‏عملت في إدارة الدولة المسؤولة عن نقل الأسلحة والمساعدات الأمنية المقدمة للحكومات الأجنبية على مدى تجاوز عقد من الزمن.

 

‏وقد شاركت في تلك الفترة، في العديد من المناقشات المعقدة والتي تشكل معضلة أخلاقياً بشأن أين يجب إرسال هذه الأسلحة. 

 

‏لكنني لم أشهد حتى هذا الشهر نقلاً معقداً ويشكل معضلة أخلاقية في غياب اي امكانية للمناقشة.

لذلك قررت الاستقالة الأسبوع الماضي.

 

‏إن الفرضية الأساسية للمساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل منذ اتفاقات أوسلو هي "الأمن مقابل السلام" - فكرة أنه إذا شعرت إسرائيل بالأمان، بما في ذلك من خلال توفير مليارات الدولارات من نقل الأسلحة الممولة من الولايات المتحدة كل عام، فإنه يمكنها تقديم التنازلات بسهولة أكبر تسمح بظهور دولة فلسطينية. (وهذا هو أيضًا العمل الأساسي لمنسق الأمن الأمريكي، وهي مبادرة تابعة لوزارة الخارجية عملت فيها في رام الله لمدة عام).

 

‏ولكن تشير سجلات التاريخ إلى أن الأسلحة التي وفرتها الولايات المتحدة لم تدفع إسرائيل إلى السلام بل على العكس، لقد سهلت نمو بنية تحتية للمستوطنات في الضفة الغربية، تجعل قيام الدولة الفلسطينية أمرًا مستبعدًا بشكل متزايد، في حين أن القصف في قطاع غزة المكتظ بالسكان ألحق صدمات جماعية وإصابات، من دون أن يسهم في الأمن الإسرائيلي.

 

‏في السابع من أكتوبر، عندما ذبحت حماس المدنيين الإسرائيليين، شعرت بالغثيان، بسبب رعب ما يلحق بالأبرياء ولأنني كنت أعرف ما سيأتي بعد ذلك.

 

‏لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس، ولكن سجل البلد على مدار أكثر من نصف دستة من الاشتباكات الرئيسية خلال 15 عامًا الماضية يشير إلى أن آلاف المدنيين الفلسطينيين سيموتون في العملية.

 

‏على النحو المتوقع، بدأت طلبات إسرائيل للذخائر في الوصول على الفور، بما في ذلك مجموعة متنوعة من الأسلحة التي لا يمكن استخدامها في الصراع الحالي.

 

‏استحقت هذه الطلبات الاهتمام الذي من المفترض أن نوليه لأي حزمة أسلحة كبيرة، ودفعت نحو اجراء مناقشة صريحة وقوبل حثي بالصمت - والتوجيه كان واضحا في اننا بحاجة إلى التحرك بأسرع وقت ممكن لتلبية طلبات إسرائيل.

 

‏كان الكونغرس نفسه الذي سبق أن حظر مبيعات الأسلحة إلى أنظمة أخرى ذات سجلات حقوق إنسان مشكوك فيها، يضغط علينا الآن للمضي قدماً لتلبية مطالب إسرائيل.

 

‏إن فكرة وجوب عدم استخدام الأسلحة الأمريكية لقتل المدنيين لم تكن فكرة مثيرة للجدل في أي من الإدارات الأربع التي عملت فيها، بدءاً من عملي في مساعدة إعادة بناء القطاع الأمني العراقي في 2004-2006.

‏في وقت سابق من هذا العام، عزز البيت الأبيض من الحماية ضد مثل هذه الأمور على ما يبدو.

 

‏تضع سياسة نقل الأسلحة التقليدية الجديدة الخاصة بإدارة بايدن معيارًا مفاده أنه لن يتم الترخيص بنقل السلاح إذا كان من المرجح استخدام الأسلحة لانتهاك حقوق الإنسان.

 

‏أبلغت وزارة الخارجية جميع سفاراتها في أغسطس/آب، بإرشادات جديدة للاستجابة لحوادث الضرر المدني (CHIRG)، والتي تحدد مجموعة من الإجراءات التي يتعين اتخاذها بعد ورود تقرير عن حدوث ضرر مدني ناجم عن استخدام أسلحة أمريكية المنشأ.

 

‏إن المخاطر من أن الأسلحة الأمريكية المقدمة لإسرائيل، وخاصة ذخائر جو-ارض، ستلحق الضرر بالمدنيين وتنتهك حقوق الإنسان واضحة، لكن وزارة الخارجية كانت مصرة للغاية على تجنب أي نقاش بشأن هذه المخاطر، حتى أن نشر إصدار وزارة معلق بشأن الاستجابة لحوادث الضرر المدني تم حظره.

 

‏يمثل هذا، على الأقل خلال تجربتي، عدم استعداد غير مسبوق للنظر في العواقب الإنسانية لقرارات سياستنا.

 

‏إدارة التناقض بين مخاوف حقوق الإنسان وطلبات شركائنا هي جزء معروف وصحي من عملية صنع السياسات المتعلقة بنقل الأسلحة.

 

‏الكثير من الناس الطيبين يتعاونون لضمان أن مثل هذه الصفقات العسكرية تعزز العلاقات الأمريكية مع الالتزام بمعايير القانون والسياسة والضمير.

 

‏وتشتعل المناقشات عادة داخل المكتب وعبر وزارة الخارجية بمستوى من التفاصيل التي أعتقد أنها ستجعل معظم الأمريكيين فخورين.

 

‏إن المناقشات العنيفة في الوزارة بشأن توفير الذخائر العنقودية لأوكرانيا، على سبيل المثال، تُظهر أن مثل هذه المناقشة ممكنة حتى في خضم الأزمة.

 

‏إن غياب الاستعداد لعقد هذه المناقشة فيما يتعلق بإسرائيل ليس دليلاً على التزامنا بأمن إسرائيل بل هو دليل على التزامنا بسياسة اثبت التاريخ أنها طريق مسدود - ودليل على استعدادنا للتخلي عن قيمنا وغض الطرف عن معاناة ملايين الناس في غزة عندما يكون ذلك ملائمًا سياسيًا.

 

‏هذه ليست وزارة الخارجية التي أعرفها ولهذا السبب اضطررت إلى مغادرتها.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل أمريكا جوش بول وزارة الخارجیة

إقرأ أيضاً:

ماجد المصري يوجه رسالة لـ عمرو أديب لهذا السبب

علقالفنان ماجد المصري على إشادة الإعلامي عمرو أديب خلال برنامجه «الحكايه» بدوره في مسلسل إش إش الذي عرض ضمن مسلسلات رمضان 2025، حيث حققت شخصية رجب الجريتلي «ماجد المصري» نجاح جماهيري كبير.

وأعاد ماجد المصري نشر تعليق عمرو أديب، وذلك عبر ستوري حسابه بموقع الصور والفيديوهات «إنستجرام»، وعلق قائلًا: «حبيبي يا غالي».

أبطال وصناع مسلسل إش إش

مسلسل إش إش من بطولة الفنانة مي عمر إلى جانب كوكبة من نجوم الفن أبرزهم هالة صدقي، انتصار، إيهاب فهمي، إدوارد، علاء مرسي، شيماء سيف، طارق النهري، عصام السقا، دينا. والمسلسل من تأليف وإخراج محمد سامي.

وجاء دور مي عمر، خلال أحداث مسلسل إش إش، مختلفا عن الأدوار التي سبق وأن قدمتها، حيث جسدت خلال المسلسل دور راقصة درجة ثالثة من محافظة الإسكندرية.

أحداث مسلسل إش إش

دارت أحداث مسلسل إش إش في إطار شعبي درامي، حول إش إش «مي عمر» التي أجبرتها الحياة على العمل كراقصة شعبية رغمًا عنها، حيث إن عملها يعد مصدر الدخل الوحيد لعائلتها، ولكنها دومًا تتمرد على حياتها وتحاول النجاة منها من خلال إصرارها الشديد على تعلم اللغة الإنجليزية من اجل العمل ككول سنتر.

آخر أعمال ماجد المصري

يواصل الفنان ماجد المصري تصوير مشاهده بـ فيلم الغربان، وهو من بطولة عمرو سعد، إلى جانب مجموعة من النجوم منهم: عائشة بن أحمد وعبد العزيز مخيون وفارس رحومة وعدد آخر من الفنانين الروس والأجانب، وتأليف وإخراج ياسين حسن وإنتاج سيف عريبي.

أحداث فيلم الغربان

تدور أحداث فيلم «الغربان» في حقبة زمنية مختلفة تحديدا في 1941 عن الحرب العالمية الثانية ومعركة رومل في العلمين، في إطار من الأكشن والتشويق، وكان قد تم تصوير جزء كبير من الفيلم في روسيا قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

اقرأ أيضاًأحمد العوضي يهدي الجاكيت الأزرق من مسلسل فهد البطل لأحد المتابعين

«صور».. عصام عمر أبرز الحضور في حفل زفاف مؤلف فيلم سيكو سيكو

مقالات مشابهة

  • "الخارجية الفلسطينية": جريمة إعدام الطفل ربيع نتيجة مباشرة لإفلات إسرائيل المستمر من العقاب
  • ماجد المصري يوجه رسالة لـ عمرو أديب لهذا السبب
  • مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة يستقبل القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية المعين لدى المملكة
  • «سمير فرج»: من حق مصر إدخال لواء مدرع على حدودها مع إسرائيل لهذا السبب
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • حسن كعبية قنصل إسرائيل السابق بالإسكندرية يعبر عن خيبة أمله.. ما السبب ؟
  • لهذا السبب يستخدم فريق ترامب تطبيق "سيغنال"
  • الخارجية الفلسطينية: تخصيص مبالع إضافية للاستيطان في موازنة إسرائيل تقويض لحل الدولتين
  • الخارجية الأمريكية توافق على تحديث محتمل لصواريخ باتريوت في الكويت
  • لهذا السبب.. نجم الزمالك السابق ينتقد حسام حسن