سودانايل:
2024-07-31@19:54:02 GMT

أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (15)

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

نقاط بعد البث
منهوبات البيوت تعادل منهوبات المؤسسات أيضاً! (1)
* نقلت لنا الأنباء الواردة من حلتنا بـ (حي السوق، الركابية، الشهداء السيد المكي، شارع السيد علي، عبد الله خليل) أن بيتنا في تلك النواحي قد تم استهدافه أيضاً، ضمن البيوت التي تم نهبها والسطو عليها.
* تحتفظ غرف بيوتنا في تلك النواحي ـ ضمن معظم بيوت أم درمان العتيقة ـ بتراث شعبي نادر من أثاث أم درمان القديم، إلى جانب متعلقات ومقتنيات من سكنوها.


* فالاعتداء الآثم الذي تم لمنزل عبد الله خليل رئيس الوزراء الأسبق والذي يضم أثاث ومتعلقات صاحبه الشخصية ومقتنياته تاريخ كامل لأم درمان والسودان بأجمعه!، وكذا منزل الشاعر حسن عوض أبو العلا إضافة لبعض منازل أسر بعينها في حينا والتي نشير إليها كنماذج فقط لما تحتويه من كنز تراثي قلً أن يجود الزمان بمثله.
* في منزلنا المتواضع وسط هذه البيوت وقدر حدود استطاعتنا، حاولنا الحفاظ على متعلقات ومقتنيات الحبوبات والجدود من أثاث شعبي ضارب في عمق تاريخ المدينة، ، إلى جانب بعض الأواني وحتى الطابع البنائي القديم، حاولنا قدر الامكان المزاوجة بينه وبين المعمار المستحدث للبيت الذي ولدنا ونشأنا وترعرعنا فيه.
* في طرف بيتنا توجد غرفة بعينها تعود لحبوبتنا، يحكون لنا بأن صبية الحي وفي أعقاب إنجلاء معركة كرري، واستهداف مدافع المستعمر الغاشم لقبة الامام المهدي، صعدوا إلى سطحها ليروا آثار التدمير الذي الحقته قذائف المعتدين عليها، لقرب موقع بيتنا من منطقة القبة وضريح الامام وبيت خليفته. ـ الذي لا نعلم إلى أي حد أصابه السطو والتخريب هو الآخر!ـ حيث جمعنا ما تبقى من تراث أولئك الجدود وتلك الحبوبات وصنعنا منه ما يشبه (المتحف المصغر) لتاريخ البيت!، وهو الذي ذاع صيته بين أهالي الحي ودفع بعضهم للعمل من أجل حفظ تراث أسرهم على ذات المنوال، فقد سجلت له الفنانة التشكيلية الراحلة سعدية الصلحي زيارة وشربت تحت شعبه التي تثبت سقف المنزل قهوة أم درمانية بذات الأطباق والأواني التاريخية القديمة التي كانت تحفظها (نملية) الغرفة القديمة وهي تقبع بجانب (السحارة) واللتان أعاد ترميمهما وإنتاجهما التشكيلي الحاذق الصديق عبد العزيز الحوري!.
* كان البيت عبارة عن حوش واسع وفسيح تسكنه عدة أسر قرايب بعض، ضمنهم كان (جناح) جدنا المطرب الأمين برهان، والذي شهد رائق المؤانسات لرهط مطربي ذلك الأوان ، سيما خليل فرح والعبادي وتوقيع عدد من الأغنيات، تروي حبوباتي (كلتوم ونفيسة) آخر لحظات رحيل (خالهم) فجأة، حيث عاد الأمين برهان منتصف نهار غائظ، غير ملابسه وارتدى سروالاً وعراقي هفهاف واستلقى على فراشه ثم نادى على (نفيسة) ابنة الشقيقة، قال لها أن نفسه تهفو لملاح أخضر بدون لحم مع فجل وبصل، لم تستغرق عملية تحضير صينية الغداء له سوى فترة بسيطة وعندما دخلت إليه وهي تحمل الأكل، وجدته قد فارق الحياة دون سابق أي مقدمات!.
* تم إذن نهب هذا البيت والمعلوم لقطاعات واسعة من الصديقات والأصدقاء وأصبح لهم فيه ذكريات جميلة وحميمه مع سكانه، سواء الراحلين منهم أو المتبقين.
* وقام بعض شهود العيان من أهالي الحي الذين يمرون سراعاً بالحي الذي هجره أهله تماماً وأصبح البوم ينعق على جوانبه، بنقل صورة قاتمه لمشاهداتهم لبيتنا وحكوا لنا كيف أن بوابته الحديدية، أصبحت منزوعة من مكانها وتقبع على الأرض وأنه أضحى بلا أبواب أونوافذ، وأن بقايا متعلقاته من كتب وملابس وأوراق وغيرها مبعثرة داخل حوشه العتيق وخارج المنزل تتلاعب بها الريح وبعضها مطمور في مياه البرك الآسنة التي خلفها انفجار المواسير وتوصيلاتها أو بقيا أمطار الخريف!.
ــــــــــــــــ
* نقلت الأنباء ضمن منهوبات البلد العزيزة، ما تعرض له منزل شاعر الشعب محجوب شريف ونهبه بالكامل، وبذا يكون تاريخاً بأكمله يتعلق بحياة وسيرة هذا الشاعر قد إندثربأجمعه، وعلى مستوانا الشخصي فقد أضنانا الأسى والأسف عند سماعنا بنبأ هذا السطو، كون أن متعلقات عزيزة ونادرة تخصنا داخل هذا المنزل تكون قد تعرضت للإستحواز على (مرتين)!.

hassangizuli85@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ما هي خيارات ترامب لتنفيذ خطة إضعاف الدولار حال عودته إلى البيت الأبيض؟

وعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسياسات اقتصادية عديدة إذا عاد إلى البيت الأبيض السنة المقبلة، ومن أبرزها: خطة لإضعاف سعر صرف الدولار الأمريكي، معتبرا أن هناك العديد من الأضرار التي لحق بالولايات المتحدة، بسبب قوة الدولار.

وفي أيلول/ سبتمبر 1985، وبعد ثمانية أشهر من بدء رونالد ريجان، الرئيس الأربعين للولايات المتحدة فترة ولايته الثانية، اجتمع وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية من أمريكا وبريطانيا وفرنسا واليابان وألمانيا الغربية في فندق بلازا في نيويورك، لنقاش سبل خفض قيمة الدولار، الذي ارتفع بنحو 50 بالمئة على أساس الوزن التجاري بين عام 1980 وتنصيب ريجان للمرة الثانية.

 وأعربت بلدان أخرى عن انزعاجها؛ إذ تضخم العجز التجاري الأمريكي، وبعد أن أعلنت المجموعة أن "التقدير المنظم للعملات غير الدولارية أمر مرغوب فيه" وأنها مستعدة "للتعاون بشكل أوثق لتشجيع هذا"، هبط الدولار بشكل حاد، وبحلول أواخر الثمانينيات، عاد إلى حيث كان يتداول في عام 1980.


وقالت صحيفة "ذي إيكونوميست" البريطانية إنه على الرغم من النجاح الظاهري الذي حققته "اتفاقيات بلازا"، فقد فقدت التدخلات في العملة حظها من التأييد، وأصبحت الرغبة في السيطرة على السياسة النقدية، كوسيلة للحفاظ على انخفاض التضخم، هي الأولوية. 

وأضافت أنه من غير الممكن أن تتبنى دولة ما سياسة نقدية مستقلة، وحسابات رأسمالية مفتوحة، وسعر صرف ثابت؛ وحتى اللجوء إلى خيارين من الثلاثة، والتأثير على الخيار الثالث، ليس بالأمر اليسير، وذلك لأن أسواق العملات شاسعة وعميقة وسائلة. 

وذكرت أن تجار النقد الأجنبي نجحوا مرارا وتكرارا في إجبار صناع السياسات على الخضوع، رغم تجرأهم وعلى محاولة دفعهم إلى أي اتجاه، ولكن هذا قد لا يمنع إدارة ترامب الثانية من المحاولة. 

وبينت أن "دونالد ترامب يحب الأشياء القوية ــ الزعماء الأقوياء، والحدود القوية، والسياسة القوية تجاه الصين ــ ولكن ليس العملة القوية، وفي عام 2019، قال: قد يظن المرء أنني سأكون سعيدا بقوة دولارنا، لكنني لست كذلك!".

وأوضح أنه يعتقد أن الدولار يقوض الصناعة الأمريكية، ويشاركه في هذا التوجه جيه دي فانس، زميله الجديد في الترشح لمنصب نائب الرئيس، قائلا: في جلسة استماع بمجلس الشيوخ العام الماضي، قبل أن يسأل جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، عما إذا كانت هناك سلبيات لامتلاك العملة الاحتياطية العالمية: "عندما أستعرض الاقتصاد الأميركي.. أرى استهلاكنا الجماعي للواردات غير المفيدة في الغالب من ناحية وقاعدتنا الصناعية المجوفة من ناحية أخرى".

وتساءلت الصحيفة "ما هي التكتيكات التي قد يستخدمها البيت الأبيض بقيادة ترامب وفانس لإسقاط الدولار؟ من غير المرجح أن يتكرر اتفاق بلازا، ولقد تم الاتفاق على هذه الإجراءات جزئيا كبديل لفرض التعريفات الجمركية أو غيرها من تدابير الحماية التجارية على الحلفاء، والتي رغب فيها الكونغرس، وإن شركاء أميركا التجاريين أكثر تنوعا وعدائية مما كانوا عليه في ثمانينيات القرن العشرين، وقليل منهم سيكون على استعداد لمساعدة أمريكا هذه المرة".


بدلا من ذلك، يمكن لوزارة الخزانة أن تتصرف من تلقاء نفسها، فتبيع الدولارات لشراء العملات الأجنبية، ولكن هذا قد يكون مكلفا، فمن عام 2014 إلى عام 2017، أنفقت الصين، التي تفرض ضوابط رأسمالية قوية وسوق صرف أجنبي أرق، تريليون دولار، أو 3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، سنويا في محاولة لدعم قيمة عملتها. وتدير أمريكا عجزا كبيرا في الميزانية، وقد لا يكون اقتراض مبالغ ضخمة فقط لشراء العملات الأجنبية جذابا، خاصة إذا كانت الأموال مقيدة بسقف الديون ويمكن أن تمول التخفيضات الضريبية.

وقالت الصحيفة ربما يحاول ترامب وفانس إجبار بنك الاحتياطي الفيدرالي على التحرك، كما أن السياسة النقدية المستقلة ليست شيئا اهتم به ترامب كثيرا، وفي ولايته الأولى لجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتوبيخ باول لبطئه في خفض أسعار الفائدة، وانتقده لأنه لا يمتلك الشجاعة، ولا الحس، ولا الرؤية". 

وقالت الصحيفة "إذا كان من الممكن دفع البنك المركزي إلى طباعة الدولارات أو خفض أسعار الفائدة، فمن المحتمل أن يساعد ذلك في خفض قيمة الدولار، ومع ذلك، من غير المرجح أن يتم إرغام باول على القيام بذلك، وخاصة لأنه من المؤكد تقريبا أن يؤدي ذلك إلى التضخم، وهو ما يتعين عليه الحفاظ عليه منخفضًا ومستقرًا. قد لا يكون طرد باول واستبداله برئيس أكثر مرونة قانونيا".

وبينت أن "بعض أشكال التحكم في رأس المال هي الأداة الأخرى الوحيدة، ومن غير المتصور أن تنفذ أمريكا النوع من القيود التي فرضتها الصين، لكنها قد تجعل تدفقات رأس المال أقل حرية بعض الشيء، مثل فرض ضريبة على المشتريات الأجنبية للأصول المالية الأمريكية".

 وقد طرح روبرت لايتهايزر، الممثل التجاري لترامب خلال ولايته الأولى، هذه الفكرة كأداة لخفض العجز التجاري، ولكن هل كان هذا القرار ليحدث؟ قد يكون له أيضا عواقب غير مرغوب فيها، بما في ذلك دفع عائدات السندات الحكومية إلى الارتفاع أو دفع أسعار الأسهم إلى الانخفاض. 

ونظرا لأن ترامب يحب إصدار الديون الحكومية ويفخر بسوق الأسهم القوية، فقد يؤدي هذا إلى إبعاده عن هذا، وإذا لم تفعل إدارة ترامب الثانية شيئا، فقد يحالفها الحظ. فلقد ظلت هيئة المحلفين لفترة طويلة في حيرة بشأن ما إذا كانت اتفاقيات بلازا هي التي دفعت الدولار إلى الانخفاض حقا، بحسب الصحيفة.


وأشارت إلى حرب بنك الاحتياطي الفيدرالي  شجعت على التضخم في أوائل الثمانينيات، والتي خاضها بأسعار فائدة باهظة بلغت نحو 20 بالمئة، وبحلول نهاية العقد، تم الفوز بالمعركة، وتم خفض الأسعار بشكل حاد. 

ويبدو أن قصة مماثلة تجري الآن في أمريكا. فبعد أكثر من عامين من السياسة النقدية المتشددة، يبدو أن التضخم بدأ أخيرا في التراجع، وقد يتبع ذلك قريبا تخفيضات أسعار الفائدة وضعف العملة.

مقالات مشابهة

  • دعاء قضاء الحاجة.. ردده لتفريج الكرب
  • حصدت ميدالية برونزية.. كلّاس استقبل منتخبات التوتش رغبي
  • محافظ أسيوط يواصل جولاته لمتابعة رفع الإشغالات والمخلفات بحي شرق وحي غرب
  • عاجل:- البيت الأبيض يعرب عن علمه بتقارير اغتيال إسماعيل هنية
  • اعترافات لصوص متعلقات المواطنين بالقاهرة: نفذنا 9 وقائع بأسلوب الخطف
  • الدكتور إبراهيم نجم يحذِّر من مغبة الانسياق لمن يجيدون هدم الأوطان
  • ارتكبوا 9 وقائع.. ضبط المتهمين بسرقة متعلقات المواطنين بالقاهرة
  • أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (32)
  • ما هي خيارات ترامب لتنفيذ خطة إضعاف الدولار حال عودته إلى البيت الأبيض؟
  • قرى الأطفال SOS تفتتح البيوت الآمنة في قرية أطفال العقبة