فى لحظة بدت وكأن معركة كسب الرأى العام الدولى خسرناها، وتحول المزاج الشعبى الدولى ضد كل ما هو عربى وليس فقط فلسطينيا. لتظهر الحقائق الجديدة فى وحشية الحرب على غزة وتعيد المزاج الشعبى الدولى إلى وضعه السليم أو تعديله ايجابيا ولو بشكل جزئى على الأقل، بعد هزة عنيفة أصابت مستوى وعى قيادات ونخب غربية عديدة.
وما يزيد من وطأة الهزيمة العامة وجنون إسرائيل انهيار قناعة أن القضية الفلسطينية ماتت فى وجدان الناس، وأن جيل ما بعد أوسلو ليس كجيل النكسة، وأن آخر فخر يمكنك أن تذكره من انتصارات عربية هو نصر السادس من أكتوبر 1973، حتى جاءت ذكرى هذا النصر بعد خمسين عاما تقول إن الشعوب الحية لا تفقد الذاكرة، والزهايمر الذى يصيب السياسيين ليس وباء يمكن نشره بين الناس. لذا فإن أبرز المفارقات التى تصيب العقل الإسرائيلى الأمريكى بالهلع، هى أن كل القادة والمقاومين على الأرض هم من جيل الانتفاضة، لا من جيل النكسة!، وأن السقوط الذى توقع معظم المراقبين حدوثه لهذه الأمة، صار سقوطا عكسيا لحضور الكيان الاسرائيلى وتنامى عدم القبول به.
فكيف يتوارث الناس الوجع، وهل سيُثبت علم الوراثة أن جينات الوطن جزء من تكوين البشر؟ أم أن هذه خصوصية أجيال الانتفاضة التى تتجدد كل عقد من الزمن بصورة أكثر وضوحا؟ ذاك سؤال للتاريخ وليس لنا، أما ما هو لنا فمتابعة هذا الواقع المتجدد وكيف أن البيت الأبيض الذى يريد نصراً مزدوجاً فدفع بجيشه ليكون مع إسرائيل فى اجتياح غزة، ودفع بجماهير الشارع الأمريكى لإعادة انتخاب بايدن.
ويبدو الرهان مستمرا، فالبيت الأبيض يعتبر الأمر قضيته الأولى، وتظهر إسرائيل ليس كحليف إستراتيجى لأمريكا فحسب، بل وأكثر من كونها الولاية الحادية والخمسين، إلى ظهورها بأنها حاملة طائرات عسكرية أمريكية ثابتة فى الشرق الأوسط لا أكثر. ولذا جاء حضور بايدن جوار نيتانياهو الأربعاء الماضى كعضو فى حكومة اليمين الإسرائيلى لا كرئيس أكبر دولة فى العالم. ويزداد سوء حظ بايدن لينكشف أكثر، بأنه يصل المنطقة مع حدوث أبشع جرائم الحرب، فى قصف إسرائيل المستشفى الاهلى المعمدانى بغزة، وادار بايدن الكاثوليكى الملتزم خده لمجزرة المستشفى المعمدانى الذى يعمل مُنذ عام 1882 اى قبل 66 عاما لوجود مسمى إسرائيل، ويحاول تبرئة إسرائيل من فعلتها ، ويمضى يطلب من قادة المنطقة استقباله الذى يحول دون إتمام مراسيمه جثامين آلاف الضحايا الذين قتلتهم إسرائيل فى غضون أيام بغزة، فيلغى العرب برنامجهم معه قبل وصوله إلى الشرق الأوسط بساعات. فكيف سيتخطى الرجل العجوز المنهك كل أكياس القتلى تلك ببرود؟، ويذهب ليشرب القهوة العربية فى خيمة على شط البحر الميت مثلا وقد استيقظ كل الموتى الآن وليس فقط الأحياء، كيف؟. لذا أُلغيت القمة الرباعية بينه ورؤساء مصر والأردن وفلسطين، وبقى بايدن حيث أراد أن يكون، وحيداً مع أسوأ حكومة إسرائيلية فى تاريخ الكيان، يتابع إحصاء الضحايا فى غزة، وفق معادلة راسخة لدى فريقه تقول إن رفع عدد القتل اليومى فى صفوف الفلسطينيين، يرفع أسهم الرجل المنهك فى الانتخابات المقبلة، ويسرع الفريق المشتت فى إكمال رسم شكل خريطة شتات جديدة للشرق الأوسط الجديد!. وينسى الكل أن هناك أمرين واضحين على الأقل أظهرتهما الأيام. الأول: الواقع يثبت أن قضايا الشعوب لا تموت، وأن قضية فلسطين فى قلب هذه الأمة من المحيط إلى الخليج مهما تكن ظروف دولها. والثانى: أن عنصرية وحماقة حكومة الكيان الاسرائيلى لا تصنع غير خراب لن يتوقف سقوطه إلا فى البيت الأبيض نفسه، فالحماقة كما العنصرية أعيت من يداويها وقد اجتمعت كلتاهما فى أبشع صورهما الآن.
اقرأ أيضاً حلف الفضول وخذلان غزة عاجل: الرئيس الفرنسي ماكرون يصل تل أبيب ”للتضامن مع إسرائيل” ”طلعونا منشان ألله”.. صرخات أطفال غزة من تحت الركام بعد إسقاط الاحتلال أطنان من المتفجرات عليهم ”فيديو” الكشف عن مشروع قرار أمريكي ”معدل” إلى مجلس الأمن.. وهذا ما تضمنه حول جرائم الإبادة الإسرائيلية بعد تحريك مدمرات صينية نحو الشرق الأوسط.. بكين تدعو لوقف حرب غزة ووزير خارجيتها يطير إلى واشنطن إدارة بايدن تعترف بافتقار إسرائيل لأهداف عسكرية في غزة وعدم قدرتها على تنفيذ غزو بري ناجح ثلاث مجازر جديدة بقصف للاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة الليلة ”فيديو” عاجل: كتائب القسام تنشر فيديو لحظة إطلاق سراح المحتجزتين الإسرائيليتين.. شاهد كيف ودعتهم العجوز ضربة قسامية قوية.. اختراق ألف موقع إلكتروني لإسرائيل ونشر فيديو: الموت ينتظركم في غزة ”شاهد” أقوى موقف للمجلس الرئاسي أمام السفير الأمريكي بسبب دعم بلاده للإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق غزة عاجل: أول صورة للمحتجزتين من الجنسية الإسرائيلية بعد إعلان أبو عبيدة القسام الإفراج عنهما إعلان جديد من ”كتائب القسام” بشأن إطلاق سراح محتجزتين إسرائيليتين رفضت تل أبيب تسلمهماسفير اليمن لدى المغرب
*الأهرام
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
النواب الأمريكي: نقف بثبات إلى جانب إسرائيل ودول منطقة الشرق الأوسط
قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، أن الرئيس الأمريكي ترامب اتخذ إجراءات قوية على أمل تحقيق سلام دائم في غزة، ونقف بثبات إلى جانب إسرائيل ودول منطقة الشرق الأوسط.
وأعلن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، اليوم الأربعاء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع أوامر تنفيذية بإعادة إمداد إسرائيل بالذخيرة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن أن ترامب رفع الحظر عن الذخائر التي حُجبت عن إسرائيل.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تل أبيب ستحقق بالفشل الذي حدث في 7 أكتوبر، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته فصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة.
َوقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض إن ترامب يرى مستقبلا مختلفا لقطاع غزة.
وأشار نتنياهو إلى أن فكرة ترامب تجاه قطاع غزة جديرة بالاهتمام وستغير التاريخ.
وأكد نتنياهو أن ترامب هو أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه غير الشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر.
وزعم ترامب، أن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وستمتلكه، مضيفا أن قطاع غزة سيسوى بالأرض ويبدأ تنمية اقتصادية.
وأشار ترامب إلى أنه سيعمل على توفير فرص عمل وإسكان لسكان القطاع، و يجب أن تمر غزة بمرحلة إعادة الإعمار وأن يسكنها نفس الأشخاص.
وادعى الرئيس الأمريكي، أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ساعدت حركة حماس.
وأضاف، أن قطاع غزة يجب أن يمر بمرحلة إعادة الإعمار وأن يسكنه نفس الأشخاص.
وأكد ترامب، أن التحالف الأمريكي الإسرائيلي سيصبح أقوى، مشيرا إلى أن شراكته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي جلبت السلام إلى الشرق الأوسط.
ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن عدة دول ستنضم إلى اتفاقات أبراهام خلال السنوات القادمة ووجه ترامب الشكر لنتنياهو على العمل مع فريقه لإنجاز اتفاق غزة.
وزعم الرئيس الأمريكي أن قطاع غزة كان مكانا للموت والدمار لعقود، وأصبح لا يصلح للعيش، زاعما أنه يمكن لسكان غزة العيش بمناطق جميلة بدلا من أراض مدمرة.
وأوضح ترامب أن المناطق التي ستستقبل سكان غزة قد تصل إلى 12 وأن الولايات المتحدة ستعمل على تفكييك المتفجرات في قطاع غزة.