على جانبي ترعة فرعية مبطنة بالأسمنت في قرية صغيرة بإحدى قرى محافظة القليوبية، يمسح "أشرف محمد" البالغ من العمر 38 عامًا، عرقه المتصبب إثر الوقوف لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الملتهبة التي لا تحجبها "قبعة الصيادين" ذات الحواف العريضة، يلقي بشباكه الفارغة في مياه الترعة في انتظار الرزق متحليًا بالصبر ومتأملًا عودتها مليئة بأنواع السمك المختلفة.

فتارة يشرد ببصره مع المارة وتارة أخرى يمازح ولده "محمد" الذي يصمم على الخروج مع أبيه ليشدد أزره بكل ود وإقبال، وتارة أخرى يدندن "بختك يا أبو بخيت.. الهمة يا جدعان.. لموا الشبكة وشدوا.. خلوا الرزق يبان"، حتى يشعر بانقضاء الوقت، فيقول أشرف" إن مهنته ليست يسيرة ولكنه اعتاد عليها، ولا يشعر بالأسى أو الحزن في أيام الكساد، لأن أيام الرخاء من عند الله أيضًا"، مضيفًا "الرزق ده بتاع ربنا ومش شطارة من حد، احنا بننزل نسعى ونستنى واللي ربنا يبعته كله حلو". 

وأضاف "أشرف" أنه معتاد على التنقل بين أماكن عديدة، وأحيانًا يذهب للصيد في قرى مجاورة، ويبيع بضاعته بسعر السوق العادي، مؤكدًا أنه لا يتذمر من وقوفه في الشمس لساعات طوال، وأنه يضع أسرته نصب أعينه ويأمل أن تلتحق إبنته"ملك" بكلية الطب العام المقبل، مشيرًا إلى أنه لا يحجب عنها أي رغبة تتعلق بالدراسة وأنها تقدر جهوده وتجتهد في سبيل إرضائه.

وتابع: "أنا قولتلها اللي يرضيني إنه بنتي الكبيرة تبقى دكتورة"، وأضاف أنه لديه جنى ذات الستة عشر ربيعًا، ومحمد صاحب التسع سنوات الذي يصاحبه في كل مكان سواء عند الذهاب لزيارات الأهل والأقارب أو الأصدقاء ولكن يخرج معه للصيد في الاجازات فقط، مضيفًا "ده صاحبي مش بس ابني".

وفي وسط الحديث، همّ أشرف لاصطحاب شبكته من داخل المياه بمساعدة ولده "محمد"، فكانت الأسماك تتلألأ بداخلها وتتحرك بعشوائية، وعلى الرغم من عدم امتلائها على آخرها، إلا أنه يوصف تلك اللحظة بأنها شعور بفيض من نعمة الله وكرمه، قائلًا" مهما تمر السنين ويتكرر المشهد، مفيش أحلى من لحظة ما أشوف السمك في الشبكة، ده رزقي وربنا باعتهولي"، مشيرًا إلى أنه يقوم بغمر الأسماك في "جرادل" مياه لتظل طازجة، معبرًا عن ذلك بقوله " ليا زباين بيحبوا يشتروا السمك صاحي".

وقال "أشرف"، إن سمك الترع ليس مثلما يصفه الكثيرون أنه غير صالح للأكل، وأن مشروع "تبطين الترع" قد ساهم بشكل كبير في نظافة المياه ونقائها وبالتالي جودة البيئة التي يعيش فيها السمك، مؤكدًا أن شكل الترع الجديد جعل الناس تتراجع عن إلقاء النفايات بها أو الحيوانات النافقة، مشيرًا إلى أنه يقوم بإلقاء السمك الصغير في الترعة مرة أخرى لينمو.

وأضاف، أن السمك البلطي أكثر ما ينمو في الترع لأنه يتغذى على أي شئ وينمو بسرعة كبيرة، كما يمكن لأي شخص تحديد صلاحية السمك من طعمه ورائحته بمنتهى البساطة، وأضاف أن أنواع السمك بالترع تكون محدودة ما بين "البلطي" و"الماكريل".

وأكد "أشرف" أن أكلته المفضلة هي السمك البلطي المشوي" الذي تعده زوجته بطريقة ليس لها مثيل، على حد وصفه، وناشد الناس أن يستمروا في الحفاظ على مياه الترع نظيفة ونقية، وأن يقدروا مجهودات الدولة والرئيس السيسي في مشروع تبطين الترع بالقرى والمحافظات المختلفة، حتى تحصل الأسماك على بيئة صالحة للنمو وحتى يستفيد الفلاحين من الترع لإمداد أراضيهم بالمياه دون وجود الروائح الكريهة والعوالق والشوائب المختلفة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أسماك أشعة الشمس الصيادين محافظة القليوبية مياه الترع

إقرأ أيضاً:

كابتن أميركا يحافظ على الصدارة وسط تباطؤ تاريخي في شباك التذاكر الأميركي

واصل فيلم "كابتن أميركا: برايف نيو وورلد" (Captain America: Brave New World) تصدر شباك التذاكر في أميركا الشمالية خلال عطلة نهاية الأسبوع التي تزامنت مع توزيع جوائز الأوسكار وشهدت واحدة من أبطأ الفترات من حيث إيرادات السينما في السنوات الأخيرة، وفق تقديرات شركة "إكزبيتر ريليشنز" المتخصصة.

وفي غياب إصدارات كبيرة تنافسه، جمع الفيلم نحو 15 مليون دولار بين الجمعة والأحد، وهو ما يمثل انخفاضا كبيرا مقارنة بأرباحه في الأسبوع السابق، في انعكاس لتباطؤ السوق السينمائية.

وذكرت مجلة "ذا هوليود ريبورتر" أن الأداء الضعيف لهذا الفيلم، الذي يتمتع بميزانية ضخمة، يعكس خيبة الأمل الجماهيرية، إضافة إلى حقيقة أن معظم الأفلام المرشحة للأوسكار باتت متاحة عبر منصات البث التدفقي أو انتهى عرضها في الصالات.

وحل في المرتبة الثانية "لاست بريث" (Last Breath) الذي بدأ عروضه الأسبوع الماضي وحقق 7.8 ملايين دولار في أول عطلة نهاية أسبوع له. يروي الفيلم قصة مجموعة من الغواصين الذين يسابقون الزمن لإنقاذ زميل عالق في أعماق المحيط، وهو من بطولة وودي هارلسون وسيمو ليو وفين كول.

أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب "ذا مانكي" (The Monkey)، وهو فيلم رعب كوميدي مستوحى من إحدى قصص المؤلف الشهير ستيفن كينغ، وحقق 6.4 ملايين دولار. ويشارك في العمل كل من تيو جيمس وروهان كامبل وإيليا وود.

إعلان

وتراجع فيلم "بادينغتون إن بيرو" (Paddington in Peru) إلى المركز الرابع مع إيرادات بلغت 4.5 ملايين دولار. في هذه المغامرة الجديدة، يعود الدب البيروفي المحبوب إلى موطنه الأصلي لقضاء عطلة بعد إقامته في لندن.

أما في المركز الخامس فجاء "دوغ مان" (Dog Man)، فيلم الرسوم المتحركة الذي أنتجته "دريمووركس" و"يونيفرسال"، بإيرادات بلغت 4.2 ملايين دولار.

في ما يلي قائمة الأفلام العشرة الأوائل في شباك التذاكر بأميركا الشمالية:

"كابتن أميركا: برايف نيو وورلد" (Captain America: Brave New World) – 15 مليون دولار. "لاست بريث" (Last Breath) – 7.8 ملايين دولار. "ذا مانكي" (The Monkey) – 6.4 ملايين دولار. "بادينغتون إن بيرو" (Paddington in Peru) – 4.5 ملايين دولار. "دوغ مان" (Dog Man) – 4.2 ملايين دولار. "موفاسا: ذا لاين كينغ" (Mufasa: The Lion King) – 1.9 مليون دولار. "ني دجا 2" (Ne Zha 2) – 1.8 مليون دولار. "هارت آيز" (Heart Eyes) – 1.3 مليون دولار. "ذي أنبريكيبل بوي" (The Unbreakable Boy) – 1.2 مليون دولار. "ريف راف" (Riff Raff) – 930 ألف دولار.

مقالات مشابهة

  • أشرف العشري: نتنياهو يخلق الذرائع لخوفه من انهيار ائتلافه الحكومى
  • حكومة شمال كردفان تكرم العقيد عز الدين الزبير هارون عضو القيادة والسيطرة في متحرك الصياد
  • تحديد أماكن زراعة الأرز .. تنسيق بين الري والزراعة لمنع المخالفات
  • كابتن أميركا يحافظ على الصدارة وسط تباطؤ تاريخي في شباك التذاكر الأميركي
  • وزير الري يؤكد أهمية متابعة حالة الترع والمصارف ومحطات الرفع بكل المحافظات
  • دمر شباك سوسييداد.. برشلونة يقبل هدية ريال مدريد
  • مشير المصري للجزيرة نت: معركتنا التفاوضية تشبه مفاوضات البقرة الصفراء
  • القبض على متهمين بسرقة مركبات صيادي الأسماك في البصرة
  • قبل حفل الأوسكار.. Captain America 4 يتصدر شباك التذاكر
  • أشرف بن شرقي يكشف عن اللاعب الذي شجعه للانتقال للأهلي