إجلاء مئات الآلاف.. غزة تجبر واشنطن على التخطيط لـأسوأ سيناريو
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
تتأهب الولايات المتحدة لاحتمال إجلاء مئات الآلاف من الأمريكيين من الشرق الأوسط، في حال لم يتم احتواء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة لليوم الثامن عشر على التوالي.
ذلك ما نقلته صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post)، الثلاثاء، عن مسؤولين مطلعين على خطط الطوارئ للحكومة الأمريكية، بحسب تقرير ترجمه "الخليج الجديد".
المسؤولون، الذين لم تكشف الصحيفة عن هويتهم، قالوا إن الأمريكيين الذين يعيشون في إسرائيل ولبنان المجاور يثيرون قلقا خاصا، معتبرين في الوقت نفسه أن عملية إجلاء بهذا الحجم تعتبر "أسوأ سيناريو".
مع ذلك، قال أحد المسؤولين للصحيفة: "سيكون من غير المسؤول عدم وجود خطة لكل شيء".
وبمساعدة أسلحة ومستشارين عسكريين أمريكيين، يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لشن هجوم بري على غزة؛ في محاولة للقضاء على حركة "حماس"، وسط قلق في تل أبيب وواشنطن من احتمال تدخل الجماعات الحليفة لإيران، ولاسيما جماعة "حزب الله" اللبنانية، التي تمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ.
ويعيش في غزة نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.
ونقلا عن المسؤولين، قالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وعلى الرغم من دعمها القوي لإسرائيل، تشعر بقلق عميق من احتمال التصعيد.
ومنذ أيام، تركز واشنطن على تجهيز خدمات لوجستية معقدة؛ تحسبا لاحتمال إجلاء عدد كبير من الأشخاص، وفقا لثلاثة مصادر. والحديث يخص نحو 600 ألف أمريكي في إسرائيل و86 ألفا في لبنان، بحسب الخارجية الأمريكية.
اقرأ أيضاً
لـ3 أسباب بينها إيران.. أمريكا تطلب تأجيل عملية إسرائيل البرية بغزة
غضب شعبي
لكن قلق واشنطن يمتد إلى ما هو أبعد من إسرائيل ولبنان، إذ يراقب المسؤولون الأمريكيون احتجاجات الشوارع التي انتشرت في جميع أنحاء العالم العربي تضامنا مع الفلسطينيين، وهو "ما يعّرض الموظفين والمواطنين الأمريكيين في المنطقة لخطر متزايد"، كما زادت الصحيفة.
وأضافت أن القصف الإسرائيلي على غزة "أدى إلى تأجيج الغضب الإقليمي تجاه إسرائيل، رغم الاعتقاد الذي كان سائدا لدى بعض المسؤولين بأن القضية (الفلسطينية) لم تعد تحظى بالقدر نفسه من الأهمية في العالم العربي".
وحتى الإثنين، قتلت قصف الاحتلال الإسرائيلي ما يزيد عن 5087 فلسطينيا في غزة، بينهم 2055 طفلا و1119 سيدة، وأصاب 15273 شخصا، بحسب وزارة الصحة في القطاع، بالإضافة إلى عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.
فيما قتلت "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما لا يقل عن 206 إسرائيليين، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
وقال بروس ريدل، خبير في معهد "بروكينجز" ومسؤول سابق في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، إن "الشارع الآن هو المسؤول إلى حد كبير".
وتابع: "قيل لنا على مدى السنوات العشر الماضية إن العالم العربي والعالم الإسلامي لم يعد يهتم بفلسطين، واتفاقيات إبراهيم كانت دليلا على ذلك. حسنا، لقد عادت فلسطين".
واتفاقيات إبراهيم هي اتفاقيات وقَّعتها الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، عام 2020، لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ عربية في كل من فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.
اقرأ أيضاً
بوليتيكو: إما خفض إسرائيل لأهدافها العسكرية أو دخول حزب الله على خط الحرب
تصعيد محتمل
وفي الأيام الأخيرة، وفقا للصحيفة، أصدرت وزارة الخارجية نصيحة لجميع المواطنين الأمريكيين في جميع أنحاء العالم لـ"توخي المزيد من الحذر"؛ بسبب "التوترات المتزايدة في مواقع مختلفة حول العالم، واحتمال وقوع هجمات وتظاهرات أو أعمال عنف ضد المواطنين والمصالح الأمريكية".
وقال خبراء إنه اعتمادا على حجم عملية الإجلاء الأمريكية المحتملة، فقد تكون أكثر صعوبة من أي عمليات سابقة في الذاكرة الحديثة، ويمكن أن تشمل طائرات تابعة للقوات الجوية أو سفنا حربية تابعة للبحرية.
وبحسب مديرة السياسة الخارجية في معهد "بروكينجز" سوزان مالوني فإنه "مع وجود 600 ألف أمريكي في إسرائيل والتهديدات التي يتعرض لها أمريكيون آخرون في جميع أنحاء المنطقة، من الصعب التفكير في عملية إجلاء يمكن مقارنتها بهذا الوضع من حيث الحجم والنطاق والتعقيد".
والإثنين، قال الجنرال باتريك رايدر، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) للصحفيين إن "التصعيد الأوسع" ممكن "في الأيام المقبلة"، وكبار القادة العسكريين يتخذون "جميع الإجراءات اللازمة" لحماية الأمريكيين.
والقوات الأمريكية، التي يُقدر عددها بنحو 3400 جندي منتشرين في العراق وسوريا، هي الأكثر عرضة للخطر بشكل خاص، كما أضافت الصحيفة، في إشارة إلى احتمال تعرضها لهجمات من جماعات حليفة لإيران التي تعتبر إسرائيل العدو الأول لها.
اقرأ أيضاً
ينزلق إلى "السيناريو الكابوس".. بايدن يرخي لجام نتنياهو على غزة
المصدر | ذا واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة إسرائيل حرب أمريكا خطط إجلاء رعايا على غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تحث إسرائيل على بذل المزيد لإيصال مساعدات غزة
قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الخميس إن إسرائيل أحرزت تقدما في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، لكن يتعين بذل مزيد من الجهود.
وأبلغت الولايات المتحدة إسرائيل في رسالة الشهر الماضي بأنه يتعين عليها اتخاذ خطوات خلال شهر لتحسين الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني وإلا ستواجه قيودا محتملة على الدعم العسكري الأميركي.
وقال أوستن "أحرزوا بعض التقدم... لكن يتعين بذل المزيد"، دون أن يعلق على الرسالة بشكل محدد.
وفي الشهر الماضي، كتب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وأوستن رسالة إلى مسؤولين إسرائيليين يطالبان فيها باتخاذ تدابير ملموسة لمعالجة الوضع المتدهور في القطاع الفلسطيني.
الدفاع المدني في غزة لـ"الحرة": أعمال الإغاثة توقفت بالكامل في الشمال أعلن مدير الدفاع المدني في غزة، رائد دهشان، في حديث إلى قناة "الحرة"، الإثنين، أن خدمات ذلك الجهاز قد باتت متوقفة بالكامل في شمالي القطاع، مناشدا العالم على مساعدتهم في تقديم يد العون لجميع المواطنين في تلك المنطقة.وقالت الرسالة إن عدم القيام بذلك قد يؤثر على السياسة الأميركية.
وحدد الخطاب خطوات محددة يجب على إسرائيل اتخاذها في غضون 30 يوما، بما في ذلك السماح بدخول 350 شاحنة على الأقل إلى غزة يوميا، وفرض فترات توقف في القتال للسماح بإيصال المساعدات وإلغاء أوامر الإخلاء للمدنيين الفلسطينيين عندما لا تكون هناك ضرورة تتعلق بالعمليات العسكرية.