أبوغزالة: الأمن الغذائي للدول العربية ممكن في ظل وجود مجتمع مدني مدرك للتحديات
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
أكدت السفيرة هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، أن الأمن الغذائي للدول العربية ممكن في ظل وجود مجتمع مدني قادر على التمدد، فاعل على الأرض، مدرك للتحديات، ويعمل وفق أولوياتنا المشتركة.
وأضافت السفيرة ابو غزاله خلال كلمتها اليوم في اجتماع منتديي "المجتمع المدني والأمن الغذائي" و"الشباب العربي والأمن الغذائي" الذي افتتحت فاعليته صباح اليوم الثلاثاء بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بحضور كل من الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس أمناء برنامج الخليج العربي للتنمية والسيد أحمد سيد أحمد وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة في جمهورية مصر العربية، أن الأمن الغذائي ممكن أيضا على أيدي الشباب العرب، المبدع والقادر الشباب لا يفقد الأمل، فهم الأمل، ووجب إشراكهم في تحليل الإشكاليات وخلق الحلول الشاملة والمستدامة.
وتابعت كلمتها :"أننا وإذ نجتمع اليوم لبحث ما يمكن إنجازه من تقدم لتحقيق الأمن الغذائي، نصطدم بممارسات الاحتلال والتي تؤكد للمجتمع الدولي البربرية والوحشية التي لا تزال قائمة في الحياة المعاصرة؛ وإذ نجتمع اليوم لبحث سبل توفير الغذاء الصحي المناسب في كل وقت وأن يكون متاحا للجميع، إذ بقوات الاحتلال تقطع الغذاء والمياه والدواء بشكل كامل عن قطاع غزة".
وأوضحت السفيرة أبوغزالة أن المنتدى قائم على ثلاثة عناصر رئيسية وهي: المجتمع المدني والشباب العربي والأمن الغذائي، كل منها لا يمكن أن يتبلور سوى مع حفظ الحق في الحياة الذي ينتهك يوميا تحت سماء فلسطين الأبية على يد قوة الاستعمار الإحلالي.
وتابعت قائلة "مع تصاعد الأحداث الطاغية على الساحة الإقليمية، وتحديدا في فلسطين، فكرت مليا في كيف لي أن أنشغل بغير جرحنا الأعمق؛ كيف لي أن أركز على أمور غير تلك التي نشهدها هناك تحت سماء قريبة منا"، لافتة إلى الدور المهم للمجتمع المدني في هذه اللحظة الفارقة من تاريخنا يتجسد مليا في المنظمات الأهلية التي تعمل في فلسطين على مر العقود الماضية.
وقالت هيفاء أبوغزالة في فلسطين ترصد وتوثق المنظمات الحقوقية جرائم الاحتلال وتفضحهم أمام المحافل الدولية التي تتعمد الصمم أمام كل هذه الأحداث، مشيرة إلي نجاح منظمات المجتمع المدني في فلسطين في هذا الدور المتفرد دفع الاحتلال إلى إدراج العديد من هذه المنظمات على قوائم الإرهاب، زورا وبهتانا، ومصادرة أموالها وأموال القائمين عليها، ظلما وعدوانا، ومنعهم من السفر واعتقال العديد منهم، في انتهاك سافر للحقوق الأساسية.
وأوضحت أن ما تقدم رصدته لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان بجنيف والتي دعت لإنهاء هذا الوضع، وهذا الوضع في تقديرنا بمثابة مهزلة؛ وأن المجتمع المدني الذي تحرك في كل أركان الدول العربية، واثبا من أجل تقديم مختلف أنواع الدعم للشعب الفلسطيني، تحركا شعبيا إنسانيا، مدرك أبعاد قضيته، ومحيط بمعاناة إخوته، مؤمنا أن لكل طريق نهاية.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هيفاء أبو غزالة الجامعة العربية الأمن الغذائى الدول العربية المجتمع المدنی الأمن الغذائی فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
من أوكرانيا إلى فلسطين: العدالة الغائبة تحت عباءة السياسة العربية
محمد عبدالمؤمن الشامي
في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية. هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.
أُورُوبا وأوكرانيا: دعم غير محدود
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأُورُوبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كُـلّ أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أَو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة. لا تكاد تخلو أي قمة أُورُوبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أَو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.
كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًّا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حَيثُ يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.
العرب وفلسطين: عجز وتخاذل
في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة منذ أكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط. الأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كُـلّ الشعارات القومية والإسلامية.
لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على “إسرائيل” كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.
المقاومة: الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة
في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّـد السيد القائد عبد الملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة. فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أَو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.
وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فَــإنَّ الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود. لقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقّق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.
المواقف بالأفعال لا بالشعارات:
عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أُورُوبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب. هذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حَيثُ يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتِّخاذ موقف يليق بحجم القضية.
إن ازدواجية المعايير لم تعد مُجَـرّد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكّـد السيد القائد عبد الملك الحوثي، فَــإنَّ المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.