كتب- محمد نصار:

شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، كمتحدث رئيسي في الجلسة النقاشية "كيفية جعل صناعة الأغذية أكثر استدامة وشمولية" ضمن جلسات المؤتمر رفيع المستوى حول الصناعات الغذائية وتأثيرها على الأمن الغذائي.

تستضيف الجلسة، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بتنظيم مشترك بين الأمانة العامة للجامعة والاتحاد من أجل المتوسط وبدعم وكالة التعاون الألماني GIZ، وبحضور وفود رفيعة المستوى من الدول العربية والدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط، ولفيف من ممثلي الشركات الغذائية والخبراء والأكاديميين.

وأعربت الدكتورة ياسمين فؤاد عن سعادتها بتنفيذ هذا المؤتمر للنظر في التحديات والحلول لتحقيق الأمن الغذائي من خلال صناعة غذاء أكثر استدامة وشمولية، في وقت يعاني منه العالم والمنطقة بشكل خاص من شح المياه وتدهور الموارد الطبيعية وظروف مناخية متطرفة، وقبل أسابيع قليلة من انطلاق فعاليات مؤتمر المناخ COP28 بدولة الإمارات العربية الشقيقة، والذي سيتناول قضية النظم الغذائية وتحسينها في مواجهة آثار تغير المناخ.

وركزت وزيرة البيئة على 3 تحديات مهمة تتعلق بتحقيق الأمن الغذائي وصناعة غذاء قادرة على مواجهة التحديات البيئية، وهي الارتفاع غير المسبوق في حرارة الأرض والمسببة لتغير المناخ، والتصحر الذي يعد تحدي كبير يواجه الدول العربية خاصة مع معاناة بعضها من شح المياه، والتدهور الشديد في التنوع البيولوجي الذي يعد أساسًا في توفير الغذاء على الكوكب.

وفيما يخص تحدي تغير المناخ، أشارت الوزيرة إلى ضرورة التركيز على تخفيف الانبعاثات من قطاع الزراعة والتكيف مع آثار تغير المناخ على الإنتاج الزراعي، حيث يؤثر على إنتاجية المحاصيل بما يؤثر على توفير الغذاء، إلى جانب ضرورة اتباع العادات الغذائية الصحيحة التي تعتمد على الاستهلاك الرشيد المستدام، لذا حرصت مصر خلال رئاستها لمؤتمر المناخ COP27 على إطلاق مبادرة تركز على الصحة وأنماط التغذية السليمة والتي تكون قليلة البصمة الكربونية ICAN، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة للتصدي لآثار تغير المناخ على الأمن الغذائي "FAST"، لتسريع وتيرة العمل الجماعي في التكيف والتصدي لآثار تغير المناخ على الزراعة والغذاء، وذلك بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة "FAO" والعديد من الشركاء.

وأوضحت وزيرة البيئة أن برنامج الغذاء العالمي، قدر أثر التغيرات المناخية على تعرض مصر لتأثر إنتاجية المحاصيل الزراعية نتيجة الظروف المناخية الجانحة إلى انخفاض بنسبة 25%، وقدر خطورة تغير المناخ على الأمن الغذائي ستصبح ملموسة بنحو فقد 24% من القدرة على الحصول على الغذاء في حالة تخفيف الانبعاثات ونحو 41% لو كانت درجة الانبعاثات مرتفعة.

وأشارت إلى أن قطاع الزراعة يساهم في توليد ما بين 19-29% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة عالميًا، ويسهم إنتاج المحاصيل والماشية بنحو 10-12% منها، بالإضافة لتسبب الممارسات الخاطئة بقطاع الزراعة في تدمير 80% من الغابات على مستوى العالم.

ولفتت وزيرة البيئة إلى العلاقة المباشرة بين تحدي التصحر وتغير المناخ والأمن الغذائي، حيث يؤدي ارتفاع حرارة الأرض إلى زيادة مخاطر التصحر، ومن ثمة انخفاض إنتاجية الأرض وجودة الغذاء، كما يؤثر فقد التنوع البيولوجي وتأثره بتغير المناخ إلى عدم استقرار سلسلة النظم البيئية المستدامة، خاصة مع أنماط التنمية غير المستدامة التي تؤثر على فقد التنوع البيولوجي بما يعود مباشرة على النظم الغذائية.

وطرحت وزيرة البيئة عددًا من الحلول التي يمكن أن تؤدي إلى صناعة غذاء أكثر استدامة وشمولية، وأهمها وضع خطط على مستوى الدول تواجه آثار تغير المناخ تضع في قلبها التكيف والنظم الغذائية، مشيرة إلى التجربة المصرية الفريدة قبل استضافتها لمؤتمر المناخ COP27، بإنشاء المجلس الوطني لتغير المناخ تحت رئاسة رئيس الوزراء، وإصدار الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، وتحديث خطة المساهمات الوطنية المحددة، ولأهمية قطاع الزراعة لمصر تم إطلاق رابطة مشروعات الطاقة والغذاء والمياه، لتصبح درسًا مستفادًا وقصة نجاح في التعامل مع قضية الغذاء في إطار التحديات التنموية بما يحافظ على الموارد من أجل الأجيال القادمة.

وشددت الوزيرة على أهمية آليات التمويل خاصة لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في صناعة الغذاء المستدامة، ودور البنوك التنموية في منح الضمانات لتقليل المخاطر للقطاع الخاص لزراعة محاصيل جديدة أكثر قدرة على المقاومة، إلى جانب النظر للنظام الغذائي ككل من مرحلة الزراعة وحتى التصنيع، وكيفية التعامل الرشيد مع الموارد الطبيعية واستخدام المياه وإعادة استخدامها، ونوعية الأسمدة المستخدمة، وكيفية التعامل مع المخلفات الزراعية.

وأشارت وزيرة البيئة إلى قصة نجاح مصر في التعامل مع قش الأرز وتحويله من مخلف ملوث يساهم في ظاهرة السحابة السوداء إلى منتج ذات عائد اقتصادي، من خلال تشجيع الفلاحين على كبس وتدوير القش لإنتاج منتجات اقتصادية، وأيضا التوجه نحو الاقتصاد الدائري للاستفادة من المخلفات في صناعة الغذاء.

ولفتت أيضا إلى أهمية التحول لممارسات صديقة للبيئة في التغليف ضمن تحقيق صناعة غذاء مستدامة، من خلال تسليط الضوء على التخلص الآمن من مخلفات التغليف والشراكة مع القطاع الخاص لاستبداله ببدائل أخرى صديقة للبيئة، مشيرة إلى الشراكات مع الشركات الكبرى في العديد من الدول لتقليل مخلفات التغليف وتحقيق المسئولية الممتدة للمنتج وتعزيز دور القطاع الخاص.

وتهدف الجلسة إلى عرض أفضل الممارسات والمبادرات المؤدية لتحقيق الاستدامة وكفاءة الموارد، وتوفير فرص العمل في مجال الزراعة والثروة السمكية، وتخضير قطاع الغذاء وتمكين المرأة به، وتخضير المهارات وآليات المنافسة فيه، وتعزيز الابتكار والبحث في مجال الأمن الغذائي في مواجهة آثار تغير المناخ.

وأشارت وزيرة البيئة إلى أهمية الصناعات الغذائية المستدامة ضمن التحول إلى أنماط حياتية أكثر استدامة لمواجهة آثار تغير المناخ والتي تشكل تحدي كبير لتحقيق الأمن الغذائي، حيث تساهم هذه الصناعات في تحسين مستوى المعيشة الاجتماعي والاقتصادي وتوفير فرص عمل، بجانب مزايا بيئية كالحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين مستوى الصحة والاستفادة من الطاقة المتجددة في توليد الطاقة بدلًا من الوقود الأحفوري.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: قمة القاهرة للسلام مستشفى المعمداني طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني الدكتورة ياسمين فؤاد جامعة الدول العربية وزيرة البيئة آثار تغیر المناخ تغیر المناخ على الأمن الغذائی أکثر استدامة قطاع الزراعة وزیرة البیئة

إقرأ أيضاً:

الزراعة تستعرض إنجازات معهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية فبراير 2025

أصدر معهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية تقريره الشهري عن أنشطته خلال شهر فبراير 2025، وذلك في إطار توجيهات علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بمتابعة أداء المعامل البحثية وتقديم الخدمات الجماهيرية وفق أحدث التطورات التكنولوجية، وتحت إشراف الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية.

و يلعب معهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية دورًا حيويًا في خدمة المجتمع من خلال تطبيق التقنيات الحديثة لتحسين الإنتاج الزراعي، والحفاظ على الموارد الطبيعية، ويسهم المعهد في تطوير أصناف نباتية مقاومة للأمراض والآفات والجفاف، مما يعزز من كفاءة الزراعة ويقلل من استخدام المبيدات الحشرية. كما يقوم المعهد بإجراء بحوث تهدف إلى تحسين جودة المحاصيل الزراعية وتطوير تقنيات حديثة لزيادة الإنتاجية، مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي. علاوةً على ذلك، يحرص المعهد على تقديم الدورات التدريبية المتنوعه للطلبه فى مختلف الجامعات المصرية لتمكينهم من استخدام التكنولوجيا بأساليب مستدامة تخدم البيئة والمجتمع على حد سواء.

وأعلنت الدكتورة جيهان محمد حسني حسني حسين، مدير معهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية، أن المعهد مستمر فى تدريب طلبة الجامعات على أحدث التقنيات البيوتكنولوجية والتطبيقات الحديثة في المجال الزراعي وكذلك إجراء تحاليل الـ GMO وفقًا للمعايير الدولية وتحليل المقارنة للأصناف النباتية.

أهم إنجازات معهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية خلال فبراير 2025

- قام المعمل بتحليل 46 عينة لكشف الكائنات المحورة وراثياً لعدة شركات: بيراميدز الدولية و كواليتى تكنوسيدز لتكنولوجيا البذور والتنمية الزراعيه و شركه الباشا للاستيراد والتصدير وبيور ايجيبت والأصيل و سفنكس لصناعة الأسمدة والمبيدات، و هيربس ميكر للاستيرادو كواليتي تكنوسيدز لتكنولوجيا البذور والتنمية الزراعية، و شركة القاهرة للصناعات الغذائية، هاينز و المصرية لصناعة للنشا والجلوكوز و الدولية لتصنيع منتجات الفاكهة و شركة الوهبه ايجيبت للصناعات الغذائية Natural Egyptian Herbs.

- أربعة عينات مقارنة وراثية للأصناف النباتي.

- عقد المعهد عدد من الدورات التدريبية الحديثة للطلاب

- دورة المعلوماتية الحيوية ضمت 34 متدرب من طلبة جامعة مشتهر.

- دورة الواسمات الجزيئية ضمت 16 طالب من جامعات مختلفة.

- الكلونة الجزيئية ضمت 19 طالب.

اقرأ أيضاًالزراعة: الانتهاء من جاهزية المتحف الزراعي استعدادا لاستقبال معرض زهور الربيع

وزير الزراعة يبحث مع رئيس «نستلة مصر» التعاون في مجال تحقيق الاستدامة

مقالات مشابهة

  • دراسة تحذر: تغير المناخ قد يزيد من خطر الزلازل
  • الزراعة تستعرض إنجازات معهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية فبراير 2025
  • "الزراعة" تستعرض إنجازات معهد بحوث الهندسة الوراثية خلال فبراير
  • كيف يؤثر تغير المناخ على التنوع البيولوجي؟
  • بعد مرور 100 يوم على ولايتها الثانية.. فون دير لاين تستعرض التحديات واستراتيجيات أوروبا الجديدة
  • سلامة الغذاء.. 260 ألف طن رسالة غذائية مصدرة والسعودية على رأس الدول المستوردة
  • تطوير صنف جديد من الأرز يساهم بمكافحة تغير المناخ
  • تغير المناخ قد يهدد إنتاج الموز
  • افتتاح بنك البذور المجتمعية في لحج لتعزيز الأمن الغذائي
  • طوارئ أبوشوك للنازحين تطالب برنامج الغذاء العالمي بتنفيذ برنامج المساعدات الغذائية