من زمان غرقت لبنان في حرب أهلية وترتب علي الدماء التى سالت هدرا في بلد الجمال والأناقة والثقافة أن توخي السياح والزوار والعاشقون لذاك البلد الجميل الذي كان ... الحيطة والحذر وانصاعوا بالكامل للمقولة الدامية التي تقرأ :
( إذا أردت أن تموت فاذهب الي بيروت ) !!..
وظلت المردة والشياطين تعبث بأرض منير البعلبكي وفيروز وجبران خليل جبران وقد انتهي به المطاف كما ترون بلدا كان يجلس علي قمة الذكاء والحب والفرح والكتب والصحافة ذات أعطر الأحبار وجريدة الأنوار ومجلة الشبكة والصياد تحت ظلال شجرة الارز ورحابة حي الحمراء والضاحية والجبل والبدوية الحسناء التي زينت الشاشات بأجمل المسلسلات في الفروسية وعنترة والسيف والقرطاس والقلم .

.. واليوم يابيروت بعد باقات الزهور صارت الزبالة بالاطنان تغطي وجهك المليح يابنت الموضة الرافلة في الحرير والدمقس ومن أراد منكم ياكرام القوم أن يسترد ماله من البنوك عليه أن يشرع مسدسه في وجه الصراف فالبنك أفلس والمال نهبته القطط السمينة ومرفا بيروت احترق بالكامل ولم يعد هنالك لا رصيف أو سفينة وبقيت وحدها الضغينة تنهش الحشا ومازات الحكاية تنسج في فصولها ... والحرب طالت ليبيا يديرها المرتزقة وفي سوريا الدواعش والنظام نفسه تفنن بكل انواع الفواحش في بلد كان درة في العالم العربي كله هيبة وجمال في التاريخ والجغرافيا والتراث والآن يئن تحت وطأة عشرة جيوش أجنبية لا تعرف الرحمة ولا التسامح تريد اكبر قدر من الغنيمة !!..
وطارت الشرارة لأرض النيلين واحترقت الخرطوم بحرب عبثية لعينة والإمارات متهمة بتاجيج النيران وخادمها المطيع راح في خبر كان ورغم ذلك مازال جيشنا الهمام ما قادر علي حسم الصراع مع إخوة له من الرعاع كانوا من رحمه ولكن حب الدنيا جعل الصراع علي السلطة الغشوم التي من المعروف عنها أنها لا تدوم وفي النهاية ينتصر الشيطان ويفرح إبليس شخصيا ... وكل هذه الحروب التي باتت تنهال على كوكبنا الجميل مثل المطر سببها حلف شمال الابالسة الذي بالنسبة له بايدن جاهل وديع مغرور ونتنياهو مجرد متخلف متعجرف وحرامي ومرتشي وهو في وادي والديمقراطية في واد آخر وحتي أهله الصهاينة زهجانين منو وراجين متين حرب غزة تنتهي عشان يطيروا جنو !!..
الابالسة الآن يسيطرون على كل الجبهات وناس بايدن وترمب وهذا الهندي سوناك ووزير خارجيته الأسود وماكرون الهارب من النيجر وأوروبا العجوز المخرفة كلهم نكرات وامعات ولا رجاء فيهم !!..
ولكن ابليس ليس له مكان في غزة الصامدة التي ركعت إسرائيل الي ركبتيها باكية فهنا الجهاد الجد الخالي من الدنيا ونعيمها وهنا أما النصر أو الشهادة !!..
هل فهمتم الدرس ياامة العرب لقد ظهر بما لا يدعو مجالاً للشك أن عدوكم نمر من ورق ... فالي متي تشترون من عدوكم السلاح لتقتلوا به شعبكم الطيب المسالم ؟!

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .
ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المرض الخبيث يتفشى .. فمتى تستفيق الشعوب العربية؟

 

 

بدأ سرطان الشرق الأوسط يتفشى في الجسم العربي، بعد أن كان محصوراً في كبدِ الأمة العربية (فلسطين)، لأن الأطباء الذين كانوا يداوونه ويمنعونه من الانتشار، انتقلوا إلى جوار ربهم شهداءَ ومضحين.
عندما اختفى هؤلاء الأطباء وأصبحوا خارج غرفة العمليات، استغيبهم هذا المرض وبدأ يوزع خلاياه جنوبًا وشمالاً وشرقاً، ولا دواء يقف في وجهه.
(راشيتات) كثيرة وُصِفَت من قبل أطباءٍ دوليين، يسعون في سرهم للقضاء على المريض لا على هذا المرض.
المستشفى العالمي أصبح مشرحة جثثٍ يغلب عليها العظام والجماجم الصغيرة الحجم لأنها تخص طفولةً منكوبةً.
ملامحُ عبثٍ في سورية أصبحت واضحةً، والعابثون واضحون أيضاً. المروجون لهذا العبَثِ واضحون والمتفرجون على العبثِ واضحون هم أيضاً. والذين سيطاولهم العبثُ وهم غاشون بالتأكيد واضحون.
أما ما هو غير واضحٍ فهو متى ستستفيق الشعوب العربية لتقف بوجه هذا العبث والعابثين.
تفلُّت أمني في معظم أنحاء سورية وآخرها في جرمانا في ضواحي العاصمة دمشق ذات الغالبية الدرزية، حيث هددت إسرائيل على لسان عدة مسؤولين فيها بمنع السلطة السورية الحالية من الدخول إلى هذه المنطقة، منصِّبةً نفسها في الظاهر شرطي المنطقة، بينما عبثها واضحٌ والغرض منه التوسع رويداً رويداً.
حلم “إسرائيل” الكبرى بدأ يتحقق ولا مانع لدى الجيش “الإسرائيلي” من دخول العاصمة دمشق والسيطرة على معبر المصنع الحدودي بين سورية ولبنان وذلك بحجة أو بأخرى، فها هي لبست ثوب الحامي لدروز سورية كما فعلت في جنوبها.
تقسيم سورية هدف استراتيجي أساسي لدى “إسرائيل”، وفي حال نجح فستنتقل العدوى إلى كل دول الجوار وبشكل متسارع، لكي تكبر “إسرائيل” وتتوسع.
مسؤولون “إسرائيليون” صرحوا بأنهم تلقوا الضوء الأخضر من الرئيس ترامب للبقاء في عدة نقاط في لبنان، لم يعرف عددها حتى الآن وإلى أي مدى ستصل.
أمريكا شريك أساسي في العدوان على لبنان وفي المجالات كافة، فهي تضغط على السلطة السياسية في التعيينات الإدارية المرتقبة لاستكمال حصار المقاومة وابتزازها بورقة إعادة الإعمار مقابل تدفيعها أثماناً باهظة في السياسة.
التعيينات الإدارية هي من أولويات الحكومة اللبنانية التي نالت الثقة منذ أيام بمعدل 90 صوتاً، فمن ذا يكون قائد الجيش المرتقب؟ ومن سيكون حاكم مصرف لبنان؟ ومن سيكون المدير العام للأمن العام؟ وماذا عن الجسم القضائي وكثير من وظائف الفئة الأولى الشاغرة منذ سنوات والتي يتخطى عددها المئة وثلاثين وظيفة؟ وهل ستكون أمريكا هي الآمر الناهي في هذا المجال؟
فريق لبناني يتماهى مع هذا الحصار، وهدفه تجريد المقاومة من سلاحها وجعل لبنان عارياً لا يستطيع ردع “إسرائيل” عن أي عدوان تقوم به، لا بل يجاهر بالسعي للسلام مع إسرائيل وبالتطبيع!
الجواب جاء واضحاً على لسان النائب أبو فاعور الذي قال بصريح العبارة موجهاً الرسالة للقاصي والداني بأنه أبعد ما يمكن أن نصل إليه في العلاقة مع “إسرائيل” هو اتفاقية هدنة على غرار هدنة 1949، فالرؤوس الحامية في لبنان عليها أن تكف عن تكبير حجرها، لأن ذلك سيؤدي إلى اقتتال داخلي ولا يراهن أحد على السلام أو التطبيع مع “إسرائيل”. آلاف الشهداء روت دماؤهم أرض الوطن منذ النكبة حتى اليوم لنصل إلى سلام أو تطبيع مع هذا الكيان؟!
ضغط أمريكي على كل المنطقة تجعل هيمنتها لا منازع فيها. زلنسكي مُسح بكرامته الأرض في البيت الأبيض. استُدعي للتوقيع على اتفاقية المعادن الأوكرانية فوصل بهم الأمر لتفتيش ثيابه.
درسُ كرامة لقنه الأمريكيون لزيلنسكي. هذا الدرس الذي شاهده العالم سيكون درساً لكل حلفاء أمريكا، بمعنى أن تعاملنا مع الرؤساء حلفائنا سيكون على هذا النحو، فكل زعيم عربي أو أجنبي يجب أن يأخذ العبرة من مشهد ذل زيلنسكي!
مرحلة سوداء تنتظر منطقتنا، ستظهر معالمها في الخطوات القادمة التي ستقدم عليها “إسرائيل” في المنطقة، لنرى ولادة طفلة الصهاينة التي طال انتظارهم لها، وهي “إسرائيل الكبرى”!.

مقالات مشابهة

  • أطعمة تراثية حمصية في رمضان تعيد للذاكرة عبق الماضي الجميل ‏
  • أول استخدام للطائرات الحربية في التاريخ .. كيف غيّرت المعارك إلى الأبد؟
  • إيكونوميست: القوات المسلحة في عهد ترامب لن تكون مثلما كانت أيام بايدن
  • الصين تعلن استعدادها “لأي نوع من الحروب” ضد واشنطن
  • الاحتراق الوظيفي.. الثمن الخفي للتغطية الإعلامية زمن الحروب
  • وزير الأوقاف: أعداء الشعوب يسعون لزرع الخلاف والانقسام
  • اليوم تكاد تكون شرق النيل خالية من الجنجويد بعد تضحيات وصبر طويل
  • المرض الخبيث يتفشى .. فمتى تستفيق الشعوب العربية؟
  • التقوى مفتاحُ الفوز في الدنيا والآخرة
  • رمضان عند الأدباء| المسحراتي.. منبه الزمن الجميل الذي فقد سحره