طبيب فلسطيني بريطاني لـعربي21: هناك مأساة في غزة والوضع الصحي كارثي
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
تتواصل التحذيرات من قرب انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة جراء تصاعد واستمرار والعدوان والحصار الإسرائيلي، حيث يمنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المواد الأساسية لضمان عمل المستشفيات والمراكز الصحية التي تقدم خدماتها لأكثر من 2 مليون مواطن يعانون من تساقط الصواريخ الإسرائيلية عليهم بكثافة كبيرة.
وتضرب أزمات عديدة المنظومة الصحية في قطاع غزة والتي فاقمتها الحرب الإسرائيلية، حيث تنذر هذه الأزمات التي وصلت لدرجة غير مسبوقة بانهيار وتوقف الخدمات الصحية، بالتزامن مع مواصلة ارتكاب الاحتلال لعشرات المجازر بحق المواطنين الفلسطينيين يوميا؛ وما ينتج عنها من مئات الشهداء والجرحى ممن يحتاجون لرعاية ومتابعة صحية مستمرة.
غزة بحاجة لمساعدات حقيقية
وعن رؤيته للخروج من هذا الوضع الصحي الإنساني الكارثي، أوضح الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة، أن "الحل الوحيد المؤقت حاليا، هو وقف إطلاق النار وفتح ممر آمن إنساني لإدخال المساعدات بكميات حقيقية، وليس 14 أو 20 ترك".
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "هناك حاجة ماسة إلى كميات من الأدوية والوقود والطعام لسد احتياجات القطاع الصحي في قطاع غزة، وأيضا سد احتياجات سكان القطاع"، مشددا على ضرورة "السماح للجرحى بالخروج خارج قطاع غزة لتلقي العلاج.
وعن أهم الجهود التي تبذل خاصة من قبل منظمة الصحة العالمية لإزالة خطر توقف مستشفيات القطاع جراء الأزمات المختلفة؛ غياب الوقود ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية وكثرة عدد الجرحى، قال الطبيب المتطوع في غزة أبو سته: "هناك مأساة، لا شيء يدخل ولا شيء يخرج من القطاع، منظمة الصحة العالمية في بداية الأزمة حاولت أن تشتري بعض المواد المتوفرة في السوق الداخلية بغزة وتعطيها للمستشفيات".
وفي السياق ذاته، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، "خروج 12 مستشفى و32 مركزا صحيا عن الخدمة بسبب الاستهداف ونفاد الوقود".
وأكد في بيان له وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "المستشفيات فقدت قدرتها العلاجية والاستيعابية، والطواقم الطبية تعالج جرحى العدوان بإمكانيات بسيطة للغاية"، لافتا أن "الاحتلال أضعف منظومة الإسعاف بتدمير 25 سيارة إسعاف".
جريمة ضد الإنسانية
وذكر القدرة، أن جرائم وانتهاكات الاحتلال طالت المنظومة الصحية والعاملين فيها، حيث "استشهد 57 كادر صحي وإصابة 100 آخرين".
وسبق أن حذرت وزارة الصحة مرات عدة، من الأخطار المترتبة على نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء والنقص الحاد في العديد من الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية الضرورية، والتي عمليات نفد بعضها.
ومساء الاثنين، انقطعت الكهرباء عن المستشفى الإندونيسي شمال القطاع بعد توقفت مولدات الكهرباء عن العمل بسبب نفاد الوقود في، ما تسبب بأزمة في متابعة إنقاذ جرحى العدوان الإسرائيلي الذين وصلوا المستشفى بالعشرات، وهو ما اعتبرته "حماس" التي تدير القطاع عقب غياب السلطة، بأنه "جريمة ضد الإنسانية ووصمة عار على جبين الدول التي صمتت وشاركت الاحتلال عدوانه، والإبادة الجماعية التي يركبها بحق الشعب الفلسطيني"، مطالبة الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة بـ"تدارك الأمر بشكل عاجل".
ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربع، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 إلى 12 كلم، ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ وخلال الأيام والليالي الماضية الـ17، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل مكثف ومتزامن، واستهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 5087 شهيدا؛ بينهم 2055 طفلا و1119 سيدة، والجرحى لأكثر من 15273 إصابة بجروح مختلفة، مؤكدة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها.
وفجر السبت تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين فلسطين غزة الاحتلال الإسرائيلي غسان ابو ستة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وصية طفل فلسطيني قبل استشهاده تجسد مأساة أطفال غزة
لم تكن لدى الطفل الفلسطيني عزمي أبو الشعر البالغ من العمر 10 سنوات سوى مذكرة هاتفه المحمول ليكتب داخلها وصيته الأخيرة قبل أن يستشهد في قصف إسرائيلي لمنزل عائلته خلال حملة الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، والتي استمرت لأكثر من 15 شهرا.
ولم تكن الوصية -التي اكتشفتها عائلته مؤخرا- مجرد كلمات عابرة لطفل في مثل سنه، بل كانت نتاج مشاهد الموت والدمار التي كان يشاهدها يوميا.
هذه المشاهد -التي شملت قتل الأطفال والنساء وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها- غرست في نفس عزمي الصغير شعورا مبكرا بعدم الأمان وإحساسا بأن حياته قد تنتهي في أي لحظة.
لذا، قرر عزمي في 19 مارس/آذار الماضي كتابة وصيته وسط الدمار وأصوات القصف العنيف، كتبها وكأنها رسالته الأخيرة إلى العالم.
وقال عزمي في وصيته -التي انتشرت لاحقا على منصات التواصل الاجتماعي- "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إذا نمت وذهب النون (إذا مت) فسامحوني أمي وأبي وأخواتي نعيمة وشهد ومريم ومحمود".
حاسس حالي مش مطوّلوأضاف "أمي وأبي، أنا متأسف جدا إذا أغضبتكم يوما، أنا عزوز (لقبه) حاسس حالي مش مطوّل (أشعر أن عمري ليس طويلا)".
كما خاطب عزمي أفراد عائلته قائلا "أمي، أرجو منك أن تنتبهي لمحمود، نعيمة: أنا متأسف على الإزعاج، وشهد كذلك ومريم ومحمود، يشهد الله أني أحبكم كلكم، وستي (جدتي)، وسيدي (جدي)، وأعمامي وعماتي وكل الناس، أرجو أن يسامحوني".
إعلانوخلال حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل على قطاع غزة بدعم أميركي استشهد 17 ألفا و861 طفلا، وفقا لإحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.
وكان الأطفال في غزة يكتبون أسماءهم على أذرعهم وأجسادهم حتى يتمكن المسعفون من التعرف عليهم في حال تحولوا إلى أشلاء بسبب القصف الإسرائيلي.
وصية عزمي أبو الشعر لم تكن مجرد كلمات خطها طفل صغير، بل كانت شهادة حية على معاناة الأطفال في غزة، ورسالة تذكير للعالم بحجم المأساة الإنسانية التي عاشها سكان القطاع خلال هذه الفترة العصيبة.