تقرير: إيران تلعب أخطر لعبة في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
بدأت العلامات التحذيرية، التي تشير إلى أن حرب إسرائيل مع حماس، قد تتحول إلى حريق أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط.
احتمالات نشوب حرب كارثية أوسع نطاقاً مرتفعة للغاية وتثير القلق
وأرسلت أمريكا مجموعة حاملة طائرات هجومية ثانية بقيادة "يو إس إس أيزنهاور" إلى الخليج العربي.
وقال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، في 22 أكتوبر(تشرين الأول) إن "هناك احتمالاً للتصعيد".
وتتزايد المخاوف أيضاً في لبنان من أن إسرائيل قد تستخدم الغطاء الأمريكي لشن ضربة استباقية. وقد أخلت إسرائيل بلداتها القريبة من الحدود مع لبنان، وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أنه إذا دخل حزب الله القتال، فإن العواقب ستكون مدمرة على لبنان. قد يكون أحد أسباب تأجيل إسرائيل هجومها على غزة هو تعزيز استعداداتها للتصعيد على جبهتها الشمالية. وقال وزير الخارجية الإيراني إن المنطقة تشبه "برميل بارود".
وتقول مجلة "إيكونوميست" إن المستبدين في إيران يخوضون لعبة يمكن أن تشعل النار في المنطقة، باستغلال "محور المقاومة"، أو شبكة من الوكلاء العنيفين في جميع أنحاء المنطقة.
#Iran ayatollahs play the Middle East’s most dangerous game https://t.co/YKvo4FneHy from @TheEconomist https://t.co/YKvo4FneHy
— Rana Rahimpour (@ranarahimpour) October 24, 2023
أمضت طهران عقدين من الزمن في بناء هذه الشبكة في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
وتنتعش إيران في الأماكن التي يكون فيها النظام السياسي المحلي ضعيفاً، حيث يكون من السهل تعبئة الأفراد والأسلحة، وحيث لا يمكن لأي جهة خارجية أن تتحداها، وفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث مقره في لندن.
وأضافت المجلة أن قدرة إيران على إحداث الفوضى على مسافة بعيدة ــ من خلال حماس وحزب الله وعدد كبير من الميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن ــ قد تمنحها نفوذاً أكبر من قدراتها العسكرية التقليدية، التي تعتبر ضعيفة نسبياً.
ولا تهدف إيران حالياً، كما كان الحال على مدى العقد الماضي، إلى إشعال حرب صريحة مع الغرب وحلفائه، وإنما نشر بذور عدم اليقين وزعزعة الاستقرار. فكما كانت تحوم على عتبة التحول إلى قوة نووية، فإنها تحافظ على الغموض الاستراتيجي مع المحور. وتنفي تزويد الجماعات المسلحة مثل الحوثيين بالأسلحة، وتدريبهم واستخدامهم كجبهات لشن هجمات، مثل الضربة الصاروخية على أرامكو السعودية في عام 2019 والتي أوقفت مؤقتًا 5٪ من إنتاج النفط العالمي. والغرض من ذلك هو التخويف مع تعقيد حسابات الغرب. وهذه الاستراتيجية ترضي روسيا، صديقة إيران الأقرب من أي وقت مضى. وهي معزولة بالمثل عن الغرب، ومنخرطة في تجارة الأسلحة وخرق العقوبات مع الجمهورية الإسلامية، ولعل المثل الأوضح على ذلك هو الطائرات بدون طيار من طراز شاهد 136 المصممة إيرانياً لقتل الأوكرانيين.
النهج الإيراني
وتُظهر الأزمة الحالية الفرص والمشاكل التي ينطوي عليها النهج الإيراني. فقد دعمت حماس منذ فترة طويلة، لكن يبدو أنها، بحسب "إيكونوميست" لم تكن على علم سلفاً بهجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر(تشرين الأول)، وفقاً لمسؤولين غربيين مطلعين على الأمر.
ومع ذلك، فقد سعت طهران إلى الاستفادة من الفظائع التي ترتكبها حماس وحشد محور المقاومة. يتبادل "حزب الله" وإسرائيل إطلاق النار، بدعم صريح من إيران وأمريكا على التوالي. وقتل ما يصل إلى 19 من مقاتلي الحزب. فقد أطلق الحوثيون، الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية، ثلاثة صواريخ كروز متوسطة المدى، حصلوا عليها مؤخراً من إيران، وعدداً من الطائرات بدون طيار باتجاه إيلات، المدينة الساحلية الإسرائيلية (اعترضتها مدمرة أمريكية).
وقامت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في سوريا والعراق بتوسيع نطاق الصراع، من خلال استهداف القواعد التي تؤوي القوات الأمريكية بشكل متكرر بالصواريخ والطائرات بدون طيار (ونتيجة لذلك، خفضت أمريكا وجودها الدبلوماسي في العراق).
https://t.co/R7iX8cBuD3
— Alf Oldman (@DrAlfOldman) October 24, 2023
وتخلص المجلة إلى أنه إذا هاجم وكلاء إيران المصالح الأمريكية، أو ربما إسرائيل، فمن المرجح أن تنتقم أمريكا منهم، لا من راعيتهم إيران، في المقام الأول.
ومع ذلك، فهذه مقامرة عالية المخاطر. وعلى المدى الطويل، يشير قرار إيران بتعبئة محور المقاومة إلى أنها تتجه نحو العزلة والاستبداد.
فقبل شهر واحد فقط، كان النظام يحتفل بتبادل الأسرى مع أمريكا و 6 مليارات دولار من عائدات النفط المجمدة كانت مجمدة في الخارج . وكان المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قد بارك المحادثات المباشرة للمرة الأولى منذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي. وتحدث البعض عن انفراجة جديدة. والآن أصبح الوضع في حالة يرثى لها، واحتمالات نشوب حرب كارثية أوسع نطاقاً مرتفعة للغاية وتثير القلق.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
لغز بلا أدلة.. رصاصة فى الظلام تنهى حياة صحفى بريطانى فى القاهرة 1977
بعض الجرائم تُكشف خيوطها سريعًا، وبعضها يظل معلقًا لسنوات، لكن الأخطر هو تلك الجرائم التى وقعت أمام الجميع، ولم تترك وراءها أى دليل يقود إلى الجاني.
سرقات جريئة، اغتيالات غامضة، جرائم نفذت بإحكام، ومع ذلك، بقيت بلا حل رغم التحقيقات والاتهامات. كيف تختفى لوحة فنية لا تُقدر بثمن دون أن يراها أحد؟ كيف يُقتل عالم بارز وسط إجراءات أمنية مشددة دون أن يُعرف الفاعل؟ ولماذا تظل بعض القضايا غارقة فى الغموض رغم مرور العقود؟.
فى هذه السلسلة، نعيد فتح الملفات الأكثر إثارة للجدل، ونسلط الضوء على القضايا التى هزت العالم لكنها بقيت بلا أدلة.. وبلا إجابات!
الحلقة الرابعة عشر ..مقتل الصحفي البريطاني “ديفيد هولدن”
في ليلة باردة من شهر نوفمبر عام 1977، عُثر على جثة الصحفي البريطاني الشهير ديفيد هولدن، رئيس مكتب الشرق الأوسط لجريدة الصنداي تايمز البريطانية، مقتولًا بالقرب من مطار القاهرة الدولي.
رصاصة واحدة اخترقت رأسه من الخلف، لتنهي حياته في ظروف غامضة.
كان هولدن معروفًا بتقاريره الجريئة وتحقيقاته العميقة في شؤون الشرق الأوسط، وهو ما أثار تكهنات عديدة حول دوافع اغتياله.
هل كان ضحية لتصفية سياسية بسبب أسرار توصل إليها؟ أم أن مقتله جاء نتيجة لانخراطه في علاقات استخباراتية مشبوهة؟
ورغم فتح تحقيقات موسعة في القضية، لم يتم التوصل إلى أي خيط يقود إلى القاتل، وبقيت القضية لغزًا دون حل.
48 عامًا مرت على الحادث، ولا تزال هوية الجاني مجهولة، ليظل سر الجريمة غارقًا في ظلال الغموض، وتُقيد قضية جديدة ضد مجهول.
مشاركة