لهذه الأسباب موقف الجزائر من "قمة القاهرة للسلام" كان صائبا
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
فشلت "قمة القاهرة للسلام"، التي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة بحضور عدة دول عربية وغير عربية السبت، في إصدار بيان ختامي حول الوضع المتدهور وغير المسبوق بقطاع غزة الفلسطيني، نتيجة العملية العسكرية الهمجية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ولم يسلم منها لا البشر ولا الحجر بالقطاع المحاصر.
فشل قمة السلام تجلى بشكل رئيسي في عدم إصدار بيان ختامي بسبب تباين المواقف بين الدول الأوروبية التي أصرت على إدراج عبارة تؤكد على ما تصفه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" و"إدانة المقاومة وحركة حماس"، في المقابل رفضت دول عربية المطالب الأوروبية، وأمام تباعد المواقف وإصرار كل طرف على موقفه كان القرار النهائي بعدم إصدار بيان ختامي.
وبخصوص أسباب فشل "قمة السلام" يرى حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات حول العالم العربي والمتوسط، في تصريح لـ"الخبر"، أن مصر "رفعت سقف تطلعاتها عاليا دون مراعاة تعقيدات المشهد الفلسطيني. أرادت التوصل إلى اتفاق وقف القتال، لكن الغياب الملحوظ للعديد من الدول المهمة فضلا عن الاختلافات الحادة بين المشاركين حول شرعية الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في الدفاع عن النفس حال دون إصدار بيان ختامي". وأبرز في هذا السياق أنه "ماعدا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لم تتم دعوة حماس ولم تحضر إسرائيل إلى المؤتمر وكان حضور الولايات المتحدة باهتا، ما نسف آمال المشاركين في التوصل إلى اتفاق".
وشاركت في "مؤتمر القاهرة للسلام"، الذي رفضت الجزائر حضوره، 31 دولة و3 منظمات دولية، حيث شارك كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس المجلس الأوروبي والأمين العام للجامعة العربية وقادة ومسؤولين من فلسطين وقطر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت والعراق والمغرب وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وقبرص والنرويج وتركيا والبرازيل ومبعوثين خاصين لكل من الولايات المتحدة والصين.
وفي قراءته لخلفيات تباين المواقف الذي ظهر جليا منذ بداية المؤتمر، أوضح الدكتور حسني عبيدي أنه "منذ بداية المؤتمر، اقترح الرئيس المصري خارطة طريق لتقديم مساعدات إنسانية مستدامة إلى قطاع غزة ووقف إطلاق النار بين الجانبين ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة واستئناف المناقشات السياسية" لتؤدي "إلى حل الدولتين داخل حدود عام 1967 مع القدس الشرقية عاصمة فلسطين".
لكن في المقابل، غالبية الممثلين الأوروبيين رفضوا البت في هذا الموضوع وتمسكوا بحق "إسرائيل في حماية نفسها بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر ودعوا إلى وصف حماس بأنها منظمة إرهابية"، حسب ما ذهب إليه المتحدث الذي أكد أنه "كان من الصعب على مصر أن تحقق أدنى اختراق في زمن قياسي لا يتجاوز ساعات معدودات".
وفي قراءته للأسباب التي دفعت الجزائر لرفض المشاركة في المؤتمر، حيث رفضت حضور القمة، يقول الدكتور حسني عبيدي إن الجزائر رأت "أن قمة القاهرة تعقد في زمن قياسي ولم يحضر لها كما ينبغي لتكون في مستوى تطلعات الشعب الفلسطيني، خاصة في مواجهة موقف غربي متماسك ومتحيز للموقف الإسرائيلي".
وأوضح المتحدث في هذا السياق أن "المقاربة الجزائرية تتبنى موقف السلطة الفلسطينية وترفض تجزئة الموقف الفلسطيني من خلال ضرب فصيل بفصيل ثان"، كما أن الجزائر وفق تقديره "ترى في أن الموقف العربي مبعثر ومنقسم على نفسه، خاصة منذ تطبيع دول عربية مع إسرائيل دون مراعاة الموقف الفلسطيني ومخالفة مبدأ وحدة الصف الذي تستغله إسرائيل والدول الغربية".
وأكد مدير مركز الدراسات حول العالم العربي والمتوسط أن "حضور الجزائر حتى على مستوى وزاري يمكن أن يقرأ كتكريس للوضع الحالي وقبول به، ففضلت عدم الحضور لعدم شرعنة الاحتلال وللتعبير عن تحفظها ومعارضتها للإدارة الحالية للصراع العربي الإسرائيلي من قبل بعض الدول العربية".
ومعلوم أن اجتماع القمة لوزراء الخارجية العرب أظهر حجم تباين مواقف الدول العربية نفسها حول الوضع في غزة، ما دفع عدة دول إلى التحفظ على البيان الختامي الذي ساوى بين الضحية والجلاد، ما أعطى نكهة لما ستكون عليه مخرجات "قمة القاهرة للسلام".
إن فشل "قمة القاهرة للسلام" أظهر صواب موقف الجزائر التي رفضت المشاركة، لإدراكها أن المؤتمر بتركيبته وأجندته والظرفية التي انعقد فيها لن يقدم شيئا للفلسطينيين، بل على العكس أضر بالشعب الفلسطيني وبمعنوياته في هذا الظرف الحالك الذي يمر به.
المصدر: الخبر
كلمات دلالية: قمة القاهرة للسلام فی هذا
إقرأ أيضاً:
إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها
يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي إسماعيل المسلماني أن استعانة إسرائيل بدول أوروبية لإطفاء الحريق الضخم الذي اندلع غربي القدس دليل على فشلها في التعامل مع هذه الأزمات.
وتقف إسرائيل عاجزة عن التعامل مع الحريق الثاني الآخذ في الاتساع، والذي تتحدث وسائل إعلام محلية عن أنه ربما يكون بفعل فاعل وليس بسبب الأحوال الجوية.
وعلى الرغم من محاولة 120 فريق إطفاء الحريق من البر والجو فإنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليه، مما دفع تل أبيب إلى طلب الدعم من دول أوروبية.
وأكد المسلماني -في مقابلة مع الجزيرة- أن هذا الحريق يعكس فشل إسرائيل في التعامل مع هذا الحوادث الكبرى رغم ما تمتلكه من تكنولوجيا متطورة، وقال إن استعانتها بدول أوروبية دليل على عدم امتلاكها البنية التحتية اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات.
مشاهد من الحرائق المندلعة في أحراش غرب القدس المحتلة. pic.twitter.com/VEXoG6M48i
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 30, 2025
وهذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها إسرائيل إلى إخلاء هذا العدد من السكان في منطقة غربي القدس، فضلا عن إغلاق كافة الطوارئ بالمنطقة، وهو ما يؤكد عجزها عن التعامل مع الحريق، برأي المسلماني.
إعلانويضع هذا الفشل الحكومة في مواجهة انتقادات كثيرة بالنظر إلى زعمها المستمر امتلاك الخبرة اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات، وهو ما أثبت الواقع كذبه، وفق المسلماني.
ولا يمكن للحكومة القول إنه الفشل الأول لها في التعامل مع هذه الحرائق، لأنها فشلت في التعامل مع حريق مماثل الأسبوع الماضي، كما فشلت في التعامل مع الحرائق التي كانت تندلع في مئات الدونمات خلال المعارك بينها وبين حزب الله اللبناني، كما يقول المسلماني.
وهذا هو الحريق الثاني الذي تتعرض له غربي القدس خلال هذا الأسبوع، وقد أعلنت الحكومة حالة الطوارئ وألغت كافة احتفالات يوم الاستقلال، والتي كانت مقررة مساء اليوم الأربعاء.
واندلع الحريق في منطقتي القدس وتل أبيب، وقال قائد فريق الإطفاء إنه الأكبر في تاريخ إسرائيل، وإنه ربما ينتشر إلى جبال القدس الغربية، ومن المحتمل أن تبدأ الحكومة إخلاء مدينة إلعاد من السكان.
ووفقا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فقد تم إجلاء سكان 8 بلدات غربي القدس بسبب هذه الحرائق المدفوعة بالسرعة الكبيرة للرياح، وصدرت أوامر بإخلاء مزيد من البلدات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتقال 3 شبان فلسطينيين من القدس بسبب الاشتباه في تورطهم بإشعال الحريق كما قال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام، في حين نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني أن هناك شبهة عمل إرهابي في هذا الحريق.
امتداد الحرائق إلى مستوطنة "بيتاح تكفا" شرقي "تل أبيب" وسط فلسطين المحتلة. pic.twitter.com/jfhn90HFPG
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 30, 2025
غموض بشأن الأسبابولا يزال الغموض مسيطرا على الأسباب الحقيقية لهذا الحريق، لكن دخول جهاز الشاباك على خط التحقيقات يشي بوجود شبهة جنائية فيه رغم غياب التأكيد الرسمي حتى الآن، كما يقول كرام.
ويدير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأزمة بنفسه، في حين يتساءل الإعلام الإسرائيلي عن كيفية عجز إسرائيل عن التعامل مع هذه الأحداث رغم ما تمتلكه من إمكانيات.
إعلانوتمتلك إسرائيل 24 طائرة لإطفاء الحرائق إضافة إلى 3 طائرات تابعة للشرطة، كما يقول كرام الذي أشار إلى أن تل أبيب تمتلك مئات الطائرات لإشعال الحرائق في قطاع غزة وسوريا ولبنان، لكنها لا تمتلك ما يكفي لإطفاء حرائقها.
وحتى هذه اللحظة تمنع الرياح القوية الطائرات من التدخل لإطفاء النيران، ومن المقرر أن تصل غدا الخميس 3 طائرات من كرواتيا وإيطاليا للتعامل مع الحريق.
وقالت قناة "كان" الرسمية إنه تم إخلاء أكثر من مستوطنات وإجلاء 10 آلاف شخص من منازلهم بسبب هذه الحرائق، في حين طالب قائد فرق الإطفاء في القدس بعدم الاقتراب من شارعي 1 و3 ومنطقة القدس، مؤكدا أن السيطرة على الحريق لا تزال بعيدة.