تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات (برئاسة المستشار حازم بدوى، نائب رئيس محكمة النقض) القائمة النهائية بأسماء المرشحين ورموزهم الانتخابية يوم 9 نوفمبر المقبل، لتبدأ الحملات الدعائية للمرشحين، فيما انتهتِ الهيئة من الفصل في اعتراضات المرشحين للانتخابات الرئاسية 2024 على بعضهم البعض. وتم قبول أوراق أربعة مرشحين للانتخابات الرئاسية منذ فتح باب الترشح في 5 أكتوبر حتى غلقه في 14 أكتوبر، وهم: المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، المرشح فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي، المرشح عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، وحازم عمر رئيس الحزب الشعب الجمهوري.

وبدأتِ الهيئة الوطنية للانتخابات في تنفيذ التصور النهائي للجدول الزمني لها، وبإعلانها بشكل رسمي الكشف النهائي للمرشحين، تكون قد أنهت حالة الجدل فيما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي. وتعمل الهيئة الوطنية للانتخابات على بلورة استراتيچية واضحة لإدارة الاستحقاق المقبل، وتم الانتهاء من جميع الاستعدادات ومستلزمات العملية الانتخابية، وفق الجدول الزمني للسباق الرئاسي، لإجراء الانتخابات المرتقبة، بالإشراف القضائي الكامل على الانتخابات الرئاسية.

وقطعتِ الهيئة الوطنية للانتخابات الطريقَ على بعض المزايدات، بعدما ارتفع عدد المنظمات المحلية والدولية التي ستتابع الانتخابات الرئاسية إلى 24 منظمة محلية ودولية، للوقوف على كافة أشكال العملية الانتخابية ونقلها بكل موضوعية، ولعل وجود تلك المنظمات يكون الرد المناسب على تلك الدعوات التي تحاول عرقلة العملية الانتخابية.

وتقف الهيئة على مسافة واحدة من جميع المرشحين، مع استمرار عملها وفق القانون والدستور، ما يؤكد على سلامة سير العملية الانتخابية، بحكم تفهمها لطبيعة الأجواء التنافسية التي تحيط بأي استحقاق انتخابي، لكنها رفضت في المقابل أن يتم الزج بها في أي خلافات أو مكايدات سياسية من أي نوع ومن قِبل أي طرف، أو أن تُنسَب إليها وقائع من نسج خيال البعض، أو أن يتم التطاول عليها، أو أن يوجَّه إليها عبارات تنطوي على تشكيك في عملها، أو أن يتم وضعها في إطار تصنيفٍ ما، يستهدف زعزعة الثقة الشعبية في استقلالها وسلامة قراراتها أو التحايل على إجراءاتها والتي تأتي جميعها متفقة مع أحكام الدستور والقانون، ولا تملك أي جهة كانت أن تتدخل في عملها بأي صورة من الصور.

روح المسئولية

وأهابتِ الهيئة الوطنية للانتخابات في بيانها بالجميع التحلي بروح المسئولية الوطنية، والحرص على مصلحة البلاد واستقرارها، وتطالبهم بممارسة حقوقهم الدستورية والقانونية، وعدم السقوط في دائرة التشكيك والتطاول والتجريح التي لا طائل منها أو فائدة، والحرص على المساهمة في إنجاح استحقاق انتخابي هو الأهم من بين الاستحقاقات التي نص عليها الدستور، وبرغم الصورة المثالية الموضوعية لعمل الهيئة فإن المنصات المعادية مازالت توجه لها الانتقادات، وهو الأمر الذي يستوجب المساءلة القانونية حيال مَن يُطلق الأكاذيب ويتعمد تشويه العملية الانتخابية في الوصول لموعد الاستحقاق الرئاسي بالشكل الذي يليق بمكانة مصر.

وضربتِ الحملات الانتخابية للمرشحين المحتملين الأربعة للرئاسة أروع الأمثلة في التعامل الإيجابي وعدم التجريج، والحديث عن الآخر بصورة إيجابية تعكس ملامح التجربة الديمقراطية، والخروج بصور تليق بمكانة مصر، الكل يعلن عن خططه وتحركاته ويعرض برنامجه الانتخابي ويحاول تقديم رؤى ومقترحات للمشكلات التي تهم الرأي العام المصري، بدون الإساءة وتعمد نشر الأكاذيب. ولهذا هناك حالة حراك سياسي غير مسبوق وتفاعل مع المواطنين والحصول على الإجابات، الكل يلتزم بميثاق الأخلاق الحميدة ويتحلى بالأخلاق في حديثه عن المرشح الآخر، وهذا بكل تأكيد ينعكس على صورة مصر من جميع حملات المرشحين للوصول إلى مظهر حضاري يليق بمصر، يعكس مدى وعي المواطنين في التعرف على برامج المرشحين.

الوعي الوطني

وتعي الحملات الانتخابية للمرشحين المحتملين المخاطر التي تحيط بالعملية الانتخابية والوطن، ويبدو للوهلة الأولى تحلِّي الحملات بالوطنية، وثمة اتفاق بين كافة القوى والمؤسسات على إعلاء كلمة الوطن والوقوف في خندق واحد للدفاع عن مصر جراء ما تتعرض له من مؤامرات.

وبرغم روح المنافسة بين المرشحين المحتملين، فإنَّ هناك توافقًا بين المرشحين على دعم الوطن جراء ما يتعرض له، ويظهر هذا في أحاديث وكلمات المرشحين الذين يدعون دومًا المواطنين للحفاظ على الوطن والوقوف صفًّا واحدًا من خلال هذا الطرح الوطني، ربما سيكون هناك نظرة عامة تتفق مع المصلحة العامة واستقرار الوطن لتستمر الحياة وتسير بشكل طبيعي في جو من الاستقرار والعمل والبناء.. هذه الروح بين حملات المرشحين وإعلاء مصلحة الوطن تبعث رسائل طمأنة للرأي العام.

جاء ذلك من خلال الحرص على وجود شخصيات تسعى لبناء تجربة انتخابية ديمقراطية جديدة وحقيقية، تعظِّم من الحريات، وهو ما يُعَد مناخًا جديدًا للعمل من أجل تجربة انتخابية تليق بحجم مصر لإفراز كوادر سياسية بممارسة سياسية حقيقية، عبر طرح المرشحين للانتخابات الرئاسية وحالة الحوار البناء والهادف وطرحهم برامج وخطط عمل حقيقية واقعية، قادرة على التعاطي والتفاعل مع قضايا المجتمع، وتلبي طموحات وآمال المصريين.

حضور غزة

وتسببت أحداث غزة في تمدد حالة الاصطفاف الوطني والمساهمة الإيجابية وأن يؤدي كل فرد دوره في الحفاظ علي الوطن، ولعل خروج الشعب المصري في كافة المحافظات يؤكد على توحد الشعب المصري خلف قيادته، وهي رسالة للعالم كله بتطابق الموقف الشعبي مع الموقف الرسمي للدولة، وهذا المؤشر الإيجابي في الالتفاف حول الوطن في أزماته يشير إلى خروج المصريين للمشاركة في الانتخابات المرتقبة.

وفي تجربة فريدة من العمل السياسي وتضامنًا مع أحداث غزة اتخذتِ الحملات الأربعة قرارًا بوقف أعمالها لمدة ثلاثة أيام حدادًا على غزة، وهو ما يعكس حالة التناغم والتكامل والتواصل بين الحملات، ففي الوقت الذي أعلن فيه المرشح الرئاسي الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد تعليق أعمال حملته الانتخابية لمدة 3 أيام حدادًا على أرواح شهداء غزة، اتخذت باقي الحملات ذات الموقف، ما يعكس روح الوطنية في الدفاع عن الثوابت وتصدير موقف تضامني للأشقاء الفلسطينيين.

رفض للعدوان

حملات المرشحين منذ اللحظة الأولى للاعتداء الغاشم على قطاع غزة اتخذت سلسلة من المواقف الداعمة لنصرة فلسطين، فيما أعلنتِ الحملة الرسمية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي تضامنها الكامل والمطلق مع قرارات القيادة السياسية المصرية المستمرة، حفاظًا على الأمن والسلام بالمنطقة، وحفاظًا على الحقوق المشروعة لشعب فلسطين الشقيق.

أكدت حملات المرشحين دعمها لموقف الدولة المصرية الرافض لتصفية القضية الفلسطينية وارتكاب نكبة جديدة في حق الشعب الفلسطيني، إضافة لدعم قوى المعارضة والحركة المدنية. فيما أصدر تحالف الأحزاب المصرية الذي يضم ٤٢ حزبًا سياسيًّا موقفًا داعمًا للقيادة المصرية ورفضه محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء. وأكد تحالف الأحزاب المصرية بالإجماع تفويض الرئيس عبد الفتاح السيسي في اتخاذ كل ما يراه من قرارات لحماية الأمن القومي المصري والحفاظ على سيادة مصر على كامل التراب الوطني. وأكد المرشح الرئاسي الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، دعمه ومساندته لتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي أكد فيها رفض مصر لتصفية القضية الفلسطينية، وأن استمرار العمليات العسكرية في غزة يهدد بتوسيع رقعة الصراع.

وقال رئيس حزب الوفد في بيان له «نفوِّض الرئيس السيسي في اتخاذ ما يلزم من قرارات لحماية الأمن القومي المصري، وأن الشعب المصري لا يمكن أن يتنازل عن حبة رمال واحدة من أرضه أو يفرط فيها. كما أن الشعب المصري يرفض مخطط التهجير القسري الذي وضعه الكيان الصهيوني. فيما أعلنت حملة المرشح الرئاسي المهندس حازم عمر، تعليق أنشطتها لمدة يومين تنديدًا بأعمال الاعتداء الوحشية على المدنيين في غزة والتي بلغت أقصاها باستهداف مستشفى المعمداني الأهلي بما يخالف القوانين والأعراف الدولية الإنسانية والأخلاقية، وحدادًا على أرواح الضحايا من جرَّاء هذه الاعتداءات.

وأدان المرشح الرئاسي عن حزب الشعب الجمهوري حازم عمر ما يحدث في غزة.. مطالبًا سلطة الاحتلال بضرورة وقف التصعيد الجاري والتخلي عن سياسات العقاب الجماعي التي تُمارَس بحق المدنيين العزل في قطاع غزة. وأيَّد حازم عمر الموقف المصري الرسمي.. مشددًا على أنه لا حل للقضية الفلسطينية عن طريق سياسة التهجير، وأن أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار هي محاولات غير مقبولة. وطالب المرشح الرئاسي المجتمع الدولي بأن يضطلع بمسئولياته نحو التحرك الجاد لوقف العدوان ورفع الحظر الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة والعمل على حماية المدنيين وتدفق المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني وإعادة إحياء العملية السلمية وإطلاق مفاوضات جادة تهدف إلى تحويل صيغة الدولتين إلى واقع عملي وعدم تصديرها لدول الجوار وذلك من أجل تحقيق السلام العادل واستقرار المنطقة.

لا للتهجير

وقال المرشح الرئاسي المحتمل فريد زهران، رئيس حزب المصري الديمقراطي، إن إسرائيل لن تنجح في فرض التهجير القسري على الشعب الفلسطيني تجاه مصر، كما أن مصر ستواصل فتح معبر رفح من جانبها واستقبال المساعدات من العالم بأكمله لمحاولة إيصالها للشعب الفلسطيني، وستظل داعمة للشعب الفلسطيني وحقه في وجود دولة مستقلة له، ولن تقبل مصر بتصفية القضية الفلسطينية على الإطلاق.

وشدد زهران على أن حملته وأعضاء حزب المصري الديمقراطي شاركوا في وقفات احتجاجية لدعم الشعب الفلسطيني، كما أنه يُجري الاتصالات لتقديم الدعم، وشاركتِ الحملات الانتخابية للمرشحين المحتملين للرئاسة في الوقفات التضامنية الداعمة للقضية الفلسطينية، فيما شاركتِ الحملة الرسمية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي بالوقفات الاحتجاجية الحاشدة الرافضة لتهجير أهالي قطاع غزة، والمطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية بقطاع غزة لدعم إخواننا في فلسطين، وكذلك الوقف الفوري للاعتداء على المدنيين في غزة في هذا الصراع، مع إدانة الجرائم الإسرائيلية الوحشية في القطاع، ودعم وتفويض القيادة السياسية في إدارتها للأحداث الجارية، وتضامنًا مع الأشقاء في فلسطين.

أسابيع معدودة ويتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها ديسمبر المقبل، وبرغم أحداث غزة والتداعيات على الصعيدين المحلي والدولي، تستعد الأحزاب السياسية والنقابات والقبائل العربية لعقد سلسلة من اللقاءات الجماهيرية للتواصل مع المواطنين، في ضوء التنسيق بين الحملات سبقتها لقاءات مع الحملات لتحديد مواعيد عقد اللقاءات والجولات.. فيما أطلقتِ الهيئة العامة للاستعلامات مجموعة من الندوات لتوعية المواطنين بالمشاركة.. فيما تُجري الحملات التنسيق فيما بينها لعدم تضارب المواعيد في عقد اللقاءات، وفي الوقت ذاته فإن هناك خططَ عمل تتم لجمع المساعدات للأشقاء في غزة وتقديم كل الدعم في ذات الوقت الذي تستمر فيه أعمال الحملات والخاصة بالانتخابات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية انتخابات الرئاسة الهيئة الوطنية للانتخابات موعد الانتخابات الرئاسية الانتخابات الرئاسية 2024 انتخابات الرئاسة 2024 مرشحي انتخابات الرئاسة الهیئة الوطنیة للانتخابات العملیة الانتخابیة القضیة الفلسطینیة عبد الفتاح السیسی المرشح الرئاسی رئیس حزب الوفد الشعب المصری ی الحملات حازم عمر قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

قلق وترقب لنتائج الجولة الحاسمة من الانتخابات الفرنسية ووصول اليمين المتطرف للحكم

زنقة 20 . وكالات

وسط حالة من الترقب والقلق، يواصل الفرنسيون اليوم الأحد، الإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات التشريعية الفرنسية، التي وُصفَت بالتاريخية؛ إذ يظل “التجمع الوطني” اليميني المتطرف الأقرب للفوز من أي وقت مضى، وهو ما زاد من تخوف المواطنين من وصوله إلى الحكم في فرنسا.

وتوافد أكثر من 49 مليون ناخب، مسجلين على القوائم الانتخابية، منذ الصباح الباكر مسرعين إلى المراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها في الثامنة صباحا (بتوقيت باريس)، لاختيار 501 نائبا من المرشحين المتبقين، حيث تم انتخاب 76 نائبا في الجولة الأولى، ليبلغ إجمالي المنتخبين 577 نائبا في البرلمان الفرنسي.

لكن معظم الناخبين تفاجئوا بأن اللجنة الانتخابية التابعة لمكان إقامتهم مغلقة، وهو ما كان غير مفهوم بالنسبة لهم، ثم علموا أنه تم بالفعل انتخاب نائب من المرشحين الذين كانوا مسجلين في هذه الدوائر الانتخابية، فقد أدت نسبة المشاركة العالية خلال الجولة الأولى إلى إمكانية انتخاب بعض المرشحين منذ الجولة الأولى في دوائر انتخابية معينة ومن الضروري لتجنب خوض جولة جولة ثانية، جمع أكثر من 50% من الأصوات، وهو ما يمثل 25% على الأقل من المسجلين، وهو ما حدث مع هؤلاء المرشحين الذين تم انتخابهم من الجولة الأولى، ويبلغ عددهم الإجمالي 76 نائبا.

مقالات مشابهة

  • وسط الحملات الانتخابية... كورونا يصيب زوج كمالا هاريس
  • قلق وترقب لنتائج الجولة الحاسمة من الانتخابات الفرنسية ووصول اليمين المتطرف للحكم
  • مطالب فلاحي ريف دمشق من المرشحين إلى انتخابات مجلس الشعب
  • اتحاد السلاح يعلن القائمة النهائية المشاركة في أولمبياد باريس
  • القائمة تكبر.. نائب ديمقراطي آخر يطالب بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي
  • فوز مسعود بزشكيان في انتخابات الرئاسة الإيرانية
  • عاجل| فوز مسعود بزشكيان في انتخابات الرئاسة الإيرانية
  • إيران: الإعلان عن فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بانتخابات الرئاسة
  • انتخابات الرئاسة الإيرانية.. تمديد فترة التصويت بالجولة الثانية
  • ما هي مصادر تمويل الحملات الانتخابية ومجالات استخدام المال المخصص لها؟