التطهير العرقي: نشأة المفهوم وتطوره عبر التاريخ
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
نسمع كثيرًا في الآونة الأخيرة مفهوم "التطهير العرقي"، وذلك في ضوء حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي قطاع غزة منذ أكثر من أسبوعين.
ووفقًا لما يجري تداوله في القنوات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، فإن قوات الاحتلال نفذت عمليات عسكرية مُكثفة في القطاع في أعقاب معركة "طوفان الأقصى" بهدف تسريع عملية التطهير العرقي المستمرة ضد المجتمعات الفلسطينية.
يشير مفهوم التطهير العرقي فقط إلى طرد مجموعة من مكان معين، ويوصف بأنه "جعل منطقة متجانسة عرقياً باستخدام القوة أو الترهيب لإبعاد أشخاص من مجموعات معينة من المنطقة".
ووفقًا لتقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة المكلفة بالتحقيق في انتهاكات القانون الإنساني الدولي المرتكبة على أراضي يوغوسلافيا السابقة، تم تعريف التطهير العرقي بأنه:
"سياسة مقصودة صممتها مجموعة عرقية أو دينية واحدة لإزالة السكان المدنيين من مجموعة عرقية أو دينية أخرى من مناطق جغرافية معينة باستخدام وسائل العنف والإثارة".
وذكرت لجنة الخبراء كذلك أن الأساليب القسرية المستخدمة لإبعاد السكان المدنيين يمكن أن تشمل:
القتل
التعذيب
الاعتقال
الاحتجاز التعسفيين
الإعدام خارج نطاق القضاء
الاغتصاب والاعتداءات الجنسية
الأذى الجسدي الشديد للمدنيين، وفصل السكان المدنيين في مناطق الصراع
الإبعاد القسري والتهجير والترحيل للسكان المدنيين
الهجمات العسكرية المتعمدة أو التهديد بشن هجمات على المدنيين والمناطق المدنية
وبتحليل هذه المصطلحات في ضوء السياق الحالي، كانت هناك تقارير مختلفة عن كل من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، إذ اتهم وزير الحقوق الاجتماعية الإسباني، أيوني بيلارا، إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية مخططة" في غزة.
فيما قالت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967: "هناك خطر كبير من أن ما نشهده قد يكون تكرارًا لنكبة 1948 ونكسة 1967، ولكن على نطاق أوسع، يجب على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لمنع حدوث ذلك مرة أخرى".
نشأة مفهوم التطهير العرقييعود مفهوم التطهير العرقي للحقبة المعاصرة، إلا أن مؤرخين يُرجعون الظاهرة إلى ما قبل التاريخ الميلادي.
وذكر بعض المؤرخيم أن الأشوريين نفذوا عمليات ترحيل واسعة في حق مجموعات عرقية بين القرنين التاسع والسابع قبل الميلاد.
في 1002 بعد الميلاد، ارتكب البريطانيون مجازر واسعة النطاق في حق الدانماركيين، صنفها بعض المؤرخين الغربيين على أنها عملية تطهير عرقي.
في القرون الوسطى، حاول التشيك إخلاء أرضهم من العنصر الجرماني مستخدمين القتل والترحيل القسري.
تطور مفهوم التطهير العرقينشأ مفهوم التطهير العرقي على أرض يوغسلافيا، في عام 1860، حين استخدم الكاتب الصربي فيك كارزيتش مصطلح التطهير العرقي لوصف ممارسات مجلس الحكومة الصربي في حق الأتراك والمسلمين خلال الانتفاضة الصربية على الحكم العثماني عام 1805.
التطهير العرقي في القانون الدوليلا توجد في القانون الدولي جريمة محددة اسمها التطهير العرقي أو الإثني، وإنما تقتصر الجرائم المعرفة -والتي يمكن ارتكابها على نطاقٍ واسع- على جرائم الحرب، والجريمة ضد الإنسانية وجرائم الإبادة.
التطهير العرقي وفقًا لقاموس كامبريدجالمحاولة المنظمة والعنيفة في كثير من الأحيان من قبل مجموعة ثقافية أو عنصرية معينة لإزالة جميع أعضاء مجموعة مختلفة من بلد أو منطقة ما.
التطهير العرقي وفقًا لموسوعة ويكيبيدياالإزالة الممنهجة القسرية لمجموعات إثنية أو عِرقية من منطقة معينة، وذلك مِن قبل مجموعة عرقية أخرى أقوى منها، غالباً بنيّة جعل المنطقة متجانسة عرقيًا.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ التطهير العرقي
إقرأ أيضاً:
التجمع المسيحي بالأراضي المقدسة: المسيحيون في قلب معركة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، إن الفلسطينيين المسيحيين، أقدم مجتمع مسيحي في العالم، يعانون من واقع أليم يتناقض بشكل جذري مع الرسالة السامية للسلام والأمل التي يحملها هذا العيد.
وأضاف البيان الصادر عن التجمع، اليوم بمناسبة عيد الميلاد المجيد، أن الفلسطينيين المسيحيين في غزة، والقدس وبقية الضفة الغربية يعيشون معاناة إنسانية نتيجة لإبادة جماعية مروعة تمارسها دولة الاحتلال في غزة، وسياسات تطهير عرقي متصاعدة في الضفة الغربية، بالإضافة إلى سياسات الفصل العنصري التي تتعاظم يومًا بعد يوم في الأراضي المحتلة.
وأوضح التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، أن المقدسات في فلسطين عامة وغزة خاصة تحولت إلى ساحات معاناة وألم، حيث تتعرض الكنائس والمساجد على حد سواء لقصف متعمد وتدمير ممنهج من قبل جيش الاحتلال.
وأكد أن الفلسطينيين المسيحيين يعانون جنبًا إلى جنب مع إخوانهم المسلمين في ظل الجرائم الإسرائيلية التي لا تميز بين الديانات، مشددًا على أن الاحتلال الإسرائيلي، المدعوم من القوى الغربية، يستمر في ارتكاب جرائم حرب لا تعرف حدودًا.
وفي غزة المحاصرة، حيث تواصل دولة الاحتلال فرض حصار خانق وقصف عشوائي على المدنيين.
أشار التجمع إلى أن المئات من الفلسطينيين المسيحيين يتخذون من الكنائس القديمة مثل كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية ملاذًا لهم، ليجدوا أنفسهم في مأوى يتحول إلى قبور جماعية تحت القصف الإسرائيلي.
وأكد البيان أن هذه الجرائم هي شهادة حية على ما أسماه "الهولوكوست الفلسطيني" الذي ترتكبه دولة الاحتلال، ما يضيف فصولًا جديدة إلى سجل الجرائم الإسرائيلية.
أما في القدس وسائر الضفة الغربية المحتلة، فأوضح بيان التجمع أن الفلسطينيين المسيحيين يواجهون تحديات غير مسبوقة تتمثل في التهجير القسري، وتدنيس المقدسات، وتطبيق سياسات الفصل العنصري الإسرائيلية التي لا تفرق بين المسلمين والمسيحيين.
وأضاف، أن هذه السياسات تأتي في إطار مخطط ممنهج لإرغام شعبنا الفلسطيني على الخضوع، مؤكدًا أن الفلسطينيين المسيحيين سيبقون صامدين في الدفاع عن الوطن والحقوق.
وفي هذا السياق، قال ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة: "ما يحدث اليوم ليس مجرد عدوان على شعبنا الفلسطيني، بل هو عدوان إسرائيلي على الإنسانية نفسها. دولة الاحتلال تسعى بشكل يائس إلى محو تاريخنا وحضارتنا كجزء من محاولاتها لطمس الهوية الوطنية الفلسطينية".
وأضاف دلياني: "من قصف الكنائس إلى تهجير العائلات، لقد ارتكبت دولة الاحتلال جريمة تلو الأخرى بحق شعبنا، ولكننا، كفلسطينيين مسيحيين، سنظل صامدين في نضالنا من أجل الحرية والعدالة، متحدين مع إخواننا المسلمين في مواجهة هذه السياسات الوحشية".
وأكد البيان أن الفلسطينيين المسيحيين سيبقون موحدين مع كافة أبناء الشعب الفلسطيني في نضالهم المستمر ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفي مسعاهم لاسترداد حقوقهم، والحفاظ على هويتهم الوطنية، والعودة إلى ديارهم.