كشف مسؤول كبير مستقيل من وزارة الخارجية الأمريكية، أن طلبات الأسلحة التي قدمها الاحتلال عقب عملية طوفان الأقصى، للإدارة الأمريكية، "لا يمكن تطبيقها على الصراع الحالي".

وقال جوش بول، المسؤول عن عمليات نقل الأسلحة والمساعدة الأمنية للحكومات الأجنبية، في وزارة الخارجية الأمريكية، والذي قدم استقالته احتجاجا على تزويد الاحتلال بالمزيد من الأسلحة للعدوان على غزة، إن طلبات الأسلحة التي أرسلها الاحتلال، "تستحق الاهتمام الذي نوليه لأي حزمة أسلحة كبيرة".



وأضاف في مقال له بصحيفة واشنطن بوست ترجمته "عربي21": "حثثت على إجراء مناقشة صريحة، وقد قوبل إلحاحي بالصمت وبالاتجاه الواضح الذي نحتاجه للتحرك بأسرع ما يمكن لتلبية طلبات إسرائيل. وفي الوقت نفسه، فإن نفس الكونغرس الذي كان قد منع في السابق مبيعات الأسلحة إلى أنظمة أخرى، ذات سجلات مشكوك فيها في مجال حقوق الإنسان، يضغط علينا الآن للمضي قدما لتلبية مطالب إسرائيل".

ولفت إلى أنه رغم عمله لمدة عقد من الزمن، مسؤول عن عمليات نقل الأسلحة للحكومات الأجنبية، إلا أن ما لم أشاهده هذا الشهر، عملية نقل معقدة ومليئة بالتحديات الأخلاقية في ظل غياب أي نقاش.



وقال إن الفكرة من تسليح الاحتلال، منذ اتفاق أوسلو، يدور حول فكرة "الأمن مقابل السلام، بما يعني أن إسرائيل تحصل على الأمان عبر توفير ما قيمته مليارات الدولارات من عمليات نقل الأسلحة من الولايات المتحدة، لتقديم تنازلات تسمح بنشوء دولة فلسطينية".

وأضاف لكن بدلا ذلك، السجل يظهر أن الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لم تقود إسرائيل إلى السلام. وبدلاً من ذلك، فقد عملت في الضفة الغربية على تسهيل نمو البنية التحتية الاستيطانية التي تجعل الآن من غير المرجح على نحو متزايد قيام دولة فلسطينية، بينما في قطاع غزة المكتظ بالسكان، أحدثت التفجيرات صدمات جماعية وخسائر بشرية، ولم تساهم بأي شيء في الأمن الإسرائيلي.

وأوضح أن فكرة "عدم استخدام الأسلحة الأمريكية، لقتل المدنيين لم تكن قط مثيرة للجدل في أي من الإدارات الأربع التي عملت فيها، والتي يعود تاريخها إلى عملي في المساعدة في إعادة بناء قطاع الأمن العراقي في الفترة 2004-2006".

وأشار إلى أنه في وقت سابق من هذا العام، من المفترض أن البيت الأبيض، في عهد جو بايدن: "عزز الحماية ضد مثل هذه الحوادث، وتضع سياسته الجديدة لنقل الأسلحة التقليدية معيارا مفاده أنه لن يتم السماح بعمليات النقل إذا كان من الأرجح استخدامها لانتهاك حقوق الإنسان".

وقال إنه في آب/أغسطس أخطرت وزارة الخارجية جميع سفاراتها بإرشادات الاستجابة لحوادث الأضرار المدنية الجديدة  (CHIRG)، والتي تحدد مجموعة من الإجراءات التي يجب اتخاذها بعد الإبلاغ عن أضرار مدنية ناجمة عن استخدام أسلحة أمريكية المنشأ.

وشدد على أن الخطر واضح في أن الأسلحة الأمريكية المقدمة لإسرائيل، وخاصة الذخائر جو أرض، سوف تلحق الضرر بالمدنيين وتنتهك حقوق الإنسان، لكن الوزارة كانت مصرة جدا على تجنب أي نقاش حول هذا الخطر، حتى أنه تم حظر نشر بيان الوزارة المرتقب حول اللجنة الاستشارية الدولية.

وأوضح أن هذا الإجراء "يشكل على الأقل في تجربتي، عدم رغبة مسبوقة، في النظر في العواقب الإنسانية المترتبة على قراراتنا السياسية".

وقال إن الكثير من النقاشات الحادة تجري داخل الوزارة، بشأن تبعات استخدام الأسلحة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالأضرار على المدنيين لكن غياب الرغبة في إجراء تلك المناقشة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل ليس دليلا على التزامنا بأمن إسرائيل، بل إنه دليل على التزامنا بسياسة طريق مسدود، ودليل على استعدادنا للتخلي عن قيمنا، وغض الطرف عن معاناة الملايين في غزة عندما يكون ذلك مفيدا سياسيا.

وشدد بالقول: "هذه ليست وزارة الخارجية التي أعرفها، ولهذا السبب اضطررت إلى تركها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الأسلحة الاحتلال غزة امريكا غزة أسلحة الاحتلال سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزارة الخارجیة نقل الأسلحة

إقرأ أيضاً:

مسؤول بالبحرية الأمريكية: صناعة السفن تواجه تحديات لكننا ملتزمون بتعزيز الأسطول

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد مساعد رئيس سلاح البحرية الأمريكية لشؤون الأبحاث والتطوير والاستحواذ بريت سيدل، الثلاثاء، أن صناعة بناء السفن في الولايات المتحدة تواجه تحديات في تلبية الطلب المتزايد على السفن بالكميات والوتيرة المطلوبة، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها القوى المنافسة على حرية الملاحة الدولية.

وبحسب بيان لوزارة الدفاع الأمريكية، قال سيدل، خلال شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، إن شركات بناء السفن الأمريكية لا تزال تنتج أكثر السفن الحربية تقدمًا وأمانًا وجودة على مستوى العالم، مؤكدا التزام البحرية الأمريكية والشركات المتعاونة معها بتعزيز الأسطول الأمريكي.

وشدد المسؤول العسكري الأمريكي على أن الولايات المتحدة لديها "أعظم أسطول بحري في تاريخ العالم، وهو في طريقه للانتشار عالميًا بكامل جاهزيته القتالية."

وأشار إلى أن التكلفة والجدول الزمني لإنجاز المشاريع لا يزالان يمثلان عقبة كبيرة، حيث يتم تسليم السفن متأخرة بفترات تتراوح بين عام وثلاثة أعوام، في حين ترتفع التكاليف بمعدل يفوق نسبة التضخم العام.. منوها بأن هذه المشكلات تؤثر على بناء السفن النووية والتقليدية على حد سواء، مع تحمل كل من البحرية الأمريكية والقطاع الصناعي جزءًا من المسؤولية.

وعزا سيدل هذه الأوضاع إلى عدة عوامل، منها تراجع المنافسة وانخفاض القدرة الإنتاجية في أحواض بناء السفن الكبرى، إلى جانب تقلص قطاع التصنيع، وتعقيد عمليات الشراء، وقلة الاستثمارات، ونقص العمالة الماهرة، وضعف سلاسل التوريد، فضلًا عن تقليص الإنفاق التاريخي على بناء السفن واندماج العديد من شركات الصناعة عقب انتهاء الحرب الباردة.

واختتم سيدل تصريحاته بالتأكيد على أن قوة البحرية الأمريكية ضرورة استراتيجية ليس فقط للولايات المتحدة، بل للعالم بأسره، مشددًا على أنه سيبذل قصارى جهده للوفاء بهذا الالتزام.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية ترحّب باتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهوريّة العربية السوريّة
  • مسؤول بالبحرية الأمريكية: صناعة السفن تواجه تحديات لكننا ملتزمون بتعزيز الأسطول
  • وزارة الخارجية تُدين الجرائم التي اُرتكبت ضد المدنيين في الساحل السوري
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الأمن والازدهار الاقتصادي مرتبطان بشكل مباشر برفع العقوبات الأمريكية التي فرضت على نظام الأسد، فلا نستطيع أن نقوم بضبط الأمن في البلد والعقوبات قائمة علينا
  • وزارة الخارجية تُدين الجرائم التي اُرتكبت في الساحل السوري
  • الخارجية الفلسطينية: قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة “تعميق لحرب الإبادة”
  • الخارجية الفلسطينية تدين قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة
  • وزارة الخارجية الإيرانية تدين التهديدات الأمريكية باستخدام القوة وتعتبرها انتهاكًا للقوانين الدولية
  • مسؤول أمني يكشف حقيقة "استقدام تعزيزات عسكرية إلى السويداء"
  • مسؤول صحي يكشف حقيقة الإصابات التنفسية في مصر