سودانايل:
2025-04-17@11:38:59 GMT

إعمار الخرطوم وقدوم البشرى

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

نعى صديقنا العالم المحقق البروفيسور أحمد إبراهيم ابو شوك استاذ التاريخ بجامعة قطر مؤخراً، أستاذنا الراحل البروفيسور سيد البشرى ١٩٣٥ -٢٠٢٣م، استاذ الجغرافيا والعمارة الحضرية معاً بجامعة الخرطوم، الذي انتقل الى جوار ربه الكريم في بحر هذا الشهر، مأسوفاً على رحيله من قبل اسرته وآله وذويه بالطبع، الى جانب عدد كبير من زملائه واصدقائه وتلاميذه بمختلف اجيالهم بكليات الاداب قسم الجغرافيا سابقاً، والجغرافيا وعلوم البيئة حالياً، بل بكلية الهندسة والعمارة بجامعة الخرطوم خاصة.


لقد جاء نعي البروفيسور ابو شوك للراحل البروفيسور البشرى في الواقع على نحو جذاب وغير تقليدي بصورة واضحة. فمن حيث اللغة والاسلوب، عمد ابو شوك الى استخدام التورية بصورة بديعة، على الرغم من غلالة الحزن الشفيف التي توشحت به تلك التورية. ذلك بانه قد اتخذ لمقاله التأبيني عنواناً هو: " حرب الخرطوم ورحيل البشرى ! ". أما حرب الخرطوم ، فإنها هذه الحرب التي جثمت بكلكلها الثقيل على السودان كله باشيائه وأحيائه وما تزال. وأما عبارة: رحيل البشرى، فهي بيت القصيد بالفعل، وللقارئ ان يفهم منها ان حرب الخرطوم قد آذنت برحيل البشرى والفأل الحسن عنها وعن السودان قاطبةً، وهذا هو المعنى البعيد، ولكن المعنى الذي عناه الكاتب ، هو رحيل البروفيسور سيد البشرى إلى دار الخلود ، في جنة عرضها السماوات والارض بإذن الله.
وأما لا تقليدية نعي البروف احمد ابو شوك للمرحوم بروفيسور سيد البشرى، فقد تجلى في كون أنه قد انطلق من حقيقة أن الراحل بروفيسور البشرى قد كان متخصصا في الجغرافيا البشرية والحضرية، وأن أطروحته للدكتوراه في هذا العلم التي أنجزها في جامعة لندن في عام 1970م، قد دارت حول موضوع التخطيط العمراني والحضري لمدينة الخرطوم الكبرى، لكي يطوف بنا هذا المؤرخ الحاذق، في سياحة علمية ومعرفية باذخة عن تاريخ مدينة الخرطوم، منذ الشواهد الاولى على اتخاذها موقعا استيطانيا بشريا في العصر الحجري، مروراً بسائر مراحل تطورها عبر الحقب التاريخية المتعاقبة، والى تاريخ اختيارها عاصمة للسودان في نحو عام 1824/ 1825م بواسطة عثمان بك شركس حكمدار عام السودان في اوائل عهد الحكم التركي المصري للبلاد 1821 - 1885م.
وبهذا يشهد العامان المقبلان 2024 و 2025م مرور قرنين بالتمام والكمال على اتخاذ الخرطوم عاصمة للسودان. وقد كنت في الواقع قد نشرت قبل بضعة اعوام من الان، مقالا بعنوان: " هذه المئويات التي باتت تظلّنا "، وكان من ابرز ما نوهت به بين تلك المئويات المعنية، المئوية الثانية للخرطوم عاصمةً للسودان، ودعوت المعنيين الى التفكير منذ نحو سبع او ثماني سنوات للتفكير الجاد ، واعداد العدة لتنظم مهرجان كبير للاحتفال بذلك الحدث المهم في تقديري، مستصحباً جميع الابعاد والمحاور العمرانية والحضرية والخدمية والسياحية والثقافية والمعرفية والفنية والاقتصادية والتجارية وهلم جرا. وطبعا لم يقل لي أحد رحم الله أباك، كما تجري بذلك عبارتنا التراثية، حتى حلت الذكرى المقصودة أو كادت، ثم حدث ما حدث، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

نقابة المهندسين تتبنى مسؤولية إعمار غزة.. خطة عاجلة لدعم القطاع

أكد المهندس محمود عرفات، أمين عام نقابة المهندسين، أن النقابة حملت على عاتقها مسؤولية التصدي لقضية إعمار غزة، باعتبارها قضية وطنية وقومية ترتبط بجوهر مهنة الهندسة، وقال: «بحكم القانون، تُعد نقابة المهندسين الاستشاري الأول للدولة في كل ما يتعلق بمجال تخصصها».

وأضاف عرفات: «إن ما تقوم به النقابة في ملف إعمار غزة ليس مجرد واجب مهني فحسب، بل هو أيضًا واجب وطني، وإنساني، وقومي»، مشيرًا إلى أن غزة عانت على مدار قرن من الزمان من التدمير والتهجير، ورغم ذلك، قدّم أهلها نموذجًا فريدًا في الصمود والتشبث بأرضهم.

ووجّه عرفات، تحية تقدير لأعضاء اللجنة الاستشارية لإعمار غزة على جهودهم المخلصة في سبيل إعادة الحياة إلى هذا القطاع، متمنيًا أن تُكلل تلك الجهود بإعادة إعمار غزة في أسرع وقت ممكن.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة الاستشارية لإعادة إعمار غزة بنقابة المهندسين بحضور لفيف من القيادات الهندسية وعدد من نواب البرلمان، وعدد كبير من الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية.

فيما أشار المهندس كريم الكسار- الأمين العام المساعد لنقابة المهندسين والمنسق العام للجنة، إلى أن اللجنة الاستشارية لإعمار غزة بنقابة المهندسين تم تشكيلها في فبراير الماضي، وتضم عددًا من الوزراء والمحافظين السابقين وكبار الخبراء والقامات الهندسية المصرية من جميع الشُّعب الهندسية، وتبذل جهودًا كبيرة في التواصل مع جميع الجهات المعنية بإعمار غزة، سواء داخل مصر أو في فلسطين أو الأردن، وغيرها.

وقال «الكسار»: «إن اللجنة منذ قرار تشكيلها بالنقابة باشرت عملها حتى وصلت إلى خطة عاجلة لإعادة الإعمار، ونأمل أن تحوز تلك الخطة على ثقة الجميع».

وأضاف: «إعمار غزة حاليًا مطلب لكل عربي، ولكل مسلم ولكل مسيحي في العالم، ولكل مَنْ لدية بقايا مِن أخلاق وإنسانية في جميع أرجاء الكرة الأرضية».

من جانبه، أكد اللواء المهندس أحمد زكي عابدين- رئيس اللجنة الاستشارية لإعادة إعمار غزة بنقابة المهندسين، أن الادعاء بأن إعمار غزة لا يمكن أن يتم إلّا بعد تفريغها من سكانها وتهجير أهاليها هو ادِّعاء غريب ومشبوه، وغرضه تصفية القضية الفلسطينية والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى أن نقابة المهندسين المصرية لديها خبرات كبيرة، ووضعت من خلال اللجنة الاستشارية لإعادة إعمار غزة خطة عاجلة لإيواء أهل غزة كخطوة أولى لبدء الإعمار الكامل والشامل في القطاع، في وجود أهله وسكانه.

وقال خلال المؤتمر الصحفي لإعمار غزة: «اللجنة بذلت جهدًا كبيرًا لجمع بيانات متكاملة حول حجم التدمير الذي تعرض له قطاع غزة، وتواصلنا مع مهندسي غزة ونقابة المهندسين بالسلطة الفلسطينية والخبراء الفلسطينيين، وبِناءً على كل هذه البيانات وضعنا خطة عاجلة لتأمين البقاء وتوفير السبُل الأساسية للحياة، وتدبير الاحتياجات الحيوية في القطاع من خلال مناطق إيواء عاجلة تضم مباني مؤقته ومدارس ومستشفيات، وغيرها من مراكز الخدمة العامة حتى يستطيع أهل غزة العيش بشكل مؤقت لحين الإعمار الكامل».

وأكد «عابدين» أن الخطة التي وضعتها لجنة نقابة المهندسين هي خطة واقعية ودقيقة، وتراعي النسيج الاجتماعي والتركيب العشائري لسكان غزة، وقال: «سنقدم هذه الخطة للجهات المعنية، لتكون جاهزة للتنفيذ فور وقف إطلاق النار».

من جانبه، قال الدكتور المهندس محمد عبد الغني، عضو اللجنة الاستشارية لإعمار غزة بنقابة المهندسين، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي «إن ما يجري في غزة ليس مجرد دمار عمراني، بل هو جريمة بحق الإنسانية والأرض والهوية، ومن هنا فإن مسؤوليتنا لا تتوقف عند حدود الدعم الفني، بل تمتد لتشمل الموقف الأخلاقي والوطني والمهني، نحن في اللجنة الاستشارية لإعمار غزة بنقابة المهندسين نؤمن بأن إعادة إعمار غزة ليست مهمة طارئة فحسب، بل هي التزام تاريخي تجاه شعب صامد، ودور أصيل من صميم رسالتنا الهندسية والإنسانية».

وأكد الدكتور عبد الغني، أن اللجنة تسخّر كافة إمكانياتها وخبراتها في تقديم خطة إعمار عاجلة وفعّالة، وبما يضمن تحقيق إعادة بناء حقيقية تحفظ كرامة الإنسان الفلسطيني وتعيد الحياة إلى هذا الجزء الغالي من الوطن العربي. و أكد على واقعية الخطة المقدمة و التي تستلزم لتنفيذها مدة حوالي 6 شهور و تتكلف نحو 6 مليار دولار وكذلك ضرورة العمل بشكل متوازي لتوفير التمويل اللازم لبدء إعادة الإعمار".

بدوره، استعرض الأستاذ الدكتور طارق وفيق، عضو اللجنة الاستشارية لإعادة إعمار غزة الرؤية الأولية لإعداد خطة المرحلة الأولي لإعمار القطاع والتي وضعتها لجنة مصغرة منبثقة من لجنة إعادة الإعمار مكونة من الأستاذ الدكتور عبد القوي خليفة، والأستاذ الدكتور كمال شاروبيم، والأستاذ الدكتور شريف أبو المجد، والتي تمت من خلال التعاون و التواصل مع هيئات وخبراء من فلسطين و الدول العربية وبالاستعانة ببعض الدراسات المرجعية والبيانات و المعلومات من «الهيئة العربية والعربية للإعمار في فلسطين».

أكد «وفيق»، أن الخطة العاجلة والتي تمتد لستة أشهر، ترتكز علي منهجية موضوعية، لتحقيق متطلبات الإيواء المؤقت والاحتياجات الأساسية لإعادة الإعمار، لافتًا إلى أنها رؤية أولية وتتناول الواقع الموجود في القطاع بصورة دقيقة، موضحًا أن المرحلة العاجلة تشمل توفير مساكن وطرق وتعليم و صحة، وضمان الأمن الغذائي وبناء مؤسسات الدولة مما يصب في إيجاد سبل الحياة.

وكشف «وفيق»، أن نسبة إزالة حطام المباني التي تم تدميرها بالكامل تبلغ 44% من المباني التي كانت قائمة في القطاع، وأن مساحات الأراضي الضخمة المطلوبة لتجمعات الإيواء المؤقت كبيرة الحجم ستحاول تجنب التعدي على الملكيات الخاصة لسكان القطاع والتي تصل إلى 65% تقريبًا من إجمالي مساحة القطاع، وأن حوالي 85% من المباني تأثرت بالقصف - بمستويات مختلفة، وعدد المساكن المتضررة تجاوز 77%، مضيفًا أن عدد السكان نحو 2.2 مليون نسمة، بينهم 350 ألف يقيمون في مساكن متضررة وعدد السكان المقيمين مع أقاربهم حوالي 200.000 نسمة، مشددًا على أن إعادة التقدير واردة في إطار التعامل المباشر مع المعطيات والأوضاع المختلفة على الأرض.

وأكد أن اختيار الأراضي المستهدفة تم وفقًا لمعايير دقيقة، من بينها القرب من مصادر الطاقة، وصلاحية الأرض للمعيشة، وقربها من الطرق الرئيسية.

وكشف التقرير الذي استعرضه أحدث تقدير لكمية الحطام تبلغ 51 مليون طن، لافتًا إلى أن إزالة الحطام تشكل بالضرورة مكونًا أساسيًا في خطة المرحلة العاجلة لتهيئة مواقع تجمعات الإيواء المؤقت وفتح مسارات الحركة وإنجاز ما يمكن في الخطة الشاملة لإزاحة وتدوير الحطام في مراحل الإعمار التالية.

كما تناول التحديات والإشكاليات في إدارة تنفيذ الخطة من بينها تأمين الدعم السياسي و المؤسسي والقدرات الإدارية والفاعلة والكوادر الفنية، والتحديات التقنية المتمثلة في توفر المعدات و التكنولوجيا، وكفاءة التعامل مع المواد والنفايات الخطرة فنيًا باستخدام التكنولوجيات المناسبة، ومراعاة وتأمين المعايير البيئية في تنفيذ الخطة.

اقرأ أيضاًأسبوع الآلام بين المسيحية وغزة

فلسطين: اقتحام نتنياهو لشمال غزة وبن غفير للحرم الإبراهيمي يطيل جرائم الإبادة

شيخ الأزهر يستقبل رئيسة البرلمان السلوفيني ويتفقان على ضرورة إنهاء الحرب في غزة

مقالات مشابهة

  • هل يُسقط إعمار مصر لـ"غزة" مخطط كاتس؟
  • نقابة المهندسين تتبنى مسؤولية إعمار غزة.. خطة عاجلة لدعم القطاع
  • السجون تعلن عن خطوة لبدء عملها في الخرطوم
  • مصر تتطلع لمشاركة الاتحاد الأوروبي في مؤتمر إعمار غزة
  • ملامح خطة نقابة المهندسين العاجلة لإعادة إعمار قطاع غزة
  • مناوي: الخرطوم كانت محاصرة والآن هي حرة .. الجزيرة كانت محاصرة والآن هي حرة
  • دولة محطمة.. الحرب في السودان تدخل عامها الثالث
  • بعد عامين على الحرب.. من يتحمل فاتورة إعادة إعمار السودان؟
  • المليشيا تستهدف مطار الخرطوم بمسيرة ولا أنباء عن وقوع أضرار أو إصابات
  • الحرب تحوّل مطار الخرطوم إلى مقبرة طائرات