البوابة:
2024-11-25@13:11:45 GMT

التطهير العرقي: نشأة المفهوم وتطوره عبر التاريخ

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

التطهير العرقي: نشأة المفهوم وتطوره عبر التاريخ

نسمع كثيرًا في الآونة الأخيرة مفهوم "التطهير العرقي"، وذلك في ضوء حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي قطاع غزة منذ أكثر من أسبوعين.

ووفقًا لما يجري تداوله في القنوات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، فإن قوات الاحتلال نفذت عمليات عسكرية مُكثفة في القطاع في أعقاب معركة "طوفان الأقصى" بهدف تسريع عملية التطهير العرقي المستمرة ضد المجتمعات  الفلسطينية.

التطهير العرقي

يشير مفهوم التطهير العرقي فقط إلى طرد مجموعة من مكان معين، ويوصف بأنه "جعل منطقة متجانسة عرقياً باستخدام القوة أو الترهيب لإبعاد أشخاص من مجموعات معينة من المنطقة".

ووفقًا لتقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة المكلفة بالتحقيق في انتهاكات القانون الإنساني الدولي المرتكبة على أراضي يوغوسلافيا السابقة، تم تعريف التطهير العرقي بأنه:

"سياسة مقصودة صممتها مجموعة عرقية أو دينية واحدة لإزالة السكان المدنيين من مجموعة عرقية أو دينية أخرى من مناطق جغرافية معينة باستخدام وسائل العنف والإثارة".

وذكرت لجنة الخبراء كذلك أن الأساليب القسرية المستخدمة لإبعاد السكان المدنيين يمكن أن تشمل: 

القتل

التعذيب

الاعتقال 

الاحتجاز التعسفيين 

الإعدام خارج نطاق القضاء

الاغتصاب والاعتداءات الجنسية

الأذى الجسدي الشديد للمدنيين، وفصل السكان المدنيين في مناطق الصراع

الإبعاد القسري والتهجير والترحيل للسكان المدنيين

الهجمات العسكرية المتعمدة أو التهديد بشن هجمات على المدنيين والمناطق المدنية

وبتحليل هذه المصطلحات في ضوء السياق الحالي، كانت هناك تقارير مختلفة عن كل من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، إذ اتهم وزير الحقوق الاجتماعية الإسباني، أيوني بيلارا، إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية مخططة" في غزة. 

فيما قالت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967: "هناك خطر كبير من أن ما نشهده قد يكون تكرارًا لنكبة 1948 ونكسة 1967، ولكن على نطاق أوسع، يجب على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لمنع حدوث ذلك مرة أخرى".

نشأة مفهوم التطهير العرقي

يعود مفهوم التطهير العرقي للحقبة المعاصرة، إلا أن مؤرخين يُرجعون الظاهرة إلى ما قبل التاريخ الميلادي.
وذكر بعض المؤرخيم أن الأشوريين نفذوا عمليات ترحيل واسعة في حق مجموعات عرقية بين القرنين التاسع والسابع قبل الميلاد.

في 1002 بعد الميلاد، ارتكب البريطانيون مجازر واسعة النطاق في حق الدانماركيين، صنفها بعض المؤرخين الغربيين على أنها عملية تطهير عرقي. 

في القرون الوسطى، حاول التشيك إخلاء أرضهم من العنصر الجرماني مستخدمين القتل والترحيل القسري.

تطور مفهوم التطهير العرقي

نشأ مفهوم التطهير العرقي على أرض يوغسلافيا، في عام 1860، حين استخدم الكاتب الصربي فيك كارزيتش مصطلح التطهير العرقي لوصف ممارسات مجلس الحكومة الصربي في حق الأتراك والمسلمين خلال الانتفاضة الصربية على الحكم العثماني عام 1805.

التطهير العرقي في القانون الدولي

لا توجد في القانون الدولي جريمة محددة اسمها التطهير العرقي أو الإثني، وإنما تقتصر الجرائم المعرفة -والتي يمكن ارتكابها على نطاقٍ واسع- على جرائم الحرب، والجريمة ضد الإنسانية وجرائم الإبادة.

التطهير العرقي وفقًا لقاموس كامبريدج

المحاولة المنظمة والعنيفة في كثير من الأحيان من قبل مجموعة ثقافية أو عنصرية معينة لإزالة جميع أعضاء مجموعة مختلفة من بلد أو منطقة ما.

التطهير العرقي وفقًا لموسوعة ويكيبيديا

الإزالة الممنهجة القسرية لمجموعات إثنية أو عِرقية من منطقة معينة، وذلك مِن قبل مجموعة عرقية أخرى أقوى منها، غالباً بنيّة جعل المنطقة متجانسة عرقيًا.

 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ التطهير العرقي

إقرأ أيضاً:

الاستلهام من الثقافات المختلفة.. كيف يثري التنوع الفني ويعيد تشكيل مفهوم الهوية في الفن المعاصر؟

 

في عالم الفن المعاصر، أصبح التنوع الثقافي أحد أبرز المحركات التي تُعيد تشكيل الإبداع الفني في مختلف أشكاله. من خلال الاستلهام من الثقافات المتعددة والمتنوعة حول العالم، يفتح الفنانون أفقًا جديدًا للابتكار والإبداع، مما يعزز من التنوع الفني ويؤثر بشكل عميق على مفهوم الهوية الثقافية في الأعمال الفنية.

منذ العصور القديمة، كان الفن يُستخدم كوسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية، لكن في القرن الواحد والعشرين، أصبح تأثير الثقافات المختلفة في الأعمال الفنية أكثر وضوحًا. تساهم العولمة في تبادل الأفكار والأساليب الفنية بين مختلف الشعوب، مما يسمح للفنانين بالاستفادة من التراث الثقافي الغني لكل منطقة، وهو ما يعزز من التنوع ويخلق مساحة للتفاعل والتبادل بين الهويات الثقافية المختلفة.

ومع ذلك، يثير هذا التداخل الثقافي جدلًا واسعًا. هل يُعتبر استلهام الفنانين من ثقافات أخرى تجسيدًا حقيقيًا للتنوع والاحتفال بالاختلاف؟ أم أنه نوع من الاستغلال الثقافي الذي قد يؤدي إلى تشويه هوية الشعوب المستوحى منها؟ يعبر بعض النقاد عن قلقهم من أن الاستلهام المفرط من الثقافات الأخرى قد يؤدي إلى فقدان الطابع المحلي أو إلى استنساخ الأنماط الفنية بطريقة سطحية تفتقر إلى الفهم العميق.

بينما يرى البعض أن هذا التنوع الثقافي في الفن هو مظهر من مظاهر التعايش والاحترام المتبادل بين الشعوب، يعتقد آخرون أن هناك خطًا رفيعًا بين التقدير والتقليد المفرط. فالفنانون الذين يستلهمون من ثقافات أخرى غالبًا ما يُتهمون بالاستفادة من تلك الثقافات دون تقديم إضافة حقيقية، مما يثير تساؤلات حول دور الفن في الحفاظ على الهوية الثقافية.

لكن من الجانب الآخر، يرى البعض أن التنوع الثقافي قد أسهم بشكل إيجابي في إثراء الفن. ففي العديد من الأعمال الفنية المعاصرة، يمكن رؤية التأثيرات الإفريقية، الآسيوية، اللاتينية، والعربية، التي تتداخل مع أساليب وتقنيات فنية غربية، مما يؤدي إلى إنتاج أعمال مبتكرة ومليئة بالمعاني العميقة. هذا التفاعل بين مختلف الأشكال الثقافية يعكس الحياة المعاصرة التي تتسم بالعولمة والانفتاح، ويعزز من الحوار بين الثقافات.

على سبيل المثال، يمكن ملاحظة التأثيرات البصرية للموسيقى التقليدية من الشرق الأوسط في أعمال فنانين غربيين، أو دمج الألوان الزاهية والفنون الحرفية الإفريقية في اللوحات المعاصرة. هذا التزاوج بين الأساليب الفنية يفتح الباب أمام تساؤلات حول المدى الذي يمكن أن يصل إليه الفنان في الاستلهام من ثقافات أخرى، دون أن يقع في فخ الاستغلال أو الإساءة.

وفي النهاية، قد يكون التنوع الثقافي في الفن هو الجسر الذي يربط بين الشعوب ويُثري التجربة الإنسانية بشكل عام. إن النقاش حول الاستلهام من الثقافات المختلفة لا يجب أن يتوقف عند حدود "الموافقة أو الرفض"، بل يجب أن يُنظر إليه من خلال منظور نقدي يشجع على الحوار والتفاهم، ويحث الفنانين على استكشاف الجوانب المختلفة للهوية الثقافية العالمية مع احترام الأصالة والخصوصية الثقافية.

إن التنوع الفني ليس مجرد مسألة تبادل أساليب أو أفكار، بل هو دعوة للاستماع والتفكير العميق حول كيفية الحفاظ على الهويات الثقافية وفي الوقت نفسه دمجها بشكل مُبدع في عالمنا المعاصر.

 

مقالات مشابهة

  • الاستلهام من الثقافات المختلفة.. كيف يثري التنوع الفني ويعيد تشكيل مفهوم الهوية في الفن المعاصر؟
  • المرصد السوداني لحقوق الإنسان يدعو أطراف النزاع إلى الالتزام واحترام القانون الدولي وحماية المدنيين
  • المستشار العسكري للمبعوث الأممي لليمن يثمن جهود مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة “مسام” لحماية أرواح المدنيين
  • الفنون الشعبية بنجران تجسد مفهوم الفرح في المناسبات
  • لبنان يترقب اتفاق وقف إطلاق النار| خبير: الاحتلال يسعى لتحقيق أهداف استراتيجية معينة
  • محمد رحيم.. نشأة موسيقية وتعاون مع كبار نجوم الغناء قبل الرحيل الصادم
  • الأمن العرقي يحبط مخططا إرهابيا في محافظة كركوك
  • سامح عسكر عن «مجزرة بيروت»: الاحتلال الإسرائيلي يرد على مقتل قواته بالانتقام من المدنيين
  • مفهوم القرض الحسن وضابطه وكيفية سداده
  • تأثير الإنفلونسرز على مفهوم الحياة المثالية لدى المراهقين