هل أخفقت وسائل التواصل الاجتماعي في امتحان حرية التعبير؟
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
أكتوبر 24, 2023آخر تحديث: أكتوبر 24, 2023
المستقلة/- أعرب آلاف المؤيدين لفلسطين عن استيائهم من حجب وإزالة منشوراتهم عبر منصة “ميتا” الأمريكية (محظورة في روسيا بسبب أنشطتها المتطرفة)، واتهموها بأنها تقيّد وصول هذه المنشورات، وحجبها أو إزالتها من “فيسبوك” و”إنستغرام”، حتى لو كانت الرسائل لا تنتهك قواعد المنصة.
وأفاد المستخدمون بأن “فيسبوك (ميتا)” قام بقمع الحسابات التي دعت إلى احتجاجات سلمية في مدن في جميع أنحاء أمريكا، ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مهندسة ذكاء اصطناعي، قولها إنها “لم تتمكن من رؤية حسابات وسائل الإعلام الفلسطينية التي تقرأها بانتظام لأن ميتا وانستجرام كانا يحظران تلك الحسابات”، مشيرة إلى أن المستخدمين “يرون نسخة منقحة للأحداث في غزة”.
وتقول شركة “ميتا” المالكة لشبكتي التواصل الاجتماعي، إن “بعض تلك المنشورات تم إخفاؤها عن الأنظار بسبب خطأ عرضي في أنظمة الشركة”، وأقرّت بأن سياساتها “قد لا يتم تطبيقها بشكل مثالي في كل مرة، خاصة في أوقات الأزمات العالمية”.
وتابع، مشيرًا إلى أن “وسائل التواصل تقوم منذ البداية بإجراءات من أجل تأطير النقاش المتعلق بقضية الشرق الأوسط الكبرى، وهذا ليس جديدا، ولا يرتبط بالضرورة بأحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري”.
وأكد أن “القضية الفلسطينية لا تحظى بالمعاملة العادلة على هذه الوسائط منذ مدة طويلة، وقد تكرّس هذا الاتجاه خلال الأحداث الأخيرة واتخذ أبعادا أكثر تجذرا”.
وأوضح الباحث أن “وسائل التواصل الاجتماعي لديها فضاء أكثر حرية، والرقابة التي تجريها على المحتوى هي رقابة لاحقة على خلاف ما يحدث في الاعلام التقليدي من مراجعات ورقابة سابقة على البث، وهذا يمنح هامشا أكبر من الحرية لوسائل التواصل التي ليس لديها الالتزامات الكثيرة التي تفرضها القواعد المهنية والأخلاقية والسياسية في الإعلام التقليدي، ولهذا يُشار إلى أن وسائل التواصل تتمتع بحرية أكبر، لكن الوقائع أثبتت أن هذه الحرية محدودة”.
وأردف: “وفي هذه المحدودية، تنشأ إرادة القائمين على تشغيل هذه المواقع، الذين يتقبّلون ضغوطا من المؤسسات، وبسبب هذه الضغوط ينحون منحى معينا في التعامل مع بعض القضايا السياسية، أو ذات الطابع الديني، وقد ظهر هذا في تجاوز القيود، التي ألزمت وسائل التواصل نفسها بها سابقا، خلال الأزمة الأوكرانية واتجهت إلى نصرة الجانب الأوكراني على حساب الجانب الروسي، وهذا الأمر ظهر بدرجة أكثر وضوحا في الموضوع الفلسطيني”.
من ناحيته، أوضح خبير تكنولوجيا المعلومات، أشرف العمايرة، أن “منصة “ميتا” تتحيّز للرواية الإسرائيلية منذ بداية الأزمة، وفي أزمات سابقة أيضا، وذلك عبر حظر الحسابات وإيقاف قدرتها على النشر، و إخفاء كثير من المنشورات، وهذا لا يحدث مع الجانب الإسرائيلي، مما يوضح أنه تحيّز وليس مشكلة تقنية كما تدّعي، إذ أن هذه المشكلة لا تنطبق على جميع الحسابات، ومن الواضح أن هناك شيء في الخوارزمية يتصيّد الحسابات والمعلومات الفلسطينية بطريقة أو بأخرى”.
وأكد العمايرة أن “الأمر مرتبط بتأثيرات اقتصادية، حيث أن الكثير من ملاك شركة “ميتا” لديهم ميول وتعاطف مع الجانب الإسرائيلي”، لافتًا إلى أن هذه المنصات “قد تخسر الكثير من مستخدميها جراء هذه الممارسات وقد تدفع ثمنا اقتصاديا لانحيازها”.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: وسائل التواصل إلى أن
إقرأ أيضاً:
ألبانيا تحظر تطبيق تيك توك لمدة عام بعد مقتل مراهق
ديسمبر 22, 2024آخر تحديث: ديسمبر 22, 2024
المستقلة/- أعلنت ألبانيا يوم السبت حظرًا لمدة عام على تطبيق تيك توك بعد مقتل مراهق الشهر الماضي مما أثار مخاوف بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال.
وقال رئيس الوزراء إيدي راما بعد اجتماعه مع مجموعات الآباء والمعلمين من جميع أنحاء البلاد إن الحظر، وهو جزء من خطة أوسع لجعل المدارس أكثر أمانًا، سيدخل حيز التنفيذ في أوائل العام المقبل.
وقال راما: “لمدة عام واحد، سنغلقه تمامًا للجميع. لن يكون هناك تيك توك في ألبانيا”.
فرضت العديد من الدول الأوروبية بما في ذلك فرنسا وألمانيا وبلجيكا قيودًا على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال. في واحدة من أكثر اللوائح صرامة في العالم والتي تستهدف شركات التكنولوجيا الكبرى، وافقت أستراليا في نوفمبر على حظر كامل لوسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عامًا.
ألقى راما باللوم على وسائل التواصل الاجتماعي، وتيك توك على وجه الخصوص، في تأجيج العنف بين الشباب داخل وخارج المدرسة.
ويأتي قرار حكومته بعد أن طعن أحد الطلاب زميله في المدرسة يبلغ من العمر 14 عاما حتى الموت في نوفمبر/تشرين الثاني. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الحادث جاء بعد خلافات بين الصبيين على وسائل التواصل الاجتماعي. كما ظهرت مقاطع فيديو على تيك توك لقاصرين يدعمون القتل.
وقال راما “المشكلة اليوم ليست أطفالنا، المشكلة اليوم هي نحن، المشكلة اليوم هي مجتمعنا، المشكلة اليوم هي تيك توك وجميع الآخرين الذين يأخذون أطفالنا رهائن”.