السومرية نيوز – محليات

دعا قاضي محكمة تحقيق النزاهة في رئاسة محكمة استئناف الرصافة الى ضرورة دعم التحقيقات التي تجريها أجهزة إنفاذ القانون في جمع الأدلة الجنائية من مصادر متنوعة مثل الحواسيب والهواتف الذكية وأجهزة التخزين عن بُعد.
وتابع القاضي أن "هذه الأدلة الالكترونية تشكل إحدى مكونات جمع الأنشطة الجنائية إذ تعد الأدلة ادوات ذات قيمة كبيرة للأجهزة التحقيقية الجنائية حيث بالإمكان استخدامها كبراهين قوية لدعم الادعاءات القانونية والإثباتات الضرورية".



وأوضح القاضي احمد محمد المرياني، أن "العلوم الجنائية او ما يسمى بعلم الأدلة الجنائية هو عبارة عن علم يختص بالبحث في جميع الحقائق والمعلومات التي تتعلق بالجريمة وسواء كانت هذه الأدلة موجودة بمسرح الجريمة أو غير موجودة، فيما تعتبر الأدلة الجنائية الالكترونية فرعا من فروع العلوم الجنائية وتتناول البحث عن البيانات في الأجهزة الالكترونية والحصول عليها ومعاملاتها"، بحسب صحيفة القضاء.

ويضيف المرياني، أن "الأدلة الجنائية الالكترونية تشير إلى المعلومات الإثباتية التي تخزن أو تنقل في شكل رقمي والتي يمكن استخدامها في الإجراءات القانونية وتتضمن هذه الأدلة مجموعة واسعة من المعلومات الرقمية مثل (الرسائل الالكترونية والملفات الصوتية والمرئية والمواقع الالكترونية والمواقع الاجتماعية) هذا بالإضافة الى السجلات المرقمة التي تتعلق بتحركات المستخدمين وأنشطتهم على الانترنت".

وأشار المرياني إلى أن "مهمة الخبير في المسائل الجنائية مهمة، لأنه جهة فنية ذات طابع قضائي اذ يفترض بالخبير الاستعانة بمعلوماته العلمية والفنية وفي ضوء ذلك يجري المعاينة ونأتي نتائج ملاحظاته متى كانت"، لافتاً الى ان "للأدلة الجنائية اهمية كبيرة في سرعة حسم القضايا الجنائية لما تحويه من ادلة مؤثرة بالقضية الجنائية وتعد ادلة اقناع قوية على الفعل المرتكب من قبل الجاني".

وبين المرياني ان "الجرائم الالكترونية ترتكب من قبل افراد يعرفون بالمجرمين المعلوماتيين الذين يتميزون بالذكاء والفطنة وان هذا الدليل كما ذكرنا يكون ذا هيئة الكترونية غير ملموسة لا تدرك بالحواس وهذه أهم خاصية بالدليل الالكتروني وتميزه عن غيره من الأدلة".

وعن الصعوبات التي يمكن ان تعترض إجراءات التحقيق في الجرائم الالكترونية فقد اوضح المرياني بانها "تتمثل بسهولة محو وتدمير الأدلة بفترة زمنية يسيره فالجاني يمكنه ان يتلف الادلة التي تكون قائمة ضده بحيث لا تتمكن اجهزة التحقيق من الحصول عليها وكشف الجريمة بالوقت المناسب".

وتعرّف الجرائم الإلكترونية بأنها نشاط إجرامي يستهدف جهاز كمبيوتر أو شبكة كمبيوتر أو جهازًا متصلًا بالشبكة وتحاول استخدامهم. تقع معظم الجرائم الإلكترونية على أيدي لصوص أو مخترقين يودون كسب الأموال، وأحيانًا نادرة أخرى يكون الهدف من وراء الجرائم الإلكترونية هو إلحاق الضرر بأجهزة الكمبيوتر لأسباب غير الربح، وقد تكون هذه الأسباب سياسية أو شخصية.

ويمكن أن تقع الجرائم الإلكترونية على يد أفراد أو منظمات؛ بعض هؤلاء المجرمين الإلكترونيين منظمين ويستخدمون التقنيات المتقدمة وهم ذوي مهارات فنية عالية، وبعضهم مجرد مخترقين مبتدئين.

من جانبها، أعلنت هيئة النزاهة في وقت سابق عن انطـلاق مشروع مختبـر الأدلة الجنائية الرقمية، حيث أشارت الى ان المشروع يدعم هيئة النزاهة في التحقيق بقضايا الفساد وملاحقة مرتكبيه واسترداد عوائده.

ونوهت الى ان "امتلاك الهيئة لمختبر الأدلة الجنائيَّة الرقميَّة يجعلها قادرةً على مُتابعة الأموال المُهرَّبة؛ نتيجة جرائم الفساد"، لافتة إلى "إمكانيَّة الوصول للمعلومة عبر الهواتف الذكيَّة وأجهزة الحاسوب التي لها علاقة باقتراف جرائم الفساد العائدة للمطلوبين".

وأضافت أنَّ "البرنامج يسهم أيضاً في اختصار الوقت والمسافات، ويساعد الهيئة في سياستها الجديدة الرامية لإنجاح برنامج الحكومة في مُكافحة الفساد واسترداد الأموال المُهرَّبة".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الجرائم الإلکترونیة الأدلة الجنائیة

إقرأ أيضاً:

امتلاكُ اليمن الصواريخَ فرط صوتية.. ما أهميتُها وكيف ستغيِّــرُ خارطةَ المواجهة؟

يمانيون – متابعات
في إطار التصنيع وَالتطوير المُستمرِّ للقدرة الصاروخية، حقّقت قواتنا المسلحة -بعون الله تعالى-، ثورةَ تطوير متقدِّمةً على المستوى التقني والتطبيقي والعلمي؛ لإنتاج منظومات متنوعة من الصواريخ الهجومية،

التي وصل بعضها حَدَّ منافَسةِ النظائر الصاروخية التي تصنعها الدول الرائدة عالميًّا؛ فخلال المراحل الأخيرة حقّقت دائرة الصناعات الدفاعية -بفضل الله تعالى، وتسديده- اختراقاً تكنولوجياً في صناعة أجيال من نُظُمِ الصواريخ الباليستية أرض – أرض التي تنافس إصدارات (روسيا – الصين – كوريا الشمالية)، منها صواريخ ذات الدقة العالية والمجنَّحة والصواريخ النقطية والصواريخ فرط صوتية، التي تعتبر أحدث تكنولوجيا.

ماذا يعني صاروخ فرط صوتي؟

من المعلوم تقنياً وعسكريًّا أن الصواريخ بشكلها العام أخذت أطوارًا متفاوتة في تطور تقنياتها وخصائصها كالسرعة والمناورة ودقة الاستهداف، وكان التسلسل المرحلي لسباق التسلح بدأ في صناعة صواريخ ذات سرعات عند مستوى سرعة الصوت 1235 كم /ساعة كأول تقنية صاروخية بدأت ترى النور بعد الحرب العالمية الثانية.

أما الفترة الثانية فكانت صناعة صواريخ فوق سرعة الصوت 2 إلى 4 ماخ وهو النوع الجديد المتطور الذي تم تصنيعه خلال 20 سنة الماضية.

أما الفترة الأخيرة كانت صناعة صواريخ فرط سرعة الصوت؛ أي 9 إلى 10 ماخ وهذا آخر إصدار للصناعات الصاروخية التي رأت النور خلال عامَي 2021-2022، حَيثُ أنتجت روسيا ثلاثة طرازات مختلفة من هذه الصواريخ وكانت الدولة الأولى التي وصلت لهذا الإنجاز وتبعتها دولة الصين والجمهورية الإسلامية في إيران.

الخصائص التي تتميز بها الصواريخ فرط صوتية ليس فقط السرعة بل القدرة على المناورة وإصابة الأهداف؛ لذا يمكن أن نتحدث عن ميزاتها الرئيسية كالتالي:

1- القدرة على المناورة العالية؛ فالصاروخ فرط صوتي يتخذ مسارات تحليق موجية يمكنها تفادي نطاق الرادارات وأنظمة الاستشعار الجوية.

2- القدرة على التسارع من 1 ماخ إلى 10 ماخ وهي سرعة كافية بأن تجعل ذرات الهواء المحيطة تتأين بشكل كبير؛ ما ينتج طبقة من البلازما التي تغطي الرأس الحربي أثناء تحليقه، وهذه الطبقة تمنح الصاروخ الإفلات بشكل فعال من الرادارات وأجهزة الإنذار المبكر الجوية والأرضية.

3- ضرب الأهداف بدقة عالية وبهوامش خطأ قد تصل للصفر، ومن خلال شحنة المتفجرات الكبيرة والسرعة العالية التي قد تصل 9 ماخ يمكن للصاروخ فرط صوتي الانقضاض على الهدف بقوة نيران مدمّـرة.

لذلك هذه الخواص الاستثنائية هي ما تجعل الصواريخ فرط صوتية تتصدَّرُ قائمةَ أهم الأسلحة الاستراتيجية في مضمار التنافس الدولي، وتمنحها الرقمَ الصعبَ في موازين القوة، حَيثُ نجحت روسيا والصين وكذلك إيران من الوصول لإنتاج هذه التقنيات وطوَّرت أجيالاً وأنواعاً ضاربة من الصواريخ التي تبلغ سرعات من 6 ماخ إلى 20 ماخ، فيما أمريكا التي تدَّعي نفسها بأنها الدولة المهيمنة تقنياً فشلت في التوصل لأي نجاح في هذا التنافس، وقد حاولت شركاتُ التصنيع الأمريكية، في مقدمتها شركة لوكهيد مارتن، تجريب نماذج من الصواريخ التي طوَّرتها في المراحل الماضية لتنتهي بفشل تقني ذريع وفضائحي، حَيثُ كانت آخر محطات الفشل هي تجربة صاروخ “إيه جي إم – 183” من على متن الطائرة “بي – 52 إتش” الذي فشل تماماً.

اليمن في نادي سباق التسلح الدولي:

إنّ وصول اليمن لعتبة امتلاك وتطوير هذه الصواريخ الاستراتيجية يعتبر أمرًا استثنائيًّا واختراقاً تكنولوجياً كبيراً يجعل اليمن الدولة السادسة عالميًّا في النادي الصاروخي الذي يجمع الدول العظمى فقط.

أما على مستوى موازين القوة فاليمن -بعون الله تعالى- أصبح يمتلك ذراعاً نارية أكثر قدرة وفاعلية.

ففي ظل الحرب البحرية التي تخوضها القوات المسلحة اليمنية ضد تحالف الشر الأمريكي البريطاني الإسرائيلي صارت تمتلك عنصرَ قوة يخوِّلُها تحقيقَ ضربات دقيقة وَمدمّـرة في نفس الوقت ضد أساطيل وسفن هذا التحالف.

فالصاروخ فرط صوتي وبالتحديد صاروخ حاطم 2 الذي تم الكشف عنه مؤخّراً يمكنه -بعون الله تعالى- توجيه ضربات قاتلة للسفن والمدمّـرات وكذلك حاملات الطائرات الأمريكية؛ فالبُعْدُ التقني لهذا الصاروخ يجعله ذا كفاءة عالية للإفلات من أحدث نُظُم الدفاع الجوي وتحقيق استهدافات ناجحة ودقيقة وتدميرية جدًّا.

لذا نؤكّـد -بفضل الله تعالى- أن اليمن اليوم لم يعد يمنَ الأمس، وَإذَا لم يتوقف العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة وتتوقف حرب الإبادة والحصار والتجويع للفلسطينيين في غزة فالعمليات القادمة ستكونُ مؤثِّرة لدرجة إغراق السفن والمجموعات البحرية وتصل مفاعيلُها إلى عظم العدوِّ الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.

زين العابدين عثمان_ باحثٌ في الشأن العسكري

مقالات مشابهة

  • كاسبرسكي تطرح دورة تدريبية متخصصة بالأدلة الجنائية الرقمية
  • عضو بمجلس ميسان يرصد انتهاكات لحقوق الانسان في احدى دور المسنين في المحافظة ويدعو الى فتح تحقيق عاجل بذلك
  • حصانة ترامب.. المحكمة العليا الأمريكية تؤكد: لا يتمتع بها الرئيس أمام القضايا الجنائية
  • الجرائم الإلكترونية تشكّل تهديدًا حقيقيًا لأمن العمليات بالمنشآت الصناعية لسوناطراك
  • "نزاهة" توقف 155 متهمًا في 5 جرائم خلال شهر يونيو
  • «نزاهة»: إيقاف 155 متهمًا في جرائم فساد من 7 وزارات وهيئة الزكاة
  • كيف تصف الحياة من دون مواقع التواصل الاجتماعي في يومها العالمي؟ الجواب: هادئة
  • أعراض إدمان الالعاب الالكترونية.. تعرف عليها
  • 5 ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن ملكة العملات الرقمية الهاربة
  • امتلاكُ اليمن الصواريخَ فرط صوتية.. ما أهميتُها وكيف ستغيِّــرُ خارطةَ المواجهة؟