الابعاد المعلنة والخفية (للواجة البرهان) في الولاية الشمالية

بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا جري في الكرو وأم درق وبار حمد وبار عبد الصمد والاراضي بمحاذاة الناصراب والعشياب في عمودية جلاس التاريخية

جوهر الخبر لا يتمثل في زيارة البرهان للمنطقة وإنما في من أوعز اليه للقيام بهذه الزيارة في هذا التوقيت بالذات وما الهدف من زيارة كهذه في زمن الحرب
زيارة البرهان تم التحضير لها بعقلية (الامن الشعبي) ولهذا افتقرت الي (البعد الشعبي)

إذا كانت الزيارة تستهدف تحقيق السلام فأهلاً ومرحباً بها وإلا فلا أهلاً ولا سهلاً

هل يمتلك (خالنا) الدكتور كمال عبيد شفرة دافنشي للحرب والسلام في السودان

وما هي طبيعة الرسالة التي تبلغها البرهان عبر لقائه بكمال عبيد
هل تشكل قضية تعويضات بيت البشير بأم درق وبار عبد الصمد بؤرة للفساد ينبغي استكشافها وفتح ملفها والتحقيق فيها

الدكتور كمال عبيد مننا وفينا ولن ندخر وسعا في رفده بالنقد والتقويم والنصيحة سواء كان ظالماً أو مظلوماً

ليت البرهان يلتمس الحكمة في نهج السادة العجيمية ومن سواهم من أهل الطرق الصوفية والعلماء والخبراء وإذا لحل السلام وجبر بخاطر أهل السودان اجمعين

د.

فتح الرحمن القاضي

E – Mail: elgadi100@gmail.com


مدخل أول: الشهيد احمد قاسم ...ابجديات الصحافة...عمنا علي عمر وزوجه عائشة بنت الجسين ... ويا ولد تعال جيب خبر ؟؟!!
مما تعلمناه في كورس العمل الصحفي علي يد المرحوم الاستاذ خالد المبارك بصحبة ثلة من الاحيار علي راسهم الشهيد الدكتور احمد قاسم ونحن في أولي مراحل دراستنا الجامعية بجامعة الخرطوم أن نحسن استخلاص الخبر من الوقائع الماثلة امامنا بحيث لا تفلت منا القضية الاساسية ونحن مستغرقون في الانشغال بقاضايا هامشية انصرافية. استدعاء المثال من تلك التجربة الباكرة ونحن نتلقي خبر زيارة السيد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان (هدانا الله واياه لما يحب ويرضي وفتح علينا جميعا بالحق المبين) يجعلنا نفضي الي نتيجة مفادها  أن جوهر الخبر لا يكمن في (عض الكلب الرجل) فهذا شائع ومعروف وانما الخبر هو (عض الرجل الكلب) وهذا يدخل فيي دائرة الغرائب  ؟؟ قياساً علي ذلك يمكن القول أن جوهر الخبر الذي نجعل منه محوراً لمقالنا هذا ليس  (زيارة البرهان للمنطقة وإنما في من أوعز للبرهان بالزيارة في هذا التوقيت بالذات ومن قام بالتحضير للزيارة وما الهدف منها  ) ؟؟!!.
وفيما كان عمنا وزوج خالتنا عائشة بنت الحسين علي عمر ، رحمهما الله وتقبلهما في عليين ، يجلس علي كرسية مستظلا بظل الضحي قبالة داره العامرة بمنطقة البار وعلي يمينه مقبرة الفقير (التامبولي) وربما الاصح (الاسطمبولي) حيث شهدت هذه المنطقة مرور الجيش التركي العام 1821 في سياق الحملة التركية لغزو السودان ...كان علي عمر ينادي علي بعض شباب الحي وهو يسعي للحصول علي اخبار البلد وأحوالها أن (يا ولد جيب خبر) ؟؟.
مدخل ثاني : ماذا جري في (ديار البديرية الدهمشية): الكرو وأم درق وبار حمد وبار عبد الصمد والاراضي بمحاذاة الناصراب والعشياب في عمودية جلاس التاريخية:
لم يكن حال أهلنا في الكرو وأم درق والناصراب والارياب وبار حمد وبار عبد الصمد وقاطني الاراضي بمحاذاة الناصراب والعشاب في عمودية جلاس التاريخية وهم يتسقطون أنباء زيارة البرهان الي منطقتهم الوادعة يختلف كثيرا عن حال العم علي عمر في شغفه بالحصول علي اخبار البلد واطوارها ذلك أن زيارة البرهان للمنطقة قد تم احاطتها بقدر غير مسبوق من التدابير الامنية والتكتم بحيث لم يفطن الكثيرون الي زيارة البرهان لمنطقتهم وحلوله ضيفا علي خالنا الدكتور كمال عبيد في (بيت الرئيس عمر البشير) في منطقة البار أم درق الكائنة بعمودية جلاس التاريخية او بالاحري (بار عبد الصمد )  الا بعد فراغ البرهان من الزيارة ومغادرته للمنطقة قاصدا وجهة أخري ؟؟!!.
وإذا كان المرحوم علي عمر مجبولاً علي دعوة المارة من شباب الحي للتسامر وتداول اخبار البلد والاهل في زمان لم تكن فيه القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي علي هذا القدر من الانتشار والشيوع فان قاطني عمودية جلاس التاريخية ومن ورائهم سائر اهل الشمال لا بل أهل السودان اجمعين لم يكونوا في حاجه للاسترخاء في (ضل الضحي) لتسقط أخبار زيارة البرهان (غير المعلنة لمنطقتهم) في وقت تعج فيه ارجاء السودان بحروب عبثية طاحنة باعتراف الرئيس نفسه، فسرعان ما اشتعلت الوسائط الاعلامية بانباء الزيارة وشهدنا فيما شهدنا سيلاً من التقارير والمناشير والاخبار التي اختلطت فيها الحقيقة بالخيال لا سيما وان الزيارة شابها تعتيم اعلامي كثيف مما افرز مناخا خصباً للشائعات والاقاويل والقيل والقال بالقدر الذي يتعذر معه تمييز الحقيقة من الخيال ؟؟!!
مدخل ثالث: الابعاد المعلنة والخفية (للواجة البرهان) في الولاية الشمالية :
زيارة البرهان لعمودية جلاس التاريخية وعلي وجه التحديد منطقة البار ام درق ونزوله في بيت الرئيس (عمر البشير) مع ما صاحب الزيارة من تكتم وغموض شديدين جعل الناس عموما واهل المنطقة علي وجه الخصوص يذهبون كل مذهب في تفسير اسباب الزيارة لهذه المنطقة تحدياً ومن ثم الاجتهاد في معرفة الابعاد المعلنة والخفية للزيارة .
ولما لم يصدر من تصريح واضح أو بيان صحفي رسمي يوضح اغراض الزيارة ولا الغاية منها لا من قبل الزيارة ولا من بعدها فقد ترك ذلك الباب واسعاً علي مصراعية امام الكافة للتعطي مع حدث علي مستوي زيارة الرئيس للمنطقة في ذروة حرب مشتعلة افضت بالسودان الي دمار شامل ولا يوجد في الافق ما يشيئ بايقافها حتي الان حيث ذهب كل فرد الي تاويل الزيارة وتفسيرها  كل بطريقته الخاصة مما أدي الي اختلاط الحقيقية بالخيال+
في غمار هذا المناخ المشحون بالشائعات والاقاويل وردني سيل من الرسائل والاتصالات ينهي الي ابعض فيها ما لديهم من تسريبات حول الظروف التي واكبت الزيارة ، ويسعي البعض للحصول علي معلومات اضافية ظناً منهم انني اتوفر علي قدر من المعلومات ، بينما يسعي لبعض الاخر من اهالي المنطقة ومن خارجها الي معرفة رايي الخاص حيال زيارة البرهان بحسباني احد ابناء عمودية جلاس التاريخية وعلي وجه التحدي (البرصة _ البار _ أم درق) . وبما ان مدينة الابيض كانت مسقطا لراسي كما يقال الا ان هذه المنطقة من ارض الشمال شهدت مولد ابائي واجدادي وكانت جزءا من طفولتي الباكرة ولي فيها ذكريات لا تنسي فقد كان لزاماً علي ان اتعاطي بكل مسئولية وصدق مع ما يجري فيها من أحداث.
مدخل رابع: زيارة البرهان تم التحضير لها بعقلية (الامن الشعبي) ولهذا افتقرت الي (البعد الشعبي):
يحلو لي دائماً أن أدعو الدكتور كمال عبيد بالخال تبجيلا واحتراما وطالما هو خال لابناء خالي أولاد عرمان فهو في مقام خالي، وكمال في الواقع قمين بالتقدير والاحترام سمتاً وكسباً وبذلاً وعطاء وليس ثمة شك في أنه يعد من السابقين في خدمة المشروع الاسلامي بيد أن لكل جواد كبوة  ، ومن أجل الحفاظ علي (السيرة الكمالية) في أعلي مستويات النصاعة كنا نحرص علي مواكبة كمال ، ما استطعنا الي ذلك سبيلا، وفق ما تسعفنا الظروف والاحوال، لنتعهده ، بكل تواضع ، بالنصح والمناصرة من باب أننا كنا ، وما زلنا، ندخره لادوار عظمي مرتقبة ربما يقدر الله له أن يلعبها في تاريخ السودان حاضراً ومستقبلاً. وهنا يلزمني القول بأنني كنت أجد نفسي علي وفاق وتناغم كاملين مع الخال كمال في العديد من الرؤي والمواقف الانية والاستراتيجية، بيد أن الشقة باتت تتسع بيننا منذ أحداث المفاصة الشهيرة التي أفضت الي انشطار المؤتمر الوطني الي مؤتمرين وطني والشعبي مطلع الالفية ، وقد سعيت بكل احترام الي توصيل وجهة نظري للخال كمال حول مجمل القضايا موضع الخلاف ، ولم ادخر وسعاً في ذلك من خلال اللقاءات التي تمت بيننا في غير ما مرة فضلا عن زيارتي لمنزله المتواضع بحي (ابو آدم) الكائن جنوب الخرطوم وهذا يتسق تمام مع شخصية كمال الرجل العصامي الزاهد الذي شق طريقة من استاذ بمدرسة (الراعي الصالح) بمنطقة الديوم الشرقية الي ان اضحي مديراً لجامعة افريقيا العالمية. غير ان الخال كمال لم يلق بالاً للاراء او يحفل كثيراً بالاراء المتواضعة التي كنا نتقدم بها اليه ، حيث كان غالبا ما يتبني نهجاً فردانيا في التعاطي مع سائر المواقف والاشياء ، وهذا الحكم بالطبع صادر عن تقديري الخاص وارجو أن لا نكون متعسفين في الحكم لا بل نرجو ان اكون ومن يشاطروني الراي في قبيلة العمل الطوعي وغيرها مخطئين في حكمنا، وهنا لا نملك سوي أن نلتمس العذر لدي كمال وقرابته ومحبيه في حكم  ربما جانبه التوفيق وله العتبي حتي يرضي !!.
هذه الاضاءة الاولية حول شخصية كمال عبيد ربما تكون ضرورية جداً لتسعف الناس في فهم الاحداث التي جرت في عمودية جلاس علي خلفية تشييد منزل الرئيس السابق عمر البشير ابتداءاً ، فلولا كمال عبيد لما بات للبشير موطئ قدم في بار حمد أو بار عبد الصمد بعمودية جلاس التاريخية حيث تباري رهط المؤتمر الوطني من بعد في تشييد منزل للرئيس جوار منزل كمال  عبيد في سرعة خرافية ثم جئ بالاساس الفخم عبر مراسم القصر الجمهوري فيما قيل ليشكل المشهد باكمله استفزازا لسكان االمنطقة الذين وقفوا حائرين تجاه هذه الظاهرة التي تتخلق امامهم فلم يعد الامر امر منزل عادي يشاد لعمر البشير وانما اضحي الامر اشبه ب (العمارة عمر) علي وزن العمائر والقصور التي تشاد في المناطق الحضرية العظمي ولهذا جاء مقالنا الاحتجاجي والوحيد بعنوان (لا للعمارة عمر بمنطقة البار جلاس) ...هذا حديث يطول لن يسعفني المقال لذكره في هذا الحيز وسوف يرد لاحقا عبر اعادة نشر المقال المشار ايه آنفاً.
في سياق الاحتجاج علي ما اسميته ب (العمارة عمر) اتصل بي بعض الاهل والاقارب وهم يقترحون تنظيم وقفة احتجاجية امام مبني منزل الرئيس قيد التشييد الذي تهيات له كل اسباب البناء من حر مال الشعب السوداني وليس من (جيب الرئيس ) او ماله الخاص ، وحينها طلبت منهم التريث تجنيبا لهم من التعرض لمخاطر الصدام مع الاجهزة الامنية حيث ذكرت لهم ان الشعب سيثور قريبا ضد هذا الوضع برمته مما يؤذن بعلاج هذا الجسم الغريب الذي تم زراعته في المنطقة رغما عن انف ابنائها ودون استشارتهم وقد حدث ذلك بالفعل في اعقاب ثورة ديسمبر التي عمت السودان باكمله.
وهكذا ظل منزل  الرئيس مغلقاً في أعقاب الثورة الي يومنا هذا ، غير أن أهالي البلد لاحظوا حركة غير اعتيادية يقودها كمال عبيد بنفسه تستهدف فتح المنزل المغلق ، كما لاحظوا ظهور بعض الوجوه الغريبة عن المنطقة ومن ضمنها فيما قيل انه ضابط بالمعاش ينتمي للقوات المسلحة، ثم ان كمال حاول استقطاب بعض ابناء المنطقة في هذه المهمة الغامضة فمنهم من استجاب حياءا من احراج الرجل بنما ظل معظمهم عازفاً عن تلبية الدعوة ، والحال كذلك فقد طفق أهل المنطقة يتساءلون ولكن ما هو  الغرض من فتح منزل الرئيس السابق ليتبين لهم لاحقاً أن هذا العمل باكمله تم في اطار التحضير لزيارة البرهان لعمودية جلاس التاريخية.
فيما يحكي أن زيارة البرهان سبقتها هبوط طائرة بمنطقة (الكرو) والكرو تعني باللغة النوبية القديمة الارض الخالية، وفيما يبدو أن الغرض من ذلك كان استكشاف المنطقة للتاكد من خلوها من المخاطر والمهددات الامنية سيما وان اطواف الدعم السريع قد تم رصدها وهي تجول في طريق شريان الشمال في محاولة لاستكشاف الطريق الي دنقلا، ثم تلا ذلك دخول العديد من تاتشرات القوات المسلحة الي المنطقة لتجوب الانحاء جيئة وذهاباً مما أدي لترويع المواطنين الذين لم يتفضل احد باطلاعهم علي ما يجري مما دعاهم للظن ان هنالك معركة علي وشك النشوب بين القوات المسلحة والدعم السريع ؟؟!!. في وسط هذه الاجواء المشحونة بالرعب والتكتم وصلت سيارة البرهان الي منزل الرئيس عمر البشير مصحوبة بالحراسات المشددة ليلتقي بعدد محدود من الناس في مقدمتهم كمال عبيد ، ليدخل البرهان في اجتماع مغلق لا يدري أحد من شارك فيه ولكن من المؤكد أن كمال عبيد كان من ابرز المشاركين ان لم يكن المشارك الوحيد ؟؟!!، وهكذا تمت الزيارة التي لم يعلم بها كثير من الناس الا بعد انتهائها ومغادرة البرهان لمنطقتهم، وما كان لاهل المنطقة ان يعلموا حقيقة ما يجري في ظل تدابير امنية مشددة احاطت بمنزل عمر البشير احاطة السوار بالمعصم وحجبت الجماهير عن الاطلاع عما يدور بداخله ؟
مدخل خامس:، جوهر الخبر لا يتمثل في زيارة البرهان للمنطقة وإنما في من أوعز اليه بالزيارة في هذا التوقيت بالذات وما الهدف من زيارة كهذه في زمن الحرب:
جدث زيارة البرهان للمنطقة لم يكن له أن يمر هكذا مرور الكرام، فما أن تم رفع الطوق الامني وغادر ركب السيد البرهان المنطقة وعلم الناس بامر الزيارة بعد أن انفض سامرها ، ولم يكن لها من سامر سوي كمال عبيد ورهطه، حتي باتوا يتساءلون وهم يتسقطون انباء الزيارة العجيبة اسوة بعمهم علي عمر رحمه الله ...  أن يا ولد تعال جيب خبر ...وهكذا ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالقيل والقال ... واجتهد البعض في استنطاق الحيطان عملاً بمقولة الحيطان لها آذان ...وجاءك بالاخبار من لم تزودا لنشهد سيلاً عجيبا من الاحاديث والمرويات.
واذا كان لهذا المقال من هدف محدد او قيمة مضافة فانه استهدف اول ما استهدف تجريد احداث زيارة البرهان من الشائعات التي صحبتها وتنقيتها وابرازها علي وجهها الصحيح امام اهل المنطقة بخاصة والرايالعام بعامة حتي يتسني الحكم لمصلحة الزيارة او عليها ، ولن يتاتي ذلك بالطبع الا من خلال الاجابة علي سوالين جوهريين هما :
من أوعز الي البرهان بزيارة المنطقة والنزول في منزل الرئيس في هذا التوقيت بالذات ؟؟ وما الهدف من هذه الزيارة في الاساس ؟؟:
فيما يتعلق بالسؤال الاول فمن الجلي أن اللاعب الاساسي في هذه المهمة هو خالنا الدكتور كمال عبيد ذلك ان كمال هو الذي اشرف علي التحضير للزيارة بمعاونة آخرين لا ندري كنههم، واذا لم يكن كمال هو العراب الحقيقي للزيارة فيا تري من يكون العراب ومن تكون الجهة التي اشارت للبرهان بالمجئ واوعزت اليه للقيانم بازيارة هذه البقعة في هذا التوقيت بالذات ؟؟!!
أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني فتبقي الاجابة حول مغزي الزيارة والهدف منها مجرد تخمينات سيما في ظل اجواء التكتم التي احاطت بالزيارة وعدم صدور اي بيانات صحفية توضع الغرض من الزيارة او الهدف المراد منها ولهذا يبقي الباب مفتوحا علي مصراعيه للاقاويل والشائعات ؟؟
وبما انني لا اريد الخوض مع الخائضين في الاقاويل والشائعات الا انني اود ان اتناول بشكل خاص ما اشيع عن مشاركة الاستاذ علي كرتي الامين العام للحركة الاسلامية ومولانا احمد هرون الي جانب الدكتور كمال عبيد في لقاء البرهان المغلق . وفيما اري ، واستعير هنا من صديقنا العزيز عادل الباز العنوان الذي يصدر  به مقالاته، ان الخبر الذي تناقلت الوسائط يكاد يكون عاريا عن الصحة وذلك للاسباب التالية:
لا يعقل أن يعرض علي كرتي او احمد هرون نفسيهما لمخاطر امنية او مهددات امنية لا داعي لها للحاق بكمال عبيد في لقاء البرهان سيما وانهما خاضعان للتوقيف  الاول منذ فترة طويلة ولذا اثر الاختفاء، والثاني يظل عرضة للملاحقة بعيد الهروب او التهريب من السجن في اعقاب الفوضي (غير الخلاقة) او علي الاصح (الفوضي المقصودة التي) اعقبت اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل الماضي.
سبب آخر أنه لم يثبت ابداً أن أحداً من سكان المنطقة قد شاهد علي كرتي او احمد هارون يجولان في هذه المنطقة قبل او اثناء او بعيد زيارة البرهان .
سوف يكون من الغباء ان يغامر علي كرتي او احمد هرون او من سواهم من رموز الانقاذ بالظهور في لقاء الي جانب البرهان لان هذا سوف يعزز الشكوك حؤل علاقة محتملة تربط البرهان بما اصطلح علي تسميته ب (فلول النظام البائد) وهي علاقة ينفيها الطرفان بشدة ، وبافتراض وجود علاقة خفية كهذه فلا مصلحة البتة لاي من الطرفين في كشف النقاب عنها او الافصاح عن اسرارها.
ليس من الحكمة أن تضع الحركة الاسلامية بيضها مجتمعة في سلة واحدة في ظل ظروف أمنية بالغة الشدة والتعقيد والحال كذلك تبقي فرضية مشاركة رموز الدولة العميقة الي جانب كمال عبيد في لقاء البرهان ، حسب تقديري المتواضع، مجرد شائعات لا اساس لها من الصحة، وذلك يجعلنا وجها لوجه امام كمال عبيد باعتباره اللاعب الاوحد في مشهد زيارة البرهان مما يحفزنا  لافراد مساحة مقدرة لكمال عبيد دون سواه من رموز الانقاذ.

مدخل سادس: هل يمتلك (خالنا) الدكتور كمال عبيد شفرة دافنشي للحرب والسلام في السودان   ؟؟ وما هي طبيعة الرسالة التي تبلغها البرهان عبر لقائه بكمال عبيد ؟؟:
اذا ما صحت فرضية ان البرهان انما جاء خصيصا لسماع رسالة حاسمة من قبل المؤتمر الوطني او الحركة الاسلامية فان الامر لم يكن يستلزم وجود علي كرتي او احمد هرون بلحمهما وشحمهما فكمال عبيد قمين لوحده بالقيام بهذه المهمة ، ومن لا يعرفون كمال عبيد جيداً فربما يستخفون بمكانته وقدراته ، وهنا يحسن بنا ان نستعرض شريط المهام والوظائف التي تقلدها كمال عبيد أو أنجزها قبيل قيام الانقاذ وما بعدها لعل ذلك يعيننا علي فهم الموقف ، ويتمثل ذلك فيما يلي:
لعب كمال عبيد دورا مشهودا في فوز الاستاذ علي عثمان محمد كه في انتخابات العام 1986 التي اعقبت الانتفاضة ويعزي له الفضل الي حد ما في فوز علي عثمان في دائرة العشش والامتداد حيث شهدت الدائرة معركة حامية الوطيس ولولا ان الشهيد فضل السيد ابو قصيصة وطاقمه رموا بثقلهم في تلك الدائرة لما تسني لعلي عثمان الفوز مما مهد له الطريق ليتراس المعارضة سيما مع عدم حصول المرحوم الشيخ الترابي علي تفويض يؤهله للفوز في ظل تكتل تحالف المعارضة ضد الجبهة الاسلامية القومية ومرشحها دكتور الترابي بدائرة الصحافة التي شهدت تنافسا محموما لم يسبق له مثيل في تاريخ السودان الحديث. ويلزمني القول هنا، من باب تقرير الوقائع التاريخية، أن شخصي الضعيف كان من ضمن الفريق العامل مع ابوقصيصة في خدمة الحملة الانتخابية للاستاذ علي عثمان حيث مكنتني معرفتي اللصيقة بالعشش واهلها من محطة صابرين الي محطة باريس واشرافي علي المركز الصحي بالعشش ومساهمتناا المتواضعة في تقديم خدمة مقدرة للعشش واهلها علي المستوي الصحي من استثمار هذه العلائق والصلات الاجتماعية وتوظيفها لمصلحة الاستاذ علي عثمان مرشح الجبهة الاسلامية آنذاك عن دائرة العشش والامتداد.  ولم يقتصر جهدي المتواضع في خدمة الحملة الانتخابية للسيد علي عثمان علي ذلك فقد كان علي عثمان حاضراً ومدعوما من خلال أنشطة صحيفة ألوان وتغطياتها الصحيفة وفي هذا فقد جردت مقالا في دعم الاستاذ علي عثمان بعنوان (هبوط إضطراري في الديم والعشش والعمارات) باعتباري كاتباً بالصحيفة وعضواً بهيئة تحرير ألوان  ؟؟! ، وهنا أود إغتنام السانحة لاحيي الاخوين الاستاذ حسين خوجلي متنياً له موفور الصحة والعافية والتحية موصولة لاخي الاصغر المحامي والصحفي النابه أشرف خليل الذي ترعرع وتلقي تكوينه الصحفي في كنف مدرسة ألوان ...لقد كانت بالفعل فرصة طيبة أن التقي أشرف نستذكر طرفاً من تلك الذكريات حيث كان لقائنا مساء أمس في مناسبة عقد قران ابنتنا سراء تهتدون كريمة عادل شريف وابنة مريم المنصورة الصادق المهدي علي ابننا محمد  بن رشيدة محمد أحمد الحاج الزاكي وعديلنا عادل عثمان والتهنئة مزجاة لسائر أهالي االطرفين .
 الادوار التي لعبها كمال عبيد في فوز علي عثمان جعلته اثيرا مقربا لدي رجل ظل يتمتع بنفوذ قوي وربما مطلق في حكم السودان في اعقاب قيام حكم الانقاذ حتي عهد قريب حيث مضي كمال عبيد مع اخيه علي عثمان ورهطه (الحجل بالرجل) قريباً من سلطة الانقاذ وموضع اتخاذ القرار فيها بينما كنا نحن قانعين ، اسوة بغيرنا من شباب الحركة الاسلامية ، بفوز علي  عثمان وما بعده من حادثات حيث كانت شيمتنا العفاف عند مغانم الانقاذ وسلطتها وصولجانها ، وهي مغانم  أقبل عليها القوم بشراهة حيث  حسبوها تمكيناً الهياً ،  بينما آثرنا نحن العودة  الي زمرة الجنود المجهولين في صفوف الحركة الاسلامية السودانية التي ابتليت من بعد بفتنة السلطة والثروة وشهوة الحكم لتخرج عن مسارها المعلوم مما يحتم علي جميع الاخوة والاخوات، بما فيهم نحن، مراجعة تجربة الانقاذ في الحكم بمنتهي الوعي والتجرد والاخلاص عوضاً عن المكابرة والاصرار علي المضي في مزيد من الاخطاء الكارثية.
مقومات الريادة لدي كمال عبيد الي جانب التزكية التي وجدها من قبل علي عثمان، هو وآخرين من أبناء المنطقة من أمثال محسوبنا المهندس الحاج عطا المنان، والمهندس عبد الباسط حمزة،  جعلت كمال عبيد يتقلد العديد من المناصب التنظيمية والرسمية في عهد الانقاذ وهكذا شغل الرجل منصب وزير الثقافة والاعلام ومسئول العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني (وزير خارجية غير معلن) ومسئول ملف التفاوض مع الحركات المسلحة في حقبة ما ومديرا لجامعة افريقيا العالمية ، وقد ذهب البعض الي ان كمال ربما يكون من اقوي المرشحين لرئاسة المؤتمر الوطني مما يمهد الطريق للدفع به مرشحا للحزب في سباق الرئاسة في اي انتخابات رئاسية او برلمانية محتملة هذا اذا استطاع الحزب تخطي عقدة المقاطعة الشعبية في اعقاب الثورة واللوج الي الساحة مجدداً تحت واجهة جديدة ؟؟!!... والحال كذلك فان رجل بهكذا مواصفات لا يحتاج الي من يسنده او يقف الي جواره في ابلاغ رسالة ما للبرهان ابان زيارته لمنطقة البار وام درق.
في الواقع لم تقتصر الادوار التي لعبها لعبها كمال عبيد علي المجالات السياسية والتنظيميةوالاكاديمية لوحدها بل كان كمال أيضاً فاعلاً ومؤثراً علي المستوي الطوعي من خلال عضويته في مجالس ادارات العديد من المنظمات الطوعية الاسلامية وربما لا يدري كثير من الناس الا داخل قبيلة العمل الطوعي الاسلامي ان كمال عبيد كانت له الكلمة الحاسمة الطولي في اختيار الامين العام السابق واللاحق لمنظمة الدعوة الاسلامية واعني هنا الاخوة الاساتذة عطا المنان بخيت واحمد محمد آدم ،  ولكن يبقي هنالك سسؤال جوهري  هل أحسن كمال يا تري القيام بهذه المهمة وهل جهد في استصحاب شوري العاملين في الحقل الطوعي الاسلامي المفتوح أم أن الشوري كانت قاصرة علي المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية اللذين نشطا بصورة كبيرة لاعادة الاوضاع الي ما كانت عليه في اعقاب انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر وتعزيز التمكين القديم بتمكين جديد؟؟ ولا اذيع سراً اذا ما قلت بانني قصدت منزل كمال المتواضع بابي آدم حيث ابديت له تحفظي علي المنهج الذي يعتمدونه للتقرير في مصائر العمل الطوعي والمنظمات الاسلامية بيد أنه اصر علي الاستمساك برايه والمضي علي ما هم فيه عملاً بفقه المفضول كما ذكر لي وقد خرجت من عنده وانا لست قانع بالطبع بما يقول وربما استعرض كل ذلك بالتفصيل في مساحة أخري ؟؟!!. بيد أن ذلك لن يمنعني من تعضيد مذكرة الطعن التي تقدم بها اخي العزيز الدكتور احمد الماحي طالباً إعادة النظر في الانتخابات الاسفيرية التي افضت الي إعادة هيكلة منظمة الدعوة الاسلامية علي نحو خاطئ وما صحبها من تعيين الاستاذ احمد آدم علي نحو غير مشروع ، لا بل أنني امضي اكثر من ذلك مطالباً بمراجعة سجل المنظمات الاسلامية كافة بما فيها منظمة الدعوة الاسلامية التي شهدت من قبل افظع منذ مؤامرة  استهدفت اقصاء دكتور الامين محمد عثمان من منصب الامين العام للمنظمة وتمكين منسوبي المؤتمر الوطني في مكانه مستخدمين في ذلك بطش الاجهزة الامنية وسلطة الانقاذ لانفاذ مؤامرة لم تورث المنظمة من بعد سوي الفشل والبوار، وهذا في الواقع ما جري في سائر المنظمات الاسلامية قبيل الثورة وما بعدها تمكينا لرموز الانقاذ واقصاءا لما سواهم من الرموز والكفاءات ؟؟
ومهما كان الامر فان الحيثيات المذكورة بعاليه جعلت اابعض يتحدثون عن الاخ كمال يتعاطي مع مختلف الملفات ويقضي كل الامور متبعاً ذات النهج الذي اختطه علي عثمان محمد طه لادارة شئون الدولة في عهد الانقاذ بعقلية العراب او الاب الروحي حتي ان احدهم اسر الي بان هذه الظاهرة يطلق عليها الاب الروحي الشامل (UNIVERSAL GOD FATHER) ؟؟!!.
تري ما هي السلطة التي خولت كمال عبيد لفتح منزل عمر البشير المغلق وبإمرة من يا تري
هل تم ذلك بإمرة مجلس السيادة ام القوات المسلحة ام الاجهزة الامنية أم بإمرة كمال عبيد واصالة عن نفسه ؟؟ تري هلي اصبح كمال عبيد وكيلاً لهذه الجهات فرادي او مجتمعين في أعقاب الحرب التي إختلط فيها الحابل بالنابل أم ماذا؟؟.

وبما أن لقاء البرهان بكمال عبيد في بيت البشير كان مغلقاً وتمت احاطته بسياج كثيف من السرية فلا يمكن الجزم بما دار فيه غير أن ذلك لا يمنع بالطبع من القاء بعض الاسئلة الافتراضية علي شاكلة : هل يمتلك الدكتور كمال عبيد شفرة دافنشي للحرب والسلام في السودان ؟؟، ثم ما هي طبيعة الرسالة التي تبلغها البرهان عبر لقائه بكمال عبيد أو التي أوصلها اليه ذلك أن البرهان لم يكن من المقدر له أن يبذل كل هذا المجهود في زيارة المنطقة مصحوباً بهذه التدابير المشددة من أجل لا شيئ والا اتهمه أهل البلد (باللواجه)، واللواجه في مصطلح أهل الشمال تعني (التطواف بلا هدي ولا هدف محدد)، وهي علي العموم تهمة ما برحت تلاحق البرهان منذ خروجه من حصار القيادة العامة علي نحو ما هو شائع ومعروف حيث حسب الناس ان الفرصة باتت مواتية أمام البرهان للانخراط في حوار حقيقي عبر منبر جدة لانجاز سلام مشرف لمصلحة شعب السودان بيد أن البرهان ما طفق حتي يومنا هذا يدور في حلقة مفرغة غير معروفة الاهداف حتي اليوم. ومهما كان الامر فان البرهان وكمال عبيد يمتلكان لوحدهما حتي هذه اللحظة أسرار اللقاء الذي تم بمنطقة البار ام درق غير أن مفتاح شفرة دانفشي الذي يراوح بين البرهان وكمال ربما يتكشف عاجلاً من خلال الوجهة التي يسلكها السودان نحو السلم او تاجيجاً لاوار الحرب في مقبل الايام.
وعلي أي حال يمكن القول بأن زيارة البرهان للمنطقة إذا كان الهدف منها تحقيق السلام فأهلاً ومرحباً أما إذا  كانت الزيارة تستهدف شيئاً غيره فلا أهلاً ولا سهلاً، ونحن إذ نقول بذلك نغتنم الفرصة للتصريح بالصوت العالي بلا مواربة بأننا من أنصار الوفاق والسلام وقد أعلنا ذلك منذ الساعات الاولي للحرب قبل أن يقتح الدعم السريع منزلاً واحداً في السودان مع العلم أن شقتنا المتواضعة في حي كافوري مربع 6 المجاور لمقر الدعم السريع قد شهدت تواجد الدعم السريع منذ الساعات الاولي للقنال ... هذا هو موقفنا لم يتغير ومن أراد ان ينتقد فلينتقد ، ومن أراد أن يسخط فليسخط ومن أراد أن يلعن فليلعن، ومن أراد أن يخون فليخون ومن أراد أن يرمينا بالعمالة فليفعل ، وسنظل نحن مطمئون لموقفنا راضون بأقدار الله طالما كنا نسعي لتحقيق هدف نبيل يتمثل في وقف الحرب وإحلال السلام وهذا ديدننا الذي ارتضيناه ولن نحيد عنه قيد أنملة مهما تقلبت الظروف والاطوار ... لتقف الحرب اولاً ثم للنظر جميعاً فيما بعد في طبيعة الخروقات الجسيمة لحقوق الانسان التي تم ارتكابها من قبل سائر الاطراف الضالعة في القتال، ونحرص علي مناهضة ظاهرة الافلات منالعقاب ولنجتهد في ملاحقة المجرمين السابقين والللاحقين بما فيهم أولئك الذين جري تهريبهم من السجون .
مدخل سابع: طبيعة الانتقادات المثارة في مواجهة كمال عبيد علي خلفية زيارة البرهان:
تكاد غالبية الناس تجزم بأنه لا غبار في أن يوجه كمال عبيد الدعوة للبرهان ولا غضاضة في ان يستضيفه شريطة ان يتم ذلك في منزله ، وله ان يلتقيه منفرداً او يدعو من يشاء من الناس، ولكن يبقي الاعتراض قائماً علي أن يقوم كمال عبيد بفتح أبواب منزل عمر البشير التي جري إغلاقها بامر الثورة والثوار وتوظيف هذه الدار لاغراض سياسية فهذه قضية خلافية لن تلقي القبول حتي وان وافقه في ذلك نفر من الناس. ويذهب الناس او غالبهم الي انه من الخير للجميع أن تظل هذه الدار مغلقة في الوقت الحالي الي ان تضع الحرب اوزارها ليتم التقرير في شان الدار من بعد عبر شواري واسعة يسهم فيها اهل المنطقة لتحديد  المالات والمصائر المحتمله لما عرف ببيت الرئيس الذي اقترحه تسميته من الان فصاعداً (ببيت الامة) ، وسوف تكون الشوري الواسعة وحدها هي المحدد لايلولة البيت فاما ان يؤول الي مستشفي او كلية تعليمية او موئل للعمل الاجتماعي برضاء الجميع ومشاركتهم الفاعلة... أما إذا اثر كمال عبيد المضي في هذا النهج الانفرادي او الاستفراد في التصرف في امر الدار لوحده بمعزل عن اهل البلد الاخرين مستنصراً بسلطة الامر الواقع ، وهي علي اي حال سلطة مقدر لها أن تؤول الي زوال مثل سلفها سلطة الانقاذ، فان ذلك لن يفضي الا الي مناهضة القرار وتطوير إحساس مضاد لانشطة كمال عبيد بالمنطقة لسبب بسيط وهي ان الكل يطمع هناك في ان يستشار وان يستصحب في مثل هكذا قرارات تخص المنطقة بحيث لا يتم ترك أحد في الخلف (NO ONE LEFT BEHIND)
أما إذا اراد كمال ان يمضي لوحده في مثل هكذا انشطة متجاهلا النصح فله ذلك وهذا شانه بيد أن عليه ان يتحمل العواقب الانية والفردية وهو يعمل علي انفاذ انشطة ومبادرات تتسم بالطابع الفرداني ماضيا لوحده وتاركا الجميع خلفه (  EVERY ONE LEFT BEHIND EXCEPT KAMAL OBAID) ،هذه تبقي اولي الانتقادات.
 اما الثانية فهي أن علي كمال عبيد ان يعي جيدا المداخل التاريخية للمنطقة والا اثار عليه حفيظة الناس فالبار التي تحتضن منزل الرئيس سابقا (بيت الامة حالياً) تنقسم الي شقين وفق إفادة عمنا المغفور له (عبد الوهاب عبد الصمد ) وزوج خالتنا الحبيبة (النعمة حاج الحسن) والدة ابناء  خالتنا واخوتنا الاعزاء خالد وعبد الصمد وعبد الله والشفاء واخواتها حفظهم الله اجمعين ... حيث يقول المرحوم عبد الوهاب ان البار قبلي تسمي (بار عبد الصمد) أما البار بحري فتسمي (بار حمد) وتحتضن البار بطون كثيرة لقبائل المنطقة من المنسوبين لقبيلة البديرية الدهمشية التي ينتمي لها كمال عبيد نفسه، وتعزي التسمية الي ان كلا من عبد الصمد جد المهندس عبد الله عبد الوهاب واخوته وحمد الذي يتحدر منه منسوبنا وخالنا دكتور الحاج حمد محمد خير كان يضطلعان باعباء الشياخة في ظل ولاية العمدة الطاهر وقيع الله الذي يمتد نطاق ولايته الجغرافي شرقا وغرباً من (شجرة ود جراد في أقاصي البرصة حاضرة السادة العجيمية) مرورا بالقلعة وام درق والبار وجلاس والاركي والنافعاب ومورة والهو والسدر والتركر وصولا الي تخوم كوري .
والسؤال الحائر هنا هل يا تري اقدم الدكتور كمال علي استشارة آل عبد الصمد أو الحاج حمد أو عبد الرحيم الحسن ومحمد حاج الحسن او الي العمدة الطاهر وقيع الله او السادة العجيمية او الجار الجنب لبيت االامة المتمثل في اهلنا العشياب وفي مقدمتهم أحبابنا عثمان وحسن سليمان وابناء خالنا جمال ومرتضي  ومجدي يوسف وال عرمان وفي مقدمتهم اخانا الاكبر صلاح عرمان الموجود بشخصه في البار. تري هل أخطر كمال عبيد استاذنا عثمان التوم الهدي  ؛ او محمد عثمان الجزولي او ال عثمان العشيابي او عبد المتعال  محمد عثمان  كمال ومصطفي جعفر ، أو محمد توم وعبد القادر عبد الرحمن عبيد، أو  عبد الرحمن ابراهيم الدينكاوي (اب شنب) ،أو صلاح بقة (غجة)  ، أو صلاح من الله، أو صلاح الرواسي بن السيدة الفضلي (بصيرية) أو او اهلنا  الحجراب  والعيساب والسابلاب  والجنياب وال مندور وعموم قاطني البرصة والقلعة وام درق والبار وجلاس ومن سواهم من رموز المنطقة وبطون قبائلها  وهو يجري التحضير لزيارة البرهان واذا لمنحناه شهادة بالبراءة والعرفان. ثم أليس من حق هذا الرهط الكريم من أهل المنطقة ان يلتقوا برئيس مجلس السيادة طالما جاء زائراً لمنطقتهم في ذروة الحرب وان يستمعوا اليه وان يسمعوه بدورهم ما يعن لهم من رؤي ومقترحات حيال التعامل مع أوضاع الحرب والسلام والحرب تمضي نحو شهرها السابع بلا افق للحل ؟؟. وهنا لا يفوتني ان ابعث بأحر التحايا من علي البعد الي صديقنا وبن حلتنا الاخ محمد الامين والتحايا عبره موصولة الي زوجه الدكتورة ابتسام خضر بنت العمدة لحرصهما علي اعمار دارهما العامرة بجلاس وفلاحتها فضلاً عن التنويه بمواقفهما النبيلة فهم قوم لا يعرفون المجاملة سائلاً الله لهم الحفظ والتوفيق.
هل يصلح كمال عبيد لوحده في تمثيل كل هؤلاء القوم ؟؟ وهل يصح إختزال البلد باكملها في شخص كمال عبيد مع تجاهل اهل البلد اجمعين ؟؟ عدم استصحاب الاهل وتهميشهم في احداث مصيرية كهذه جعل البعض ممكن له صلة بال العمدة الطاهر يهاتفني غاضبا وهو يقول : هل تمت إعادة عمودية جلاس من دون علمنا
ويمضي البعض قائلاً متي تم تنصيب كنال عبيد عمدة لجلاس ليقرر في مصائرها كيف يشاء دون استشارة اهلها ؟؟ ويحتج هؤلاء بالقول أن علي عثمان نفسه كان اكثر فطنة وكياسه حيث وطات قدماه اول ما وطئت وهو يزور البلد دار العمدة خلف الله فكيف يغفل كمال عبيد عن تراث المنطقة وشبكة علاقاتها الاجتماعية فائقة التعقيد ؟؟.
ويمضي آخرون في ذروة ثورتهم قائلين باننا نعلم طبيعة العلاقة التي تربط كمال عبيد بعمر البشير فقد عملا معا كرئيس ومرؤوس في العديد من الملفات غير اننا لم نعلم بعد سر العلاقة التي تربط كمال عبيد بالبرهان للدرجة التي يستجيب فيها البرهان لدعوة كمال لزيارة المنطقة والالتقاء به في منزل البشير في لقاء مغلق وهم يمضون في زعمهم بالقول أن هذا الامر لوحده كفيل بازاحة الستار عن طبيعة العلاقة التي تربط البرهان برموز المؤتمر الوطني وقادته ؟؟!!
ويلزمني الاشارة هنا الي انني ادين بالشكر لكل من كمال عبيد ومولانا المرحوم عبد الله احمد عبد الله وكلاهما من الاهل والاقارب علي وقفتهم ابان محنة الاعتقال المتطاول علي خلفية الاتهام الموجه لي العام 2004 بالضلوع في محاولة تخريبية تستهدف تقويض النظام الدستوري لدولة الانقاذ وإثارة الكراهية ضد الدولة حيث اجتهد دكتور كمال في زيارتي بمعتقلات الامن بمدينة المناقل مصطحباً معه مدير جهاز الامن بولاية الجزيرة وقد كان حينها يشغل موقع أمين العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني، ورغم ان جهوده لم تفلح في تأمين إطلاق سراحي علي الفور وأنا برئ براءة الذئب من دم يوسف الا أن الزيارة اشعرتني بان هنالك شخص ما من الاهل يعتني بامري ، وربما كان مقدراً إطلاق سراحي بيد أن الاخ الكريم صلاح قوش كان مصرا علي بقائي في الحبس لانه كان يظن ، وبعض الظن إثم ، أن شخصي يشكل مهدداً أمنياً، كما كان يحسب أن ملفي في جهاز الامن يعتبر من (اخطر الملفات) التي تستوجب الحبس وهذا ما نقله لي حرفياً أخي وصديقي المهندس (محمد جمعه هود ) عليه رحمة من الله ورضوان الامر الذي اثار استياء معارفي واهلي واحبابي ، وهكذا كان قدرنا ان نصبر علي اعتقال جائر ومتطاول الا ان تم إطلاق سراحنا في أعقاب التوقيع علي اتفاقية نيفاشا قربانا لاتفاقية نهضنا لمعارضتها منذ الايام الاولي للتفاوض حيث هدتنا بصيرتنا الي ان اتفاقية معيبة علي هذا النحو لن تجلب خيرا للسودان واهله .....وقد كان... وهنا يكمن السبب الحقيقي للاعتقال.
لقد شرفنا الدكتور كمال بالزيارة في معتقل المناقل حيث جاء مصحوبا بمدير الامن بولاية الجزيرة ، كيف لا والاخ كمال يشغل وقتها منصباً رفيعا في المؤتمر الوطني باعتباره مسئول العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني وهذا ربما يعكس مدي الارتباط الالتحامي بين جهاز الامن آنذاك والمؤتمر الوطني مما يحتم هذه المواكبة اللصيقة للزيارة (INTIMATE RELATIONSHIP).
وأنا إذ  أجدد الشكر باثر رجعي للدكتور كمال أؤكد علي أن كمال يبقي في نهاية المطاف مننا وفينا وسيظل موضع محبتنا وتقديرنا رغم إختلاف الرؤي والمواقف السياسية ولذا لن ندخر وسعا في رفده بالنقد والتقويم والنصيحة سواء كان ظالماً أو مظلوما.ً
• ونختتم القول في هذا المدحل الذي تم تخصيصه لتناول الشبهات التي احاطت بكمال عبيد او اثيرت من وراء ظهره باننا لا نستهدف تجريم كمال او النيل منه وانما سمحنا لانفسنا من باب التقدير للرجل ان نرتقي بالحديث من مرتبة الشائعات الي مرتبة الحقائق المجردة حتي يتعاطي الجميع ، بمن فيهم كمال نفسه،  بكل سماحة مع ما يثار في مواجهتهم ويبقي في نهايية المطاف ان اختلاف الراي او المواقف الفكرية او السياسية لا ينبغي له باي حال ان يفسد للود قضية.
مدخل ثامن: هل تشكل قضية تعويضات بيت البشير بأم درق وبار عبد الصمد بؤرة للفساد ينبغي استكشافها والتحقيق فيها:
ليس مستبعداً أن تمثل زيارة البرهان للمنطقة ونزوله ببيت البشير حافزاً لاعادة زيارة  ملف التعويضات ومزاعم ملكية الارض اليت شيد عليها بيت الرئيس من باب أن هذه القضية القديمة المتجددة   ( سيرة وانفتحت ) ولا يمكن ارغام الناس عن السكوت عنها حتي تنجلي الحقائق عارية دون زيف.
ولعل الذين اختصوني بالسؤال عن زيارة البرهان للمنطقة وما واكبها من زيارة لمنزل (عمر البشير) قد وقفوا علي اهتمامي بهذا الملف من خلال طلاعهم علي مقالي الذي دفعت به من قبل للنشر في صحيفة التيار في سياق الاحتجاج علي انشاء منزل للرئيس البشير في هذه المنطقة حيث تم نشر الجزء الاول من المقال واطلع عليه الكثير من الناس واشادوا به واستحسنوه بيد أن بقية اجزاء المقال قد تم حجبها ولم تظهر لجمهرة الراي العام وعندما سعيت وقتها للحصول علي اجابة من قبل الاخوة الاعزاء الاستاذ عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار ، والاستاذ عبد الباقي الظاهر مدير التحري آنذاك، والاستاذ محمد كطامل سكرتي التحرير آنذاك حول الاسباب والدواعي التي ادت الي حجب نشر المقال كاملاً لم اظفر باجابة واضحة سوي ان السبب يعزي لتدخل الاجهزة الامنية التي قدرت حينها أن اي تناول لاي قضية متعلقة برئيس الجمهورية او تتضمن المساس بشخصه تعد من الخطوط الحمراء التي لا يمكن قبولها او التسامح معها ، وهكذا تم حجب نشر بقية المقال بيد ان المقال او جزء منه فيما اذكر قد وجد سبيله للنشر في وسائط التواصل الاجتماعي ، وطالما كان الشيئ بالشيئ يذكر فانني اغتنم الفرصة لاعادة نشر المقال القديم كما هو بلا ادني تعديل او اضافة او حذف حتي يستبين للسادة القراء موقفي الحقيقي من هذه القضية منذ وقت مبكر بلا زيادة ولا نقصان، وبغض النظر عن صحة الاسباب التي حالت دون نشر المقال المتعلق بتدشين منزل البشير حينذاك فانني ما زلت اطمع في ان يتفضل علي الاخوة الافاضل الاساتذة عثمان ميرغني وعبد الباقي الظافر ومحمد كامل عبد الرحمن بالاجابة علي الاسباب الحقيقية الكامنة خلف حظر المقال.
ما أن سمع بعض الناس بخبر اعتزام السلطات ببناء منزل  للبشير في هذه المنطقة حتي هرعوا للمطالبة بتعويضات علماً بأن أغلبهم لا يملكون حقوقاً في هذه المنطقة الا من قبيل الادعاء ، وهكذا وجدت الجماعة التي اشرفت علي التخطيط لبناء بيت االبشير نفسها مضطرة لدفع بعض التعويضات في شكل أراضي بديلة حيث قامت بتعويض بعض  الذين زعموا ملكيتهم للارض في منطقة كريمة وبينما تم تعويض البعض الاخر ،و يا للعجب، في حي الازهري بالخرطوم وهي عملية تجسد في مجملها عطاء من لا يملك لمن لا يستحق؟؟. لم تستغرق عملية النزع الجائر لاراضي المواطنين بالمنطقة التي شهدت تشييد بيت البشير حيث تم اغراء اابعض بالمال والبعض نال نصيبه من تعويضات غير مستحقة بمنطقة كريمة او الخرطوم وبعضهم ارغم علي السكوت رهبة والشق الاخير سكت حياءا وخجلاً خشية احراج القائمين علي مشروع بيت البشير، في واقع الامر لم يشذ من هذه االقاعدة سوي أبناء خالنا آل عبد الرحيم ود الدانقة سيما السيدة الفضلي حليمة زوج خالنا عثمان سليمان واختها عرفة إذ لولا إعتراضهما الشديد لتم نزع  موقع طاحونة ابيهما ود الدانقة  واضافته قسرا لحيازة بيت البشير علماً بانهما لم تستجيبا لكافة الاملاءات والاغراءات التي كانتت تستهدف ثنيهما عن موقفهما والتنازل عن ارثهما لمصلحة بيت البشير الذي أراد القائمون عليه أن يتمدد علي نحو طفيلي في سائر الاتجاهات ؟؟؟. هذه الوقائع تحفزني لتوجيه الدعوة  لابناء حاج الحسن عبد الرحيم ومحمد (ود الدانقة) وذراريهم لعدم طي هذا الملف علما بان ال ود الدانقا اخوالي وانا خالهم من جهة (كلثوم بنت القاضي) خاصة وان الاخ عبد الله عبد عبد الرحيم قد اخطرني بانه سبق له تقدم الي اللجنة التي اشرفت علي بناء منزل االبشير بوثائق تثبت ملكيته لجزء كبير من الارض التي تم فيها تشييد بيت البشير  بيد ان اللجنة تجاهلته تماما .
ومن هنا فانني اغتنم الفرصة لدعوة ابناء خالتي خالد وعبد الصمد وعبد الوهاب للتثبت من أراضي الناصراب بالقصاد في ظل التغول علي الاراضي الذي اضحي سمة شائعة هذه الايام. والدعوة ذاتها موصولة لاهلنا العشياب  من جهة والدتنا المرحومة (الروضة بنت سليمان عمر علي آل غجة) بعامة وأبناء خالنا عرمان الذي تربينا في كنفه هو وسائر اخوالنا اسحق ويوسف وعمر وعثمان وحسن بخاصة ولهم من الله أجزل الثناء والتقدير سائلين لمن توفي منهم الرحمة والمغفرة أما من هم علي قيد الحياة فنسال الله لهم موفور الصحة والعافية ونحن نناشدهم بأن يلتفتوا لتحقيق مسالة أراضي قصاد العشياب علي امتداد الكرو ونحضهم علي تشييد مشروعهم الخيري الجماعي علي هذه الارض خاصة وان اراضي قصاد العشياب قد شهدت بوجه خاص قدراً كبيراً  من التغول في ظل غيبة أهلها ، وفي هذا يمكن لرهطنا العشياب الاستعانة بابناء خالتنا وأبناء العمدة جعفر عثمان السابلابي كمال ومصطفي الي جانب الاستاذ عابدين خضر عابدين وابناء حاج الحسن بحكم معرفتهم اللصيقة بالمنطقة ولا يفوتني الاشارة الي اهمية الاستعانة بابن اخي كبير مستشاري النائب االعام الاستاذ المعتصم عبد الله محمود حاج نصر وهو الشخصية التي اشرفت علي تحريز المبالغ بالعملة الصعبة في بيت الضيافة ليعقبها فتح بلاغ في مواجهة عمر البشير.  وعلي العموم فان هذه المسائل مقدر لها ان تخضع للبحث والتدقيق حالما تضع الحرب اوزارها ويتم تكوين لجنة حقيقية تتمتع بالمشروعية والاحترافية والنزاهية لازالة التمكين خلاف للجنة السابقة التي وقعت في كثير من الاخطاء وارتكبت العديد من التجاوزات مما ادي لنقض غزلها ومعه اهدار مبدأ ازالة التمكين برمته.
وأخيراً وليس آخراً فانني أدعو ابننا القاضي مصعب عبد الله أحمد عبد الله وثلة من القانونيين من ابناء المنطقة وفي مقدمتهم الاستاذ خالد عرمان وعبد الملك أبو زيد وابو القاسم عبد المكرم وعلي الله  عبد الرحيم ابو زيد وفتح الله علي عيسي ومحمد عبد المنعم ومحمد فتح الرحمن القاضي بمراجعة سجلات اراضي البلد باكملها بما فيها اراضي الخطة الاسكانية التي لم يستند توزيعها علي اي معايير سليمة في ظل الفوضي الضاربة باطنابها في عهد الانقاذ علماً بانهم جميعاً يملكون التاهيل الفني والاحلاقي لانجاز هذه المهمة الحساسة.
مدخل تاسع : ليت البرهان يلتمس الحكمة في نهج السادة العجيمية ومن سواهم من أهل الطرق الصوفية والعلماء والخبراء وإذا لحل السلام وجبر بخاطر أهل السودان اجمعين:
كانت البرصة حاضرة السادة العجيمية،  ولا تزال ، داراً للهداية ومنبعا للحكمة وموئلاً للتنوير علي يد العارف بالله السيد محمد علي عجيمه الذي شهدت له جدتنا (كلتوم بنت القاضي) بالتميز والصلاح وهو يتلقي تعلميه الباكر في القران في خلوةجدي (أحمد قاضي)، وذلك وفق المعلومات التي اسرنا بها مولانا السيد نور الدائم العجيمي بنفسه العام 1986 علي هامش المؤتمر التاسيسي للجبهة الاسلامية القومية وما صحبها من زيارة الشيخ الترابي  للبرصة كاول منطقة يزورها في اعقاب انتهاء المؤتمر التاسيسي بكريمة ليختتم الترابي الزيارة بالطلب الي شيخ العجيمي بالدعاء له ووفده المرافق وقد كنت علي تلك الاجداث من الشاهدين من واقع مشاركتي في المؤتمر التاسيس للجبهة الاسلامية وبرنامجها المصاحب وفي مقدمته زيارة البرصة لاحظي من بعد بلحظات قربي وصفاء بشيخ العجيمي لاتعلم منه الكثير مما فاتني خاصة وان العجيمي بحر من العلوم ومرجع في تاريخ الشمال وانساب القبائل. وقد أكد لي الخال محمد حاج الحسن ود الدانقة ما ذكره لي السيد العجيمي حيث تطابقت الروايات المنقولة عن كلثوم بنت القاضي التي نشات في دار جدي احمد قاضي وشهدت بنفسها علامكات النبوغ والصلاح لدي السيد محمد علي عجيمي وهو لم يزل صغيرا يتلقي مراحلة الاولي في التعليم في خلوة جدنا احمد قاضي ماضيا في الاستزادة من العلم عقب وفاة احمد قاضي ومتنقلا الي الاراك ثم رومي البكري ليتلقي العلم علي ايدي الشييخ وديدي فعائدا الي البرصة ليؤسس الطريقة العجيمية ويبتني دائرة للسادة العجيمية البديرية الدهمشية العام 1952.
لقد ظلت دائرة العجيمية مقداً للزائئرين ومؤلا للحكمة وموطنا فلض المنازعات علي مر التاريخ ، ولم تغلق الدائرة ابوابها يوما اما الزائرين والقاطنين حيث قصدها علية القوم ورموز المجتمع وعامة االناس ليلقوا جميعا ذات القدر من المعاملة والاحترام بلا تمييز. وفي هذا فقد شهدت البرصة علي سبيل المثال زيارة السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الختمية، والدكتور حسن الترابي زعيم الجبهة الاسلامية القومية ، وعمر البشير وغيرهم من خاصة الناس وعامتهم.
فيما اثر عن السيد العجيمي انه لم يعرض عليه نزاع مستعر او خلاف عارض الا وتصدي له بالحل والتسوية بسهولة ويسر يدعة للدهشة والعجاب وبهذا اضحت البرصة في سائر . العهود مقدا للزائرين وموقعا لفض النزاعات المستعصصية. والحال كذلك فقد كان مرجوا لزيارة البرها للمنطقة أن تبدأ بالبرصة وتنهي بها وهو يلتمس النصح ويستجلي الري حول كيفية انهاء الحرب ومعالجة تداعياتها المدمرة. واذا كانت سنة الله في الخلق قد قضت بارتحال السادة نور الدائم واشقائه عبد الباقي وشيخ الدين الي رحاب العناية الالهية فالطريقة موجودة بابنائهم البررة مولانا وبن خالتنا السيد المعتصم واشقائه الهادي والمامون والواثق ، ثم ان هنالك ابناء السيد عبد الباقي الرشيد والمعز ومحمد ثم ان هنالك ابناء شيخ الدين السادة الفاضل والمزمل . هؤلاء جميعا قيد الطلب وعلي اتم الاستعداد لبذل النصح لمن يطلب النصيحة بلا من ولا أذي ويقف بجوار هؤلاء مشايخ الطريقة وحيرانها من امثال الاستاذ الطيب حجر ومن سواه من الاحباب .
ما قيل في حق السادة العجيمية ينطبق علي سائر الطرق الصوفيه ومن ضمنهم ال البرعي والسادة البادرابب والسادة التيجانية والبرهانية والعزمية والطرق شتي والمنبع واحد الي جانب نفر لا يحصي من خيرة ابناء السودان من العلماء والخبراء واهل الراي والفكر والمشورة ، وفيما اقدر ان هؤلاء جميعا لن يدخروا وسعا في تقديم النصح وبلورة الحلول والمعالجات التي من شانها أن توقف الحرب وتجعل من السلام حقيقة ماثلة يتفيأ ظلالها اهل السودان أجمعين.
هذه نصيحة مخلصة اتوجه بها انا العبد الفقير الي الله فتح الرحمن القاضي الي السيد الفريق عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش ورئيس مجلس السيادة بان لا يركن الي فئة محدودة او تيار بعينه طالباً الراي والاستشارة، وان يفتح ذهنه وعقله وقلبه بالمقابل للاستماع الي سائر اهل التصوف والعلماء والمفكرين والخبراء واهل الراي وحتي شرفاء القوات المسلحة والامن والشرطة وأهل الاستخبارات العسكرية فربما يجد عندهم الوصفة العلاجية المثلي لاخطر ازمة مستفحلة تواجه السودان في تاريخه الحديث ... ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم....
واختتم المقال بالدعوة لاخوتي وابناء خالي  عرمان الذي تربيت بينهم بالتوفيق والفلاح وأعني بهم صلاح وعبد المنعم وخالد وتاج السر وفتحي مثمناً جهدهم في أعمار الارض الجنب لبيت عمر البشير وقد عمروها أولا ولعل هذا هو الذي شجع بطانة البشير بالتفكير في بناء دار له في هذه البقعة اليباب ، وربما شجع من سواهم من اهالي المنطقة في استصلاح أراضي الكرو التي كانت كما مهملاً لا يرغب فيها احد بحيث يعبرها الناس سراعاً بالنهار ويخشون ارتيادها ليلاً لاعتقادهم بانها أرض يسكنها الجن وفق المخيال الشعبي السائد ، والله بكل ذلك عليم....

د. فتح الرحمن القاضي
القاهرة في 21 أكتوبر 2023 م  

المصدر: سودانايل