شبكة اخبار العراق:
2025-03-10@15:09:46 GMT

ثنائية غزة والفلوجة

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

ثنائية غزة والفلوجة

آخر تحديث: 24 أكتوبر 2023 - 9:53 صبقلم: أحمد صبري مِثلما أصبحت الفلوجة رمزا للمقاومة العراقيَّة، فإنَّ غزَّة هي الأخرى تحوَّلت إلى عنوان للصمود وثبات الموقف الفلسطيني، وثنائيَّة الفلوجة وغزَّة عَبْرَ مسار المواجهات مع الاحتلالَيْنِ الأميركي والإسرائيلي تحوَّلتَا إلى حائطٍ للصدِّ وإفشال المشروع الاستعماري الَّذي استهدف حاضر ومستقبل الأُمَّة.

إنَّ معركة «طوفان الأقصى» تُعدُّ نقلةً نَوْعيَّة في شكلها ونتائجها وآثارها، ليس على فلسطين فحسب، وإنّما على المنطقة بِرُمَّتها. هذه المعركة غير المسبوقة كان الهدف الأساسي مِنْها هو رسالة للعالَم أنَّ فلسطين حُرَّة وحيَّة وأبيَّة وأن شَعبها مهما طال الظلم فإنَّها استطاعت هدم منظومة الأمن الإسرائيليَّة الَّتي لَمْ تشهدْ مثيلًا لها منذ احتلال فلسطين وحتَّى الآن. إنَّ ارتدادات معركة طوفان الأقصى ستترك بصمة على مسار الصراع العربي ـ الإسرائيلي لصالح شَعب فلسطين الَّذي تحوَّلت قضيَّته إلى قضيَّة إنسانيَّة ولاجئين يفرض الاحتلال الصهيوني مخطَّطات التهويد وحصار التجويع الَّذي يستهدف إرادة المقاومة الَّتي انتصرت بفرضها واقعًا جديدًا في مسار الصراع. نعم، إنَّها معركة غير مسبوقة، فهي المرَّة الأولى الَّتي يبادر فيها الفلسطينيون إلى مباغتة «إسرائيل» من دُونِ مقدِّمات بهذا الاجتياح في تاريخ «إسرائيل» منذ اغتصابها فلسطين وحتَّى الآن. وفي الأحوال كافَّة فإنَّ معركة «طوفان الأقصى» تُعدُّ نقلةً نَوْعيَّة وعلامة فارقة في شكلها ونتائجها وآثارها ليس على فلسطين فقط، وإنَّما على الإقليم بكامله تزامن مع، الفشل الاستخباري الذريع الَّذي مُنِيت به «إسرائيل» في توقيت العمليَّة، ناهيك عن أبعادها، الَّتي أسقط أسطورة الردع الإسرائيليَّة.
والمقاربة بَيْنَ الفلوجة وغزَّة هي لتوضيح الصورة وأبعادها عَبْرَ دَوْرهما في مقارعة الاحتلال، فالفلوجة الَّتي قاومت الاحتلال الأميركي وانتصرت عَلَيْه في معركتها الأولى في نيسان/ أبريل العام 2004 كانت بداية ومقدِّمة للحراك المقاوم بعد احتلال العراق عام 2003. ومثل موقف أهل غزَّة الَّذين يرفضون مغادرة أرضهم متمسكين بحقِّهم التاريخي، بقي أهل الفلوجة صامدين يأبون الخروج مِنْها، رغم التهديد والقتل والاعتقال، وعانت المدينة من هدم بالمباني ودمار البنية التحتيَّة لَمْ تقفْ قوَّات الاحتلال الأميركي عِند هذا الحدِّ، بل ارتكبت في حقِّ أبنائها جرائم بَشِعة وشنيعة؛ سجون أبي غريب وغيرها شاهد على ذلك. إنَّ معركة الفلوجة كانت عنوانًا لرفض الاحتلال؛ لأنَّه عدوٌّ للعراقيِّين ومصدر رفضهم لوجوده في بلادهم وما سبَّبه من مآسٍ وكوارث ما زال يعاني مِنْها العراقيون.
لقَدْ سجَّلت المقاومة العراقيَّة ضدَّ الاحتلال الأميركي قصب السبق؛ كونها أسرع مقاومة في التاريخ عِندما انطلقت في اليوم الثاني لغزو واحتلال العراق في العاشر من نيسان 2003 بمقتل أوَّل جندي بجنوب بغداد وتواصلت صعودًا بعد تلك المعركة.إنَّ الدَّعم الأميركي غير المحدود للكيان الصهيوني لَمْ يوقفْ جذوة المقاومة الفلسطينيَّة ورفضها للمشروع الصهيوني الَّذي يستهدف ابتلاع فلسطين على حساب الحقوق المشروعة في إقامة دَولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.وطبقًا للراشح على الأرض ومسار معركة «طوفان الأقصى» سيكُونُ لها دَوْر كبير في تغيير موازين القوى والرَّدع الَّتي كانت على الدوام تكُونُ لصالح الكيان الصهيوني.وعِندما نربط بَيْنَ مسار الفعل المقاوم في الحالتَيْنِ الفلسطينيَّة والعراقيَّة وما بَيْنَهما فإنَّنا نقف أمام تجربتين لا يضاهيهما أحَد بنتائجها تحكي قصَّة شَعب فلسطين لَمْ تكسرْ إرادته أساطيل وأسلحة الدعم الأميركيَّة، وبقيَ صامدًا في غزَّة يقاوم ببسالة الشجعان، كما قاومت الفلوجة نَفْسَ العدوِّ وأسلحته، وعبَّرت عن إرادة العراقيِّين الَّتي لَمْ تنحنِ أمام المشروع الأميركي الصهيوني الَّذي يستهدف فلسطين والعراق وأقطار الأُمَّة العربيَّة جمعاء.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي قتل 12316 في غزة.. نساء فلسطين يواجهن التهجير والتجويع

البلاد – رام الله
تعاني الفلسطينيات ظروفًا إنسانية ومعيشية شديدة القسوة بفعل جرائم الإبادة والتهجير والحصار التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، وبينما صادف أمس السبت اليوم العالمي للمرأة، وسط احتفاء بهن في أنحاء العالم كافة، جاءت هذه المناسبة وقد تضاعفت آلام المرأة الفلسطينية، فيما يتجاهل المجتمع الدولي تلك المعاناة.
قطاع غزة الذي تعرض لإبادة إسرائيلية جماعية استمرت 15 شهرًا، كان للنساء حصة كبيرة منها، من حيث القتل والاعتقال والاختفاء القسري، والتنكيل والتعذيب، فضلًا عن النزوح والحصار والحرمان من أبسط مقومات الحياة، والعيش في ظل ظروف مأساوية لا يتحملها بشر.

وفي الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تتحمل المرأة العبء الأكبر من جرائم الاحتلال وإجراءاته الممنهجة وسط ظروف مأساوية لا إنسانية، جراء القصف والاعتقالات والتهجير وعمليات الهدم والاستيطان، فضلًا عن الأوضاع المعيشية الصعبة.
وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، على حق النساء والفتيات الفلسطينيات في العيش بأمان وسلام، والتمتع بالحماية القانونية اللازمة من جريمة الإبادة الجماعية، وعدوان الاحتلال الاسرائيلي غير القانوني المستمر والممنهج وواسع النطاق، وإرهاب مستعمريه، وضرورة إنهاء ممارساته العنصرية والإجرامية بحقهنّ.
وقتل الاحتلال الإسرائيلي 12316 امرأة في قطاع غزة، وهناك 13901 امرأة ترملت وفقدت زوجها ومعيل أسرتها، ونحو 17 ألف أم ثكلت بفقدان أبنائها، و50 ألف امرأة حامل وضعت مولودها في ظروف غير إنسانية، و162 ألف امرأة اُصيبت بأمراض معدية و2000 امرأة وفتاة ستلازمها الإعاقة جراء بتر أطرافها.
وتعيش نساء غزة حاليًا ظروفًا إنسانية ومعيشية كارثية، ويعانين من الموت البطيء جراء التجويع والتعطيش وانعدام الرعاية الصحية، في ظل الحصار المطبق، خاصة بعد قرار الاحتلال منع إدخال المساعدات.
ويقع على عاتق المرأة الفلسطينية تحمل تبعات الفقر والحصار الذي يعصف بالأراضي الفلسطينية عمومًا، وبقطاع غزة خصوصًا، فهي من تتولى تدبير شؤون أسرتها بعد أن فقدت عشرات آلاف الأسر مصادر دخلها الرئيس، وهي من يخرج إلى العمل في ظروف قاسية ومقابل أجور زهيدة، في ظل ندرة فرص العمل.
وواقع المرأة الفلسطينية في الضفة لا يقل معاناة، في ظل الهجمة المسعورة على مدن ومخيمات الضفة وإجبار آلاف النساء على النزوح القسري رفقة أسرهن، واعتقال المئات وتعرضهن للاعتداء والتنكيل.
وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن العالم يحتفي في هذا اليوم بإنجازات النساء، ويجدد التزامه بالمساواة والعدالة، بينما تقف المرأة الفلسطينية في قلب معركة البقاء، وتواجه العبء الأكبر من الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ومحاولات التهجير القسري والتطهير العرقي.
وجددت الخارجية الفلسطينية مطالبتها بضرورة دعوة اللجان الدولية، لإجراء تحقيق شامل لمختلف أشكال العنف الممنهج ضد المرأة الفلسطينية، ومساءلة ومحاسبة الاحتلال الاسرائيلي الاستعماري عن جرائمه وانتهاكاته المستمرة، وإرهاب مستعمريه، وإحقاق حقوق الفلسطينيين في تقرير المصير والاستقلال والعودة للاجئين الى درياهم التي شردوا منها، فورا ودون قيد أو شرط، وتجسيد دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس.

مقالات مشابهة

  • قمة فلسطين الطارئة.. موقف عربي موحد ضد الاحتلال
  • الاحتلال الإسرائيلي قتل 12316 في غزة.. نساء فلسطين يواجهن التهجير والتجويع
  • الاحتلال الصهيوني يقتحم عدة بلدات فلسطينية في بيت لحم وقلقيلية ورام الله ونابلس
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تشيد بقرار السيد القائد إمهال العدو الصهيوني 4 أيام
  • قيادي بحماس: لولا طوفان الأقصى لأصبحت فلسطين مثل الأندلس
  • فلسطين: سنعمل بكل الوسائل على إنجاح خطة إعادة إعمار قطاع غزة
  • الأمم المتحدة تحذر من الآثار الوخيمة لعمليات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية
  • إصابة 3 لبنانيين برصاص جيش الاحتلال الصهيوني
  • الخارجية الفلسطينية تدين اقتحام الاحتلال الصهيوني لـ8 مساجد في نابلس
  • قاضي قضاة فلسطين يُدين جريمة إحراق مسجد "النصر" بنابلس