أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (15)
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
نقاط بعد البث
منهوبات البيوت تعادل منهوبات المؤسسات أيضاً! (1)
* نقلت لنا الأنباء الواردة من حلتنا بـ (حي السوق، الركابية، الشهداء السيد المكي، شارع السيد علي، عبد الله خليل) أن بيتنا في تلك النواحي قد تم استهدافه أيضاً، ضمن البيوت التي تم نهبها والسطو عليها.
* تحتفظ غرف بيوتنا في تلك النواحي ـ ضمن معظم بيوت أم درمان العتيقة ـ بتراث شعبي نادر من أثاث أم درمان القديم، إلى جانب متعلقات ومقتنيات من سكنوها.
* فالاعتداء الآثم الذي تم لمنزل عبد الله خليل رئيس الوزراء الأسبق والذي يضم أثاث ومتعلقات صاحبه الشخصية ومقتنياته تاريخ كامل لأم درمان والسودان بأجمعه!، وكذا منزل الشاعر حسن عوض أبو العلا إضافة لبعض منازل أسر بعينها في حينا والتي نشير إليها كنماذج فقط لما تحتويه من كنز تراثي قلً أن يجود الزمان بمثله.
* في منزلنا المتواضع وسط هذه البيوت وقدر حدود استطاعتنا، حاولنا الحفاظ على متعلقات ومقتنيات الحبوبات والجدود من أثاث شعبي ضارب في عمق تاريخ المدينة، ، إلى جانب بعض الأواني وحتى الطابع البنائي القديم، حاولنا قدر الامكان المزاوجة بينه وبين المعمار المستحدث للبيت الذي ولدنا ونشأنا وترعرعنا فيه.
* في طرف بيتنا توجد غرفة بعينها تعود لحبوبتنا، يحكون لنا بأن صبية الحي وفي أعقاب إنجلاء معركة كرري، واستهداف مدافع المستعمر الغاشم لقبة الامام المهدي، صعدوا إلى سطحها ليروا آثار التدمير الذي الحقته قذائف المعتدين عليها، لقرب موقع بيتنا من منطقة القبة وضريح الامام وبيت خليفته. ـ الذي لا نعلم إلى أي حد أصابه السطو والتخريب هو الآخر!ـ حيث جمعنا ما تبقى من تراث أولئك الجدود وتلك الحبوبات وصنعنا منه ما يشبه (المتحف المصغر) لتاريخ البيت!، وهو الذي ذاع صيته بين أهالي الحي ودفع بعضهم للعمل من أجل حفظ تراث أسرهم على ذات المنوال، فقد سجلت له الفنانة التشكيلية الراحلة سعدية الصلحي زيارة وشربت تحت شعبه التي تثبت سقف المنزل قهوة أم درمانية بذات الأطباق والأواني التاريخية القديمة التي كانت تحفظها (نملية) الغرفة القديمة وهي تقبع بجانب (السحارة) واللتان أعاد ترميمهما وإنتاجهما التشكيلي الحاذق الصديق عبد العزيز الحوري!.
* كان البيت عبارة عن حوش واسع وفسيح تسكنه عدة أسر قرايب بعض، ضمنهم كان (جناح) جدنا المطرب الأمين برهان، والذي شهد رائق المؤانسات لرهط مطربي ذلك الأوان ، سيما خليل فرح والعبادي وتوقيع عدد من الأغنيات، تروي حبوباتي (كلتوم ونفيسة) آخر لحظات رحيل (خالهم) فجأة، حيث عاد الأمين برهان منتصف نهار غائظ، غير ملابسه وارتدى سروالاً وعراقي هفهاف واستلقى على فراشه ثم نادى على (نفيسة) ابنة الشقيقة، قال لها أن نفسه تهفو لملاح أخضر بدون لحم مع فجل وبصل، لم تستغرق عملية تحضير صينية الغداء له سوى فترة بسيطة وعندما دخلت إليه وهي تحمل الأكل، وجدته قد فارق الحياة دون سابق أي مقدمات!.
* تم إذن نهب هذا البيت والمعلوم لقطاعات واسعة من الصديقات والأصدقاء وأصبح لهم فيه ذكريات جميلة وحميمه مع سكانه، سواء الراحلين منهم أو المتبقين.
* وقام بعض شهود العيان من أهالي الحي الذين يمرون سراعاً بالحي الذي هجره أهله تماماً وأصبح البوم ينعق على جوانبه، بنقل صورة قاتمه لمشاهداتهم لبيتنا وحكوا لنا كيف أن بوابته الحديدية، أصبحت منزوعة من مكانها وتقبع على الأرض وأنه أضحى بلا أبواب أونوافذ، وأن بقايا متعلقاته من كتب وملابس وأوراق وغيرها مبعثرة داخل حوشه العتيق وخارج المنزل تتلاعب بها الريح وبعضها مطمور في مياه البرك الآسنة التي خلفها انفجار المواسير وتوصيلاتها أو بقيا أمطار الخريف!.
ــــــــــــــــ
* نقلت الأنباء ضمن منهوبات البلد العزيزة، ما تعرض له منزل شاعر الشعب محجوب شريف ونهبه بالكامل، وبذا يكون تاريخاً بأكمله يتعلق بحياة وسيرة هذا الشاعر قد إندثربأجمعه، وعلى مستوانا الشخصي فقد أضنانا الأسى والأسف عند سماعنا بنبأ هذا السطو، كون أن متعلقات عزيزة ونادرة تخصنا داخل هذا المنزل تكون قد تعرضت للإستحواز على (مرتين)!.
hassangizuli85@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
احتفل بعيد حانوكا في البيت الأبيض
الثورة / متابعات
أقام الرئيس جو بايدن وعقيلته جيل بايدن حفلا مساء الاثنين بمناسبة عيد الأنوار اليهودي وصحبهما في هذا الاحتفال زوج كامالا هاريس دوغ إمهوف.
وقد ألقى المضيف كلمة على الحاضرين تناول فيها علاقته بالصهيونية التي ليست وليدة اليوم، وردد عبارة كان قالها يوما حين كان عضوا في الكونغرس.
وقال بايدن في هذا الصدد: «إنني منذ زمن بعيد تعلمت أنه لا يجب على المرء أن يكون يهوديا ليصبح صهيونيا. وأنا صهيوني.» وتوجه للحاضرين بالقول: «أتمنى لجميعكم عيد هانوكا سعيدا ويشرّفنا أنا وجيل وكامالا ودوغ أن نستقبلكم اليوم في البيت الأبيض.
وقد استغل الرئيس الأمريكي المناسبة للحديث بإسهاب عن العلاقة التي تربطه بأصدقائه وزملائه وأنصاره اليهود فقال»: «إن الحاخامات وأصدقائي وزملائي اليهود كانوا دائما إلى جانبي أنا وعائلتي. لقد عشنا أوقاتا صعبة نعم وأنا صادق فيما أقول، لقد كانوا على عتبة بيتنا وداخل منزلنا ومعنا دائما.»
وأضاف: الأسبوع المقبل، أنتم ستوقدون الشموع الثمانية في شمعداناتكم ورسالتي الأخيرة لكم في هذا العيد هي التالية: أنا كرئيس أقول لكم، حافظوا على ذلك الأمل. وانشروا نوركم، أنشروا نور تفاؤلكم وقبل ذلك كله أقول: حافظوا على إيمانكم.. حافظوا على هذا الإيمان».
ويبدأ عيد الأنوار اليهودي ليلة الأربعاء في الخامس والعشرين من ديسمبر الجاري المصادف لعيد الميلاد لدى المسيحيين « كريسمس» أيضا ويستمر الاحتفال بالمناسبة ثمانية أيام.