كيف تجهض واشنطن انتصار إيران في حرب غزة؟
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
بينما تستعد إسرائيل لغزو بري في غزة، ومع استمرار تزايد الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين، يستمر الصراع الأوسع على النفوذ في الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وإيران.
ضغط واشنطن على تل أبيب لضبط النفس قد يكون المفتاح لتخفيف الأزمة الإنسانية ومنع إيران من الخروج منتصرة من الحرب في غزة
وبحسب تقرير لـ"آسيا تايمز" لعبت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة دوراً قيادياً مهماً في الشرق الأوسط واعتمد النفوذ الأمريكي الحفاظ على علاقات وثيقة مع حلفاء متنوعين، بما في ذلك إسرائيل ومصر والأردن وتركيا والمملكة العربية السعودية.
The war is in Gaza.
War not on social media.
Israel is winning in reality.
Iran wins in imagination.
If Iran invades all our countries will become Syria. pic.twitter.com/3l3qtmjRMi
قامت إيران ببناء "شبكتها الإقليمية الخاصة"، والتي تتألف إلى حد كبير من كيانات إسلامية موالية، بما في ذلك نظام بشار الأسد في سوريا وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة، كما دعمت إيران منذ فترة طويلة حماس، التي تصنفها تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، وتسيطر على غزة. ومثل إيران، فإن حماس ملتزمة بتدمير إسرائيل.
ويشكل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده أهمية مركزية في استراتيجية إيران الإقليمية، التي تهدف إلى "دق إسفين" بين إسرائيل وجيرانها وتعقيد العلاقات الأمريكية في مختلف أنحاء العالم العربي.
ونفت إيران تورطها المباشر في هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في إسرائيل، والتي قتل فيها مقاتلو حماس حوالي 1400 شخص، واختطفوا أكثر من 200 آخرين، وقال مسؤولون أمريكيون وآخرون إنه من السابق لأوانه تحديد دور إيران الدقيق في أعمال العنف.
في المقابل أشاد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، بالهجمات، ووصف الهجوم الإسرائيلي الذي أعقب ذلك على غزة بأنه "إبادة جماعية"، حيث أدى سقوط ضحايا من الفلسطينيين إلى احتجاجات ضخمة ضد الهجوم الإسرائيلي في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
This reporting has me shocked:
"Members of the Israeli security and political establishment told the U.S. diplomats that the eradication of Hamas would require methods used in the defeat of the Axis powers in World War II."https://t.co/7fl8wx5kgV
على مدى عقود عديدة ماضية، سعت إيران إلى تنمية نفوذها الإقليمي مع استغلال الاختلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وفي لبنان، ساعدت إيران في بناء حزب الله في أوائل الثمانينيات، ودعمت الهجمات القاتلة التي وقعت عام 1983 على السفارة الأمريكية، وثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت.
وفي العراق، قامت طهران ببناء نفوذها من خلال الانضمام إلى الجماعات الشيعية الصديقة بعد الإطاحة بصدام حسين عام 2003، الذي كان أحد أكبر منافسي إيران، وفي سوريا، ساعدت إيران وحزب الله نظام الأسد على اكتساب اليد العليا في الحرب الأهلية، من خلال تزويد الحكومة بالأسلحة والاستخبارات والقوات، ودعمت في اليمن الجماعات المتمردة التي تقاتل الحكومة المعترف بها دولياً.
وفي الوقت نفسه، دعمت إيران الجماعات المسلحة في الأراضي الفلسطينية منذ الثمانينيات. وبحلول أوائل التسعينيات، وكانت القوات الإيرانية وحزب الله يقومون بتدريب مقاتلي حماس في لبنان، كما عززت إيران مساعداتها لحماس خلال الانتفاضة الثانية (امتدت من عام 2000 إلى عام 2005)، ومرة أخرى بعد الفوز في انتخابات عام 2006 الذي جلب حماس إلى السلطة في غزة، كما قدمت إيران الأسلحة والمال لحماس خلال صراعاتها المسلحة مع إسرائيل في أعوام 2008 و2009 و2014.
"Iran’s Supreme Leader Issues Tehran’s Latest Denial of Involvement in Israel Attacks" by Leily Nikounazar via NYT New York Times https://t.co/ZxmbNSUChn
— LadyEleanorA (@LadyEleanorA) October 10, 2023 منافسة محتدمةوبحسب "آسيا نيوز" ساعد القتال المتكرر في غزة على إبقاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بارزاً في سياسات الشرق الأوسط، وأدى هذا القتال والتوتر إلى تعزيز أهداف إيران المتمثلة في تقويض العلاقات الأمريكية والإسرائيلية مع منافسي إيران العرب، مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعوديةـ ومع تحقيق الولايات المتحدة انتصاراً دبلوماسياً كبيراً من خلال التوسط في معاهدات سلام بين دول عربية وإسرائيل تقوم على بناء علاقات دبلوماسية، سعت إيران إلى إبرام اتفاق لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية في مارس (آذار) 2023، بعد 7 سنوات من القطيعة.
وأصبح تدهور العلاقات الدبلوماسية بين بعض الشركاء أكثر وضوحاً، بعد أن اتهمت حماس إسرائيل بالمسؤولية عن الانفجار الذي وقع في 17 أكتوبر(تشرين الأول) خارج مستشفى المعمداني في غزة، وعلى الرغم من أن إسرائيل والولايات المتحدة أكدتا أن فصائل فلسطينية وراء الانفجار، ربما عن طريق الخطأ، إلا أن المظاهرات المناهضة لإسرائيل اجتاحت بسرعة الشرق الأوسط.
وتشير "آسيا نيوز" إلى أن ضغط واشنطن على تل أبيب من أجل ضبط النفس قد يكون المفتاح لتخفيف الأزمة الإنسانية، ومنع إيران من الخروج منتصرة من الحرب الدائرة حالياً في غزة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة الشرق الأوسط من خلال فی غزة
إقرأ أيضاً:
الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا.. تداعيات على العراق
2 يناير، 2025
بغداد/المسلة: سوريا الجديدة، بعد سقوط نظام الأسد مؤهلة أكثر من أي وقت مضى للاضطلاع بدور الممر الاستراتيجي لنقل الطاقة من منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط والغاز إلى أوروبا.
وشهدت السنوات الماضية طرح عدة أفكار لمشاريع خطوط لأنابيب الغاز التي تربط الشرق الأوسط بأوروبا النهمة للطاقة، من بينها خط الغاز العربي الذي استهدف ربط مصر بالأردن ولبنان وسوريا، ومن ثم تركيا وينتهي بأوروبا.
خط الغاز القطري التركي يمثل تحولاً استراتيجياً في مشهد الطاقة في الشرق الأوسط وأوروبا، مع تداعيات قد تكون عميقة على العراق. بصفته دولة غنية بالموارد الطبيعية وذات موقع جغرافي حيوي، يمكن أن يصبح العراق لاعباً رئيسياً في هذا المشروع أو منافساً متأثراً بتغير ديناميكيات السوق.
إذا نجح المشروع، فقد يخلق مساراً جديداً لنقل الغاز من الشرق الأوسط إلى أوروبا، مما يقلل من الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي، الذي تقلصت حصته من 40% إلى أقل من 15% من واردات الاتحاد الأوروبي بعد الحرب الروسية الأوكرانية. هذا التحول قد يدفع العراق إلى إعادة تقييم دوره في سوق الطاقة العالمي، خاصة أن الخط المقترح يعبر دولاً منافسة مثل قطر وسوريا وتركيا.
العراق يعاني من مشكلات هيكلية في قطاع الطاقة، منها تراجع إنتاجه بسبب ضعف البنية التحتية وسوء الإدارة، فضلاً عن التحديات الأمنية. لكنه يبقى شريكاً محتملاً قوياً، إذا ما أراد تعزيز حضوره الإقليمي. يمكن للعراق أن يمد المشروع بالغاز عبر ربطه بخطوط تصدير جديدة، ما يمنحه فرصة للاستفادة من البنية التحتية المحدثة وخفض الاعتماد على صادرات النفط التقليدية. هذا الخيار يتطلب استثمارات ضخمة وإصلاحات داخلية لضمان استقرار الإمدادات.
على الجانب الآخر، قد يكون العراق عرضة للتهميش إذا لم يُدمج في المشروع. نجاح خط الغاز القطري التركي قد يضعف من فرص العراق في تحقيق مشاريعه الخاصة لنقل الغاز إلى أوروبا عبر تركيا. كما أن المنافسة مع الغاز القطري الأكثر تنافسية في الأسعار قد تجعل الغاز العراقي أقل جاذبية للأسواق الأوروبية.
الجغرافيا السياسية تلعب دوراً كبيراً في نجاح المشروع. الدول التي سيمر بها خط الأنابيب، مثل سوريا وتركيا، تواجه تحديات سياسية وأمنية كبيرة. تحقيق الاستقرار في سوريا سيظل شرطاً أساسياً لإنجاز المشروع، وهو ما قد يستغرق سنوات. من ناحية أخرى، يشكل الوضع الأمني في العراق تحدياً مماثلاً، حيث لا تزال المناطق الحدودية غير مستقرة، مما قد يهدد سلامة أي خطوط أنابيب مقترحة.
قطر تركز حالياً على الغاز المسال، الذي يمثل خياراً أقل مخاطرة وأكثر ربحية، مما يثير الشكوك حول مدى التزامها بالمشروع. كما أن الدول الأوروبية قد تميل لتفضيل شحنات الغاز المسال، التي تُعتبر أكثر مرونة مقارنة بخطوط الأنابيب الثابتة.
في ظل هذه الظروف، يجب على العراق صياغة استراتيجية متوازنة تعزز تعاونه الإقليمي وفي الوقت ذاته تحمي مصالحه الوطنية. ذلك يشمل تحسين بنيته التحتية للطاقة، وزيادة إنتاج الغاز، وتطوير علاقاته مع الدول المشاركة في المشروع لضمان دور محوري في هذا النظام الإقليمي الناشئ.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts