أوباما حذر من أن بعض الإجراءات التي تلجأ إليها إسرائيل في حربها ضد حماس يمكن أن "تؤدي إلى تصلب المواقف الفلسطينية لأجيال"

قال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما إن بعض الإجراءات التي تلجأ إليها إسرائيل في حربها ضد حماس مثل قطع إمدادات الغذاء والماء عن غزة يمكن أن "تؤدي إلى تصلب المواقف الفلسطينية لأجيال" وتضعف الدعم الدولي لإسرائيل.


مختارات القادة الغربيون يدعمون إسرائيل ويدعونها لحماية المدنيين تقرير: الاتحاد الأوروبي يدعم دعوة غوتيريش لهدنة إنسانية في غزة وزيرة ألمانية: يجب ألا نتخلى عن المدنيين الفلسطينيين حرب إسرائيل وحماس.."تحديد هوية الضحايا مهمة مقدسة وصعبة"

وفي تعليقات نادرة على أزمة سياسية خارجية، قال أوباما أمس الإثنين إن أي استراتيجية عسكرية إسرائيلية تتجاهل الخسائر البشرية للحرب "يمكن أن تأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف". وأضاف: "قرار الحكومة الإسرائيلية بقطع إمدادات الغذاء والماء والكهرباء عن السكان المدنيين المحاصرين (في غزة) لا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة فحسب، وإنما يمكن أن يزيد من تصلب المواقف الفلسطينية لأجيال عديدة، ويؤدي إلى تراجع الدعم العالمي لإسرائيل، ومنح الفرصة لأعداء إسرائيل (لاستغلاله ضدها) وتقويض الجهود التي ستبذل على المدى الطويل لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".

وتشن إسرائيل غارات جوية مكثفة على غزة منذ أن أدى هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل أكثر من 1400 شخص. ويقول مسؤولون في غزة إن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت أكثر من 5000 فلسطيني. وأعلنت حكومة حماس اليوم الثلاثاء أن القصف الجوي الإسرائيلي على قطاع غزة ليلًا أسفر عن مقتل 140 شخصًا على الأقل. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية

واستنكر أوباما هجوم حماس وأكد مجددًا دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه حذر في الوقت نفسه من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون في مثل هذه الحروب. ولم يتضح ما إذا كان أوباما قد نسق هذه التصريحات مسبقًا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي كان نائبه لثماني سنوات.

وخلال فترة رئاسته، أيد أوباما في كثير من الأحيان حق إسرائيل في الدفاع عن النفس في بداية الصراعات مع حركة حماس في غزة، لكنه كان سرعان ما يدعو إسرائيل إلى ضبط النفس بمجرد تزايد الخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين جراء الضربات الجوية. وسعت إدارة أوباما إلى التوصل إلى اتفاق سلام في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين ، لكنها فشلت في نهاية المطاف.


ماكرون في إسرائيل
ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تل أبيب الثلاثاء للتعبير عن "تضامن فرنسا الكامل" مع إسرائيل، كما ذكرت صحافية من وكالة فرانس برس. وسيدعو الرئيس الفرنسي إلى "الحفاظ على حياة السكان المدنيين" في غزة أيضًا، حسبما ذكر الإليزيه. وسيدعو خصوصًا إلى "هدنة إنسانية" من أجل السماح بوصول المساعدات إلى قطاع غزة الذي يخضع لحصار كامل، وخروج الرهائن الذين تحتجزهم حماس منذ هجومها من القطاع، كما قال الإليزيه. وسيلتقي رئيس الدولة الفرنسي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس اسحاق هرتسوغ وزعيمي المعارضة بيني غانتس ويائير لابيد في القدس. وبعد لقائهما عند الساعة 13,00 (10,00 ت غ)، سيدلي ماكرون ونتانياهو بتصريح للصحافيين.

وسيلتقي الرئيس الفرنسي في تل أبيب عائلات فرنسيين أو فرنسيين إسرائيليين قتلوا في الهجوم أو تحتجزهم حماس رهائن في غزة. وقتل ثلاثون فرنسيًا على الأقل في هجوم حماس - أكبر عدد من القتلى منذ هجوم 14 تموز/يوليو 2016 في نيس (86 قتيلًا) في جنوب فرنسا - وما زال سبعة مفقودين، بينهم رهينة مؤكدة وآخرون قد يكونون محتجزين لدى حماس.

وقال الإليزيه إن إيمانويل ماكرون ينوي أيضًا "مواصلة التعبئة لتجنب تصعيد خطير في المنطقة"، خصوصًا بين حزب الله اللبناني الشيعي المدعوم من إيران وإسرائيل. وأضاف أن ماكرون سيقترح على رئيس إسرائيل أيضًا إعادة إطلاق "عملية سلام حقيقية" من أجل إقامة دولة فلسطينية، مع التزام دول المنطقة في المقابل "بأمن إسرائيل".

ولتحقيق ذلك، "من المحتمل أن يجري محادثات" مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقادة الخليج، حسب الإليزيه. ويزور الرئيس الفرنسي إسرائيل بعد الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجينا ميلوني. وكان ماكرون قد أكد أنه سيقوم بهذه الرحلة إذا كان من الممكن أن تكون "مفيدة" للمنطقة.


الصين: سنبذل قصارى جهدنا من أجل السلام
من جهتها أعلنت الصين الثلاثاء أنّ وزير خارجيتها أكّد لنظيره الإسرائيلي أنّه "لكلّ الدول" الحقّ في الدفاع عن نفسها، وذلك في أول اتّصال يجري بين الوزيرين منذ التصعيد بين إسرائيل وحماس قبل أكثر من أسبوعين. ونقلت وزارة الخارجية الصينية في بيان عن الوزير وانغ يي قوله لنظيره الإسرائيلي إيلي كوهين إنّ "كلّ الدول لديها الحقّ في الدفاع عن النفس"، مشدّدًا في الوقت نفسه أنّه يتعيّن على هذه الدول "الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية سلامة المدنيين". وأكّد الوزير الصيني لنظيره الإسرائيلي أنّ بكين "ستبذل قصارى جهدها" لدعم الجهود "التي تؤدّي إلى السلام".

وكانت واشنطن أعربت عن أملها في أن تساعد علاقة الصداقة التي تربط بكين بطهران التي تدعم حركة حماس في تهدئة النزاع، لا سيّما وأنّ الصين توسّطت هذا العام بين إيران والسعودية وأثمرت وساطتها انفراجة مفاجئة في العلاقات بين البلدين المتنافسين.

وبحسب بيان وزارة الخارجية الصينية فقد أكّد وانغ لكوهين أنّ "المهمّة الأكثر إلحاحًا الآن هي منع الوضع من التفاقم أكثر ومن أن يؤدّي إلى كارثة إنسانية أكثر خطورة". كما كرّر الوزير الصيني التأكيد على موقف بلاده القائل إنّ حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. وأكّد الوزير الصيني أنّ بكين "تأمل بصدق في أن يتمّ حلّ القضية الفلسطينية بطريقة شاملة وعادلة على أساس حلّ الدولتين، وأن تتمّ معالجة المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الأطراف بشكل حقيقي ومعمّق".

م.ع.ح/ح.ز/م.س. (أ ف ب ، رويترز)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: حرب إسرائيل ضد حماس الوضع الإنساني في غزة ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة ماكرون في إسرائيل إسرائيل حماس غزة حرب إسرائيل ضد حماس الوضع الإنساني في غزة ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة ماكرون في إسرائيل إسرائيل حماس غزة الرئیس الفرنسی فی الدفاع عن إسرائیل فی یمکن أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

مصور أوباما: التحدي ليس في التقاط الصور بل في العثور على قصة تُروى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025"، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في منطقة الجادة والذي يستمر حتى 26 فبراير، قدّم مصور البورتريه العالمي مارتن شولر خلاصة تجربته الإبداعية لجمهور المهرجان خلال جلسة حوارية بعنوان "مستقبل التصوير"، حيث ناقش آفاق التصوير الفوتوغرافي في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم الرقمي، مسلطًا الضوء على التحديات والفرص التي تواكب هذا المجال.
استهل شولر الجلسة بتأكيد أهمية السرد القصصي في التصوير الفوتوغرافي، موضحًا أن دور المصور لا يقتصر على التقاط صور جميلة فحسب، بل يمتد إلى تقديم قصص بصرية ذات مغزى. وأوضح قائلًا: "في عالم التصوير الفوتوغرافي، لا يكمن التحدي الحقيقي في مجرد التقاط الصور، بل في القدرة على العثور على قصة تستحق أن تُروى".

رحلة التحدي
بدأ شولر رحلته مع إحدى المنظمات المناهضة لعقوبة الإعدام، إلا أنه واجه في البداية رفضاً بسبب طبيعة صوره. ويعلق على ذلك قائلاً: "لم يثقوا بي لأنهم لم يحبوا صوري الفوتوغرافية، إذ كانوا يرون أنها تشبه صور الشرطة الجنائية. لكن أحد أعضاء المنظمة وجد في عملي قيمة حقيقية، ومنحني الفرصة لإثبات رؤيتي."
كانت فكرته تتمحور حول توثيق قصص الأشخاص الذين تمت تبرئتهم من أحكام الإعدام من خلال تصوير بورتريهات قريبة، إلا أنه سرعان ما أدرك أن الوجوه وحدها لا تعكس الصدمة التي مر بها هؤلاء الأشخاص. وبحثاً عن وسيلة أكثر تعبيراً، قرر الجمع بين الصور الثابتة والمقابلات الصوتية، مما أضفى على رواياتهم بعداً أعمق وأثّر بشكل أقوى في المتلقي.
من الرفض إلى التقدير العالمي
على الرغم من رفض ناشيونال جيوغرافيك لمشروعه في البداية، لم يستسلم شولر، بل قرر تمويله بنفسه، وسافر إلى بورتو ريكو لالتقاط الصور التي طالما حلم بها. ومع تزايد الاهتمام العالمي بقضايا العدالة الاجتماعية، أدركت ناشيونال جيوغرافيك أهمية مشروعه وقررت دعمه لاحقاً. ويصف شولر هذه التجربة قائلاً: "كنت قد أنجزت مشروع التصوير بالفعل، وحوّلته إلى معرض فيديو عُرض في أحد متاحف نيويورك. وبعد ذلك، حصلت على تمويل من ناشيونال جيوغرافيك لتوسيع نطاق المشروع والتقاط المزيد من الصور، كما أنشأت مقاطع فيديو لصالح المنظمة لدعم قضيتها".

الفن وإعادة الابتكار

عندما يُسأل شولر: "هل أنت فنان؟" يجيب بلا تردد: "نعم، أنا فنان" ومع ذلك، يعترف بشعوره ببعض التردد حيال هذا الوصف، ويوضح ذلك قائلاً: "إذا كنت رساماً، فعليك أن ترسم بأسلوب غير مسبوق. والأمر ذاته ينطبق على التصوير الفوتوغرافي؛ فالتقاط صور جميلة أو تقليدية لا يكفي، بل يجب تقديم منظور جديد يضيف بُعداً غير مألوف للرؤية البصرية".

تحديات المهنة في عصر المنصات الرقمية
تحدث شولر عن التأثير المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي على سوق التصوير الفوتوغرافي، ويعلق قائلاً: "بعض العلامات التجارية الكبرى، باتت تلجأ إلى مصورين على إنستغرام وتدفع لهم مبالغ صغيرة نسبياً". ويرى أن الاعتماد على المعارض الفنية لم يعد كافياً لكسب العيش، إذ تصل تكلفة الإيجار الشهري لمعرض في نيويورك، وفق تصريحه، إلى 30,000 دولار، مما يتطلب تحقيق مبيعات ضخمة لتغطية التكاليف الشهرية.
في ختام حديثه، شدد شولر على أهمية توثيق الواقع كما هو، بعيداً عن التعديلات الرقمية والذكاء الاصطناعي، حيث قال: "أرى أن من مسؤوليات المصورين الحقيقيين توثيق عصرنا بواقعيته، حتى تتمكن الأجيال القادمة من رؤية العالم كما كان في زماننا". 
 

مقالات مشابهة

  • مصور أوباما: التحدي ليس في التقاط الصور بل في العثور على قصة تُروى
  • الرئيس عون عرض والوزير مكي لخطة العمل التي سيعتمدها في وزارته
  • انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
  • "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال
  • الكشف عن نتائج الفحص الطبي لـ السنوار.. إسرائيل ستساوم على الجثمان
  • ماكرون يحذر ترامب: لا تكن ضعيفاً أمام بوتين
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
  • فريدمان يحذر من سياسات ترامب الاقتصادية.. تؤدي إلى نتائج عكسية
  • الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل