من/ رامي سميح.

أبوظبي في 24 أكتوبر /وام/ قال سعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي، مدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، إن "المؤتمر العالمي الثاني للمجلس"، الذي سيعقد يومي 7 و8 نوفمبر المقبل في أبوظبي، تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، سيعمل على رسم مسارات تجديدية ومناهج مرنة منضبطة، والخروج بخارطة طريق في كيفية التعاطي والإفتاء في المستجدات العلمية.

وأضاف الدرعي، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام"، أن المؤتمر، الذي سيعقد تحت عنوان "نحو الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية - المنهجية الحضارية، والتطبيقات الواقعية، وأخلاقيات الاستدامة" برئاسة معالي العلامة عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، سيخصص جلسة خاصة في هذا المجال بعنوان "نحو منهجية منضبطة ومستدامة تتفاعل مع الحاجات الإنسانية"، وسيطرح للحوار والنقاش عدة قضايا مستجدة تتعلق بالمجالات الطبية والأسرية والبيئة وأخلاقيات الاستدامة والذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن المؤتمر يتفاعل مع إعلان دولة الإمارات عام 2023 "عامًا للاستدامة"، بالإضافة إلى القضايا العلمية التي تعتبر من أهم المستجدات المعاصرة والتي ستكون محلاً للنقاش بين خبراء العلوم الشرعية والطبيعية، ومن أهمها زراعة قلب الخنزير في الإنسان، والجينوم البشري وإرضاع الخدج وبنوك الحليب والروبوتات المستقلة وزرع الشرائح والمتاجرة بالبيانات الضخمة.

وأوضح أن المؤتمر الأول للمجلس الذي عقد في عام 2020 حول "فقه الطوارئ" جاء استجابةً للاستفسارات المتعلقة بوباء "كوفيد - 19"، وحقَّق الاستباقية في مواكبته لأسئلة كوفيد الدينية، وقدَّم الحلول الشرعية للعديد من المجتمعات في التعامل مع الجائحة، بينما سيواصل المؤتمر في نسخته هذا العام التعامل مع المستجدات؛ ضمن سلسلة نوعية من المؤتمرات، ستعالج مثل هذه القضايا المفصلية، بدراسة تحديات مجال الإفتاء وفرصه التي فرضتها وتفرضها التغيرات والتحولات الجديدة في: الفضاء، والمناخ والبيئة، والطب، والرقمنة، ومجال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح شريكا مؤثرًا في حياتنا.

وأشار إلى أن الرؤية التي انبثق منها المؤتمر هذا العام هي: "الاستباقية في صناعة الحلول الشرعية للتعامل مع المستجدات العلمية في ضوء واقع المجتمعات الإنسانية"، مشيراً إلى أن المجلس يسعى من خلال هذه الرؤية إلى تحقيق أهدافه من عقد هذا المؤتمر والمتمثلة في مواكبة الدور الريادي لدولة الإمارات في التقدم العلمي والتطور التقني ورفاهية الإنسان، من خلال تحقيق التكامل والتلاقي المعرفي والحوار بين الخبراء والمتخصصين في العلوم الشرعية والطبيعية، وذلك تفعيلاً لأدوات الاجتهاد الحضاري، واستدعاءً للمناهج العلمية الأصيلة والرصينة، بغرض الوصول إلى مقاربات وحلول شرعية وقانونية وأخلاقية وإنسانية، تعمل على معالجة التحديات التي تفرضها القضايا المعاصرة المستجدة، وتسهم في استيعاب حاجات المجتمعات الإنسانية الحالية والمستقبلية، من أجل ضمان استدامة تنميتها وازدهارها.

وأوضح أن أكثر من 160 شخصية علمية وفكرية سيشاركون في المؤتمر، يمثلون أكثر من 50 دولة بالإضافة إلى 71 جهة إفتائية حول العالم، مشيراً إلى أن المؤتمر جعل من أولوياته فتح المجال للمؤسسات الوطنية؛ حيث تشارك فيه غالبية المؤسسات الوطنية الحكومية والطبية والقانونية والتقنية والجامعات والجهات المختصة بالذكاء الاصطناعي، فضلا عن أن غالبية المتحدثين فيه من داخل الدولة، وأن الجلسات ستشهد ألقاء أكثر من خمسين مداخلة علمية، إلى جانب استقبال أكثر من ستين بحثًا علميًا محكمًا سيتم نشرها في كتاب المؤتمر.

وأوضح مدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أنَّ ما يميز المؤتمر الثاني للمجلس، أنَّه لن يقدم فتاوى جاهزة، ولا تقريرات متداولة، أو تلقينات مسكنة كما يتبادر للأذهان من مدلول كلمة فتوى، وإنَّما يرسخ لتقاليد جديدة تنطلق من إيجاد عوامل إيجابية تساعد على الالتقاء والتكامل مع الخبرات العلمية في جميع المجالات، ويسن عادةً حسنةً وهي الإنصات والاستماع والإصغاء للآخرين حتى نقول للرأي الفقهي: لست وحدك في الساحة فلك شركاء آخرون يجب اعتبارهم.

وأضاف الدرعي: "مؤتمرنا هو في حقيقته منصةٌ علميةٌ وملتقىً حواريٌّ سنويٌّ تكامليٌّ؛ لأنَّه يعتمد تلاقح الأفكار والتشاور والتكامل بين الخبراء والمختصين، ولا يقتصر على الرأي الشرعي فقط، بل يستدعي الشركاء من العلوم والتخصصات الأخرى ليقدموا لنا تصوراتهم الواقعية حول هذه القضايا، لنقوم بناء على ذلك ببناء الرأي الشرعي".

وتابع الدرعي: "ستكون هذه المنصة متجددة في كل عام لبحث قضايا جديدة وفق هذه المنهجية، وذلك لنستمع إلى الجميع، ونعترف بالشركاء، ونرسخ التكامل بين العلماء والخبراء، والمؤسسات المتنوعة، والعلوم الشرعية، والطبيعية".

ورداً على سؤال حول دور المجلس في تعزيز التكامل بين الجهات والمؤسسات الإفتائية والعلمية والبحثية المتخصصة، وتحقيق الانفتاح على العلوم الطبيعية، قال الدرعي: إنَّ مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي يعمل على مستويات عدة من أجل تحقيق هذا التكامل المنشود لتحقيق الاستيعاب الشرعي؛ فهو يعتمد المنهجيات والضوابط والأسس العلمية ويعمل لتحقيق التوافق حولها بين المؤسسات والخبراء؛ لإقرار منهجية حضارية حول المستجدات باعتماد الاجتهاد الحضاري المؤسسي بعيدا عن الآراء الفردية السريعة والجاهزة.

وأضاف أن المجلس يعمل كذلك لتحقيق الاتفاق على المحددات الضرورية التي تستوعب التصور وتحقق هذا التكامل، فالاقتصار في المستجدات العلمية على المحدد الشرعي فقط وإقصاء المحددات الأخرى يسبب خللا في التصورات وخاصة المحدد الوطني والقانوني والفكري والإنساني والكوني، التي ستكون حاضرة بقوة في مخرجات هذا المؤتمر.

وأوضح سعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي، أن من مخرجات المؤتمر ونتائجه وتوصياته أيضًا تبادل الخبرات والتجارب بين المؤسسات الإفتائية وغيرها لدعم البحوث العلمية وخلق بيئة علمية مرجعية تحقق تقارب الرؤى والتنسيق في هذا المجال.

وأكد الدرعي أنَّ مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي يعقد آمالاً كبيرةً على "وام" وسائل الإعلام الوطنية في تغطية هذا المؤتمر وإيصال رؤيته ورسالته التي تعكس تطلعات ورؤى قيادتنا الرشيدة إلى المجتمع الإماراتي والعالمي، مشيدا بدور الإعلام الوطني في خدمة القضايا الوطنية؛ إذ لم يعد دوره قاصرًا على نقل الأحداث ومواكبتها، وإنَّما أصبح شريكًا إستراتيجيًا في صناعة الحدث وبناء المفاهيم.

وقال إنَّ المجلس وبتوجيهات من القيادات الحكيمة يسعى في كل مبادراته للتفاعل مع احتياجات المجتمع وتقديم الحلول الملائمة والمناسبة لثقافته والمحافظة على هويته، لافتا إلى أن دولة الإمارات تأسست على حبِّ الريادة والتميز والإبداع والابتكار منذ عهد مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولا تزال تتطلع نحو الارتقاء والتميز، في ظل قيادتها الرشيدة.

رامي سميح/ إبراهيم نصيرات

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: مجلس الإمارات للإفتاء الشرعی أن المؤتمر أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

مجلس جامعة أسوان يناقش تفعيل عدد من البروتوكولات العلمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انعقد مجلس جامعة أسوان الدوري رقم (151)، اليوم الثلاثاء، برئاسة الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان، وبحضور الدكتور محمد عبد العزيز مهلل، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور أشرف إمام، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بالإضافة إلى عميدي الكليات وأعضاء المجلس.

مجلس جامعة أسوان يناقش تفعيل عدد من البروتوكولات العلمية 

بدأ الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، القائم بأعمال رئيس الجامعة، أعمال المجلس بالترحيب بالحضور، كما تم التصديق على محضر اجتماع مجلس الجامعة السابق.

وأعرب عن حرص المجلس على متابعة سير أعمال الامتحانات التي تجري حاليًا للفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 2024/2025م، والتي من المقرر أن تنتهي يوم الخميس المقبل، الموافق 23 يناير 2025.

وأكد الدكتور لؤي سعد الدين، على ضرورة سرعة إنهاء أعمال التصحيح والرصد بالكنترولات تمهيدا لإعلان النتائج لضمان الشفافية والكفاءة بين طلاب كليات الجامعة، والذين يبلغ عددهم 23 ألف طالب وطالبة موزعين على 18 كلية ومعهد يين، كما ناقش المجلس استعدادات جامعة أسوان لاستضافة المجلس الأعلى للجامعات، الذي سيعقد يوم الخميس المقبل في الحرم الجامعي بصحاري، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور الدكتور مصطفى رفعت، أمين  المجلس الأعلى للجامعات، إضافة إلى رؤساء الجامعات وأعضاء المجلس الموقر.

وأوضح الدكتور لؤي نصرت، أن استضافة المجلس الأعلى للجامعات يعد فرصة طيبة لتبادل الخبرات والعمل على تعزيز التعاون بين الجامعات المصرية المختلفة في إطار رؤية واستراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

 تفعيل عدد من البروتوكولات العلمية

وأشار رئيس جامعة أسوان، إلى أن المجلس ناقش تفعيل عدد من البروتوكولات العلمية والبحثية والخدمية بين جامعة أسوان وعدد من الجامعات والجهات الحكومية، بهدف تعزيز التعاون المشترك والمثمر بين الجامعة والمجتمع الأسواني.

 وتهدف هذه البروتوكولات إلى تطوير منظومة البحث العلمي وربطها بقضايا المجتمع المحلي، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعود بالنفع على العملية التعليمية وربطها بسوق العمل.

وفي إطار أعمال المجلس، قد وافق المجلس على منح عدد من الدرجات العلمية في درجة الماجستير ودرجة الدكتوراه للباحثين، بالإضافة إلى ترقيات عدد من أعضاء هيئة التدريس، ومعاونيهم بما يضمن استمرارية تطوير الأداء الأكاديمي والبحثي في الجامعة.

وفي ختام أعمال المجلس، وجه الدكتور لؤي سعد الدين نصرت الشكر لجميع أعضاء المجلس على جهودهم المخلصة، مؤكدًا على أهمية التعاون المستمر والعمل الجماعي لتحقيق أهداف الجامعة ورؤيتها المستقبلية.

1000176557 1000176566 1000176560 1000176562 1000176564

مقالات مشابهة

  • دونالد ترامب من نجم هوليوودي إلى البيت الأبيض .. أبرز الأدوار التي ظهر فيها
  • أكاديمية البحث العلمي: خارطة طريق استدامة حياة كريمة نحو تنمية شاملة ومستدامة للقرى المصرية"
  • هل تعلم ماذا اشترى الأتراك في 2024؟ هذه هي الاصناف التي أنفقوا فيها أموالهم
  • مجلس الأعمال المصري الصومالي يضع خارطة طريق لتحقيق شراكة استراتيجية
  • الموقف الشرعي لشخص يصلي الفجر مع الظهر بسبب الاستيقاظ متأخرا.. الإفتاء ترد
  • تعرف على الحالات التي يجوز فيها الحبس الاحتياطي
  • كفارة اليمين.. الإفتاء توضح التصرف الشرعي لشخص لا يستطيع القيام به
  • مجلس جامعة أسوان يناقش تفعيل عدد من البروتوكولات العلمية
  • النزاهة تضبط مسؤولاً سابقاً بصحة بابل لإضراره بمصلحة الجهة التي يعمل فيها
  • المالية: جلسة حوارية لوضع خارطة طريق لأهم المتعاملين الرئيسين المعنيين بالرقابة على الموازنة