خرج المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، جوش بول، معلنا أسباب استقالته بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، مؤكدا أن الوزارة التي استقال منها ليست هي الخارجية الأمريكية التي يعرفها.

وذكر بول، في مقال نشره بصحيفة "واشنطن بوست"، أنه عمل في إدارة الدولة المسؤولة عن نقل الأسلحة والمساعدات الأمنية المقدمة للحكومات الأجنبية على مدى تجاوز عقد من الزمن، وشارك في تلك الفترة بالعديد من المناقشات المعقدة بشأن أين يجب إرسال هذه الأسلحة، لكنه لم يشهد "نقلاً معقداً ويشكل معضلة أخلاقية في غياب أي امكانية للمناقشة"، كما جرى الشهر الجاري، ولذا قرر الاستقالة، الأسبوع الماضي.

وأضاف أن الفرضية الأساسية للمساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل منذ اتفاقات أوسلو هي "الأمن مقابل السلام"، والتي تقوم على فكرة أنه إذا شعرت إسرائيل بالأمان، بما في ذلك من خلال توفير مليارات الدولارات من نقل الأسلحة الممولة من الولايات المتحدة كل عام، فإنه يمكنها تقديم التنازلات بسهولة أكبر تسمح بظهور دولة فلسطينية، لكن سجلات التاريخ تشير إلى أن الأسلحة التي وفرتها الولايات المتحدة لم تدفع إسرائيل إلى السلام.

وأوضح أن هذه الأسلحة سهلت نمو بنية تحتية للمستوطنات في الضفة الغربية، تجعل قيام الدولة الفلسطينية أمرًا مستبعدًا بشكل متزايد، في حين أن القصف في قطاع غزة المكتظ بالسكان ألحق صدمات جماعية وإصابات، من دون أن يسهم في الأمن الإسرائيلي.

واعتبر بول أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس، "لكن سجلها على مدار أكثر من 6 اشتباكات رئيسية خلال 15 عامًا الماضية يشير إلى أن آلاف المدنيين الفلسطينيين سيموتون في العملية".

وعن ما جرى بعد عملية طوفان الأقصى بالخارجية الأمريكية، أفاد بول بأن بدأت طلبات إسرائيل للذخائر بدأت في الوصول على الفور، بما في ذلك مجموعة متنوعة من الأسلحة التي لا يمكن استخدامها في الصراع الحالي.

وأضاف: "استحقت هذه الطلبات الاهتمام الذي من المفترض أن نوليه لأي حزمة أسلحة كبيرة، ودفعت نحو اجراء مناقشة صريحة وقوبل حثي بالصمت، والتوجيه كان واضحا وهو أننا بحاجة إلى التحرك بأسرع وقت ممكن لتلبية طلبات إسرائيل".

اقرأ أيضاً

تمرد يختمر ووثيقة معارضة في الخارجية الأمريكية بسبب دعم إسرائيل.. وبلينكن يعترف

وأشار إلى أن الكونجرس نفسه، الذي سبق أن حظر مبيعات الأسلحة إلى أنظمة أخرى ذات سجلات حقوق إنسان مشكوك فيها، كان يضغط على الإدارة الأمريكية للمضي قدماً لتلبية مطالب إسرائيل.

ويعلق بول على ذلك بالقول: "إن فكرة وجوب عدم استخدام الأسلحة الأمريكية لقتل المدنيين لم تكن فكرة مثيرة للجدل في أي من الإدارات الأربع التي عملت فيها، بدءاً من عملي في مساعدة إعادة بناء القطاع الأمني العراقي في 2004-2006".

ويؤكد المسؤول السابق بالخارجية الأمريكية أن مخاطر الأسلحة المقدمة لإسرائيل، وخاصة ذخائر الجو-أرض، ستلحق الضرر بالمدنيين وتنتهك حقوق الإنسان، لكن وزارة الخارجية كانت مصرة للغاية على تجنب أي نقاش بشأن هذه المخاطر.

ويمثل هذا "عدم استعداد غير مسبوق للنظر في العواقب الإنسانية لقرارات سياستنا" بحسب بول، مشيرا إلى أن إدارة التناقض بين مخاوف حقوق الإنسان وطلبات شركائنا هي "جزء معروف وصحي من عملية صنع السياسات المتعلقة بنقل الأسلحة".

وأردف بأن المناقشات العنيفة في وزارة الخارجية الأمريكية بشأن توفير الذخائر العنقودية لأوكرانيا، على سبيل المثال، تُظهر أن معايير حقوق الإنسان ممكنة حتى في خضم الأزمة، ولذا فإن "غياب الاستعداد لعقد هذه المناقشة فيما يتعلق بإسرائيل ليس دليلاً على التزامنا بأمن إسرائيل، بل هو دليل على التزامنا بسياسة أثبت التاريخ أنها طريق مسدود، ودليل على استعدادنا للتخلي عن قيمنا وغض الطرف عن معاناة ملايين الناس في غزة عندما يكون ذلك ملائمًا سياسيًا"، حسب تعبيره.

واختتم بول مقاله بعبارة ملخصة لموقفه: "هذه ليست وزارة الخارجية التي أعرفها ولهذا السبب اضطررت إلى مغادرتها".

اقرأ أيضاً

استقالة مسؤولين بالخارجية الأمريكية بسبب تعامل مع بايدن مع حرب غزة

المصدر | الخليج الجديد + واشنطن بوست

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: جوش بول الخارجية الأمريكية طوفان الأقصى حماس إسرائيل الخارجیة الأمریکیة وزارة الخارجیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحديدة.. مسيران لخريجي دورات طوفان الأقصى في جبل راس والزيدية

انطلق المسير الأول للدفعة الثانية من الملتحقين بالمرحلة الخامسة من الدورات المفتوحة وقوامها 436 خريجا بمديرية جبل راس، لمسافة ألفي متر، فيما نفذ 100 خريج بمديرية الزيدية مسيرا راجلا لمسافة ثلاثة آلاف متر

وقدم الخريجون عروضا رمزية عكست مستوى الجهوزية والاستعداد لنصرة الشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان الصهيوني، الذي يرتكب أبشع الجرائم في قطاع غزة.

وأكدوا استعدادهم تنفيذ توجيهات القيادة الثورية لنصرة الشعب الفلسطيني، ودعم مقاومته الباسلة في الرد على جرائم العدو الصهيوني، وكذا جهوزيتهم لخوض المعركة الحهادية في الدفاع عن أمن واستقرار اليمن والتصدي لتهديدات الأعداء.

وجددوا التفويض والتأييد المطلق لكل القرارات التي يتخذها قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وعمليات القوات المسلحة اليمنية؛ نصرة للشعب والمقاومة الفلسطينية التي تخوض معركة "طوفان الأقصى"، رداً على جرائم ومجازر العدو الصهيوني المجرم والغاصب والدفاع عن أنفسهم.

كما أكد الخريجون أن الشعب اليمني يتوج اليوم بكل فخر وعزة موقفه الثابت والداعم مع أبناء الشعب الفلسطيني، بخوض معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" ضد أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، محذرين كل الأعداء من مغبة أي مغامرة في خوض أي حرب جديدة على اليمن.

وعقب المسيرين تم تنظيم وقفتين لإعلان النفير والجهوزية لنصرة مظلومية الشعب الفلسطيني والاستعداد للجهاد لمواجهة أعداء الله واليمن وفلسطين.

 

مقالات مشابهة

  • عبد المنعم سعيد: طوفان الأقصى أحدث زلزالا كبيرا في المنطقة
  • أحمد موسى: غزة لن تعود كما كانت عليه قبل عملية طوفان الأقصى
  • أمسية ثقافية في المشنة بإب تحت شعار “طوفان الأقصى جهادٌ وانتصار”
  • الحديدة.. مسيران لخريجي دورات طوفان الأقصى في جبل راس والزيدية
  • صعدة…مناورة وتطبيق عملي لخريجي الدورات المفتوحة بسحار
  •  مناورة لخريجي الدورات المفتوحة في مديرية سحار بصعدة
  • بالفيديو.. خبير: إسرائيل استغلت "طوفان الأقصى" لتحقيق أهدافها في المنطقة
  • اختتام دورات “طوفان الأقصى” في إدارات أمن مديريات الضالع
  • خبير: إسرائيل استغلت طوفان الأقصى لتحقيق أهدافها في المنطقة
  • مسير طلابي في منطقة مور بمديرية اللحية بالحديدة