينيين قتلوا خلال القصف في غزة، وبينهم الكثير من الأطفال، وأُجبر مئات الآلاف من السكان على النزوح عن منازلهم. وجدد أوباما في مقاله دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر.

وقال إنه يقدم دعمه الكامل للرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، في دعم إسرائيل لملاحقة حماس، وتفكيك قدراتها العسكرية وإعادة مئات المحتجزين في غزة.

لكن أوباما استدرك قائلا إنه "حتى مع دعمنا لإسرائيل، فيجب أن نكون واضحين في كيفية خوضها لهذه المعركة مع حماس". ولفت إلى ما قاله بايدن "مرارا بأن الاستراتيجية الإسرائيلية يجب أن تلتزم بالقانون الدولي، بما في ذلك القوانين التي تسعى لتجنب موت المدنيين وإصابتهم قدر الإمكان".

ومع ذلك، قال إن "المهمة صعبة، فأي حرب مأساوية دائما، وحتى مع وجود أكثر العمليات العسكرية حذرا في التخطيط، يتعرض المدنيون غالبا للخطر".

ومن جانبه، قال الباحث الإسرائيلي، آفي يسخاروف بصحيفة يدعوت أحرنوت، إن "بعد 17 يوماً من الهجوم على غلاف غزة، يجب قول الحقيقة، والتي سيكون سماعها صعب على الأذن الإسرائيلية، الفصائل الفلسطينية في الطريق لتحقيق انتصار"

وأضاف الباحث، أن المقصود ليس فقط أحداث السابع من أكتوبر، (1400) قتيل إسرائيلي، وأكثر من (220) أسير، لا بل النقطة التي وصلت إسرائيل لها، ممزقة ومتضاربة ومنقسمة".

وكشفت استطلاعات صحيفة "معاريف" العبرية، عن أن 80% من الإسرائيليين يعتقدون أنه على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن يتحمل مسؤولية ما حدث في قطاع غزة. وفي استطلاع آخر لجيروزاليم بوست، ترتفع هذه النسبة إلى 94% من الإسرائيليين، فيما يعتقد 56% منهم أن على نتنياهو تقديم الاستقالة بعد انتهاء الحرب الجارية.

وهو ما تؤكده يديعوت أحرونوت في تقريرها المذكور، مشيرةً إلى أن ثلاثة وزراء إسرائيليين على الأقل يفكرون في الاستقالة، لإجبار نتنياهو على تحمُّل مسؤولية أحداث 7 أكتوبر.

في المقابل "يسعى نتنياهو إلى التنصل من مسؤولية فشل التنبؤ بهجوم حركة حماس وإلقاء المسؤولية على عاتق الجيش"، وفق ما ذكرت هآرتس، يوم الأحد.

ومن جانبه قال أستاذ العلوم السياسية المتخصص في الشأن الإسرائيلي، محمد صالح، إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لها عدة تأثيرات سلبية على أكثر من صعيد إذ ستؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي كما أن هناك خسائر في البورصة وسعر العملية والعمالة من غزة والضفة توقفت بالإضافة لتأثير السياحة بشكل كبير؛ هناك دول كثيرة نصحت رعاياها بعدم السفر إلى إسرائيل.

وأضاف صالح في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن كل هذه العوامل يعاني منها الاقتصاد الإسرائيلي ومن المتوقع أن تزيد هذه المعاناة إذا حدثت الحرب البرية وخاصة لو طالت فترته الزمنية وكلها عوامل تؤثر سلبا على إسرائيل.

وأشار إلى أن الحرب على غزة أثرت على إسرائيل من الناحية السياسية؛ إذ أن الحكومة الإسرائيلية ائتلافية وتتكون من عدة أحزاب لأنها لا يستطيع حزب بمفرده الحصول على الأغلبية والحكومة الموجودة في إسرائيل يمينية متطرفة ويمينية متشددة؛ وبعد اندلاع الحرب تم تشكيل حكومة إسرائيلية مصغرة أطلق عليها حكومة طوارئ.

وأكد صالح أنه عندما تنتهي الحرب سيأتي وقت الحساب من الداخل الإسرائيلي لنتنياهو وللحكومة الإسرائيلية؛ الداخل الإسرائيلي سوف يبحث عن المسؤول عن الخسائر وكل ذلك سيقوله الرأي العام من خلال الانتخابات وأتوقع أن تكون هناك انتخابات مبكرة في إسرائيل ولن يفوز فيها رئيس الوزراء الحالي وقد يتم تشكيل لجنة للتحقيق فيما حدث.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة جيش الاحتلال نتنياهو أوباما حماس بنیامین نتنیاهو من الإسرائیلیین رئیس الوزراء بین نتنیاهو فی إسرائیل قطاع غزة أکثر من على غزة فی غزة إلى أن ما حدث

إقرأ أيضاً:

في عيدها الـ89.. فيروز صورة لبنان الساحر بلا انقسامات أو حروب

اعتاد اللبنانيون على الجمع بين عيد الاستقلال وعيد ميلاد فيروز، وذلك لأن النجمة الكبيرة تمثّل في وجدانهم أيضاً رمز لبنان الواحد، العابر للطوائف والمناطق والأحزاب. ولدت فيروز واسمها الحقيقى نهاد رزق وديع حداد، فى قرية الدبية فى منطقة الشوف في 21 تشرين الثاني عام 1935، ( بعض المراجع يقول إنها من مواليد 20 تشرين الثاني 1934) وعاشت طفولتها في العاصمة بمنطقة زقاق البلاط، حيث كان يعمل والدها في إحدى مطابع صحف لبنان.
بلغت السيدة فيروز من العمر 89 عامًا، قدمت خلالها باقة من الأغاني التي رسخت في ذاكرة أكثر من جيل لبناني وعربي، وعاشت مع أفراحهم وخيباتهم وحياتهم الخاصة. ورغم انقسام اللبنانيين على الكثير من القضايا السياسية والطائفية إلا أنهم يجتمعون على حب فيروز التي ظل صوتها يصدح بالأغاني الوطنية في أيام الحرب الصعبة، ويرافق صباحات محبيها.
بدأت نهاد مسيرتها الفنيّة بمشاركة والدها كمؤدّية في كورس الإذاعة اللبنانية،واكتشف صوتها الملحن محمد فليفل، وقدمها للإذاعة حيث تولى الموسيقار حليم الرومي والد المطربة ماجدة الرومي رعاية موهبتها، إلى أن تعرفت على الأخوين عاصي ومنصور الرحباني بداية خمسينيات القرن الماضي. وتعاون فيروز مع الأخوين رحباني شكل مرحلة جديدة من الغناء، وهي المزج بين الأنماط الغربية والشرقية والأنماط اللبنانية في الموسيقى والغناء.
في منتصف الخمسينيات، تزوجت فيروز من عاصي الرحباني وأنجبا أربعة أولاد، هم زياد، وليال التي توفيت عام 1987 بعد سنة من وفاة والدها، وهلي وريما. ومرّت فيروز بمآس كثيرة على الصعيد الشخصي، من وفاة ابنتها إلى إعاقة نجلها هلي. وبعد وفاة زوجها عاصي عام 1986 عملت فيروز مع ملحنين آخرين من بينهم ابنها زياد الذي قدم لها مجموعة من الأغاني من الأنماط الغربية والحديثة.
حملت فيروز المدن العربية بصوتها فغنّت بيروت، ودمشق، والقدس،وإسكندريّة، وبغداد، فكادت لا تغيب أي بقعة جغرافية من العالم العربي عن أغانيها. وقدمت فيروز المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة وتجدد في الموسيقى العربية، وذلك بتقديمها الأغاني القصيرة ذات المعنى مع الأخوين رحباني وأخيهما ألياس، وتميزت أعمالها بالثراء والتنوع، فقد غنت للحب والحياة والوطن والأم والأطفال، وقدمت القصائد والأناشيد القديمة بأسلوب مميز جعلها قريبة من العامة.
كما قدمت العديد من الأغاني التي أدرجت في مجموعة من المسرحيات والتي وصل عددها نحو خمس عشرة مسرحية، وكانوا من تأليف الأخوين رحباني فقد تنوعت مواضيع تلك المسرحيات . ومن أشهر المسرحيات الغنائية للأخوين رحباني، والتي شاركت فيها فيروز كانت "ميس الريم"، "ناس من ورق"، "صح النوم"، "المحطة"، "لولو"، "ناطورة المفاتيح"، "جسر القمر"، و"بياع الخواتم" التي تحولت فيما بعد إلى فيلم سينمائيّ. 
والقائمة تطول بأجمل ما غنت فيروز للعشاق ومنها :"حبيتك بالصيف"، "قديش كان في ناس"، "شادي"، "بكرا أنت وجايي"، "حبوا بعضن"، "حبيبي بدو القمر"، "سوى ربينا"، "كانوا يا حبيبي"، "فايق شو حكينا"، "بعدك على بالي"، "كيفك انت ملا انت"، "بكتب اسمك يا حبيبي" وغيرها.
على مدى عقود، شكّلت أغاني فيروز جسرا بين اللبنانيين. وخلال الحرب الأهلية، رفضت الغناء في لبنان لتجنّب أن تُحسب على منطقة دون أخرى. ولم ينفرد العرب وحدهم بفيروز، فقد سمعت أغانيها في عدة أماكن حول العالم حيث غنت في نيويورك وسان فرانسيسكو ومونتريال ولندن وباريس.
فإلى جانب الإرث الخالد الذي صنعته مع الأخوين رحباني، غنّت فيروز كلمات عظماء أمثال جبران خليل جبران، وسعيد عقل، وأحمد شوقي، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، ونزار قباني وغيرهم. وتوقفت "سفيرة لبنان إلى النجوم" عن إحياء الحفلات المباشرة منذ عام 2012، رغم أنها طرحت ألبومًا عام 2017 ويعد الأخير لها قبل أن تختار التفرغ لحياتها الخاصة. ورغم ابتعاد فيروز كليا عن الأضواء منذ سنوات، فلا يزال صوتها الاستثنائي، باعتراف خبراء عالميين، يرافق ملايين الأشخاص عبر العالم.
هذه السنة، يكتسب عيد ميلاد فيروز مثله مثل عيد الاستقلال طابعاً وطنياً مختلفاً. ولم تغب أغاني فيروز الوطنية عن الساحات والسوشيال ميديا. في هذا الوقت، يصر اللبنانيون على سماع أغنية "بحبك يا لبنان" التي غنتها فيروز مطلع الحرب ، ولعل أكثر ما يعني المواطنين على الأرجح  في الأغنية فكرة ولادة لبنان الجديد الذي ليس هو بنظرهم لبنان الحرب، بل لبنان "سويسرا الشرق"، لبنان المقاوم، لبنان العدالة، لبنان الحرية.
لم تترك الحرب زاوية في بيروت إلّا وجرحتها، ولم تترك بناية إلّا وثقبتها بالرصاص والقذائف. الكثير من البؤس أثقل سماء العاصمة. وبين عالم الرحابنة النقيّ والممجّد للوطن والمتماثل مع أجراس الكنائس وآذان الجوامع، سقط لبنان في حرب طويلة.
وفي الاونة الأخيرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات للدمار الذي لحق بالفندق وصور للغرفة التي اعتادت فيروز النزول فيها إبان إحيائها حفلاتها، ضمن مهرجانات بعلبك الدولية، وتم الحفاظ عليها كذكرى تاريخية. ولم يسلم فندق "بالميرا"، أحد المعالم السياحية الثابتة في المدينة، من الضربات الإسرائيلية.
نتذكر فيروز في كل مرة يقع لبنان ضحية سحره الفريد، فالحروب لا تفارق أرضه، فهو صلة وصل الحضارات والأديان. ها هو يخوض حرب وحيدًا ومنهكًا، شعبه يموت وينزح من ضربات الجو والبرّ.
فما يجمع الناس في الحرب الساخنة ليس فقط البيوت البعيدة عن القصف، بل صوت فيروز الذي يُنشد وطنًا لكل أبنائه في الحرب والسلم. ففيروز هي الرمز، ليس بصوتها فقط، بل بوطنيتها، خصوصاً أنها ابنة هذا الشعب الثائر، نشأت في عائلة فقيرة ، وعانت في طفولتها وصباه. لكنّ فيروز التي اعتادت عدم إعلان موقف سياسي، مع فلان أو ضد فلان، تؤمن بإنسانية الشعب اللبناني، فلا تنحاز إلى جماعة دون أخرى أو طائفة دون أخرى. وفيروز كما الذهب، لا عمرَ افتراضياً لها، حتى أرقام متابعيها والاستماعات لأغانيها على مواقع التواصل الإجتماعي، ليست افتراضيّة وهي بعيدة عن عالم التقديرات والتوقّعات.
عالم من الرومانسية الحالمة والذكريات الجميلة تأخذنا إليها السيدة فيروز في الكثير من أغانيها التي تخترق مشاعر محبيها الى حد الصميم وتجعلهم يعيشون تفاصيل ممتعة في حكايا حبهم، من إنتظار للحبيب مرورا بالغوص في قصص المراهقين وصولاً الى لهفة اللقاء. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • العراق: اتخذنا خطوات داخلية وخارجية بشأن تهديدات إسرائيل
  • وسط استعدادات الجيش.. العراق يتخذ خطوات داخلية وخارجية بشأن تهديدات إسرائيل
  • سقوط نتنياهو دوليا وأوروبا تجهز زنزانته.. اكتئاب في تل أبيب وصواريخ حزب الله تدك حيفا وبوتين يجهز النووي
  • إسرائيل: الظروف تغيرت ونقترب لاتفاق يوقف الحرب في غزة قبل تنصيب ترامب
  • الجيش الإسرائيلي يعترف بعدم استطاعته السيطرة على قطاع غزة
  • رئيس الاستخبارات الإسرائيلي السابق: إسرائيل قررت البقاء في غزة لسنوات
  • العراق بحرب خفية مع إسرائيل والضربة الصهيونية قريبة!.. ماذا بعد شكوى تل أبيب ضد بغداد؟
  • “أوهن من بيت العنكبوت” .. هل دحضت مشاهد احتراق “تل أبيب” فكرة أن الحرب ضد إسرائيل مستحيلة؟
  • العراق بحرب خفية مع إسرائيل والضربة الصهيونية قريبة!.. ماذا بعد شكوى تل أبيب ضد بغداد؟ - عاجل
  • في عيدها الـ89.. فيروز صورة لبنان الساحر بلا انقسامات أو حروب